هذه الشريحة الواسعة من العراقيين بذلت زهرة شبابها بقلوب عامرة وأيدي بيضاء في خدمة الشعب العراقي في زمان غير زماننا الآن محرومين من مكيفات التبريد في الصيف الحار جداً حيث كانت تربط في سقف الغرفة قطعة من القماش السميك مربوطة من أسفلها بحبل طويل يتم سحبه ذهاباً وإياباً من أجل تحريك قطعة القماش ويتحرك الهواء في الغرفة وفي الشتاء لا توجد وسائل تدفئة فيتحمل الموظف البرد القارص الشديد يحملون هموم الناس المراجعين ويتعاملون معهم برحابة صدر وينجزون معاملاتهم يتصبب العرق منهم في الصيف ويرتجفون في الشتاء من البرد، يحملون المعاملات غير المنجزة تحت إبطهم لإنجازها في بيوتهم يحرمون أنفسهم من الراحة ومتاعب العمل في الدائرة ومحرومين من الاجتماع مع عوائلهم أو زيارة قريب أو صديق أو الجلوس في المقاهي أو التجول في المنتزهات والذهاب إلى السينما أو المسارح.
الآن أصبحوا في خريف العمر رواتبهم قليلة حوالي (500 ألف) دينار لا تكفيهم مراجعات الأطباء وأسعار الأدوية المرتفعة جداً بحجة انخفاض سعر الدينار العراق على حساب رفع الدولار وأصبحوا عاجزين عن توفير أجور البيت وتوفير مستلزمات حياتهم في الغذاء وأولادهم في المدارس والجامعات مما دفع البعض منهم إلى بيع حاجاتهم البيتية أو يفترشون أرصفة الشوارع بالكتب النادرة التي كانت تربي الإنسان وتنور العقول والتي كانت يزيلون الغبار عنها ويمسحونها بربطات عنقهم ويبيعونها بثمن بخس بسبب حاجتهم إلى المال لمراجعة الطبيب وشراء الدواء أو تسديد إيجار البيت أو توفير لقمة العيش ... يقول مدير جمعية المتقاعدين إن الظروف المادية الصعبة التي يعيشها المتقاعدون الذين يقدر رواتبهم بـ 500 ألف دينار أصبحوا يتسولون في الشوارع طلباً للمال من الناس في الشوارع والآن تسلل الأمل والرجاء إلى قلوب حوالي مليون متقاعد من أصحاب الرواتب الواطئة التي لا تكفي لتسديد حاجتهم الحياتية البسيطة بالميزانية الثلاثية في تعديل رواتبهم الواطئة ... إلا أن ما يؤسف له خابت آمالهم وزرع الألم والحسرة في قلوبهم من توفير راتب يساعدهم في مواجهة الغلاء والحاجة في هذه الظروف.
هل هذا وفاء وجزاء من بذل زهرة شبابه لخدمة الشعب بقلوب عامرة بحب الوطن وأيادي بيضاء ونظيفة ؟... يطلقون نداء إنساني من قلوبهم إلى السيد السوداني رئيس الوزراء بأنهم شريحة واسعة من الشعب يطالبون بالإنصاف وعدالة إنسانية في تعديل رواتبهم وأمل ورجاء أن تكون الميزانية الثلاثية زخة مطر تنعش قلوب المتقاعدين وتطفي نار الحاجة والجوع والفقر لدى هذه الشريحة الواسعة.