تعج سلسلة جبل مكحول في العراق بآثار الإمبراطوريات المُندثرة والممالك القديمة، وتقع سلسلة جبل مكحول بالموازاة لنهر دجلة، وتُعدّ حاضنة الحضارات، حيث تنتصب قلعة أو معبد أو ركام قصر هنا وهناك، وفي إحدى الأجزاء يوجد نُصُب تاريخي يطلق عليه قصر البنت، وقد تم اكتشافه في عام 1950 بعد العثور على بقايا أسسه المطلة على نهر الفرات.
يعتبر قصر البنت حالياً عبارة عن تل ينتصب على حافة جبل مكحول على بعد 20 كم جنوب آشور شرقاط، وهي العاصمة الأولى للإمبراطورية الآشورية، وهو قصر تاريخيّ تراثيّ مُسجّل في دوائر الآثار العراقيّة لم يخضع للتنقيب بعد، ومن العسير الوصول إليه لكثرة الطرق وتشابكها، وأقرب الأماكن عليه قرية الزوية شمال بيجي على بعد 40 كم، وتكثر الأساطير المُتماثلة عبر الأجيال والملتصقة بهذا القصر، ومن المرجح أنه كان مرقباً آشورياً لشعوب الممالك القديمة التي كانت تتبادل الإشارات عبر انعكاس الشمس على أسطح المرايا.
يقع القصر قبالة قرية حصيبة، وتقع قرية حصيبة الشرقية في وسط العراق شرق مدينة الرمادي، بينما تقع حصيبة الغربية غرب العراق مُحاذية للحدود العراقية السورية، وقد وجدت التنقيبات الأثرية بقايا للقصر على نهر الفرات تقف بصورة عمودية.
أدرج قصر البنت ضمن الأماكن التاريخية والتراثية في العراق، وتعتبر دائرة آثار الشرقاط أقرب جهة مسؤولة من هذا الأثر، ويُعتقد أنّه يعود إلى الفترة الهلنستية كونه قريب من طريقة البناء في ذلك الوقت، ويعتقد أيضا أنّه كان مخفرًا أو ميناء فيه حرّاس أشدّاء لتفتيش السفن المارّة، كونه موجود عند فم الوادي الذي يسمونه وادي جهنم، والذي كان المنفذ الوحيد لعبور التجارة والغذاء من بلاد الشرق كفارس وغيرها إلى الحضر عبر النهر.