رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المطلوب من الميزانية الثلاثية تنمية وتطوير حياة الشعب العراقي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً


المشاهدات 1244
تاريخ الإضافة 2023/05/28 - 7:39 PM
آخر تحديث 2024/04/16 - 3:33 AM

 يقول المفكر الكبير كارل ماركس : (نعم .. ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان ... ولكن لا يمكنه أن يحيى بدون الخبز) هذه المقولة ليست لها خصوصية بالحياة المادية التي يسعى الإنسان إليها وإنما هي عامة وشاملة للحياة الإنسانية ... إلا أنها تمتاز بالخصوصية التي تشمل الفقراء والجياع والمحرومين من الحياة المادية والروحية ... كما تشير هذه المقولة أن الحياة لا تقتصر على الالتزام بالجانب المادي فقط أي إشباع البطن وإنما تلتزم أيضاً بالجانب الروحي للإنسان كإشباع الحواس الإنسانية والغرائز الأخرى ... لأن الإنسان حينما يلتزم بالجانب المادي على حساب الجانب الروحي تنحصر في فئة معينة من البشر وهم الأغنياء وأصحاب الكروش الذين أتخمهم الفساد الإداري ... إن الإنسان حينما وجد في هذا الوجود أدرك الحاجة للجوع وإشباع البطن إضافة إلى الحاجة إلى الغرائز والحواس الأخرى قبل أن يحس بالحاجة إلى الفكر.
المفروض بالميزانية الثلاثية أن تعطي الأولوية إلى معالجة ظاهرة الاقتصاد الريعي وتحويله الى اقتصاد منتج من خلال الصناعة والزراعة والاهتمام بالسياحة لأن العراق وطن الحضارات والمزارات وهذه العملية تؤدي إلى جعل العراق وطن وشعب يكتفي منها ذاتياً ويؤمن على أمنه الغذائي ومن ناحية أخرى يقضي على ظاهرة الفقر والجوع والبطالة لأن هذه العوامل الثلاثة تعتبر عوامل ضاغطة على الإنسان مادياً وروحياً وتعرقل نشاطه الفكري ... إن بناء الإنسان مادياً لا يعني إهمال وترك القيم الروحية والمفروض بالميزانية الثلاثية إضافة إلى توفير الأمن الغذائي والمادي للشعب عليها الاهتمام بالمنشآت الروحية للإنسان كالمسارح والنوادي والسينما والمنتزهات والحدائق إضافة إلى المستشفيات والمدارس لأن القيم الروحية ترهف الشعور الإنسان بالإحساس في الحياة وتخلق الأمن والاستقرار في النفس البشرية من خلال الحب والمودة والترابط الاجتماعي والإحساس بالحياة وجمالها وسعادتها.
يقول الفيلسوف اليوناني (أبيقور) الذي أرسى مبدأ الأخلاق على أسس عملية فميز بين اللذات الحسية التي تدفع الإنسان بثمنها من أعصابه وتوازنه النفسي والصحي لأن اللذات الحسية التي تسبب السعادة الداخلية للإنسان والاستقرار النفسي والطمأنينة والسلام هي التي تخلق الإنسان الذي يمتاز بالأخلاق العقلانية والتعاون والوعي الفكري التي تعتبر البناء للمجتمع الإنساني السعيد التي تسيره ضوابط الضمير الإنساني (الدينية والأخلاقية والاجتماعية) بدل العنف والانفلات الأخلاقي والإرهاب وعدم احترام القانون وهيبة الدولة.
إن الإنسان كائن فردي كان في فترة بداية وجوده في هذا الوجود يعيش مع الحيوانات ويأكل كما تأكل الحيوانات وله نبرات صوتية تشبه أصوات الحيوانات إلا أنه بعد أن دفعته حاجاته وغرائزه إلى التعرف والتقرب من أخيه الإنسان وأصبحت تلافيف دماغه حلزونية الشكل بعد أن كانت على شكل مستقيم ومع مرور الزمن تكونت العائلة بعد أن أصبحت السلطة للأب بعد الانتقال من المجتمع المشاعي التي كانت فيه السلطة للأم وظهر فيه المجتمع العبودي وتجلت في هذه المرحلة بظهور تقسيم العمل والملكية الخاصة وتكوين الدولة وتكوين العائلة ومن ثم تطوره إلى المجتمع الإنساني وأصبح يتحدد معنى وجوده من خلال عمله ونشاطه الذي تتجسد فيه طبيعته وتحقيق ذاتها من خلال الصيرورة التاريخية وأصبح الإنسان يعتبر حسيته الكاملة ككائن موجود في مجتمع معطي وفي طبقة اجتماعية معطاة حيث نشأ وتطور من خلال الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) في إطار تطور المجتمع وتقدمه مما جعل الإنسان في الوقت نفسه أسيراً لمجتمعه ومتعلقاً به بعد أن أصبح الإنسان يمتلك شعوراً وإحساساً تجعله جزء لا يتجزأ من المجتمع الإنساني لأن الإنسان أصبح لا يستطيع الوصول إلى ضروريات الحياة إلا بعد أن يكون مرتبطاً بالإنسان بطريقة إنسانية لأن الذات الإنسانية وضروريات الحياة موضوعاً اجتماعياً وإنسانياً لأنه منحدر من قبل الإنسان من أجل الإنسان في هذا الوجود.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير