رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
خبز الأمس وشهد اليوم


المشاهدات 1343
تاريخ الإضافة 2024/02/21 - 9:46 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 9:00 PM

استوقفني خبر عن الاجر الذي يتقاضاه احد اللاعبين في دوري الدرجة الثانية السعودي وليس الاولى والذي يبلغ مليون ومائة الف ريال سعودي شهريا اي حوالي 300 الف دولار وبالدينار العراقي فإن المبلغ يصل الى مايقارب من 380 مليون دينار شهريا وذكرني هذا المبلغ الكبير والذي يعتبر ضيئلا بما يتقاضاه النجوم الكبار بالنصيحة التي كان يسديها الاباء لأبنائهم سابقا عندما يجدوهم يمارسون كرة القدم مبتعدين عن دراستهم والاعمال التي يكلفون بها بأن ( الطوبة متوكل خبز )  اي بما معناه ان كرة القدم لن تؤمن مستقبلك ولن تمنحك العيش الرغيد و اليسير  ، اليوم تغير الامر تماما واصبح ( مجتمع ) كرة القدم هو صاحب الاجر الاعلى بين كل طبقات المجتمع فلا الطبيب ولا المهندس ولا صاحب اي مهنة او عمل اخر يحصل على اجور تقترب من اجورهم كما انها تتزايد بشكل مستمر واصبحت خارج استيعاب العقل وكانها من الخيال العلمي خصوصا للنجوم الكبار فيكفي ان تعلم ان الاجر الشهري للبرتغالي رونالدو في النصر السعودي حسب ما تم  تداوله عند انتقاله مطلع العام الماضي نحو 18 مليون دولار اي مايزيد عن 25 مليار دينار عراقي شهريا اي بنحو 800 مليون دينار عراقي في اليوم الواحد كما تفيد التسريبات بان ما سيحصل عليه الفرنسي كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان في حال انتقاله الى ريال مدريد سيزيد عن 30 مليار دينار عراقي شهريا عند تحويلها الى عملتنا اي مايزيد عن مليار دينار يوميا  ، ولا تقتصر  الامور عند كبار اللاعبين بل ان اجور ورواتب اللاعبين في جميع دول العالم هي الاعلى اذا ما قورنت مع دخل كل بلد حتى في العراق مثلا والذي تكون موازنة انديته من خلال الدعم الحكومي حيث يبلغ متوسط الاجر الشهري لللاعبين الدوليين وبعض المحترفين مايقارب من خمسين مليون دينار شهريا ( بلغ عقد المحترف السوري محمود المواس مع نادي الشرطة في الموسم قبل الماضي 650 الف دولار اي مايزيد عن مليار دينار في الموسم الواحد وبمعدل يقترب من الـ100 مليون دينار شهريا ) وينخفض الاجر حسب كفاءة اللاعب فيبلغ بالنسبة لللاعبين من غير الدوليين 10 ملايين دينار شهريا  وهو ما يعادل تقريبا عشرة اضعاف دخل الفرد الاعتيادي اذا ما اعتبرنا ان متوسط الدخل للفرد العراقي مليون دينار شهريا رغم انه في الحقيقة اقل من ذلك حيث لاتوجد احصائية دقيقة .
وإذا كانت الاندية العالمية  تمنح اجور لاعبيها من خلال  مواردها المختلفة وبعض دول منطقتنا يساعدها تمكنها المادي وظروفها المختلفة عنا من دفع اجور اللاعبين الباهظة  فان نرى وعلى وضعنا ان تنتهي مرحلة الدعم بلا حدود للاندية الرياضية وعلى اداراتها ان تسعى للتخطيط في تعظيم مواردها تدريجيا لاسيما ان نرى ان الاتكال على الدعم الحكومي جعل من هذه الادارات لاتأبه كثيرا لكيفية الصتصرف والصرف فمثلا ان العديد من المحترفين لايقدموا ما يتناسب مع مبالغ عقودهم التي تصبح اشبه بهدر المال العام وسوء الادارة كما ان العديد منهم لايلعب سوى عدة مباريات لعدم كفائته ويستلم اجوره كامله وفي حال عدم استلامها فانه سيقدم شكوى لدى الجهات المعنية ويحصل من خلالها على حقوقه كاملة مع عقوبات تطال الاندية المخالفة كما حصل في بعض المواسم الماضية وهنا ايضا يجب على ادارات الاندية ان تنتبه جيدا لالية التعاقد مع اللاعبين المحترفين وشروطها وهذه كله ياتي نتيجة احساس ادارات الاندية بانها ستستلم موازنتها السنوية والدعم الحكومي لها في كل الاحوال سواء انفقت بشكل صحيح أو لا ، وفي كل الاحوال وايا كانت موارد الفرق الكروية وفي اي مكان في العالم وبعد ان كانت لاتؤكل لاعبيها الخبز كما كان ابائنا يصفونها فإنها اصبحت اليوم تؤكل لاعبيها الشهد .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير