رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون....قدمت أول نشرة أخبار باللغة الإنجليزية على القناة الثانية في تلفزيون بغداد...المذيعة أمل حسين لـ"الزوراء":لا يوجد لي أي أرشيف في الصحافة وأنا السبب كوني لا أؤمن بالانتشار


المشاهدات 1762
تاريخ الإضافة 2024/02/26 - 8:18 PM
آخر تحديث 2024/05/04 - 8:36 AM

لكل فترة مبدعيها وهي من جيل الثمانينات.. أبدعت بإطلالتها وطريقة إلقائها العفوية باللغتين العربية والإنجليزية، وأجادت تنسيق حركاتها بما يلائم الذوق العام، تعلو هذا كله ابتسامة رائعة تنطلق مع كلمات ومحتوى ثقافي قلما نسمع أو نرى مثله الآن.
تتحلى ضيفة الزوراء هذا الاسبوع المذيعة التلفزيونية العراقية أمل حسين بجميع المواصفات التي يجب ان يتحلى بها مذيع التلفزيون من اتقان للغة العربية وقدرة الاداء وجمال المظهر والاناقة .
أمل حسين التي عرفها وشاهدها الجمهور العراقي كمذيعة ومقدمة برامج تميزت بكل هذه المواصفات فهي مذيعة لنشرات الاخبار باللغتين العربية والانجليزية، اضافة الى انها قدمت العديد من البرامج الحوارية التي استضافت فيها الكثير من فناني ذلك العصر وشاركت في ابرز برنامج تلفزيوني يعنى باللغة العربية وقواعدها عنوانه ( احلى الكلام ) .
أحلى الكلام مسلسل تلفزيوني عراقي تعليمي لتعليم اللغة العربية بطريقة درامية بطولة الممثل جعفر السعدي (مدرس اللغة العربية في المسلسل) والمذيعة أمل حسين (الآنسة قواعد - ملكة مدينة القواعد)، وهو من إنتاج شركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني،  كان يبث على شاشة تلفزيون العراق - القناة الأولى على شكل حلقات منفصلة، كل حلقة بعنوان خاص بها، تم عرضه لأول مرة في سنة 1986م...

الزوراء تابعت المذيعة امل حسين بمحل سكناها في نيوزيلندا اليوم واجرت معها الحوار التالي :-
-هل ما زال جمهورك في العراق يتذكر المذيعة امل حسين ؟
-اعتقد هذا وانا متاكدة من حب العراقيين لي، مثلما انا متاكدة من حبي لهم وشوقي لبلدي العراق العظيم بلد الحضارات والتاريخ المجيد .
-اذا قدمي نفسك اليوم لجمهورك الحبيب ؟
-اسمي الكامل هو  أمل حسين سراج واشعر ان عمري هو عمر بلدي أي سبعة الاف سنة حضارة .
اما تحصيلي الدراسي مثلما تعرفني فهو ماجستير شؤون دولية من جامعة لندن وماجستير إعلام من جامعة أوكلاند ، محل الإقامة : نيوزيلاندا .
الأولاد: ايناس حسن الجنابي مخرجة اخبار رياضية في قطر وعلي حسن الجنابي طيار ومدرب طيارين في جامعة ماسي النيوزيلاندية.
-وكيف كانت نشأة امل حسين وهل كان للعائلة علاقة بالاعلام؟ 
-نشأت في عائلة بعيدة عن مجال الإعلام.
في وقتها كان العراق يشهد توجها متفقا عليه من قبل المجتمع نحو التطور والعلوم والتحصيل الدراسي العالي ودخول المرأة إلى ساحات العمل المختلفة فلم يكن لدى عائلتي اي اعتراض على عملي في الإعلام.
-جيد حديثنا عن بداياتك قبل الانتساب الى الاذاعة والتلفزيون وكيف كانت امل تمارس هواياتها انذاك ؟
-في منتصف السبعينات كنت ماازال في المدرسة الثانوية حينها صدر إعلان عن المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون آنذاك يناشد كل من لديها الكفاءة للعمل كمذيعة لتقديم طلبها إلى معهد التدريب الاذاعي والتلفزيوني وكنت من بين حوالي ٤٠٠ متقدمة نجح منهن اثنتان فقط هما الزميلة العزيزة سهير سلمان التي بقيت تعمل في الإذاعة وأنا ايضا عملت في الاذاعة كمتدربة ايضا ثم انتقلت الى التلفزيون . اول عمل قدمتيه قريب لعملك كمذيعة .
-وكيف بدأت علاقاتك مع التلفزيون؟ 
-بعد سنة من العمل في الإذاعة كمستمعة ومذيعة ربط فقط كان اول عمل مهم قدمته عبر شاشة تلفزيون بغداد هو برنامج نفطنا لنا  من إعداد وزارة النفط في حينها.
-كيف كانت ردود الافعال تجاه اول عمل قدمتيه ؟
-من جميل الأقدار أنني كنت متفوقة في اللغتين العربية والانجليزية منذ بداياتي في المدرسة وهذا سهل عملي كثيرا حيث كان برنامج نفطنا لنا مليء بالمصطلحات والأسماء الأجنبية مما دفع وزارة النفط ان تصر على ان استمرّ في تقديم البرنامج .
-اذا كان عملك اولا في الاذاعة ؟ 
-نعم دخلت الإذاعة اولاً وطيلة مسيرتي الإعلامية لم اتًوقف عن العمل فيها.
- حدثينا عن عملك الاذاعي بشكل كامل ؟
-قد يكون رأيي مستهلك ومكرر من قبل إعلاميين اخرين غيرانه حقيقة يعيشها كل من انتسب للإذاعة يوما وهي ان لستوديو الإذاعة خصوصية وهيبة وسحر يبقى يرافقك وتشتاق البه كما تشتاق إلى البيت الذي نشأت وتربيت فيه خاصة وان إذاعة بغداد انذاك كانت مدرسة عريقة يعمل فيها فطاحل الإعلام الصوتي أمثال بهجت عبد الواحد وغازي فيصل وحسين حافظ وأمل المدرس وگلاديس يوسف وأمل القباني وغيرهم حيث كنا ننهل من منابع نظيفة مؤسسة على قواعد علمية متينة من أساتذة كبار انتقل بعضهم إلى جواره ربه وأنعم بالصحة على من تبقى.
-اول نشرة اخبار تلفزيونية كاملة قدمتها امل حسين متى وكيف كانت انعكاساتها عليك ؟
-كمذيعة اخبار BBC لم اعمل في الاخبار إلا بعد عودتي من لندن حيث درست وعملت مع القسم العربي وكمعدة ومقدمة للبرامج لمدة خمس سنوات. 
-اذا ما هي اول نشرة للاخبار قدمتها امل تلفزيونيا ؟            
-اول نشرة اخبار كانت باللغة الإنجليزية على القناة الثانية في تلفزيون بغداد.
-هل شاركت بحوارات تلفزيونية – مع من واين قدمت ؟
-لم تكن نشرات الاخبار تشبع الحاجة لدي لتحقيق القناعة بأني اقدم عملا أصيلا مبنيا على افكار إبداعية وتسهم بتطوير قدراتي الإعلامية فكان إعداد وتقديم البرامج الحوارية هو المتنفس للعمل بحرية اكثر.
-وما هي البرامج الحوارية ؟
-قدمت العديد من البرامج منها لقاء مع فنان( على مدى عشر سنوات أنتجت مئات الحلقات من التحاور مع معظم فناني العراق والوطن العربي وكذلك برنامج )ناس من بلدي( الذي وثق لقاءات مع أشخاص لهم بصمة في مجالاتهم الحياتية والعملية. وبرنامج )في اروقة الإبداع( الذي حاورت من خلاله ابرز المبدعين في العراق في مختلف المجالات العلمية والطبية والهندسية والفنية وغيرها .
-هل شاركت كمذيعة بنقل حدث او اي عمل خارج الدائرة ؟
-عندما عدت من إنجلترا كانت الحرب مع ايران تدخل سنتها الثالثة ولم يكن للإعلام في العراق حينها حدث اهم منها لتغطيته بكامل تفاصيله العسكرية واللوجستية والإنسانية.
     فكانت لي مساهمة في تلك التغطية من جبهات القتال والسواتر الخلفية حتى نهاية الحرب.
-هل عانيت من موضوع اللغة وكيف تخطيت هذه المسالة ؟
-السيدة فصيحة كان لقبي لدى من يفهمون ويدركون بواطن اللغة العربية ومن ثم ترجم إلى الانسة قواعد في برنامج
منذ الصغر وبتشجيع من مدرستي أحببت اللغة العربية وقواعدها وكل أصناف الأعمال الأدبية التي كتبت بها ومن ثم انسحب الأمر على الإنجليزية.
-هل مررت بمشاكل في الشارع كشخصية معروفة ومرئية ام كان انعكاسها ايجابي ؟
-محبة الآخرين لك هبة إلهية أنعم علي سبحانه بالكثير منها فلم اواجه غير كل أنواع المحبة والاحترام والتقدير والحمد لله. والا لما تذكرني احد بعد غياب قارب الثلاثين سنة.
-اين تضعين نفسك من بقية المذيعات ؟
-لم اعتبر نفسي يوما مذيعة بمعنى أذاع يذيع شيئا فقط بل طالما اعتبرت أنني احمل واجبا ورسالة ذات معنى وفكر تهدف إلى التوعية والفائدة ولا تخلو من الترفيه الراقي الذي لا يستهين بذكاء ووقت المتلقي وكان هذا الهاجس وموجود لدى الكثير من الزملاء والزميلات الذين عملت معهم ولذا كنا جميعا نسير باتجاه واحد.
-هل كنت بحاجة الى من تستفيدين منه كخبرة اكثر وكيف كانت تلك الفائدة ؟
-دائما والى يومنا هذا لا أتوانى عن السعي للاستفادة من خبرات وتجارب ودراسات من هم اعلى مني قدرة على العطاء والإبداع .
-هل العمل التلفزيوني اسهل من الاذاعي او العكس - وهل شاركت باعداد برنامج – وهل كانت لك مشاركات  في برنامج عدسة الفن؟ - لم استسهل عملا يراد به التوجه إلى الناس ومخاطبتهم بما يهمهم ويفيدهم ويهون عليهم متاعب الحياة , اما عن سؤالك عن مشاركاتي في برنامج عدسة الفن فبرنامج عدسة الفن كان من تقديم الزميلة العزيزة خيرية حبيب ولم أقدمه أبدا.
-ان قبلت ان نسالك حول حياتك مع الراحل حسن الجنابي الممثل الهاديء واهم ذكرياتك معه ؟
-الراحل الدكتور حسن الجنابي ابو أولادي ايناس وعلي لم يكن ممثلا فقط بل عمل مخرجا ورئيسا لقسم التمثيليات ومؤسسا لشركة الحضر للإنتاج الفني وكان رحمه الله هادئا ودودا وإنسانا يحبه كل من تعامل معه لرقي أخلاقه .
-حدثينا عن كل ذكرياتك مع الانسه قواعد وكيف كانت ظروف العمل في مدينة القواعد ولماذا تم اختيارك ؟
-الانسة قواعد شخصية وهمية جسدتها في البرنامج التعليمي احلى الكلام وكانت مسؤولة عن سلامة اللغة العربية وقواعدها في مدينة القواعد الوهمية وكان من انتاج شركة بابل , ولم يكن اشتراكي في البرنامج تمثيلا بقدر ما هو برنامج يسعى إلى تعليم قواعد اللغة والحفاظ على سلامتها , هذا العمل كان من تأليف الراحل شريف الرأس وهو مبدع من سوريا الشقيقة وإخراج المخرج المبدع عماد عبد الهادي. استغرق العمل بهذا البرنامج اكثر من سنة ونصف وكان ممتعا إلى حد كبير وقد منحني الفرصة للتعرف على طبيعة
عمل الممثلين إلى حد اني تمنيت لو كنت ممثلة لكن القدر كان مصرا على بقائي في خانة المذيعين.
-لدى متابعاتنا لمسيرتك لم نجد لك خزينا لا صحفيا ولا صوريا كافيا هل تجدين انك مظلومة اعلاميا ؟
-جدا صحيح لا يوجد لي ارشيف كبير وأنا المسؤولة عن ذلك لأنني لم اقتنع يوما ان الانتشار من اجل الانتشار ضروري في حياتي او لتسهيل مهمتي العملية ولم يكن هذا اللقاء ليرى النور لو لم تكن انت الجار القديم و الزميل العزيز والأخ الكريم والأستاذ الكبير المبادر به فالف شكر لك ولجريدة الزوراء لفتح هذه النافذه لي كي أتواصل مع الجمهور والأصدقاء والأحبة في العراق .
-متى خرجت من العراق وكيف ؟
-تركت العمل والعيش في العراق عام 1994 لأسباب كثيرة منها ما هو عام اي الظروف التي أدت إلى هجرة الكثير من العراقيين ومنها خاص بظروفي الشخصية.
-هل عملت شيئا وانت في الخارج حدثينا بالتفاصيل اكثر ؟
-نعم ..عملت كمذيعة اخبار ومعدة ومقدمة للبرامج في تلفزيون قطر لمدة اثنتين وعشرين سنة وكذلك عملت كمترجمة ومعلقة للمئات من البرامج الوثائقية في قناة الجزيرة في قطر.
-  كيف ترين مذيعات اليوم ؟
- أنا اؤمن بان لكل زمن ناسه وأعلامه الذين يلبون احتياجات المرحلة ويستجيبون لجمهور يتفاعل معهم ويشجعهم والا لما كان بأمكانهم الاستمرار وهذا هو الواقع الذي يعيشه الإعلام في العراق في هذه الأيام.
- هل المذيع يجب ان يقرأ ويطالع لتطوير نفسه ؟
- فاقد الشيء لا يعطيه .. فإذا كانت وظيفة المذيع هي تعاطي الحقائق وما يحصل حوله ومن ثم توصيل المعلومات من خلال الخبر او الحوار او البرنامج الترفيهي فلابد ان يكون مسلحا بالمعرفة والاطلاع الدائم لمواكبة الأحداث عن دراية تامة وبالتالي يؤدي مهمته بنجاح .
- ماذا تعملين الان وماذا تودين القول بعد هذه المدة الطويلة ؟
- أنا الآن متقاعدة بامتياز لكنني مسكونة دائما بهواجس لا يعرفها إلا المغترب الذي افترش المنافي واحتضن غربته قسرا او طوعا لا فرق.
تراودني أحلام متفائلة بين الحين والآخر عن الحياة في عراق جميل نظيف آمن يعيش فيه الناس برخاء ورقي وليس لديهم هموم اكثر من البناء والتطور ومواكبة اكثر الأمم تقدما وتحضرا ومن الأحلام ماهو قابل للتحقيق  .
-هل الزوراء الجريدة الوحيدة التي تابعتك وأجرت لك هذا الحوار ما هي مشاعرك –
-في الحقيقة لم يتوقف أبدا سيل المبادرات بإجراء حوار او عمل مقابلة تلفزيونية معي من الكثير من الوسائل
الموجودة على مر السنين في العراق وخارجه لكن كما قلت سابقا أنا أعتقد ان مهمتي محاورة الآخرين ومحاصرتهم   بالاسئلة الصعبة ولا يستهويني الجلوس على مقاعدهم وتقديم إجابات عن اسئلتهم كما أنني ليس من هواة السعي للانتشار بالمفهوم السائد هذه الأيام وحتى اني هجرت كل وسائل ما يسمى بالسوشيل ميديا للأسباب ذاتها.ولكن الآن وبعد ان أتممنا هذا الحوار اللطيف لابد ان أشكرك شخصيا وجريدة الزوراء وطاقمها المبدع لأنكم منحتوني فرصة اللقاء مع الجمهور الكريم الذي اكن له كل المحبة والاشتياق ممنونة جدا
-ولك كل الاماني بحياة سعيدة وعطاء مستمر .


تابعنا على
تصميم وتطوير