لا أستطيع أن أصفَ مشاعرَ الإحباط والحزن التي تَعْصِرني ألمًا مِن فترة لأخرى؛ فقد أصيب الوالد بالسرطان أكثر مِن مرة، وعمرُه تجاوز الستين، والوالدةُ في نفس العمر تقريبًا، وتعاني من السكر.
أعاني مِن تخلي الجميع عن مسؤولياتهم؛ فالوالدُ أَهْمَل البيت تمامًا، وفي كل مرة أحاول فيها إصلاح البيت وطرْح حلول للإصلاح يتعذر لأنه شخص متشائمٌ، ويرى فقط الصعوبات والعوائق!
فالبيتُ الذي أعيش فيه مهترئٌ وقديمٌ، وكلُّ ما فيه يبعث على الكآبة، ولا يريد أهلي التجديد، بل يريدونه كما هو؛ مما يُشَكِّل عليَّ ضغطًا نفسيًّا رهيبًا!
والدي لديه القدرة على الدفع، لكنه يهمل ويتخلى عن المسؤولية، وفي المقابل ينفق كثيرًا على التَّنَزُّه مع أصدقائه.
أما إخوتي فهم مرضى نفسيون،حاولوا جميعًا إصلاح البيت لكن والدي يرفُض، وأُصيبوا في النهاية باكتئابٍ بعد مشكلات مع والدي.
النصائح والحلول:
حقيقةً أُقَدِّر كثيرًا ما تشعرين به مِن الضغط النفسي الذي تعيشين فيه، فالبيئةُ التي نعيش فيها لها دورٌ كبيرٌ في عملية الاستقرار النفسي والصفاء الذهني،حاولي اتباع هذه النصائح:
• اجعلي حديثك مع والدك ثناءً وشكرًا على ما قدَّمه لكم في سالف أيامه السابقة، وعلى ما بذله لكم مِن وقته وجهده وصحته،ولا تجعلي لغة الشكوى هي حديثك الدائم معه، وكذلك الحال مع والدتك.
• كذلك أختك التي تكبرك إخوتك الذكور والذين حاولو قبلك لا بد من التشجيع المستمر لهم.
• هناك فرقٌ بين التذمر وعدم القيام بأي شيء، وبين العمل بصمت ولو لم نجد المساعدة، فالفعل دائمًا أبلغُ مِن القول، فإمكانك أن تقومي ببعض الأعمال البسيطة والمتدرجة بشكل يومي ومتقطعٍ، فمع الأيام سوف يظهر الجمال مِن غير أن نشعرَ. • قد تجدين مَن يحاول أن يُثَبِّطك، أو يلقي لك بالكلمات السلبية والجارحة، لكن ليكن دائمًا سلاحك رد الإساءة بالإحسان.
• اعلمي أن الحلم بالتحلُّم، والصبرَ بالتصبر، والتدرُّج في كل شيء مطلوبٌ، حتى لو كان لدينا القدرة على تغيير ما نريده في يوم وليلة، فحتى تعتاد النفوس على أي أمر فهي بحاجة إلى رياضة ومُداوَمةٍ.