رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أحببتُ مُشرداً


المشاهدات 1154
تاريخ الإضافة 2023/01/24 - 7:41 PM
آخر تحديث 2024/04/05 - 8:09 AM

انفال هداد 
-إنه الغيث .. 
.. كان الشارع يعج بالمارة والسيارات بالكاد نسمع بعضنا البعض عندما
نتحدث،
ثم جاء هذا الصوتُ مرةً أخرى.
-إنه الغيث ...
لا اعلم هل كان قريباً لهذا الحد أم أن الهواء كان له دور برميه نحونا، لم أُعرِ أهمية فقد كان صوت الأغاني صاخباً، وضجيجنا وضجيج
الشارع كان قد استحوذ على عقلي..
مرةً أخرى
- إنه الغيث
التفتُ لأبحث عن مصدر الصوت الذي كان مترنحاً قليلاً أخر مرة.. الملفت في الأمر أنه لم يلتفت احداً معي ولم يكن قد سمع الصوت مرء
غيري هل كانت هذهِ رسائل القدر التي لطالما تبعتها !؟
إشارة الطريق! أم أن خيالي قد صور لي ذلك!
واصلتُ البحث بأنظاري يميناً وشمالاً مشطتُ الأرجاء وأنا في داخلي
أحدث نفسي:
-لو كنت قد ارتديت نظارتكِ قبل الخروج، ما المغزى من ترك نظارتكِ
في البيت!            
أتشترين الضروريات لتبات على الرف كما لو أنها كماليات!
فترد علي باستهزاء؛
-لو كان نظرك ٦/٦ لن تجديه ما لم تصب تركيزك أكثر، اجتهدي في البحث بدلاً من توبيخي على أشياء اخرى لن تجدي نفعاً حالياً وبينما الوم نفسي حتى جاء الصوت مرة أخرى، وكنت في لحظتها انظر إليه بتمعن لكن كيف لي أن أعلم أن هدفي مرمى عيني وانا لا اعرفه كان متوسط الطول، ملامحه لم تكن واضحة، لكنه بدا لي قمحي اللون بشعر اشعث و ملابس ،قديمة توقعت انه قد يكون بلغ عقده الثالث كان يرفع رأسه للأعلى بشغف، ويردد تلك الكلمة كل ثلاث دقائق
انه الغيث؟ أيُّ غيث نحن في منتصف شهر حزيران، أم أنه يقصد شيئاً
أخر !
الغور في التفاصيل ارهقني لو أني أترك الأمور مبهمة لكان عقلي محله الآن، تراودني تلك الأفكار وانا لا ازالُ اراقبه باستغراب ماذا يفعل،
هل لاحظني! هل هذه الإيماءات لي!
ما إن مرت ثوان حتى تحرك السير فلوح بيده مودعاً، كانت لي.. أيقنتُ
أنها لي.
انقضت سبعة أعوام وأنا انتظرُ كل حزيران غيثاً وأبحلقُ في السماء بذاتِ الشغف حتى أصبحتُ هو، تحرك السير لكني قابعة هناك مذ أيقنت لا أتحرك.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير