رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
إسرائيل: الإبادة المقدسة!


المشاهدات 1205
تاريخ الإضافة 2023/11/14 - 9:38 PM
آخر تحديث 2024/10/01 - 6:53 PM

لقد عرف التاريخ البشري أشكالاً عديدة من العنف والقتل والإبادات الجماعيّة وصولاً الى استخدام القنبلة النوويّة «هيروشيما وناغازاكي»، والعديد من الأشكال العنصريّة والاضطهاد، والحروب الاستعماريّة ومعسكرات الإعتقال والإجرام والتّطهير العرقيّ. ولعلّ غالبيّة هذه الوسائل استخدمتها العصابات الإرهابيّة الصهيونيّة حتى قبل العام 1948. 
يروي الأكاديميّ اليهوديّ «إيلان بابيه» حقائق عن التّطهير العرقيّ مثلما مارسته طلائع الصهيونيّة في فلسطين إبّان نكبة 1948، مركّزاً على خطّة «د» (دالِت بالعبرية) التي كانت هدفاً من أهداف الوحدات العسكريّة الصهيونيّة بقيادة «ديفيد بن غوريون». وهذا الأخير يُطلق عليه «بابيه» اسم «مهندس التطهير العرقي»، بالإضافة الى «جابوتنسكي» الذي التحق بعصابات الهاجاناه الصهيونيّة لقتل العرب والفلسطينيين، حيث قال، «إن الاقتتال بالسيف ليس ابتكاراً ألمانياً، بل هو ملك لأجدادنا الأوائل، وقد نزل على اليهود من السماء». 
لقد آمنوا بالمذابح والفكر التوسعي، وأن قوة التّقدم في تاريخ العالم ليس السّلام، بل السيف»، وقد دعم كل من  «شامير»، «بيريز»، «شارون»، «باراك» و»نتنياهو»، بشدة التوسع في سياسة الاستيطان، حتى إنهم يعتبرون أن الضّفة الغربية هي «يهودا والسامرة»، وهي جزء من «أرض إسرائيل». لقد ارتكب كل هؤلاء خلال عهودهم مجازر كثيرة بحق الفلسطينيين وأهالي غزة، حيث كانوا يحلمون أن يستفيقوا يوماً وقد ابتلعهم البحر لتعود أرض غزة أيضاً إليهم. 
لقد كان الحصول على شبر جديد بمثابة الإقتراب من أرض الميعاد، وكل هذه الأساليب الوحشية ما هي الاّ جزء من عقيدتهم المرتبطة بالإله الذي يتغذى على الدماء وهذا ما يبرره فتاوى وتحريفات الحاخامات ومعتقداتهم. 
اذاً، المسالة عقائدية والمذابح التي تقام تقدم قرابين مقدّسة للإله، وعلى جميع اليهود أن يؤمنوا بها ويلتزموا بها التزام المؤمن المتعبد ويعملون على ممارستها ايضاً. 
ان التطرف والعنف والقتل مشهود في التاريخ اليهودي، وقد اجتهد الحاخامات اليهود في تحريف التوراة وفقاً لمصالحهم، فكيف يفسّر اليهود في سفر أشعيا «ليمت جميع الناس ويحيى إسرائيل وحده»، «يرفعك الله فوق جميع شعوب الأرض، ويجعلك الشعب المختار»، و»يقف الأجانب يرعون أغنامكم، أما أنتم – بني إسرائيل- فتدعون كهنة الرّب تأكلون ثروة الأمم، وعلى مجدهم تتآمرون». 
أليس هذا هو الإرهاب المبني على فكر عنصري متطرف مجرم، وهذا ما هو ثابت في الأصولية اليهودية وما يطبقه اليوم الحاخامات المعاصرون، الذين يترجمون تلك العقائد باجازة قتل العرب حتى نسائهم وشيوخهم وأطفالهم»، فالـ «العربي الجيد هو العربي الميت»، و»العرب ليسوا أكثر من أفاع وصراصير»، «يجوز قتل الطفل العربي حتى لو كان رضيعا»، «يجوز قتل النساء العربيات، حتى لو كنّ حوامل، من أجل منع إنجاب أطفال يلحقون الأذى ببني إسرائيل».
العرب الذين ذهبوا للتطبيع ونادوا بالسلام لم يدركوا هذه الحقائق او تغاضوا عنها من منطلق الغباء او العمالة او الضعيف، كلهم اليوم امام عنف وقتل صهيوني عسكري، سياسي، اقتصادي، ديني، ثقافي... صهيونية قائمة على الاضطهاد والمذابح والجرائم والاستطيان والتمدد حتى اخر شبر من ارض الميعاد ولو على حساب كل البشرية. 
ان اسرائيل هي المنتج العقائدي للعنف وبالتالي لا يمكن مطالبتها بعكس ذلك، ومن يراهن على عكس ذلك فهو واهم غير مدرك لحقائق التاريخ وغير قارئ لمستقبل تخطط له الصهيونية العالمية وليس فقط اسرائيل التي تتغذى وحدتها القومية اليوم على شعار واحد رئيسي «العداء للعرب» و»ارض أكثر وعرب أقل... وعالم بدون عرب».
لقد استطاعت عملية اختراق المنظومات الدفاعيّة لإسرائيل من قبل المقاومة الفلسطينيّة، يوم 7 أكتوبر 2023 وتوغّلها داخل مستوطنات غِلاف غزّة، ان تشكل ضربة قاسية لاسرائيل التي ردت بكل وحشية ومارست عقائدها بكل ايمان. 
ولطالما سينظر الاسرائيليون الى العرب على انهم أقل قيمة من البشر وقد وصفهم نتنياهو في كتابه «مكان تحت الشمس» في العام 1993 بأنهم أمّة من الكسالى لا فائدة منها، أبعد ما تكون عن الحضارة، متلوّنة لا يوثق بها، ولا ينفع معها إلا القوّة، مع أوصاف أخرى كان يذكرها حاخامات اليهود ووزرائهم بان العرب هم حيوانات وليسوا بشراً والتعاطي مع الحيوان يحتم هذا الأفعال. ولا شك ان عقيدة نتناهو يتبناها غالبية الاسرائيليين اليوم للحفاظ على وجودهم ضمن عقدة الخوف الدائم من الزوال. 
اذاً ليس من المستغرب ان نشاهد كل هذه الغطرسة والدموية الاسرائيلية، «اقتلوا الفلسطينين وأبيدوهم بلا رحمة للحفاظ على إسرائيل».


 


تابعنا على
تصميم وتطوير