رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
خليجي البصرة .. عودة الروح (11)


المشاهدات 1279
تاريخ الإضافة 2023/01/21 - 8:24 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 6:21 PM

ظل بركان المستوى الفني في خليجي البصرة هادئا ، والمحللون يعللون الأنفس من مباراة الى مباراة بأن القادم سيكون أفضل ولكن الحال هو الحال من تواضع مستوى وندرة فرص جذب ، وكل شيء في البطولة يرتقي ويحقق أرقاما استثنائية إلا المستوى الفني حتى ظن الناس ان خليجي البصرة المبهرة سيسدل عليها الستار وفي القلب غصة عدم تذوق حلاوة كرة القدم كما ينبغي ان يكون الطعم في بطولة كل ما فيها أجمل مما كان متوقعا ، إلا سخونة التنافس .
ولكن البصرة تأبى إلا ان يكون كل ما تقدمه استثنائيا ، فاستنهضت همم لاعبي المنتخب العراقي ، وسخنت لاعبي شقيقه العماني ليقدموا أطيب ما يصنعون من حلوى ، وذلك بجمهور أوله في ملعب جذع النخلة وآخره في زاخو في أقصى شمال العراق ، بل آخره في ابعد نقطة على خارطة الوطن العربي ، وهي البطولة التي أعادت للفظ “ العربي“ جماله وقوته الخارقة يوم أربكت أعدائه ، فالاصرار على التسمية لها من الدلالات ما يؤكد ان تاريخا عربيا قد اشرقت شمسه وانتشر ضوئه.
النهائي بين المنتخبين العراقي والعماني كان حلما تحقق بعد سنين جدب كروي طال أمده ، ذلك ما أكده كل أهل الخبرة من محللين ومتابعين ، و نذكر ما قاله المعلق الخبير الرياضي الأستاذ علي حميدة في قناة الشارقة بعد المباراة مباشرة ، وهي التي غطت كما اخواتها القنوات الخليجية “خليجي البصرة “ بقلب عربي خالص النبضات حبا وموضوعية ، قال الرائع حميدة “ ان هذا النهائي غير معقول بأحداثه  التي احتوت على كل  مكونات حلاوة كرة القدم ، ففيه كل شيء مما يصعب وصفه جمالا وروعة ، ومما زاد في الحلاوة ان لم يكن هو صانعها ذلك الجمهور المهيب الذي بلغ 25 ألف مشجع، جمهور ظل متماسكا فمنح اللاعبين العراقيين فرصة التركيز حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، إذ سجل هدف الفوز العراقي  3 – 2 .
ويضيف الخبير الاماراتي علي حميدة: لم تشهد دورات بطولة الخليج مثل هذا النهائي منذ عام 1976 يوم التقى العراق الكويت وانتهى اللقاء الساخن يومذاك بفوز الكويت.
ثم يعود حميدة للتغني بنهائي البصرة ومعه كل أهل الخليج وذلك لان صفحة خير عربي قد فتحت ولن تغلق بإذنه تعالى بعد خليجي البصرة.
اكتمل العقد الجميل ساعة توج الاحتضان العربي الأسطوري للبطولة بنهائي اسطوري آخر في بلد صنع الاساطير المرئية عيانا ، العراق حيث كلكامش ومن جاء بعده من الملوك حتى نبوخذ نصرالمتوج ملكا في 23 أيلول 605 ق . م الذي جال في ملعب جذع النخلة حاملا كأس البطولة الذي صممه احد احفاده ، النحات احمد البحراني ، نبوخذ نصر في البصرة ينشد ما ردده قبل عشرات القرون في بابل  : “جلبت لمدينتي بابل الفضة والذهب والاحجار الكريمة  النادرة والبرونز والخشب، وجلبت كل غال وبراق من نتائج الجبال وكنوز البحار من كميات هائلة من البضائع  والهدايا الفخمة “ (جورج رو : العراق القديم : 528 ) .
جلب اسود الرافدين ذهب بطولة الخليج العربي ، في دورة اعادت العراق لحضنه العربي واعادت للخليج قلبه الشجاع الذي وسوس له الشيطان إنه قد أضاعه الى الابد ، خليجي البصرة أعادت الروح للكثير من المعاني التي تصلبت حروفها ، خليجي البصرة أعادت الروح لكثير من الأفكار التي تشتت معانيها ، خليجي البصرة أعادت الروح لمن ظن واهما ان روحه انتزعت منه .
منذ المقال الأول في سلسلة “ خليجي البصرة .. عودة الروح “ آمنا بقوة الروح الثائرة التي نبه عليها توفيق الحكيم في روايته الخالدة عودة الروح ، وآمنا بقوة بصرة عتبة بن غزوان والاشعري والفراهيدي والحسن البصري والجاحظ، وجيوشها الجرارة من القادة والعلماء والفلاسفة والادباء حتى يومنا هذا وليس بطولات تشرين منا ببعيدة .
تحليلنا للبطولة أردناه حضاريا اجتماعيا يؤشر بشائر المستقبل، تأسيسا على حقائق روحها تسكن كل ذرة من تراب البصرة ، من تراب العراق ، فالشمس شمسي  والعراق عراقي.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير