الفرقة الوطنية للفنون الشعبية في العراق هي مؤسسة تهتم بالحفاظ على التراث الشعبي والفنون التقليدية في العراق.. تعمل على تنظيم العروض الفنية والفعاليات التي تعكس التراث الثقافي للبلاد، بما في ذلك الأغاني الشعبية، والرقصات التقليدية، والموسيقى التقليدية، وغيرها من التعبيرات الفنية الشعبية، اضافة الى سعيها لتعريف العالم بالتراث الثقافي للعراق وتعزيز الفهم والتقدير لهذا التراث بين الشعب العراقي والمجتمع الدولي  من خلال تقديمها لعروض فنية وفعاليات متنوعة في مختلف أنحاء البلاد...

ولمناسبة ذكرى تأسيس هذه الفرقة العتيدة الرابعة والخمسين ودورها في نشر التراث والفولكلور العراق كان للزوراء هذا الحوار الموسع مع السيد فؤاد ذنون مدير الفرقة :
-اهلا وسهلا بك استاذ فؤاد وانت اليوم ضيفا على جريدة الزوراء .
-اهلا ومرحبا بكم وشكرا على مشاركتكم احتفالنا لمناسبة الذكرى 54 لتاسيس هذه الفرقة .
-لنبدأ الحوار اولا بتعريف قرائنا الاكارم بشخصيتكم لطفا ؟
-انا فؤاد ذنون مجيد الراوي مدير الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية، وانا أحد مؤسسيها من العام 1971 ومستمر لحد الان بالعطاء وتقديم الاعمال التراثية الفولكلورية والاوبريتات الوطنية اما عن هواياتي قبل ان انتمي الى الفرقة كنت لاعب كرة قدم في اتحاد الكرادة الشرقية وكان ملعب الاتحاد في بناية المسرح الوطني .ولادتي 1952 بغداد متزوج ولدي اربعة اولاد وبنت واحدة ولدي احفاد ..تخصصي الفني مصمم لوحات واخراج اوبريتات وطنية وتراثية .
-بما انك المدير الحالي للفرقة نود ان نتعرف على نشاتك وكيف تم اختياراك لتكون مديرا لهذه الفرقة التي تختص بهذا اللون من الفنون الشعبية ؟
-حدثنا عن بداياتك مع العائلة وكيف نمت الهوايات الفنية لديك 
-نشأت في بغداد وكان والدي رجل كاسب وقد اهتم في تربيتنا بشكل ممتاز في صباي مارست الرياضة كثيرا وخاصة لعبة كرة القدم ثم انتميت الى الفرقة الوطنية الشعبية عام 1971 وفي وقتها عارض اهلي الانتماء لهذه الفرقة، وبعدها تم اقناعهم بعملي في هذه الفرقة .
-وكيف تم انتماؤك لهذه الفرقة ؟
-خلال فترة السبعينات كانت الحياة بسيطة وظروف العيش صعبة ايضا وفي وقتها تم افتتاح هذه الفرقة وكانت المسؤولة عنها السيدة قمر خانم وهي خبيرة روسية.
 وفي حينها قدمت لاكون احد اعضائها وتم اختباري من قبل قمر خانم ومعي مئات الشخصيات ومن خلال ذلك الاختبار عرفت اني لاعب كرة قدم فخيرتني بين ان اكون لاعبا لكرة القدم او الفرقة الوطنية التي كانت تسمى الفرقة القومية فاخترت الفرقة نتيجة لوجود امتيازات كثيرة فيها ومنها الرواتب والسفر الى خارج العراق وفعلا تم انتسابي وسافرت لاكثر من ثمانين دولة ومن ثم استطعت ان اصقل موهبتي بالمتابعة وقراة الكتب الفولكلورية ومشاركاتي بمسوحات فنية في جميع مناطق العراق .
-هنا تقصد انك كنت عضوا في الفرقة وكان عملك في الفرقة هو اول عمل وضيفي ؟ 
-نعم تعييني في الفرقة هو اول عمل وضيفي لي وكان ذلك عام 1974 تم تعييني كموضف رسمي وكنت مؤدي بعد ذلك اصبحت مساعد مدرب ثم مدرب ثم اصبحت مصمما ثم مخرجا وكانت تلك تلك المسؤوليات ضمن سنوات كثيرة خاصة وانني تتلمت على يد اربعة خبرا وكان اولهم قمر خانم ورشيديان الارميني ومستر كيم الكوري ومستر يو الكوري ايضا وانتولي وجوزيف خوري اللبناني وكل واحد منهم له مدرسة خاصة منها البالية والاستعراض والشعبي وقد حصلت على خبرة كبيرة من كل واحد منهم ثم نفذت مسوحات ميدانية مع الخبرا وهم يتابعون عادات وتقاليد الشعوب بكل قومياته واقلياته في بغداد وجميع المحافظات العراقية .
-متى اصبحت مديرا للفرقة ؟
-قبل 2003 كت معاونا للمدير ثم اصبحت مديرا للفرقة .
-هل تتذكر بداياتك كمدير للفرقة وما هي الخطوات التي بدأت تنفيذها؟
-الخطوات الاولى كانت صعبة ولكني اتمتع بشخصية قيادية استطعت من خلالها قيادة الفرقة فوضعت كل خبراتي للتصميم وللاختيار وللتنفيذ واستطعت ان اعمل بجميع مسؤولياتي التي تدرجت فيها وكنت المدير بعد مدرا عدة وكان من بينهم كريم عواد وغيره .
-ما هو التاريخ الحقيقي لتاسيس الفرقة ؟
-في 1/3/1971  بعد الغا فرقة الرشيد وكانت فرقة فطرية انذاك وبتاسيس الفرقة صارت هذه هي الفرقة الاكاديمية وقد تم استقطاب خبرا اجانب لتكون هذه الفرقة تمثل الدولة والتريخ العراقي الصحيح .
-هل تتذكر اللوحات الاولى التي بدأتها؟
-نعم كان اولها العرس البصري والعرس الموصلي والسقة والحوريات والغنامة والدبة العربية والدبكة الكردية والاوبريتات الكثيرة وكثير منها .
-هل تتذكر اسما الراقصين الاوائل ؟
-كانوا كثيرين ومنهم محمد عبد الله وحسن سعدون وهنا عبد الله وناهده علي وكانوا زملا واصدقا لنا وكانوا مؤدين ممتازين في الفرقة وقد توالت الفرقة اسما كثيرة واستمرت رغم الظروف الصعبة والحصار .
-هل تتذكر اول عرض للفرقة ؟
-كان اول عرض في قاعة الخلد وهو اوبريت عنتر وعبله والذي اخرجته قمر خانم وكان العرض ضمن موسم للفرقة .
-هل كانت الفرقة مدعومة ؟
-نعم وكان دعمها كبيرا وبدليل انها عندما حازت على الجائزة الاولى في مهرجان عام 1980 وفيها حصلت الفرقة على سيارات اتو كرونا اضافة الى ساعات ومبالغ نقدية وكانت الفرقة مدعومة بافضل الازيا والاعمال .
-هل كنتم تؤلفون اغان خاصة بكم ام تعتمدون الاغاني التراثية فقط ؟
-بالنسبة للفرقة فانها تعتمد الاغاني القديمة والتراثية اما بالنسبة للاعمال الوطنية والاوبريتات فاننا نعتمد التلحين الجديد والحديث ويتم توضيفها ضمن المناسبات مثل العيد الوطني وغيرها مثل سلام عليك يا وطني وانا اقوم بتصميمها واخراجها وتقدم في مناسبات وطنية .
-ما هو تقييمكم للفرقة ؟
-الفرقة في بداياتها كانت تحصل على دعم كبير ومثلما هو معروف ان الدعم يطور الفرقة واذا لم  يكن هناك دعم للفرقة فان مستوها يتدنى يوما بعد يوم وسنة بعد سنة والفرقة بالتاكيد بحاجة الى دعم مادي ومعنوي وعندما ينفقد الدعم فان مستوها يتدنى .
-هل تشعرون بمضايقات معينة من اية جهة كانت لاننا نقدم التراث ونقدم ما به قيمة ولا نقدم الشي الهابط ونقدم عادات اباؤنا واجدادنا ونحن نشعر ان الجميع يفتخر بنا دينيا وسياسيا .
-هل تشعرون ان الفرقة تقدم رسالة معينة ؟
-نعم الفرقة في كل عمل تقدمه فهي تقدم رسالة معينة الرسالة ثقافية وتراثية لما يتضمنه تاريخ العراق من مضامين عريقة ورسالتي هي الاهتمام بفرقة العراق، الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية، كونها صاحبة رسالة إنسانية ووطنية تمثّلُ كل العراقيين بقومياتهم وألوانهم، ودعمها من كل النواحي.
-كم دولة شاركت الفرقة بعروضها؟
-بحدود ثمانين دولة قدمنا فيها عروضا جميلة وشاهدنا العالم بفرح غامر وسعادة كبيرة وكان اخرها وليس اخيرها هو مهرجان ابهى الذي في عسير بالسعودية وفيها حققنا نجاحا كبيرا جدا ومثلنا العراق خير تمثيل وكان العرض قبل اقل من شهر من هذا الحوار .- من اين تستقي الفرقة افكارها الجديدة؟
-الفرقة دائما تستقي افكارها الجديدة من تراثنا ومن وحي المناسبة ايضا وطريقتنا هي الاعتماد على السيناريو والفكرة المكتوبة ياتي الملحن ويؤلف لها الموسيقى على النص المكتوب ويتم فيها تلاقح بين الافكار جميعا وبجلسات عميقة وكل يطرح افكاراه واراه .
-طيب ما دمنا قد انجزنا اكثر المعلومات عن الفرقة نود ان نطرح عليك بعض الاسئلة الخاصة ونود الاجابة عليها بكل صراحة فمن هو فؤاد ذنون ؟
-فؤاد ذنون لمن لا يعرفني اقول هو فنان عراقي، انقسمت مراحل حياته  بين الفن والمسرح، والإدارة، قدم العديد من الاعمال، مثلما أدارها، أدار الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، وعدّ ابن دائرة السينما والمسرح قدم أكثر من 20 عاما من عمره في خدمة هذا المجال،  وانا اشعر انني  خلقت لاكون مصمما ومدربا ومخرجا لكافة الأعمال التي تقدمها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية .
-لو لم تكن فنانا ماذا كنت تتمنى ان توكن ؟
-لكنت رياضيا فتلك كانت بدايات هواياتي .
-هل تقرا وآخر كتاب قرأته؟
- مرتفعات وذرنك
-آخر موقع الكتروني زرته؟
-كل المواقع وخاصة سناب جات
-الفيلم السينمائي الذي بقي في ذاكرتك؟
-آخر فيلم ثمن الحرية ستيف ماكون
-هل تحب الشعر؟ وما هو البيت الذي تردده دائما ؟
-  احب شعر السياب «عيناك غابتا نخيل ساعة السحر او شرفتان راح ينئى عنهما القمر»
-حكمة تقتنع بها؟
-لسانك حصانك فان صنته صانك وان هنته هانك .
-الاغنية التي تحب سماعها ؟
--  الاغاني القديمة تعجبني كثيرة واحب جيل الرواد .
-أقرب أعمالك الى نفسك ؟
-أكثر أعمالي لأنني أكون على قناعة بها، ولكن أقربها اوبريت المصالحة الوطنية
-لنعد الى الفرقة ونسالك ما هو الجديد لديكم الان ؟
-لدينا الشي الجديد الذي نعمل عليه الان وهو اعمال ثراثية وفولكلورية جديدة .
-ولمناسبة ذكرى تاسيس الفرقة هل لكم كلمة بالناسبة ؟
-نعم الان نعيش الذكرى 54 لتاسيس الفرقة أي في 1/3/1971 وانا احيي الرعيل الاول من الفرقة الذين كانوا مؤسسن لها بكل صنوفهم موسيقيين ومؤدين وشعرا وكتاب وملحنين احييهم لانهم البذرة الاولى واحيي العناصر التي استمرت بعد الرعيل الاول للحفاظ على ديمومة هذه الفرقة العريقة احيي كل اعضائها .
-هل تشعر بشي تود ان تقوله ؟
-الكثير ومثلما تعرف ولكوني قائدا للفرقة فانها تحتاج الى دعم مستمر وعناصر جيدة لذا اتمنى من وزارة الثقافة ومن الحكومة ان تقدم الدعم للفرقة رعاية خاصة كونها الفرقة الوحيدة في العراق وهي التي قدمت بفنها كل ما هو موروث من تاريخ العراق وحققت النجاحات والسرور في نفوس كل من شاهدها .
-شكرا لكم مع التهاني للفرقة بذكرى تاسيسها ونجاحاتها المتلاحقة .