رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سلمَ لي على لاليغا


المشاهدات 1179
تاريخ الإضافة 2023/06/05 - 8:46 PM
آخر تحديث 2024/04/12 - 11:59 AM

الذهول والغموض، هما السمتان الرئيستان اللتان طبعتا ردود فعل الشارع العراقي عموما وليس الرياضي فقط على توقيع عقد الشراكة بين  اتحاد الكرة العراقي ورابطة دوري المحترفين الاسباني اللايغا .
من حيث المبدأ لا احد يملك حق التفتيش والتنبيش في النيات لان القلوب وما تنطوي عليه ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، انما من باب حدث العاقل بما يعقل سنسلط الضوء على قدر ما متوفر من تصريحات معلنة عن هذا العقد، ومن نافذة حقيقة واقعنا المعاش بكل تفاصيله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما الرياضة إلا جزئية من جزئيات التفاصيل الاجتماعية .
من البديهيات ان لكل دولة فلسفة عامة وأخرى خاصة تتعلق بكل مفصل او تفصيل، وفي الميدان الرياضي هناك فلسفة الهواية وفلسفة الاحتراف، وحتى اول أمس فإن الرياضة العراقية تتبنى فلسفة الهواية، او الهواية المطعمة بالاحتراف، والذي لا شك فيه ان الصراع بين الفلسفتين لم يتوقف حتى هذه اللحظة في كل العالم،, حتى صار هناك من يرى ان الفعاليات الرياضية التي تتبنى الاحتراف تخرج من دائرة الرياضة ومبادئها، وهذا طبعا لا يعيبها لانها ستدخل مدخل المال وما تتطلبه مؤسساته واخلاقه من ممارسات يكاد لا ينسجم اكثرها مع النقاء الرياضي .
تفاصيل الشراكة غامضة، ومهما كانت، فإن السؤال هو: هل ان المجتمع العراقي مهيأ لتقبل هذا الدوري الذي سيلد ولادة قيصرية من هذه الشراكة التي اراها متعسرة لانها  جاءت على عكس التيار؟ فالكل ينتظر الخطوات العملية لتنفيذ توصيات المؤتمر الرياضي الكبير الذي لم يمر عليه شهر والذي نظمه مكتب السيد رئيس الوزراء وقد قدمت فيه دراسات تنظر للرياضة العراقية من باب التربية ونشر المبادئ التي تستثمر في الانسان خلقا واعدادا للمستقبل .
لن ندخل في جدل الهواية والاحتراف، غير اننا واظن ان معنا كثيرين لم يستوعبوا هذه الخطوة التي زاد من غموضها رعاية دولة السيد رئيس الوزراء لها مما اسبغ عليها رداء الغموض المبطن الذي يحول دون رؤية تفاصيل الشراكة، ومن قراءة تصريح السيد رئيس الوزراء نرى انه يشجع ويدعو الى العمل الاحترافي في كل مناحي الحياة، وهي دعوة الكل يدعو بها ويؤيدها بمعناها الواضح، أي العمل القائم على التخصص الدقيق والإخلاص والتفاني بلا حدود ومن غير كلل او ملل حتى تنجز المهمة، وهذا المعنى استثمار في الانسان لإنقاذه من مخالب الفساد والمفسدين. أما الاحتراف فهو فتح باب الإفساد الأخلاقي قبل المالي،, وهذه حقيقة لم تعد بحاجة الى أدلة منذ فضائح الدوري الإيطالي عام 1980 حيث التلاعب بالنتائج وما اعقبها بسبب المراهنات في اكثر ان لم نقل كل دوريات الاحتراف. أما جماعتنا “ لاليغا “  فإن دموع لاعب ريال مدريد  البرازيلي فينيسيوس جونيور لم تجف بعد ان كتب في حسابه على موقع انستغرام “ما ربحه العنصريون هو طردي. هذه ليست كرة قدم. العنصرية أمر طبيعي في الليغا (الدوري الإسباني)”.
نتمنى على اتحاد الكرة التوفيق في مسعاه، وان يدوزن خطواته على وقع نبض المجتمع العراقي المبرأ مما ألحقه بثوبه الطاهر المفسدون، فالمال غير المحصن بالخلق لا يصنع كرة قدم متطورة .. عسى ان يكون احترافنا غير احترافهم .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير