رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وداعا أيها الثائر


المشاهدات 1264
تاريخ الإضافة 2023/09/23 - 10:34 PM
آخر تحديث 2025/05/03 - 11:59 PM

غادرنا شرار حيدر الى دار البقاء تاركا خلفه ذكرا طيبا سائرا يحدث عن بديع خصاله ونبل أخلاقه , وقد يكون المقام مقام رثاء ولكل مقام مقال , إلا اننا لن ندع الحزن يمسك زمام القلم ليدون فقط ما تجيش به النفس من لوعة الفراق على أخ حبيب عرفته منذ سنين بعيدة في حينا الصغير الجميل حي الوشاش قبل ان تتغير الأحوال وتتقاذفنا أمواج الحياة لترمي بنا خارج هذا الحي الذي تغير هو الآخر ولكن الثابت الذي لم ولن يتغير هو ما استقر في النفوس من ذكريات تلك الأيام .
في مقال كتبته بعد استقالة الراحل شرار حيدر من رئاسة نادي الكرخ الذي صار مقرونا بشخصه لكثرة ما وهبه له من حبه وصحته ووقته , في آب العام الماضي تحدثت عن شرار وعائلته الرائعة حيث الوالد أستاذ حيدر المعروف علما بين تلاميذ وأهالي التلاميذ في حينا الذي كان جميلا وسيبقى في النفوس كما كان , وعلاقتي بأخيه الذي يكبره لهيب وايام مقهى ابي شيماء , لن أعيد وانما استعيد بعضا من الذكريات كي اسوغ اطلاقي لقب الثائر على شرار حيدر , ففي هذه المقتطفات ما يثبت قربي من شرار انسانا قبل الشهرة وبعد الشهرة ..
شرار حيدر ثائر بكل ما تنطوي عليه هذه الصفة من معان كبيرة , ولا بأس من ان نستدعي كل صور الثوار على مدى التاريخ ممن قرأنا او تابعنا قصصهم وبطولاتهم لنستخرج زبدة مجموع صفاتهم وهي .. التمسك بالحلم .
فالثائر لا يشبه غيره , فهو يحلم مثل غيره ولكنه لا يفرط بحلمه – مثل غيره - مهما كانت الظروف , ومهما اشتدت الأزمات , وحلم الثوار على الرغم من عمقه وسعته أيضا فإن سقفه يظل سقفا طفوليا أي بريئا ممتدا الى ما لانهاية , كما ان الثائر يتمسك بحلمه لانه حلم يتناسل احلاما جديدة فيبقى في هذا النعيم الذي لا يشعر بحلاوته إلا الثوار من  اهل النفوس التي تضيق بمرادها الاجسام , وهو نعيم لا يخلو من هموم كبيرة تنغصه ربما على مدى حياة الثائر , لانه يرى ما لا يرون ويتمنى غير ما يتمنون، لذا فهو يخطط على غير ما يشتهون ويعمل بما لا يحبون من أجل ان يطرق باب حلمه وحين يفتح الباب فإنه يتأخر عن الدخول حتى يسبقه كل من كان يحلم من أجلهم ..
ذاك هو شرار , وبهذا التوصيف جرت كل معاركه التي خاضها لتحقيق أحلامه من أجل رياضة العراق بل أهل العراق ..وكأي ثائر قد يكبو فرسه في تقدير موقف هنا او سلك طريق مهجور هناك , إلا ان صدق النية ونقاء الطوية وسمو الهدف كلها تشفع للثائر وهو يشق الطريق نحو امتلاك منصات القلوب .. وقد امتلكها الثائر شرار حيدر بل تربع عليها وسيبقى اسمه منقوشا بل محفورا فيها ..
ذاك هو شرار  حيدر الذي تفخر به ملاعب الكرة العراقية نجما وتفخر به الإدارة الرياضية مخططا منفذا ناجحا ويفخر به العراق انسانا مواطنا رياضيا حالما ثائرا لم يساوم على حلمه حتى اللحظة الأخيرة .. وهل يساوم الثوار ؟
اللهم ارحم شرار حيدر واجعل داره جنة النعيم يا ارحم الراحمين .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير