يزخر العراق بكثير من المبدعين في قراءة المقام العراقي وهم اضافة الى كونهم قراء مبدعين فهم من جانب اخر اساتذة باحثون في توثيق اسس هذا اللون من الغناء العراقي التراثي الاصيل ...
اليوم سيكون حوارنا مع تراثي مهم في الغناء ابدع وغنى وسجل لنفسه بصمات واثقة في مجال المقام...
انه الفنان موفق عبد الهادي زينل علي البياتي الذي ولد في بغداد عام 1955 بدأ هواياته الفنية وهو في العاشرة من عمره عندما كان يستمع الى الاناشيد الوطنية المدرسية في المرحلة الابتدائية مثل وطني انت لي والخصم راغم وسواد العين يا وطني فداكا، ونشيد الله اكبر وبلاد العرب اوطاني، ونشيد موطني، وغيرها من الاناشيد الحماسيه فكانت تسري في خاطره وتهزه لحنا ووطنية ليحفظها عن ظهر خاطر دونما قصد حتى انه عند عودته الى البيت يستمع الى والده عبد الهادي البياتي الذي كان قارئ مقام في اذاعة بغداد وله تسجيلات زادت على الاربعين مقاما فتترسخ في ذهنه الالحان وتصبح جزءا من اغانٍ يرددها مع نفسه طوال الوقت ...
اهلا ومرحبا بك استاذ موفق ضيفا على جريدة الزوراء والحوار عن مسيرتك .
-اهلا ومرحبا بكم وبالزوراء العتيدة
-لنبدأ المسيرة من اوانها الاول ؟
-بكل ممنونية وسعادة .
-استطيع ان اسجل اولى بداياتي وباعتزاز كبير انها كانت بوجود والدي الذي ترسخت اولى بداياتي في حياته وفي جلساته الفنية التي كان يعقدها في البيت ويستدعي لها خيرة مغني الغناء المقامي العراقي . لقد كنت استمتع في حفظ الاناشيد الوطنية الحماسية منذ صغر سني وكنت احفظها بسهولة دون ان ادري وكان والدي يمتلك جهازين للتسجيل وجهازين للاسطوانات فشعرت في حينها بنكهه هذه الانغام وارتبطت باحاسيسي فشعرت في حينها بنكهه هذه الانغام وارتبطت باحاسيسي وشكلت عندي هاجسا فنيا لا يمكن التخلص منه وبدات اتذوق الحانها واصبحت شاغله السمع واخذت ارافق والدي الذي كان يعمل بتجاره الموبيليات الى محل تلك التجاره الذي كان ملتقى للفنانين الرواد في الفتره الستينات الى بداية
السبعينات وكان يحضر الى هذا الملتقى عدد من القراء والشعراء والمثقفين والادباء امثال يوسف عمر وعبد الرحمن خضر والسيد جميل الاعظمي ومجيد رشيد وعبد الامير الطويرجاوي والباحث حمودي الوردي وناظم الغزالي ومجيد العاني وحمزه السعداوي وخضيري وحضيري ابو عزيز وعباس جميل والحاج هاشم الرجب
وابراهيم والشيخ جلال الحنفي وعبد الوهاب بلال والشاعر عبد الامير الحصيري والشاعر جبور النجار والحافظ عبد الستار الطيار ومحمد الشيخ نجم ومن العازفين خضير الشبلي وخضير الياس وخضر الياس وحسين عبد الله وكانت الصداره للموسيقار الكبير جميل بشير وغيرهم الكثير من رواد هذا الفن وكان حضورهم متفاوت بين بعض الاحيان اذ ليس من الضروره ان يحضر الجميع في ان واحد فكان والدي البياتي يشاركهم احاديثهم الفنيه والمداولات الموسيقيه ويحفظ عنهم ارائهم الغنيه بالمعلومات وكانت تجري في اغلب الاحيان مباراه وديه في من هو احسن من يؤدي النغمات المقاميه التي تحتوي على تراكيب
موسيقيه صعبه الاداء والفائز هو الذي ينال استحسان الحاضرين ومن هنا بدات تتجمع لدي حصيله ثقافية موسيقية اساسها كبار الفنانين الرواد الذين كانوا يحضرون المجلس ولم يكن لي في الحسبان ان اسلك الطريق الفني وانما حصلت عليه من معلومات كان بحكم المساءلة العابرة لكنها طبعت في ذاكرتي دون ان احسب لها حساب
فكنت محظوظا في هذا الجانب التعليمي كون ان هذه الفرصه لم تكن متاحه للكثيرين ممن يرغبون تعلم المقام ومن جانب اخر لم اكن أجرأ ان اجالس والدي لاستمع الى مقاماته وليس لي ان افتح جهاز الريكورد سواء كان بحضوره او بغيابه فكنت استمع عندما هو يفتح الجهاز واكون
واكون انا جالس في مكان اخر من المنزل لا يراني فيه لانه لم يكن يرغب لي ان اسلك طريق الفن بل كان يود ان اكمل دراستي لاحدى الفروع الانسانيه لكن نزعة الفن الموسيقي التصقت ولم اعد بمقدوري الخلاص منها فوجدت سبيلا اخر لاقترب من والدي في هذا المجال وكنت اطلب منه ان احمل له جهاز الريكورد عند عند ذهابه الى بيت جميل بشير في قراره نفسي .
-وما الهدف من ذهابك الى بيت جميل بشير ؟
-كنت اريد ان ارى هذا الرجل العظيم واستمع الى احاديثه التي لم تكن تخرج عن نطاق الفن اما اذا زارنا احد الفنانين الى المنزل فاقوم انا بترتيب الضيافه له ولنفس الهدف وهكذا مرت بعض السنين على هذا المنوال حتى اصبحت لي حصيله فنيه خدمتني بهذا الظروف لم يحظ بها غيري وبعد وفاة والدي اردت ان اكون وريثه في حفظ التراث الموسيقي العراقي من خلال ادامه الاتصال مع الرواد والمحدثين وحفظ تسجيلاته وعندما شعرت ان المقام العراقي هو جوهر التراث الحضاري الفني العراقي ولا يوجد مثيله في اي دوله اخرى وان العراق اختص به وهو نابع من قدره العراقيين على الابتكار فعندما استمع اليه اتحسس بقدرة الفن العراقي وشموخه فهو يحتاج الى صوت غنائي متميز وبمواصفات فنيه عاليه وقد افرز لنا القرن العشرين عددا كبيرا من القراء وكان ابرزهم الاستاذ محمد القبنجي ان هذا لا يكفي وان الخوض في غمار الفن يحتاج الى دراسه وبحث مستمر قررت ان ادخل الى معهد الدراسات معهد الدراسات الموسيقيه فكان سنه 1979 وتمكنت من اجتياز لجنه الاختبار الفنيه التي كان يتراسها المرحوم الاستاذ منير بشير وعضويه كل من الاساتذه روح الخماش وشعوبي ابراهيم والشيخ جلال الحنفي وعبد الوهاب بلال والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والموسيقار عبد الرزاق العزاوي وسالم عبد الكريم وعندما عرف الاستاذ منير بشير ان والدي هو عبد الهادي البياتي الذي سجل معه عدة مقامات في دار الإذاعة العراقية عام 1952 من خلال المرحوم شعوبي ابراهيم الذي همس في اذنه طلب مني ان اقرا احدى مقاماته فكان لي في حينها مقام البنجاه على العود وكنت المتقدم الوحيد الذي يدخل الة موسيقية الى الاختبار وقد لاحظت ان الاستاذ منير بشير كان ينظر الى عودي بدقه ويتمعن في تفاصيله وابلغني ان اذهب اليه في اليوم التالي الى الدائرة لمسالة لم يبلغني عنها ولازمتني في حينها رهبة كبيرة امام عمالقة الموسيقى بالرغم من معرفتي منهم وعندما كان ياتي الى محل والدي قبل وفاته وبعد خروجه من اللجنة جاءني الاستاذ سالم عبد الكريم وهمس في اذني وقال لي مبروك لقد وضعت اللجنه اسمك في قائمه المقبولين وابلغني كذلك بان لا اذهب الى منير بشير في دائرته في حينها عرفت السبب ان الاستاذ يريد ان يشتري العود مني كون ان هذا العود هو هدية من المرحوم جميل بشير الى والدي الذي لم يستلم هجرا طيله حياته في اي تسجيل واراد ان يكافئه على ذلك في السنه الاولى وفي السنه الاولى من المباشرة في المعهد تم اعفائي من امتحان درس المقام من الاستاذ المرحوم شعوبي ابراهيم وكررها لبقية سنوات المعهد كوني متفوق على زملائه في هذا الموضوع وعندما اريد الدخول الى قاعة الامتحان العملي في المقام ارى اشارة من المرحوم شعوبي ابراهيم تشير الى خروجي من القاعة وعندما سال في يوم ما عن سبب عدم امتحان امتحاني اجابه لا وجوب لامتحانك لانك تعرف مقامات اكثر مما مقرر في المعهد وكان يطلب منه تدريس المقامات وانا طالب بدلا عنه عندما يكون مشغولا او مجازا واستمر الحال لحين التخرج سنه 1985 وحصلت على شهادة الدبلوم الفني في الموسيقى واصبح معيدا في نفس المعهد لتدريس ماده المقام العراقي بترشيح من الفنان حسين الاعظمي وقد اسهم اسهاما فعالا في جميع الحفلات التي كان يقيمها المعهد من خلال التنسيق والتدريب وقيادة الفرق الموسيقية في اغلب الاحتفالات والمهرجانات التي كانت تقام في تلك الفتره .
-وهل استمر دابك وتواصلك لزيادة معلوماتك حدثنا عن تلك الفترة لطفا؟
-نعم استمرت طموحات في زيادة معلوماتي وتوسيعها نحو المزيد فدخلت كليه الفنون الجميلة قسم الفنون الموسيقيه ودرست على يد اشهر الاساتذه المعروفين ومنهم الدكتور خالد ابراهيم والدكتور طارق حسون فريد والدكتور حسام يعقوب والدكتور عقيل مهدي وغيرهم من الاساتذه وحصلت على شهاده البكالوريوس في العلوم الموسيقيه سنه 1999 كما تدرجت في الحصول على المناصب الوظيفية الى ان اصبحت مديرا لمعهد الدراسات الموسيقيه ومن ثم مديرا لبيت المقام العراقي لحاجه البيت الى خبرتي في هذا اللون من الغناء ثم عدت مديرا لمعهد الدراسات الموسيقية مره ثانيه لحاجة المعهد لخبرتي الفنيه والاداريه في مجال الموسيقى ثم اصبحت مديرا لبيت المقام العراقي ليس اداريا فحسب بل مديرا لأعضائه في قراءة المقامات ومحاضرا بمواد موسيقيه كثيرة تتعلق بهذا الفن اضافه الى فتح الدورات التعليميه بين فتره واخرى وفي كلا المكانين برزت لي نشاطات فنيه وثقافيه كثيرة .
-حدثنا عن مؤلفاتك الموسيقية كم عددها وفي أي مجالات كانت ؟
-الفت كتابين بخصوص المقامات العراقية الأول كان بعنوان المداخل الفنية في المقام العراقي وقد احتوى على شرح مفصل ومبسط لجميع المقامات العراقيه وبشكل توضيحي يختلف عن اساليب جميع الباحثين السابقين والثاني كان بعنوان القطع والاوصال في المقام العراقي وهو فريد من نوعه في التاليف كون ان احدا من الباحثين لم يتطرق لموضوع القطع والاوصال بهذا الشكل المفصل والتحليلات والجداول التي تختصر الزمن للمتعلم اضافة الى كتاب الاغاني الذي تم اعداده بالاشتراك مع الدكتور هيثم شعوبي والذي احتوى على افضل 100 اغنيه في القرن العشرين والتي جاءت من خلال استفتاء الجمهور على مدى 25 حلقه تلفزيونيه اعتدها وكتبتها لجنة البحوث والدراسات الموسيقيه المتالفه من الدكتور هيثم شعوبي وموفق البياتي وسعدي السعدي عرضت على قناة الحرة عراق في عام في رمضان 2005 .
-اذا حدثنا الان عن البحوث في المقامات واهم المقالات التي كتبتها وتم نشرها؟
-لي نماذج عديدة من البحوث والمقالات المنشورة في مجال البحوث فقد كتبت الكثير وكانت جميعها تصب في الجانب الموسيقي ومنها الامكانات الصوتيه عند القبنجي قدم في مهرجان القبانجي الاول لسنه 2005 في السليمانيه وخصوصية القالب المقامي في الموسيقى التراثيه العراقيه محاضره قدمت على مسرح قاعه الرباط ضمن نشاط دائره الفنون الموسيقيه الثقافيه .
عود زرياب واثره في الموسيقى العربيه والاوروبيه قدم في مهرجان زرياب للموشحات والموسيقى سنه 2007 في اربيل
ثقافية الاخر وحوار الحضارات واثرها على الاغنية العربية قدم في مهرجان زرياب الدولي سنه 2010
الموسيقى والمؤسسات التعليميه ووسائل النهوض بها قدم في مهرجان ملتقى بغداد الاول للموسيقى 2011
دور المقام العراقي في التلاوة ألقرانية قدم في امسية رمضانيه عام 2007
اهميه الثقافة الموسيقية في تطوير الاغنية العراقية بحث قدم في مهرجان يوم الموسيقى العالمي 2011 الملا عثمان الموصلي ودوره في تثبيت فصول الانشاد الديني القي هذا البحث في المغرب العاصمة الرباط عندما تم اختياري رئيس لجلسة البحث والدراسات الموسيقية التي شاركت فيها تركيا واليمن وتونس وليبيا اضافة الى المغرب كذلك كنت احد اعضاء لجنه التحكيم الدولية في اذربيجان في مهرجان مقام الطفل والذي شارك فيه كل من مصر وتركيا وطاجكستان واذربيجان والعراق .
موسيقيه اللغة العربية محاضرة بالاشتراك مع الدكتور مالك المطلبي. نظرة في تعريف المقام .
مقاهي بغداد في النصف الاول من القرن العشرين مقالة .
ما هو التحديد في المقامات العراق ما هو التجديد في المقامات في العراقية - مقاله .
ومقامات الفصول بين الرفض والقول مقاله
كلمات في الاغاني مقاله
ويبقى المقام عراقيا مقاله
علاقه الموسيقى باللغه العربيه مقاله
زور خانه بغداد فن ورياضه مقاله
زرياب الطائر الغرير مقاله
بيت المقام بين عقدين مقاله
انغام خالدة في تنزيلات الملا عثمان الموصلي مقالة اضافة الى مقالات عديدة في مجالات فنية اخرى .
-وهل كانت لك تجربة مع الالحان وضحها لنا لطفا ؟
-لي في هذا الجانب الكثير من الالحان النموذجيه كانت اغلبها تصب في المجال الوطني والعاطفي ورياض الاطفال حيث لحنت اغاني لمسلسل البيت الجميل للمخرج صبحي الخزعلي واغاني مسلسل عربه المرح واغاني مسلسل صندوق الحكايه واغاني مسرحيه يقظه الحواس ومقدمات واغاني كثيره لمسرحيات مختلفه عرضت على مسرح بغداد اضافه الى برامج تلفزيونيه تتحدث عن فن المقام العراقي كانت على قناه بلادي وقناه الحضاره وقناه بغداد .
-ونتيجة لهذه المسيرة مالذي استنتجته من حيث النوعيى والحلول لها ؟
-من خلال هذه الرحله الطويله الفنيه والثقافيه ترسخت لدي قناعات في امور فنيه شتى من خلال سماعنا للاغنيه الخفيفه نرى في اغلبها اخفاقات فنيه في نواحي كثيره مثل هشاشه اللحن والابتعاد عن قالب الاغنيه العراقيه والمدنيه وركاكه في الكلام وعدم ملائمه الكليب مع الاغنيه والخروج عن الذوق والنظر في العرف الاجتماعي بالرغم من وجود اصوات جميله وهذا التشخيص جاء حصيله الخبره المتراكمه ولهذا سعونا من خلال هذا الى تشكيل لجان فحص متخصصه في مجمل تفاصيل الاغنيه التي تعيد للمقامات العراقيه هيبتها بما نسميه التاكيد على تسميه الفرق بما تقدمه من عمل جيد .
-وماذا بعد ؟
-الانتباه الى ان لا يوجد معيار موسيقي غنائي فني يكون محصله للاحتكام لاليه واضحه في تشخيص مستوى الاغاني اضافه الى تشخيص الاصوات الصالحه للغناء بمعرفه امكانياتها من خلال الاستماع لها لاول مره كما يكون الابداع والاضافات الفنيه في المقامات وتشخيص الاغاني الضعيفه مما يقويه الوجود الموسيقي العراقي
-الى هنا نعتقد اننا انجزنا الكثير مما قدمته في مسيرتك الفنية التي من خلالها ساهمت في وضع الاسس الراسخة في تقويم المقامات العراقية فشكرا لجنابك الكريم املين لك المزيد من العطاء والتقدم .