بين اوساط شعبية وعائلة متوسطة الحال نمى وترعرع الفنان هادي الشاطي، فمنذ صباه كان لا بد له ان يساعد والده صاحب المقهى الشعبي، وكانت تلك المقهى مبعث الكثير من هواياته وطموحاته ومن الفرق الرياضية الشعبية التي كانت تتخذ من مقهى والده مكانا للاجتماعات والتفاهم، ومن تلك الفرقة المسرحية التي كان الفنان الراحل مطشر السوداني يقودها نمت هوايات هادي وارتسمت في مخيلته طرق المستقبل، فمن والده صاحب الصوت الشجي احب الغناء ومن الراحل مطشر السوداني نمت في مخيلته صورة النص المسرحي، فقرر ان يكون مغنيا وملحنا وكاتبا للاغنية والمسرح.
وللتعرف على مجمل مسيرته التقت الزوراء الفنان هادي الشاطي في هذا الحوار :
 

* البطاقة التعريفية لجنابكم الكريم؟
- أنا عبد الهادي محسن شاطي عبد المحمداوي ولادتي كانت في الصرافية بغداد 1957 بعد فترة من ولادتي انتقلت عائلتي الى مدينة الثورة المسماة اليوم مدينة الصدر، كنت حينها في الصف الثاني الابتدائي وفيها اكملت دراستي الابتدائية والثانوية ثم قبلت في اكاديمية الفنون الجميلة .
* لكل مبدع اساس وضع من خلاله اولى ملامح هوايته ثم نمت تلك الهواية لتضع الملامح الاولى للاحتراف المهني فيما بعد، كيف كانت نشأتك؟
-ولدت في عائلة متواضعة الحال، كان والدي يمتلك مقهى شعبية في منطقتنا وكنت انا اساعده في بعض شؤون المقهى التي استطيع ان اقوم بها كصبي، كان والدي يمتلك صوتا غنائيا لا بأس به يحاول ان يؤدي غناءه بين فترة واخرى في المقهى وكنت استمع اليه بإعجاب ومثلما تعرف ان الفرق الشعبية الرياضية كانت تستفيد من مقاهي المنطقة للالتقاء والتجمع والتفاهم فيها اضافة لهذا كانت تجتمع فرقة مسرحية لأبناء المنطقة في نفس المقهى يرأسها الفنان الراحل مطشر السوداني، وكنت مولعا بمشاهدة الراحل مطشر السوداني وهو يوزع الادوار الفنية على اعضاء فرقته وعلى ما اتذكر ان اسم المسرحية هو ( تنابلة السلطان ) وكانوا يؤدون الادوار صوتيا وذلك بتسجيل الصوت من خلال مسجل صوتي صغير وكانت تلك المواضيع تستهويني واتابعها بشدة وعملا بما كنت اشاهده حاولت من جانبي ان أؤسس فرقة مسرحية في مدرستي فيما بعد الى جانب هذا كنت اهوى الغناء نتيجة سماعي لوالدي وهو يغني في المقهى فتولدت لدي هوايتان الاولى الغناء والثناية التمثيل وشيئا فشيئا كبرت هواياتي عندما كنت اتابع ما اراه من التلفزيون والإذاعة.
* وماذا عن هذا التأثر وما الذي نتج عنه؟
-اول الخطوات التي تجسدت في هواياتي كانت في المدرسة، إذ كنت استمع الى الطلبة الاكبر مني أي طلبة السادس الابتدائي وهم يغنون ويؤدون هواياتهم كأناشيد وطنية وفعاليات اخرى، فهزتني الالحان وكان المشرف على المدرسة فنيا هو الفنان الراحل سعيد شابو واستمرت متابعاتي وهواياتي وصولا الى مرحلة المتوسطة عندما نشأت لدي هواية الكتابة للاوبريت الغنائي اضافة الى تأسيس فرقة فنية في المدرسة وكان معي الطالب نزار علوان وحميد المختار .
* وهل بالامكان ان تعرفنا عن بداياتك واهم الاهتمامات التي كنت تمارسها؟
-انا من مواليد بغداد1/7/1957 بدأت حياتي محبا للفن وخاصة في مجال الاخراج ومغنيا ومؤلفا من ايام دراستي الاولى ولي مؤلفات انجزتها ايام دراستي في مرحلة المتوسطة، فألفت وأخرجت ومثلت في مسرحيات عديدة اتذكر منها (الجدار الرابع) ومسرحية اخرى بعنوان (أنثى بعوض الانوفلس) ومسرحية (الكرة الأرضية في الشبكة) وإخراج (مسرحية راس الشليلة)، اضافة لهذا كنت أؤلف للمسرح وامثل واخرج، واكتب الشعر وألحن كما غنيت كثيرا في زمن الكلية. أما عن الكلية فقد دخلت أكاديمية الفنون الجميلة للعام الدراسي١٩٧٧ وتخرجت منها عام ٨١/٨٢، درسني الكبير سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد وجعفر السعدي وعوني كرومي وصلاح القصب وعبد المطلب السنيد في  قسم الفنون المسرحية فرع التمثيل والإخراج إلى جانب زملائي الاخرين ومنهم عبد الخالق المختار وجلال كامل واحمد ابراهيم جلال وعامر جهاد وكامران رؤوف وابتسام فريد وابتسام يحيى الاسعد وحسين علي هارف وميمون الخالدي  وكنعان علي، وكنت اغني في الحفلات الخاصة بالكلية والمناسبات التي تقيمها الجامعة.
* مسرحية الجدار الرابع هل فازت وحظيت بتقدير معين ؟
-نعم  حصلت على الجائزة الاولى عن مسرحية الجدار الرابع تأليفا في مسابقة إقامتها سكرتارية جامعة بغداد للعام ١٩٧٧ وكانت اللجنة برئاسة الاستاذ المخرج السينمائي وعراب السينما العراقية المرحوم جعفر علي وجعفر السعدي والدكتور ابراهيم الخطيب والاستاذ مصطفى تركي السالم .
* وهل انتميت الى احدى الفرق الفنية المهمة ؟
-نعم انتميت خلال دراسته الأكاديمية إلى الفرقة النغمية المركزية في ٢٦/١١/١٩٧٩ لأكون احد الأعضاء المؤسسين لها بإشراف الاستاذ الكبير فاروق هلال إلى جانب زملائي من معاهد الفنون الجميلة والدراسات النغمية فكان في دورتي  احمد  نعمة ومحمود أنور وكريم محمد  وافراح محمد  ونجاح عبد الغفور وصلاح حميد وسامي هيال.
* وما الذي اضافته لك الفرقة ؟
-شاركت مع الفرقة فاستفدت منها في صقل مواهبي وتعلمت اصول الالحان والاناشيد والاغاني التراثية والموشحات والابتهالات على يد اغلب الملحنين في الساحة الغنائية ومنهم الاستاذ جميل جرجيس والاستاذ روحي الخماش والأستاذ فاروق هلال وجعفر الخفاف وطالب القرغولي وعلي عبد الله وعبد الحسين السماوي وسرور ماجد وكريم هميم وغيرهم .
* وماذا عن المشاركات خارج العراق؟
-كانت الفرقة النغمية اكثر الفرق مشاركة، إذ كانت تمثل العراق فمثلا مثلنا العراق مع الوفد الفني الذي سافر للاردن في العام  ١٩٨٠.
* لو سألناك عن اول اغنية فتحت الابواب امامك ؟
-انطلاقتي كانت بأغنية «هاي الخاطرك» ١٩٨٨ التي اشتهرت بها وغنيت بأصوات اخرى واغنية صدك جذب تنساني قبلها عام ١٩٨٧ أيضا فتحت أمامي الأبواب وغنيت بأصوات عربية واغنية شبيدي على ابن الناس واغنية مدلل واخذله مدلله واغنية من ايدي و اغنية جانت عايزة، وأيام الحصار بالتسعينات كتبت ولحنت انشودة باطل التي فازت بالمرتبة الاولى ضمن مهرجان خاص بالمناسبة بإشراف المعلم فاروق هلال، وكنت احد الأصوات التي افتتحت المسرح الوطني .
* وهل كانت لك فاعلية من خلال عملك في فرقة الانشاد ؟
-نعم انجازات مهمة وملموسة ومنها اعادة ارشيف المكتبة الصوتية يشاركني بعض من أعضاء فرقة الانشاد العراقية في وجود  الاستاذ حسن الشكرجي وبقيادة المرحوم الاستاذ حسين قدوري في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.
* مشاركتك عندما كنت موفدا الى اليمن ؟
-في اليمن اقيم مهرجان اقامه مجلس التعاون الخليجي وقدمت خلاله وبحضور السفراء العرب وصلة غنائية اعجبتهم جدا في قصر الامام يحيى حتى انني نزلت من المنصة واعادوني للمنصة مرة اخرى بطلب من السفير العراقي وغنيت واعجبتهم اكثر.
* ومن اعمالك الاخرى ؟
-كنت عضوا في لجنة تنفيذية بالمهرجان العربي الاول للأغنية الجماهيرية القومية في العام١٩٩١/١٩٩٢ الى جانب الدكتور هيثم شعوبي والفنان سامي هيال.
* وهل كانت لك اعمال اخرى مع الفنان الراحل شعوبي ؟
-نعم غنيت مع فرقته النغمية أمام الفنانين العرب حسين فهمي ونور الشريف وليلى طاهر وكوكبة من الفنانين في المسرح الوطني، وبعد الأحداث التي مر بها العراق والظروف الصعبة أصبحت الساحة خالية وترك الغناء وتم الاهتمام بالمسرح وشاركت بالعديد من المسرحيات ممثلا، وهي مؤرشفة على اليوتيوب وتعرض من القنوات العراقية مثل مسرحية شورجة في اوربا ومسرحية زاد وملح وبيت الصين ومركز شرطة المرحوم ومسرحية الشرطة والمجانين و3 فيز  وشماعية وغيرها، حتى عدت مرة ثانية في العام ٢٠٠٤، وقد أصبحت مشرفا في النشاط المدرسي.
* حدثنا عن كتاباتك ومؤلفاتك في المسرح وغيره ؟
-استمر نشاطي شاعرا وملحنا للعديد من الاغاني والأناشيد التربوية وألفت مسرحيات شاركت في مهرجانات قطرية وحصلت على جوائز متميزة في النشاط المدرسي/مديرية تربية الرصافة الثانية.
* وماذا عن مهرجانات الطفل هل كانت لك فيها نشاطات معينة ؟
-كثيرة مثلا العام ٢٠٠٦ اخذت الجائزة الاولى في موسيقى واشعار مسرح الطفل دورة قاسم محمد والعام ٢٠١٣ وفوزي كمخرج ومؤلف بالمرتبة الثانية لمسرح الطفل لمهرجان العراق القطري لمسرح الطفل عن مسرحية نحن نسأل، والعام ٢٠١٦ اخذت الجائزة الاولى عن اشعار وألحان مسرحية (أليس في عالم العجائب) لمسرح الطفل العربي المقام في الكويت، والعام ٢٠١٩ اخذت الجائزة الاولى عن إخراج مسرحية المحكمة للاطفال في المهرجان القطري للمسرح الابتدائي. وفي العام ٢٠٢١حصلت عن الفلم السينمائي السجة جائزة افضل ممثل، وسجلت اغنية  (بالعيد هنيناك ) وصورتها  من كلماتي والحاني وغنائي وسجلت اغنية عن الأم بعنوان بعدني احتاجلج من كلمات الأميرة بنت العرب من الحاني وغنائي، وسجلت أيضا اغنية (انت لي) من ألحاني وغنائي، وكلهن من انتاج قناة العراقية.
سجلت ثلاث أغانٍ طال النوى والحلوة منين، واغنية عن الاب بعنوان( أحن انسان) وهي من ألحاني وغنائي وكلماتي وقد فازت هذه الاغنية بالمرتبة الاولى ليمنح لقب نجم الخليج عبر المسابقة الاذاعية للمنصة الالكترونية الخليجية لخمس دول منها العراق وبمشاركة روتانا خليجية عبر تطبيق اذاعة سومر اف أم في الشهر الخامس ٢٠٢٢ .. وفازت اغنية طال النوى بالمركز الثالث عربيا علما ان التصويت عربي فقط، وايضا فازت اغنية صدك جذب بالمركز الثالث ومدة المسابقة لمدة شهر، والنتيجة حل ثالثا ومرة الأول واخيرا حل ثالث عربيا اي بالتصويت العربي ولم يكن هناك أي تصويت عراقي .
* وهل لحنت لفرق اخرى ؟
-نعم لحنت لفنانين وفرق وطنية ومنها للفرقة الوطنية للتمثيل مجموعة من اغاني الأطفال وآخرها كانت ثلاث اغانٍ لمسرحية أميرة الأحلام، تأليف فالح الشريفي وإخراج حسين علي صالح .
* وهل ما زلت تمارس التلحين ؟
-نعم  هوايتي التلحين والغناء والتمثيل.. ولي مشاركات مع الفرقة في مصر وبولونيا والاردن واليمن .
* وهل شاركت في افلام معينة ؟
-نعم  في ثلاثة افلام تربوية ومنها فيلم دهاليز .
* هل تتذكر النشاطات الفنية التي فزت بها ؟
-نعم فزت بأفضل اغنية لعام ٢٠٢٢ بمسابقة روتانا للاذاعات الخليجية وقد شاركت سلطنة عمان بأغنيتي (أحن انسان) وهذه المسابقة كانت عبر البث التجريبي لإذاعات الخليج عبر المنصة الالكترونية .
* كل هذه النشاطات ولكن لم يسلط الاعلام الضوء على نشاطاتك؟
-هذا ما اعانيه ويعانيه الكثير من الفنانين، وبهذه المناسبة دعني اشكر جريدة الزوراء وبالذات الصحفي جمال الشرقي وكادر الجريدة، وصاحب الفضل الأول في ادخالي للمسابقات هي اذاعة سومر اف أم.. شكرا لإذاعة العاصمة وشكرا لإذاعة اور اف أم واذاعة النهار واذاعة المؤتمر.
* واخر سؤال لك هو ان تحدثنا عن ما بيدك الآن من عمل فني ؟
-انا الآن في طور تصوير اغنيتي الخاصة بالاب عنوانها (احن انسان) والاغنية الثانية اسمها (قسمة) وهي من كلماتي وألحاني وغنائي .
* وبماذا تختتم حديثك للزوراء ؟
- أنا دائما اطالب باحترام الفنان العراقي وان ندخل دائرة الاذاعة والتلفزيون بهوية نقابة الفنانين.
* شكرا لك متمنين لك التوفيق والمزيد من العطاء الأوفر.
- بل الشكر لكم مع الود والتقدير .