ناظم زاهي.. فنان كوميدي وضع لنفسه بصمة ممتازة في عالم المسرح الكوميدي، فنان ملتزم واصيل في فن الكوميديا الراقية ونجم مسرحي مميز في المسرح العراقي حتى لو كانت ادواره في بعض الاحيان قليلة لكنه لا يبالي بقدر اهتمامه بالمضمون وقد ترك بصمة مؤثرة ومميزة في كل الادوار التي مثلها في المسرح وفي التلفزيون العراقي.
ورغم ان وجوده خارج العاصمة لكن هذا لم يثنه عن تضييع موهبته الفنية، فقد حرص على استخدام كل الفعاليات والمهرجانات المسرحية التي اقيمت في مختلف المحافظات العراقية، وذاك لإثبات قدراته الفنية، وابراز موهبته التي تحتاج الى فرصة في عمل مسرحي كبير لتفجيرها، وهذا ما حصل فعلا عندما حصلت الفرصة في مسرحية «ناس وناس» التي عرضت في المسرح الوطني، واعلنت ميلاد فنان كوميدي جديد من طراز خاص.
ناظم زاهي فنان ولد من رحم الواقع العراقي ولم يستسلم لكل الظروف والالام على الرغم من صعوبتها لانه مؤمن بأهمية الفن في حياة الانسان وتأثيره العميق في تجسيد سلوكه وواقعه الايجابي والذي يبحث عن فن كوميديا ملتزم .
وعن بداياته الفنية كشف الفنان ناظم زاهي عن حياته الفنية والرياضية التي بدأت في منتديات الشباب والرياضة والتي شكر فضلها عليه من خلال تنمية وتطوير مهاراته الرياضية ومن ثم اكتشاف مواهبه الفنية التي اكتشفها أحد الفنانين في احد منتديات الشباب والرياضة وهو طالب في المرحلة الابتدائية وكانت له مشاركات وانجازات طيبة في المسابقات الرياضية والمهرجانات الفنية التي نظمتها مديرية الشباب والرياضة آنذاك.
.....
ناظم زاهي ضيف الزوراء في هذا الحوار الموسع .
• اهلا بك اخ ناظم ضيفا على الزوراء.
- اهلا وسهلا بكم وبجريدتكم الغراء.
•اخ ناظم هل بالامكان ان تسرد لقرائنا الاكارم بداياتك وكيف توفرت الفرصة لتكون نجما كوميديا فيما بعد ؟
- اعتقد ان هذا السؤال يتطلب مني ان اسرد حياتي منذ طفولتي التي بدأتها من مدينتي النجف .. المدينة التي عرفت بالابداع الثقافي والادبي اضافة الى العديد من الطاقات العلمية والرياضية والوان الابداع الانساني والحياتي بشكل عام، ولدت في عائلة متوسطة الحال قريبة الى البساطة ولما كبرت قليلا شعرت انني يجب ان اكون شيئا في حياتي وحياة الناس.. ولدت ميالا للمشاكسة حتى مع اهلي وكانوا يشعرون بالاحراج مني عندما يستضيفون احد الاصدقاء او الاقارب وكانت والدتي تصفني بالطفل المشاكس .
•طيب لو طلبنا من ناظم زاهي ان يصف لنا بأسلوبه الشفاف من هو ناظم زاهي بتعبيرك انت ؟
- برأيي ان ناظم زاهي ما ان تقترب منه حتى يراودك الاحساس بالابتسام، وجه مليح وان بان على ملامحه تعب السنين.. أريحية غير مفتعلة، وكأنما نمت كنبتة عطره، جذورها في أرض مدينة تعج وكأنها معمل لإنتاج الرجال.. كم تحتاج الذاكرة من تقليب، وكم ينتظر الزمن لتوثيق العناوين.. كان ناظم زاهي يزهو بشبابيته ما بين الرياضة والفن، فيأخذ بمشواره ناحية الفن، حين يكتشفها هو ومن مدوا له يد التوجه، منذ نعومة اظافره.. انها الموهبة القائمة في حركته واستجابته الشرطية، وسلوكه الاريحي وموهبته الداعمة ليكون فنانا ذا نمط نابع من تلك الكاريزما التي شكلته .
•تعبير ووصف جميل من ناظم زاهي لزاهي ابن النجف المدينة التي قدمت النجف وافدا اخر بعد اؤلئك النجوم الذين قدمهم صانع النجوم، طيب كيف بدأت الهوايات تنمو لديك ؟
- مثلما تعرفون ان النجف مدينة محافظة ولها تقاليد خاصة تتركز في الثقافة والعلم والطقوس الدينية لكن كانت هناك فعاليات تقام في المناسبات الخاصة كحفلات الزواج او المدارس او الدوائر الرسمية وفي بعض الاحتفالات كانت تشهد فعاليات فنية مثل تقديم تمثيلية او مسرحية ولان المدينة محافظة فقد كان دور المرأة يناط برجل يلبس ملابس النساء ولاني واحد من ابناء المدينة فقد فكرت كيف اشارك بمثل هذه الاحتفالات فدخلت مدرسة البحر الابتدائية وكانت هذه المدرسة تشهد بعض الفعاليات وكانت اول فعالية هي مجموعة من الطلبة يسبحون في البحر وعندما يعودون سالمين يبدأ احدهم بتعداد جماعته وهم خمسة ولكن عندما يحسبهم ينسى نفسه فيعدهم اربعة واخيرا كنت انا احد الطلبة المطلوب منهم عدهم ولكن بضربهم بعصا وعندما حسبتهم كانوا خمسة وليس اربعة وهكذا كانت المسرحية قد جذبت ارتياح المشاهدين بمعناها الجميل .. وهكذا نضجت هوايتي للتمثيل شيئا فشيئا فدخلت الدراسة المتوسطة فكنت احد الممثلين في اوبريت اقامته المدرسة اسمه «حامض حلو» تأليف الفنان ياسين الشعبي والاوبريت عبارة عن محطات ساخرة وكان احد المشاهد لسائق يعمل حادثا فكان البقية يرددون للسائق لماذا يا سائقنا وانتهى العام وعبرت مرحلة الرابع فشاركت مدرستي في احد النشاطات المدرسية في محافظة البصرة وكان اسمها ( ايام عصيبة ) وأنا احد الممثلين فيها فحصلنا على جوائز وهكذا كانت كل مشاركة تدفعني لمزيد من الرغبة بمواصلة هذا الدرب الجميل .
•وماذا بعد البصرة يا ناظم ؟
- من بعدها عملنا مسرحية اسمها ( لماذا ) قدمناها في الحلة وكان معنا عبد المنعم الخطيب ثم مسرحية «قربان المعبد» تأليف اياد البحراني وتم تقديمها في الرمادي وكانت ضمن المهرجان المدرسي وكذلك العديد من المسرحيات شاركت بها ضمن النشاط المدرسي وبعدها كانت لنا نشاطات في دور الثقافة الجماهيرية وقدمنا عدة اعمال وكانت اكثرها من اخراج الكلابي ثم تأسست نقابة الفنانين واصبحت منتميا اليها، وكان اول عمل لي فيها هو «منحلة الحب» تأليف وجدي العاني وكان معي غانم حميد واحسان هاني ومحمد صكر وتم تقديمها في النجف.
•وبعد ان زادت مشاركاتك هل كنت تشعر برغبة للمزيد ؟
- نعم احببت المسرح بشكل غير طبيعي وعندما انهيت المتوسطة حاولت ان اقدم للدراسة في معهد الفنون الجميلة ولكن والدي رفض وبعد إلحاح طويل واقناع من قبل الاهل والاصدقاء شعر الوالد انني يجب ان ادخل المعهد فاضطررت للعيش في بيت عمي بعدها عدت الى البيت وصولا الى انجاز موعد مهرجان يوم الفن الاول 1985 في مسرحية «الخوره» تأليف عبد الجبار حسن وعرضت في بغداد بمسرح الرشيد وفي هذا المهرجان حصلت على جائزة افضل ممثل عام 1985.
•وكيف كانت رؤية المشاهدين لك ؟
- كان الحضور اكثرهم من الفنانين والسبب انه مهرجان شامل لكل الفرق فعندما قدمت العمل كانت شخصيتي جميلة جدا فقدم الكثير من الجالسين التهاني لي وكان اولهم الفنان الرحل حقي الشبلي وقدم كلمة اعجاب اكد فيها انه من الضروري عدم بقائي ضمن محافظتي بل يجب ان أشارك في بغداد .
•وهل تتذكر اسماء بعض الفنانين الحاضرين ؟
- نعم منهم طعمه التميمي وقاسم الملاك وفخري العقيدي الذي طلب مني المشاركة في مسرحية عائدة له فتم ابرام العقد بـ 800 دينار وهو اول عقد احصل عليه وهو مناسبة للاحتراف المسرحي وفي حينها سلمت جزءأ من المبلغ لوالدي وكسبت رضاه الاولي فاستمر عملي وكانت معي الفنانة عواطف السلمان وهي من البصرة وانا من النجف وقدمنا عملا عنوانه «ناس وناس» ولأول مرة شهد المشرح ازدحاما كاملا وبقي عرض العمل سنة تقريبا .
•وماذا بعد هذا العرض ؟
- بعدها عملنا مسرحية «كيف تصبح مليونير» للفرقة القومية ايضا في مسرح الخيمة وكان معنا مي جمال وياسين لطيف وهادي كريم وفريال كريم واخرين ثم عملنا في البيت الثقافي العمالي مسرحية «تل المهازل» كتابة صباح عطوان ثم عملنا مسرحية السوق .
•كل هذه الاعمال بالتأكيد لقيت إعجاب الجهات المسؤولة فما هي الجوائز التي حصلت عليها ؟
- جائزة افضل ممثل عام 1985 من نقابة الفنانين العراقيين في مهرجان يوم الفن، وعدة شهادات تقديرية من نقابة الفنانين، وكتاب شكر من دائرة السينما والمسرح، وشهادة تقديرية من معهد الفنون الجميلة لاشتراكي في عدة افلام ، شهادة تقديرية من الفرقة القومية لاشتراكي في مهرجان الطفل، تصنيفي كممثل من الدرجة الاولى لإذاعة وتلفزيون الشباب، تصنيفي من الدرجة الاولى في رواتب الفنانين في وزارة الثقافة .
•عدد لنا انتماءاتك للمنظمات الفنية؟
- انا عضو نقابة الفنانين العراقيين عضو اتحاد المسرحيين العراقيين، عضو الامانة العامة للثقافة والفنون، عضو اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين، معد ومقدم برامج في فضائية النجف.
•هل نستطيع ان نتعرف من خلالك على مجمل اعمالك ؟
- نعم اكثرها عالق في ذهني ولا انساه، ومنها ايام بالامان اخراج جاسم الذهبي ، رجل فوق الشبهات اخراج جلال كامل، ايام الخطوبة اخراج عماد عبد هادي، ابو المثل اخراج فردوس مدحت ، حكاية لها وجهان اخراج عماد عبد هادي، سعيد بس بالاسم اخراج اكرم كامل ، دموع السهارى اخراج حميد عبد الكريم، حباري اخراج حميد عبد الكريم، ذهب اخراج حميد عبد الكريم، رجل الظل اخراج صلاح كرم، ايام التحدي اخراج فارس طعمه التميمي، ومسرحية الملاذ امن اخراج فلاح زكي، مسرحية اشهى الموائد في مدينة القواعد اخراج عماد عبد الهادي، وراء الابواب اخراج الراحل حسين التكريتي، ايام زمان اخراج ايثار الفضلي ، طلايب ابو حميد اخراج ايثار الفضلي، واخيرا مسرحية للرجال قضية وكانت من اخراج فارس طعمه التميمي.
•وهل كانت لك مشاركات تلفزيونية كبرامج مثلا ؟
- نعم شاركت في بعض البرامج التلفزيونية، ومنها برنامج بغداديات اخراج مصطفى عبيد دفالك، وبرنامج فريق المشاكسات اخرجه علاء الدهان، وبرنامج مواقف مضحكة اخراج محمد طالب العاني، والكاميرة الخفية من اخراج سمير فراك، وبرنامج النور تقديم حازم الميالي واخراجي انا.
• هناك مسارح منفصلة كانت بعضها موجودة واخرى انتهت هل شاركت فيها ومنها مثلا مسرح الفنون السحرى ومكي عواد وغيرها ؟
- نعم شاركت في مسرح الفنون السحري بالمنصور في مسرحية ليش ابلشت يابو بشت اخرجها د. رعد الناشي، ومثلت في الاعظمية دار السلام متعافي اخراج التميمي، وقدمت في ساحة الاحتفالات عائلة ست حمديه اخراج قاسم وعل السراجي، ومسرحية الحوت وكانت قد عرضت في مسرح عشتار، وقدمنا في مسرح ابو نؤاس للدنيا حظوظ، ومسرحية الحوت ، ومسرح مكي عواد قدمنا ما يقارب خمس مسرحيات ، مسرحية جار العمر ، ومسرحيات اخرى كثيرة قد لا تسعفني الذاكرة .
أما في المحافظات فقد شاركت في مسرحيات عديدة .
• إذا سالناك عن برنامج فريق المشاكسات التلفزيوني ما هي مضامينه وماذا تقول عنه ؟
- هذا من البرامج التلفزيونية التي عملت فيها مع فريق عمل، وإذا اردت ان اصف لك البرنامج فأقول ان كل عضو من اعضاء البرنامج يعيش كل يوم حياة جديدة فأتذكر حلقة من حلقاته فيها مشهد مع اصحاب محلات الجزارة ومثلما تعرف ان كل قصاب يمتلك مجموعة من السكاكين الحادة والكبيرة وعند دخولنا المحل كنت خائفا جدا من هذه الحلقة فقلت الى مخرج البرنامج علاء الدهان كيف نتحمل عصبياتهم وكيف نواجههم فقال لي سندخل اولا ككادر البرنامج وكأنهم يشترون اللحوم ويصورون معه حلقة اسمها انا ومهنتي، فأدخل انا اشتري وكأني انسان فقير اشتري منه نصف ربع كيلو لحم وعندما يعطيني اللحم اذهب عنه ويأتي بعدي احد اخوتي ويقول للقصاب إن اخي اعطاك خمسة آلاف فلماذا اعطيته نصف ربع لحم وهنا تحدث مشادة بين القصاب واخي ومن ثم يقوم بعض العمال مع القصاب بإبعادي عن المحل بالقوة وهكذا تتكرر العملية فيصبح القصاب عصبيا ويرفع الساطور ثم يبدأ الاخوان بإفهام القصاب بالحيلة وينتهي البرنامج .
•طيب ما رأيك بالحركة المسرحية الحالية ؟
- بحاجة الى رعاية حكومية وشعبية وكاتب يعي المرحلة .
•ما الذي بيدك الآن وما هو جديدك لشهر رمضان القادم ؟
- ربما افاجئكم بعمل جديد .
•شكرا لك اخ ناظم زاهي وانت المبدع باستمرار .
- بل شكرا لكم انتم.