رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
السوداني والأيام الستة في نيويورك


المشاهدات 1554
تاريخ الإضافة 2023/09/27 - 9:01 PM
آخر تحديث 2025/04/28 - 3:40 PM

على مدى ستةِ أيامٍ، قدّم رئيس الوزراء «محمد شياع السوداني» في اجتماعاتِ الجمعية العامةِ للأمم المتحدة، بدورتها الثامنة والسبعين في نيويورك، أفضلَ صورة للخطابِ الرسميّ العراقي.
حيث عقدَ السوداني أكثرَ من عشرين لقاءً واجتماعاً مع رؤساء دول، ورؤساء وزراء، ووزراء خارجية، فضلاً عن لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العامّ لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
نعم.. اجتماعاتُ ولقاءات السوداني بهذا العدد غير المسبوق من الزعاماتِ والقادة لبلدانٍ من قاراتٍ مختلفة، تدلُ على التوازن والرغبةِ الحقيقيّة لبناء الشراكات الاقتصاديّة الجادة ومدّ جسور التعاون. 
‏والملفتُ إن أغلبَ الرؤساء والقادة لديهم الرغبة الحقيقيّة والكبيرة بالانفتاحِ على العراق والعمل به.
‏كما أعربَ أكثر من رئيس دولةٍ عن الرغبةِ الصادقة بزيارةِ العراق، فيما حرصت المراكزُ والمؤسّسات البحثية على إقامةِ الندوات، بهدف الاستماع للقناعاتِ والسياسات التي ينتهجها السوداني في السياسة والأمن والاقتصاد والعلاقات الخارجيّة.
إذاً.. كان الاهتمامُ واضحا برؤية السوداني وحكومته في قيادةِ البلد، لاسيما من المراكز والمؤسّسات البحثية، ورؤساء وممثلي الشركات، التي حرصت على إقامةِ الندوات والإصغاء للرؤيةِ الحقيقيّة للسوداني.
أقول.. الحاكم أو القائد المميز لا يولَد بقدراتٍ استثنائيةٍ، في أغلب الأحيان، بل يصقل مهاراته ويطورُ نفسه، ويستغل الظروفَ انطلاقاً من طموحه ورغبته في النجاح، والوصول إلى ما يطمح إليه.. والحاكم الجيد هو الشخصُ الذي يتحملُ المسؤوليةَ ويتصرف بحكمةٍ في الظروفِ الصعبة. 
وحالياً في العراق نلمسُ صفاتَ الحاكم الناجح في شخص رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.. فمنذ ترشيحه من قبل الإطار التنسيقيّ لرئاسةِ الوزراء بتاريخ (25 -7- 2022) تحركَ بخطواتٍ مدروسةٍ وممنهجةٍ لنيل الثقة رسمياً لرئاسة الوزراء.
وهذا ما حصلَ بالفعل.. ففي تاريخ (13-10-2022) كلف رئيس الجمهوريّة عبد اللطيف رشيد، المهندسَ محمد شياع السوداني بمنصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة العراقيّة الجديدة.
وما إن تمّ تكليف السوداني حتى واصلَ مفاوضاته لحسم توزيع المناصب بين القوى السياسية.. ولم تمضِ إلا أيام حتى اكتملت حكومتهُ لتنال ثقةَ البرلمان العراقي بتاريخ 27-10-2022، بعد نحو عام على إجراء الانتخابات البرلمانيّة.
السوداني -حالياً- قريبٌ من الشعب وهمومه، بكل أطيافه، ويحاولُ بين أوان وآخر التخفيفَ عن كاهل المواطنين، ومعاناتهم، من خلال تواصله معهم بشكلٍ مباشرٍ، أو عبر وسائل الإعلام، ولا أريد سردَ ما حققه من انجازاتٍ خلال الأشهر الماضية، إضافةً الى خلقه علاقات متوازنة بين الدول بما فيها المجاورة.
إذاً الحاكم أو القائد الناجح هو الذي يجعل الآخرين يثقون به.. والحاكم المميز هو الذي يجعل الآخرين يثقون بأنفسهم.
ولأهميةِ القيادة، قال القائد الفرنسي نابليون: قلبُ القائد يجب أن يكون في رأسه. أما سقراط فقال: إذا وليت أمراً أو منصباً فأبعد عنك الأشرار، فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك.
وعليه، فأهميةُ القيادة تكمن في أنها حلقةُ الوصل بين الحاكم والمحكوم.. فالحاكم يتحملُ المسؤولية، ويلتزمُ القيامَ بواجباتها. أما المحكوم فإنه يلزم الطاعةَ، ويؤدي مقتضياتها.
ويمكن إجمال سمات الحاكم القائد بـ» الذكاء وسرعة البديهة ـ الثقة بالنفس ـ الإيمان بالقيم ـ المهارة وحسن الأداء ـ الحزم ـ السرعة في اختيار البدائل المناسبة ـ والأمانة والاستقامة ـ حب العمل والقدرة على الفهم للأمور - اختيار المرؤوسين وتدريبهم «.
وفي الختام أقول.. عادةً ما يتميّز الحاكمُ الناجح بحبّ المجازفة، حيث لا ينظر إلى التحدياتِ على أنها عقبات، بل خطوات ضروريّة لتحقيق المطلوب، وكلما زادت صعوبة المهمة أصبح الحاكمُ أكثر إبداعا.


تابعنا على
تصميم وتطوير