رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
طالبوا بالاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم والارتقاء بالواقع التربوي.....مختصون وأولياء أمور يشكون من صعوبة المنهاج الدراسي ويدعون إلى اعتماد التجارب التطبيقية


المشاهدات 7324
تاريخ الإضافة 2023/04/10 - 4:52 PM
آخر تحديث 2024/10/08 - 12:42 PM

انتقد مختصون واولياء امور المنهاج الدراسي اضافة الى طرق التدريس المتبعة حاليا في المدارس لكونها قديمة وتعتمد الى درجة كبيرة على الواجبات البيتية، فضلا عن صعوبة المنهج لاسيما في المرحلة الابتدائية ، لافتين الى ان الواجبات البيتية اصبحت ترهق الطلبة وذويهم ، وفيما شددوا على ضرورة ان يحصل الطالب على قسط من الراحة واللعب خصوصا طلبة الصفوف الاولية، دعوا الجهات الحكومية الى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم والارتقاء بالواقع التربوي لان البيئة المدرسية اليوم اصبحت طاردة لها... 

 

اللبنة الاولى
فيما قالت الكاتبة والاعلامية خولة العكيلي لـ”الزوراء”: ان “التعليم يعد احد الركائز المهمة  لبناء المجتمعات لذا تسعى الحكومات للنهوض به لاسيما مرحلة الابتدائي فهو اللبنة الأولى الأساسية لخلق جيل  ترقى به المجتمعات ولكن هل نجد ذلك في العراق ؟ قطعا كلا ! 
واضافت انه “منذ ٢٠ عاما والمستوى التعليمي في البلد بتراجع مستمر لأسباب عديدة يعود منها لقلة المدارس وما تبقى منها خاوية لا تصلح لاستقبال الاعداد الكبيرة من الطلبة والتي هي في تزايد لاسيما  صفوف الابتدائي وقلة الكادر التدريسي رغم ان المختصين بهذا المجال يعانون من البطالة لسنوات عديدة ويفترشون الشوارع بتظاهرات لعلها تستعطف قلوب المعنيين!”.
واشارت العكيلي الى ان “المنهاج للمرحلة الأولية  لا يتناسب مع عمر الطالب اضافة الى ضعف التدريس وعدم الاهتمام بشرح  المادة وتوضيحها لهم بشكل سلس يسهل فهمها مما يؤدي الى اثقال كاهل التلميذ بالواجبات البيتية  الأمر الذي يدفع بالاهل الى إرسال ابنائهم  لأخذ حصص خصوصي  او تفرغ الاهل لتدريسهم ما دفع الأسر للتذمر  كونه عبء جديد يضاف لهم”.
ونوهت الى ان “العائلة اليوم تعاني من الاوضاع الاقتصادية نتيجة السياسة الخاطئة للحكومات  المتعاقبة  في البلد في حين ألاسر المتمكنة ماديا قامت بتسجيل او نقل أبنائها الى مدارس أهلية ربما تكون الأفضل مما تسبب له بأعباء مادية تضف الى الاعباء الاخرى “.
التجربة التركية
وتحدثت العكيلي عن التجربة تركيا اذ قالت: ان الحكومة هناك لديها اهتمام كبير بالنظام التعليمي فهي تخصص له سنويا وفي كل الظروف الحصة الأكبر من الموازنة حيث تضاعف كل عام اعداد الصفوف ورفدت العام الدراسي الجاري بـ  750 الف معلم جديد من خلال توظيفهم فضلا عن تحديث المدارس القديمة ورفع اعداد صالات الرياضة اضافة الى انها أدخلت مؤخرا الايباد  بتوزيعه مجاننا على طلبة المدارس الحكومية ، الواجبات تنجز في المدرسة اما الواجب البيتي فهو قليل جدا يستغرق إنجازه دقائق معدودة”.
وأشارت الى ان “مدة الدراسة الابتدائية 4 سنوات الاولية  بلا رسوب  يخضع  خلالها التلميذ  للدعم النفسي الأمر الذي حدى بالكثير من العراقيين  للهجرة الى تركيا  لضمان مستقبل اولادهم سيما وان المدارس الحكومية  تسمح لابناء  المقيمين على اراضيها بالدراسة  فيها مجاننا ايضا”، مطالبة الجهات الحكومية والقائمين على البلد بالاهتمام بالجانب التعليمي بشكل اكبر لان التعليم هو اساس نجاح اي بلد في العالم ويجب ان نرتقي بالأساليب التعليمية في البلد بدلا من الطرق المعتمدة حاليا في نظامنا التربوي”.
من جانبه، قال التربوي محمد  جبار الفريداوي في حديث ل “الزوراء”: ان “ العراق يواجه اليوم انعدام للاستقرار السياسي في ظل الاضطرابات السياسية والعنف المتزايد والصراع الطائفي المتزايد وعدم الاستقرار والتدهور الاقتصادي وضعف التعليم في بلدنا وهذا الضعف والفقر والجوع والفساد قد القى بظلاله على النظام التعليمي غير مستقر وغير فعال في مدارسنا العراقية”.
البنى التحتية
واضاف ان”الواقع التعليمي اليوم يعاني من نقص في البنى التحتية بشكل عام لذا يتطلب من اصحاب الشأن في الحكومة النظر الى تلك الامور بجدية وواقعية  والعمل على تحسين هذا الواقع , لافتا الى ان “ هناك نقص واضح في المستلزمات من الكتب والمقاعد الدراسية واكتظاظ الطلبة لكون اغلب الابنية مشيدة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مما جعلها لا تتناسب مع الزيادة السكنية في العراق”.
واشار الفريداوي الى انه “نتيجة لقلة المدارس جعلت بعض الاطفال يجلسون على الارض او دوام مزدوج فضلا عن عدم نظافة بعض المدارس وتهالكها”.
واوضح ان “المنهاج الدراسي فيه صعوبة وتعقيد لاسيما في  المرحلة الابتدائية لكون معظم الطلبة الصفوف الاولية  باشروا في الدوام في مرحلة كورونا اضافة الى الطرق التدريسية المتبعة حاليا قديمة ومتهالكة جدا على عكس المدارس الاهلية التي فيها ابتكار اساليب وسائل جديدة تواكب التطور العلمي في العالم”. 
كثرة الواجبات البيتية 
فيما قال محمد عبد الكاظم من سكنة منطقة البلديات  “ان اكثر ما اعانيه اليوم اثناء تدريس  طفلي والذي يبلغ من العمر 8 اعوام هو كثرت الواجبات الملقاة على عاتقه بعد عودته الى المنزل “.
موضحا ان  “ معظم الدروس مطالب الطالب بكتابتها بعد عودته الى المنزل مع تحضير دروس اليوم الثاني مما يولد حالة من الارباك ليديهم تفقدهم التركيز على المواد المطلوبة منهم فضلا عن الارباك لدى ذويهم “.
واشار الى ان المنهج الدراسي في تلك المرحلة صعب للغاية بسبب ان الطالب يعود الى المنزل لا يفهم  بعض الدروس مما يدفعني اما الى وضع ابني في مدارس اهلية او معاهد خصوصية من اجل شرح له المواد الدراسية بصورة واضحة او بذل جهد كبير في شرح المادة له من قبلنا”.
ونوه بان “الطالب في هذا العمر بحاجة الى ان يفرغ الطاقة التي لديه عن طريق اللعب فاذا كان يقضي نحو 5 ساعات في الدراسة ومن ثم يعود الى المنزل من اجل اكمال الواجبات التي كلف بها من قبل المعلمات فمتى ينال قسط من الراحة اللعب”.
ولفت الى انه “لديه طفل واحد في تلك المرحلة واستغرق يوميا في تدريسه ما بين (4-5 )ساعات يوميا وهذا وقت طويل جدا خصوصا في فصل الشتاء لذا نأمل ان يعاد النظر في طرائق التدريس خصوصا في المراحل الدراسية الاولية للطلبة وتبسيط بعض المواد الدراسية لهم لانه في السابق كانت الدروس في الصفوف الاولية سهلة جدا”، منوها ان “النظام التعليمي في العالم اليوم اصبح متطور جدا اذ يعتمد على الجانب العملي اكثر من النظري مع اعطاء طلبة تلك فسحة من الوقت من اجل الاستمتاع بوقتهم في هذه المرحلة العمرية المهمة في شخصية الطفل وتنمية مهارتهم الذاتية”.
واوضح ان” الدول الأوائل في مجال التعليم على صعيد العالم : كوريا الجنوبية اولاً، اليابان في المركز الثاني، تلتها سنغافورة في المركز الثالث فلماذا لا يرسل الكادر التدريسي ايضا الى تلك الدول من اجل تطوير مهاراتهم اسوة بباقي موظفي الدولة “.
واضاف: ان  دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 34% من الأولاد و25% من البنات البالغة أعمارهم 11 سنة يشعرون بأن الواجبات المنزلية تمثل عبئا عليهم، كما أن هذه الأرقام ترتفع مع التقدم في السن لتبلغ 70% لدى البنات و60% لدى الأولاد في سن الخامس عشرة فضلا عن كون هذه الدراسة وجدت ان  الضغوط المسلطة على الأطفال تؤدي إلى زيادة الشعور بالضغط والتوتر العصبي، وتدفع إلى السلوكيات الخطيرة ومشاكل صحية مثل الصداع وألم الظهر والدوران”.
الواقع التربوي تعبان
فيما يرى  الباحث الاجتماعي حسام سعد  في حديث لـ “الزوراء”، ان” الواقع التعليمي والتربوي في العراق غير جيد لان التلاميذ عندما يذهبون الى المدرسة دورهم يكون مجرد حفظ بدون فهم وكتابة لمدة ساعتين او اكثر مما ينهك الطالب لانه في المدرسة دراسة وعندما  يرجع للبيت ايضا يحضر دروسه وكتابة المواد الدراسية بحيث وصل امر لكتابة واجبات مواد  العلوم والاسلامية في حين في السابق كانت الكتابة محددة للقواعد العربية والانكليزي والرياضيات ام اليوم جميع المواد الدراسية تتطلب الكتابة وهذا اجراء غير صحيح”.
وتابع انه “يجب اعتماد اساليب جديدة وسريعة وسهلة وفعالة في طرق التدريس مثلا اعتماد التعليم بالعب من خلال الالعاب او التجربة مثلا التجارب التطبيقية بدلا من الطرق المتبعة حاليا”.
واشار الباحث الى ان “ ما يحدث اليوم في الوقع التعليمي سببه هو تراكمات الزمن الماضي والذي يعتمد على تراكم معلوماتي أي مما يجعل الطالب يحفظ بسرعة وينسي بسرعة وهذا اسلوب قديم جدا”.
منوها الى  “وجود  معوقات مادية  منها الابنية الدراسية والتجهيزات اللازمة من وسائل الراحة في الصفوف والنظافة وافتقارنا الى المدارس النموذجية “، مشيرا الى ان “المواد الدراسية العلمية مثلا الرياضيات والعلوم صعبة جدا  ورغم كوني خريج اجد احيانا صعوبة بالغة في حلها فكيف بطفل صغير”
وطالب الجميع بوقفة جادة وحاسمة لتغير الواقع الدراسي بما يتناسب مع التطور العلمي المتبع في عموم دول العالم لاننا  وصلنا الى نقطة حرجة في ظل انتشار المدارس الاهلية التي اصبحت متفوقة على المدارس الحكومية بطرق تدريسها وابنيتها” .
بيئة طاردة
اما  الدكتور قاسم الكناني ذكر في حديثه لـ “الزوراء”:  ان “واقع المدارس الحالي متردي والبيئة المدرسية طاردة وليست جاذبة والعمل المدرسي اشبه بإسقاط فرض والسبب في ذلك نقص الابنية المدرسية واكتظاظ  الصفوف بالطلبة ونقص الملاكات التدريسية وغياب التخطيط التربوي وضعف الإدارات المدرسية”.
موكدا على “ ضرورة ابتعاد المناهج الدراسية عن مواكبة التطور والتقدم العالمي لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في السياسة التربوية والتعليمية والانتقال من سياسة الكم إلى سياسة النوع بمعنى التركيز على كيفية ايجاد مخرجات (طلبة) بنوعية جيدة وإعداد المعلمين اعداد جيد وتطوير عمل الإدارات المدرسية”.
بدوره  اكد  التربوي والباحث محمد فخري المولى في حديث لـ(الزوراء) انه “هناك ثلاثة أركان  أن اجتمعت بشكل مهني أنتجت جيلا مميزا ينظر للمستقبل بنظرة ثاقبة وفق معيار المواطن الصالح الا وهي (الطالب – العائلة – المدرسة)”.
واضاف ان “ الركن الاول “الطالب” لان كل فرد يبتغي العلم والمعرفة سواء أنظم بالتعليم الحكومي أو الأهلي، وكل الإمكانات والمقدرات لكل بلد تهدف إلى صناعة أجيال الغد ليكونوا  قادة الغد, لافتا ان “الركن الثاني وهو العائلة لكونها الحضانة الأساس للأفراد وخصوصا الطلبة ، فكلما زاد وعي وإدراك العائلة لأهمية العلم  مع توافر الظروف التنظيمية والاقتصادية والمالية لها كان الناتج طالبا واعيا وسيكون نواة صحيحة فاعلة للغد المشرق للعائلة والمجتمع والوطن” .
موضحا ان “ الركن الاخير هو المدرسة والتي هي قاعدة العمل الأساس والمركزية التي ينطلق من خلالها برنامج صناعة الإنسان (الفرد) المنتج وفق معيار المواطنة”.
مدارس متهالكة
واشار الى ان” هناك مدارس متهالكة بلا كوادر تعليمية ولا مقاعد (رحلات) لجلوس الطلبة بعد أن تجاوزنا نسبيا موضوع نقص الكتب حيث تحملت العائلة الجزء الأوسع من توفير الكتب والقرطاسية وكل ما يحتاجه الطالب لذا العوائل ذات الوضع المالي الجيد  استغنت  عن المدارس الحكومية وذهبوا  باتجاه المدارس الأهلية التي تتوافر بها كل ما لا تجده بالمدارس الحكومية “. 
وشدد على ان “خط الفقر والطبقات الهشة تبلغ قرابة ٤٠٪ مما يعني أن هناك مبدئيا أكثر من ١٠,٠٠٠,٠٠٠ عشرة ملايين لا يمكن أن يتحملوا تكاليف التعليم الأهلي والنتيجة سيكون هناك نقص بالمعرفة “.
واوضح المولى انه “اذا  أجريت ممارسة التعداد العام للمدارس بكادر وتوثيق هرمي مهني ستكون الوزارة أمام قاعدة بيانات تستطيع من خلالها النظر للأعوام القادمة ليس بإسقاطات بل مؤشرات واقعية تضاف إليها الرؤية المستقبلية للنمو السكاني للمناطق لأنه سنشهد خلال الأعوام الخمس المقبلة نمو سكاني ثابت نسبيا دون تغير ديمغرافي فقط تمدد عمودي وأفقي افراد ومبان لان اغلب المدارس حاليا تم بناءها في القرن الماضي”.
وكانت وزارة التربية علقت في وقت سابق على حديث بشان صعوبة المناهج الدراسية بان “تأليف المناهج يتم بالاتفاق مع منظمة اليونسكو وهي مواكبة للتطور العالمي تكنولوجيا”.
وأضافت أنه “على المعلم والمدرس وولي أمر الطالب تقبل تغيير المناهج وتفهم أن المناهج الجديدة تقوم على أساس معرفة المفاهيم والخبرات وليس الحفظ والتلقين”.
موضحة، أن “تغيير المناهج توازيه جهود مديرية الاعداد والتدريب من خلال إعطاء دورات تدريبية للمعلمين والمدرسين على تلك المناهج، كما أن منظمة اليونسكو وصفت في عام 2013 المناهج العراقية بالأفضل في الشرق الأوسط”.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير