بغداد عبق التاريخ طالما تغنى بها الشعراء ماتزال  هذه المدينة رغم البؤس الذي حل بها على مر التاريخ رائعة العرب فكم من شاعر تغنى بها فكانت مجنونة الشعراء فقال عنها امير  الشعراء احمد شوقي: 
دع عنك روما واثينا وما حوتا            كل اليواقيت في بغداد والتؤم
 دار الشرائع روما كلما ذكرت         دار السلام لها القت يد السلم 
ماصار عنها بيانا عند ملتأمن       ولا حكتها  قضاء عند مختصم
بهذه الابيات تغنى بها شوقي وغيره من الشعراء .. بغداد كانت ملهمة  الشعراء وقد استهوتني وانا اقرأ الشعر عن بغداد فكرة الكتابة عن تراث بغداد وعاداتها وتقاليدها ايام زمان ايام كانت شوارع بغداد مظلمة ولكنها آمنة لم تكن بغداد مثلما هي الآن بغداد زمان كانت النساء رغم حشمتها لكنها كانت اكثر جمالية كانت رائحة الفاصوليا او الباميا تتسرب من شبابيك البيوت وحبات المطر كانت اكثر اكتنازا  بالماء كانت الطرقات اقل ازدحاما كانت الجارة تمد يدها فجرا من خلف الباب بقوري شاي حار للزبال كان الكمون يوصف علاجا للمغص والاولاد يقبلون ايادي الجيران صباح العيد كانت ام القيمر تأتي بالقيمر لبيوتنا زمان كنا نصحو على صوت المطربة فيروز ونستمع لبرنامج « ابو رزوقي» يعطي نصائح المرور للسائقين ومخالفاتهم الصباحية ومساءً كنا نرقب « خيرية حبيب» او « كامل الدباغ « او مؤيد البدري» للاستمتاع بتلك البرامج الجميلة زمان كانت جامعة بغداد والمستنصرية كعبة الطلاب العرب زمان كان السفر الى سوريا وتركيا بالقطار وفيزة اوربا تأخذها وانت تشرب الشاي امام مبنى السفارة كانت البيوت لاتخلو  من صوبة  علاء الدين ومبردات الهلال حلم كل منزل كان مسلسل « تحت  موس الحلاق» تمثيل سليم البصري وحمودي الحارثي .. من اجمل ما يتمتع بمشاهدته المواطن كانت الناس تهنئ وتعزي بكيس سكر ابو «الخط الاحمر « ذو الخمسين كيلو غرام والامهات يحممن الاولاد في الطشت .. كان مذاق الايام اشهى والبرد يجعل اكف التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها كانت لهجات الناس احلى وقلوبهم اكبر وطموحاتهم ابسط .. كانت الحياة اكثر فقرا وبردا وجوعا لكنها كانت دائما خضراء .. كانت حياتنا احلى بكثير من حياتنا اليوم حياتنا اليوم لاطعم لها ولارائحة ولا لون غير طعم البارود ولون الدم ورائحة الكراهية والغل والتنافس والتنابز والتحزب .. حياتنا كانت احلى وايامنا كانت اجمل مازالت نكهتها ماثلة امام عيوننا نشعر بلذة الانتماء لتلك الايام الجميلة.