رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بمشاركة أكثر من 300 صحفي وصحفية ومؤثرين ....انطلاق ملتقى «مستقبل الإعلام والاتصال» في الأردن .....اللامي: التقدم التكنولوجي يخدم بلداننا ويحقق التنمية المستدامة في حال إحسان التعامل معه


المشاهدات 1081
تاريخ الإضافة 2023/09/18 - 9:45 PM
آخر تحديث 2023/09/28 - 6:12 AM

عمان/ الزوراء:
انطلقت في العاصمةِ الأردنية عمان أعمال ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال، الذي يركز على التحديات التي يواجهها الإعلام في ظل التسارع التكنولوجي والآليات المتوقعة لإندماج وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، بمشاركة أكثر من 300 صحفي وصحفية ومؤثرين ومؤثرات على منصات التواصل الاجتماعي، فيما اكد نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب، مؤيد اللامي، أن التقدم التكنولوجي يخدم بلداننا ويحقق التنمية المستدامة في حال إحسان التعامل معه.
وقال رئيس اتحاد الصحفيين العرب نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي في كلمة له خلال حفل افتتاح الملتقى، تابعته “الزوراء”: إن “15 مليار دولار وأكثر هي أرباح منصات التواصل الإجتماعي من الاعلانات بينما تضع القيود على المحتوى”، متسائلا: “ماذا قدمت الدول العربية، لحرية الإعلام ووضع معايير صحافة المهنية؟.
واضاف اللامي: إن التقدم التكنولوجي يخدم بلداننا ويحقق التنمية المستدامة في حال إحسان التعامل معه. داعيا إلى ضرورة العمل على إيجاد إعلام تنموي حقيقي يحقق النهضة والتطور للمجتمعات العربية.
من جانبها، قالت نائب رئيس مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين، الذي ينظم الملتقى، سوزان عفانة، إن الملتقى يأتي في وقت اكتسحت فيه التكنولوجيات الجديدة المشهد الإعلامي ما يتطلب التطرق إلى سبل المحافظة على القواعد المهنية لما فيه الصالح العام.
ودعت إلى تجنب التضليل والتهويل ونشر الزيف وتداول المعلومات والصور الكاذبة، خاصة فيما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة لفبركة المحتوى والتلاعب بالحقائق، مشددة على ضرورة تعزيز الدور الرقابي للإعلام وتولي السلطة الرابعة مهامها باقتدار نحو الحفاظ على حرية التعبير.
من جهته، أكد نائب الرئيس التنفيذي لمعهد الصحافة الدولي، سكوت جرفن، أهمية ربط مستقبل الإعلام بمستقبل حرية الصحافة في ظل استمرار الدفاع عن الصحفيين حول العالم. مبينا أهمية مواجهة التهديدات الرقمية التي تحيط بالصحفيين والتي ينبغي الاستعداد لها بالتزود بالخبرات والأساليب التي تحقق الحماية والأمن للصحفيين.
وأشار إلى “الاعتداء على الصحفيين في بعض الدول ما يعزز المخاوف لدى الصحفيين حيال الواقع وتغطيته بصورة مهنية وسط تعزيز المسؤولية نحو المجتمع وما تقتضيه مهنة الصحافة”، متسائلا عن آلية تمكين الصحفيين والحريات وإيجاد حل نهائي للرقابة الذاتية لدى الصحفيين وصياغة قوانين مشجعة لممارسة الصحافة بمهنية دون تخويفهم وتهديد سلامتهم واستقرارهم.
بدوره، أكد نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، أهمية دراسة مستقبل الإعلام في العالم العربي في ظل التحولات الهائلة في عالم الإعلام ودور وسائل التواصل الاجتماعي في هذا التحول، مبينا: إن التغييرات المقبلة تستهدف اتساعا في مسارات التواصل وتكنولوجيا الإعلام الرقمي؛ ما يعني تهديد سلامة العمل المهني وتأثر المحتوى الإعلامي بذلك.
وأضاف: ان المنطقة العربية اقتصرت على التلقي دون إحداث التأثير في التطورات التكنولوجية المضطربة، ما يستوجب سن القوانين التي تحكم السيطرة على الخلل وتنمي أدوارا فاعلة للإعلام لمصلحة الشعوب العربية. مشددا على ضرورة معالجة الأزمات التي يحدثها هذا التطور لوسائل الإعلام بصورة صحيحة وإعطاء الأدوار للكفاءات والقدرات العربية لتصويب الواقع.
وتطرق سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأردن، بيير كريستوف، إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي وإيجابياتها وسلبياتها والتضليل الإعلامي الذي يتعرض له الناس في ضوء التطورات المتسارعة، مما شكل لديهم انطباعات مختلفة تتراوح بين الحسنة والسيئة، مشددا على ضرورة تمكين الإعلام التقليدي لفحص الحقائق وإعطاءه أدوارا تعيد الفاعلية له لتسيد المشهد نظرا للتجارب التي تركها سابقا والتي أكدت مهنيته وتمكينه في وصف الواقع بحياد ومهنية.
ولفت الى الحاجة لمواجهة الحملات التضليلية التي تدفع بها بعض الجهات الإعلامية الدولية، التي لا تنصاع للقوانين والأخلاقيات والحريات في تغطياتها. مؤكدا أن حرية التعبير هي من المسارات التي مكنها جلالة الملك عبدالله الثاني في المجتمع الأردني.
وأشار مؤسس المركز، نضال منصور، إلى مسيرة امتدت 25 عاما للمركز في الدفاع عن حرية الصحافة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، مؤكدا: إن الأردن ملاذ آمن لعمل المركز، الذي حقق إنجازات في موضوع الحماية للصحفيين والتطوير والبناء المهني لمهنة الإعلام.
ونفى منصور توافر أية معلومات أو إحصائيات عن عدد الصحفيين الناشطين على السوشيال ميديا، مشيرا إلى أن غالبية الصحفيين والصحفيات لديهم حسابات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالرغم من أنها صفحات شخصية إلا أنهم يستخدمونها بنقل ونشر الأخبار والمعلومات والصور والفيديوهات.
الى ذلك، شدد وزير العمل الاردني السابق، معن القطامين، على الحاجة لميزان حقيقي للتوصل إلى تقدير أهمية المعلومات المقدمة من خلال المنصات وتقدير خطورتها.
وحول مظاهر التأثير على المجتمعات بسبب المنصات، قال القطامين “كنا في سبعينيات القرن الماضي نشاهد من 500 -1600 إعلان في اليوم الواحد، أما الآن فنشاهد يوميا 4000 - 10000 إعلان”.
وأكد المتحدثون أن منصات التواصل الاجتماعي “لن تحل مكان الإعلام التقليدي والاتصال، وكلاهما يكملان بعضهما بعضا”.
وقال الرسام الكاريكاتوري، عماد حجاج: إن منصات التواصل الاجتماعي كان لها فوائد ومضارّ.
وتابع: “ منصات التواصل الاجتماعي فرضت علي كفنان تغييرا، ففن الكاريكاتير اختلف مع كل تحديات السوشيال ميديا، فالكل يقوم بالتقليد ونسخ الأفكار لكن العبرة في الابتكار والإبداع”.
وحول آثار الذكاء الاصطناعي على الفن، قالت الفنانة زين عوض إن “الذكاء الاصطناعي له قدرة على أخد الأصوات ووضعها بأماكن أخرى، لكن ذلك لا يلغي وجود الفنان، لأن الفنان سيناريو قائم بحد ذاته، وبدلا من أن نأخذ صوت أي فنان ونقتحم خصوصيته، الأولى أن نعيد توزيع تراثنا القابل للاندثار وهو ليس خطرا كبيرا لكنه شيء مزعج”.
وعبّرت عوض عن استيائها من الذكاء الاصطناعي من خلال إتاحته إمكانية تغيير أصوات المغنين إلى أغانٍ أخرى بأصوات مختلفة، وهذا يعمل على اقتحام خصوصية الشخص، مضيفة بقولها “يجب أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي بطرق أفضل من استنساخ الأصوات”.
من جهتها، أكدت الناشطة ديما فراج أن الناشط على منصات التواصل الاجتماعي “لا يمكن أن يحل محل الإعلامي والعكس صحيح، فكلاهما له دوره ومساحته الخاصة به”.
ولم يخفِ عدد من الصحفيين المشاركين تخوفاتهم من استخدامهم للسوشيال ميديا، لكنهم في الوقت نفسه أكدوا الحاجة الماسة لاستخدامها من قبل الصحفيين أنفسهم.
الصحفي جهاد أبو بيدر يرى أن الصحفي أكبر من منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن 200 صحفي وصحفية ينشطون على تلك المنصات من أصل 2000 ــ 3000 صحفي وصحفية لديهم حساباتهم على تلك المنصات.
وأرجع أبو بيدر قلة عدد الصحفيين إلى ما وصفه بعدم احتمالهم للنقد إيجابا أو سلبا، وكذلك بسبب القانون، مؤكدا أنه يتقبل النقد سلبا أو إيجابا على صفحته الشخصية.
ووفقا للرئيس المؤسس لنقابة الصحفيين التونسيين، الهاشمي نويرة، فإن تلك الخشية لدى الصحفيين بسبب القوانين وأخلاقيات المهنة.
وقال إن منصات التواصل الاجتماعي تنتشر فيها الأخبار الكاذبة وبعضها يحض على التمييز العنصري والكراهية والحقد، ولا بد لها من الامتثال للقوانين ومنها قانون الجرائم الإلكترونية.
ولم يخفِ المتحدثون، في جلسة تناولت مدى تدخل الحكومات في السوشيال ميديا، أن الحكومات تتدخل في إطار فرض الرقابة، وأنها لم تتعلم من أجواء الربيع العربي.
وقال المتحدثون إن الحكومات، ومن خلال القوانين، لديها القدرة على السيطرة على المعلومات في الفضاء الإلكتروني.
وقال وزير الثقافة والشباب الاردني الأسبق ومستشار معهد السياسة والمجتمع، محمد أبو رمان: إن “بعض الحكومات لم تتعلم من الربيع العربي، في وقت تعمل فيه مواقع التواصل الاجتماعي على تغيير الآراء”، مشيرا إلى أن المنصات أسهمت في نشر الأخبار سواء كانت صحيحة أم خاطئة، ومنها الأخبار على شكل الذباب الإلكتروني.
من جهته، قال رائد سمور المختص بأمن المعلومات، إن “دولة الاحتلال تعتبر الكاميرا أداة قاتلة لكيانهم كونها تفضح انتهاكاتهم”.
وفي هذا الصدد، وفي إطار إجابته عمّا هو مطلوب منا كشعوب تجاه القضية الفلسطينية، قال أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير: “أعتقد أنه ليس الإعلام الذي يغيب القضية الفلسطينية ولكن القضية الفلسطينية غيبت في هذه المرحلة ولم تعد القضية الأساسية والمطلوب منا كشعوب عربية وإسلامية هو تداول أخبار فلسطين ونشر المعرفة أكثر عن الأخبار التي تخص فلسطين حتى لا يتم تشويه الحقائق”.
وقال الإعلامي المصري خالد البرماوي إن “التعامل مع المنصات الرقمية بالعالم ستؤثر، ونحن في المرحلة الثالثة في تطور الميديا، وأنا مؤمن بأنه توجد فرص كثيرة جدا كصحفيين، فالصحفي يأخذ المعلومة ويدققها ويعيد صياغتها بطريقة مبتكرة وجديدة من نوعها”.
وترى الصحفية رنا صويص من صحيفة نيويورك تايمز أن “سوق العمل وتحديدا في الأردن لا يواكب متطلبات السوق التي تتغير بسرعة”، وتجد أن “المناهج تساعد على دخول الخريجين إلى سوق العمل”.
نائب رئيس معهد كارنيجي، مروان المعشر، دعا وسائل الإعلام لأن تطرح منصات للتحاور بين الجمهور، مشيرا إلى تجربته كوزير للإعلام قبل ٢٧ عاما حين أقر إلغاء وزارة الإعلام ليتأخر هذا القرار في أدراج مجلس النواب لمدة سبع سنوات.
وتساءل المعشر هل استقلالية الإعلام الأردني اليوم أكثر ممّا كانت عليه سابقا قبل ٢٧ عاما؟
وقال المعشر في ختام جلسات اليوم الأول للملتقى “نحن لا نريد شعارات عن حرية الإعلام، بل نريد مؤشرات لا تبقى شعارات جوفاء لا تترجم إلى أعمال على الأرض. في الوقت الذي لدينا فيه الكثير لنعمله من أجل استقلالية الإعلام”.
وأشار إلى أن الحكومات العربية التي تمنع استقلالية الإعلام تعتقد أن إعلامها الرسمي يكفي للتأثير على الجمهور، مضيفا أن الشيء الأهم في تطور الإعلام هو تقديم الرأي الآخر وترك الحكم للمواطن وهو عكس ما تفعله الحكومات العربية.
وأضاف: هناك وسائل إعلام مستقلة لكن الأساس في العمل الإعلامي ليس الحيادية فقط، لأن من الصعب للغاية أن تكون وسائل الإعلام حيادية، لكن مقابل هذه الحيادية يجب أن تتوفر المهنية التي تعني تقديم جميع وجهات النظر.
وقال: “مهمة الإعلام نقل الحدث وليس صناعته، ولكن هذا لا يعني أنه لا يؤثر وبالنتيجة فالإعلام الذي لا يسمح بتعدد الآراء ليس إعلاما، ولدينا مؤسسات خاصة تمتلك وسائل إعلام لكننا بالمقابل نحتاج لتدريب الصحفيين والإعلاميين والسماح بالحرية”.
ويتضمن الملتقى 22 جلسة حوارية متخصصة لمدة 3 أيام يشارك فيها ممثلون عن الاتحاد الدولي للصحفيين، ومعهد الصحافة الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والعديد من نقابات الصحفيين العربية والدولية، ويتحدث بها 60 متحدثاً ومتحدثة، ويدريها 22 إعلاميا وإعلامية، وتنطلق الجلسات بمنتدى “منصات التواصل الاجتماعي.. أصوات ورؤى متعددة” الذي يفتح الباب لنقاشات واسعة عن دور، ومستقبل السوشيال ميديا، وتأثيرها على الإعلام المحترف.
وأنهى ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال تحديات الواقع ورهانات المستقبل الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين أعمال يومه الأول بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين والنقابيين والدبلوماسيين والخبراء ومنظمات محلية وعربية وأجنبية.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير