واشنطن/ متابعة الزوراء:
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن سياسة واشنطن تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تهدد بالإضرار بمواقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية، فيما حذرت تقارير أميركية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة بسبب ارتفاع وتيرة حملات الدهم وهجمات الجنود والمستوطنين لمدن ومخيمات الضفة، فيما كشف الجيش الصهيوني الحصيلة الإجمالية لقتلاه في الحرب التي أطلقها على قطاع غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي بعد أن كان قد أعلن عن مقتل 5 من جنوده سقطوا في شمال قطاع غزة، وبإعلانه عن مقتل 5 من جنوده السبت وإصابة 6 آخرين بجروح، في شمال قطاع غزة، يرتفع عدد القتلى الصهاينة منذ التوغل البري في القطاع إلى 44 قتيلا، بينما يرتفع الإجمالي منذ 7 أكتوبر إلى 361 قتيلا.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن محللين، أن “السخط والغضب بسبب الأضرار الكبيرة التي طالت المدنيين يتزايد ليس فقط ضد إسرائيل، بل أيضا ضد الولايات المتحدة، وهو ما انعكس خلال زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط وآسيا. حيث تلقى انتقادات كبيرة من قبل رؤساء وزراء ودبلوماسيين بسبب تصرفات إسرائيل، حيث أشار الكثيرون إلى أن الهجمات يتم تنفيذها بأسلحة أمريكية، والدعوات إلى هدنة إنسانية بدلا من وقف إطلاق النار تهدد باستمرار العنف ضد المدنيين”.
فبعد مرور شهر على حرب غزة، فإن دعم الرئيس بايدن الثابت للقادة الإسرائيليين، حتى مع تزايد عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، يهدد بمكانة واشنطن في المنطقة وخارجها، حيث أن قبولها بالهجمات على مخيمات اللاجئين والمستشفيات والمباني السكنية يمكن أن يؤدي إلى تحطيم النفوذ الأمريكي ومكانتها على الساحة لسنوات قادمة.
وتشير الصحيفة إلى أن المخاوف بشأن تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط ظهرت في واشنطن منذ وقت طويل وقبل التصعيد الأخير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن الوضع الحالي من المرجح أن يؤدي إلى تسريع وتفاقم العواقب ووضع واشنطن في المنطقة، كما يقول المحللون.
وتأمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن يؤدي الانتهاء السريع من عملية القوات المسلحة الإسرائيلية إلى “تقليل العواقب طويلة المدى على الولايات المتحدة”.
ويقول المسؤولون، بحسب الصحيفة، إنهم متفائلون بأنه إذا انتهى الرد الإسرائيلي بسرعة على سبيل المثال، من خلال القضاء على القيادة العليا لحماس فإن التداعيات طويلة المدى بالنسبة للولايات المتحدة ستكون أقل. ناهيك عن أن عدد الضحايا بين المدنيين ستقل في استبدال حملة القصف بالعمليات البرية.
كما كشف جيش الاحتلال الحصيلة الإجمالية لقتلاه في الحرب التي أطلقها على قطاع غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي بعد أن كان قد أعلن عن مقتل 5 من جنوده سقطوا في شمال قطاع غزة.
وبإعلانه عن مقتل 5 من جنوده السبت وإصابة 6 آخرين بجروح، في شمال قطاع غزة، يرتفع عدد القتلى الصهاينة منذ التوغل البري في القطاع إلى 44 قتيلا، بينما يرتفع الإجمالي منذ 7 أكتوبر إلى 361 قتيلا.
وبحسب بيان صادر عن الجيش الصهيوني، فإن القتلى الخمسة الذين سقطوا أمس السبت في معركة شمال قطاع غزة في اليوم السادس والثلاثين للحرب على غزة، هم:
الرائد ماتان مئير (38 عاما) من أوديم، وهو مقاتل في الكتيبة 697، اللواء 551 من تشكيل نصف النار.
الرائد موشيه يديديا ليتر (39 عاما) مين زوريم، عضو الكتيبة 697، لواء السهام النارية 551، الذي كان يشغل منصب قائد فصيلة في وحدة شيلداغ.
الرائد يوسف حاييم يوسي هيرشكوفيتش (44 عاما) من جيفاعوت، مقاتل في الكتيبة 697، اللواء 551 من تشكيل نصف النار.
الرائد سيرغي شماركين (32 عاما) من كريات شمونة، مقاتل في الكتيبة 697، اللواء 551 من تشكيل نصف النار.
الرائد ناثانيال ناتي هاروش (34 عاما) من القدس، مقاتل في وحدة المساعدة الإدارية 5084، لواء جفعاتي.
ووفقا لوسائل إعلام صهيونية، فقد أصيب السبت 6 عسكريين بجروح خطيرة، من بينهم ضابط و4 جنود احتياط من الكتيبة 697 وضابط من الكتيبة 12 في لواء جولاني.
وبينما لم تعلن إسرائيل عن خسائرها في المعدات العسكرية خلال التوغل في قطاع غزة، قال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في تسجيل صوتي نشر مساء أمس السبت: “وثقنا حتى الآن تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية تدميرا كليا أو جزئيا”.
وأضاف أن مقاتلي الحركة “دمروا أكثر من 25 آلية خلال 48 ساعة”.
وأمس الأحد، قالت حركة حماس إنها دمرت 3 دبابات وناقلة جند جنوب غربي غزة.
وبذلك يرتفع عدد الآليات العسكرية الصهيونية التي تم تدميرها منذ بداية الاجتياح البري لغزة إلى 164 آلية، تم تدميرها كليا أو جزئيا.
وفي اليوم السابع والثلاثين للعملية العسكرية الصهيونية في غزة، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على معظم أنحاء القطاع، فيما تواصل الفصائل الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال على الأرض، كما تواصل إطلاق الرشقات الصاروخية على مدن وبلدات إسرائيلية.
وأدى القصف الصهيوني العنيف إلى سقوط أكثر من 11 ألف شهيد، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت الوزارة إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة ارتفع إلى أكثر من 11 ألف شخص، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة.
وأوضحت أن إجمالي الشهداء يزيد على 11,100 قتيل، بينهم أكثر من 4506 أطفال وقرابة 3027 امرأة و668 مسنا، فيما أصيب أكثر من 27 ألفا آخرين”.
في غضون ذلك حذرت تقارير أميركية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة بسبب ارتفاع وتيرة حملات الدهم وهجمات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين لمدن ومخيمات الضفة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن حالة التوتر في الضفة الغربية المحتلة تزايدت بشدة عما كانت عليه قبل هجوم حماس على مناطق غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
فقد باتت عمليات دهم واعتقالات متكررة لقوات الاحتلال، فيما مسلسل اعتداءات للمستوطنين لم يعرف توقفا، وأصبح هذا هو المشهد السائد في الضفة الغربية منذ 7أكتوبر.
وكانت حادثة اقتحام مدينة جنين ومخيمها، في التاسع من نوفمبر الجاري، بين الأكثر دموية في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل 14 فلسطينيا.
وبين السبت وصباح امس الأحد قتل 6 فلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية في حملات دهم للقوات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن حالة التوتر بلغت 4 أضعاف ما كانت عليه قبل التاريخ المذكور، الأمر الذي يزيد من المخاوف الأميركية من أن تشعل إسرائيل على نفسها جبهة ثانية من الصراع، خصوصا بعد تحذيرات عربية متكررة من انفجار الوضع في الضفة الغربية بالكامل.
وأكثر ما بات يهدد بوقوع ذلك، هجمات المستوطنين الصهاينة ضد الفلسطينيين.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تأخذ هجمات المستوطنين الإسرائيليين شكل عمليات نهب واستيلاء على الأراضي وتدمير الممتلكات يتم أغلبها باستخدام السلاح.
وقد حث البيت الأبيض في وقت سابق “إسرائيل” على الحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية محملا مسؤولية كبح جماح المستوطنين لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وللحكومة اليمينية المتطرفة.
لكن قرارات حلفائه السياسيين الصادرة تباعا تكشف عن ضعف قبضة نتنياهو على زمام الأمور، حيث دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لإنشاء مناطق عازلة ممنوعة عن الفلسطينيين في محيط المستوطنات، ما يهدد بفقدان المزارعين لآلاف الهكتارات من أشجار الزيتون.
وقبله مرر وزير الأمن القومي الصهيوني إتمار بن غفير قانونا وبشكل سريع تحت قبة الكنيست يقضي بتوسيع منح تصاريح للمستوطنين بحمل السلاح، تحت مبرر منح المستوطنين حق الدفاع عن النفس.
من ناحيتها، قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها إن واشنطن تلقت طلبًا من حكومة إسرائيل لشراء 24 ألف بندقية هجومية، لافتة إلى أن الخطوة قوبل بمخاوف في وزارة الخارجية الأميركية من احتمال وصول تلك الأسلحة إلى مستوطني الضفة الغربية على الرغم من تطمينات إسرائيلية.
وفي السياق ذاته صرح مسؤولون أمريكيون، بأن الجيش الإسرائيلي لديه وقت محدود لتنفيذ عملياته في غزة قبل أن يؤدي الغضب العربي والإحباط الأمريكي إلى تقييد هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على “حماس”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”: “قال مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع إن الجيش الإسرائيلي لديه وقت محدود لتنفيذ عملياته في غزة قبل أن يؤدي الغضب بين العرب في المنطقة والإحباط في الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى تقييد هدف إسرائيل بالقضاء على حماس”.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه في الوقت الذي يضغط فيه كبار المسؤولين في إدارة بايدن على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون جونيور يوم الأربعاء، إنه يشعر بالقلق من أن كل مدني يقتل في غزة يمكن أن يولد مقابله “أفرادا لحماس” في المستقبل.
ولم يدع الجنرال براون إلى وقف إطلاق النار. ولكن عندما سأله الصحفيون الذين يسافرون معه إلى طوكيو عما إذا كان يشعر بالقلق من أن يؤدي ارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين إلى ظهور “مقاتلين حمساويين في المستقبل”، أجاب: “نعم، هذا صحيح للغاية”.
وبحسب “نيويورك تايمز”، قدم تعليق الجنرال لمحة نادرة عن الانقسامات بين إسرائيل وإدارة بايدن، التي أعلنت دعمها للحملة العسكرية الصهيونية حتى مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين.
وجاء ذلك فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن عدد المدنيين الذين قتلوا في قطاع غزة يظهر أن هناك شيئًا “خاطئا بشكل واضح” في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد “حماس”.
ومن ناحية أخرى، تشهد الولايات المتحدة يوميا مظاهرات حاشدة مساندة للشعب الفلسطيني ودعما لأهل غزة، كما تطالب هذه المظاهرات بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.وفي خضم الدعم الأمريكي اللامتناهي لإسرائيل، أعرب عدد من موظفي الإدارة الأمريكية وعلى وجه الخصوص موظفي وزارة الخارجية الأمريكية، استيائهم من موقف إدارة بايدن في التعامل مع هذه الحرب، وقدموا استقالاتهم احتجاجا على ذلك.
وتستمر الحرب الصهيونية على قطاع غزة في يومها الـ 37 منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث يواصل جيش الاحتلال قصف القطاع بآلاف الأطنان من المتفجرات، بحسب المكتب الحكومي بغزة. كما أعرب عدد من الدول والمؤسسات الدولية ذات الشأن عن مخاوفه من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.