رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
خليجي البصرة .. عودة الروح (9)


المشاهدات 1236
تاريخ الإضافة 2023/01/17 - 8:23 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 10:56 PM

من مزايا وفوارق خليجي البصرة عن سابقاتها – أيضا  - انها حققت أرقاما قياسية على مستوى الحضور الجماهيري ، وهذا ما اشرنا اليه في مقال سابق،  وقد ابهرت الأرقام  الاشقاء على مستوى النخبة وكذلك على مستوى الشارع العربي الخليجي كما حملت الينا الاستطلاعات والتحقيقات الصحفية، ولكن هل من جديد في الموضوع؟ نعم ..
ان للارقام دلالات لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار، فالرقم سبعون ألف  مشجع وهو عدد الذين حضروا مباراة العراق وقطر في نصف نهائي البطولة في ملعب جذع النخلة، هو الأعلى طبعا في عدد الجمهور في مباراة واحدة قياسا على  الدورات السابقة، ولكننا هذه المرة نبحث عن الدلالة الوطنية في الرقم.
هؤلاء السبعون الف وربما اكثر على الرغم من ان الطاقة الاستيعابية الرسمية للملعب هي خمسة وستون الف متفرج ، ولأن خليجي البصرة دورة استثنائية بين دورات بطولة الخليج العربي لذا كان لابد من التعامل معها على هذا الأساس والسماح بهذه الزيادة ما دامت لا تسبب خطرا على سلامة الجمهور .. هذا الجمهور توافد على البصرة من كل محافظات العراق ، وفي هذا الحضور البهي لمدينة المدن البصرة ، تكمن الدلالة الكبرى ،   هذا العدد الكبير ليس كل من حضر الى المحافظة وانما هم  الذين سعدوا بدخول الملعب ، فهناك من جاء البصرة ولم يدخل الملعب ، فالكثير من العراقيين وصلوا البصرة عائلات عائلات ، منهم من دخل الملعب ومنهم استثمرها فرصة للسياحة ، مما يعني ان الكثيرين كانوا يقضون الليلة بل الليالي في البصرة .
ومن الصور الجماهيرية المستلة – أيضا – من هذا الرقم ان نسبة التسعين في المئة بل أزيد كانت من فئة الشباب، ومنها أيضا، ان هؤلاء الشباب جاءوا بأسمائهم والسنتهم وبهوياتهم او باجاتهم او بطاقات تعريفهم، اختر ما شئت، ليس في الامر مزحة فالدلالة اكبر من ان تدرج في باب “ التحشيش “ وهو فن الضحك من الحقائق التي تساق في غير موضعها .
في هذا الكلام كل مفردة في محلها وتنعم بالاحترام الكامل الذي يليق بها، نعم لقد جاءوا بأسمائهم والسنتهم وبطاقات تعريفهم، وهو امر حققته خليجي 25 على الرغم من كل ما كان يرعب ناس هذا البلد الآمن، العراق، هذا العراق الجميل الذي اقترنت صورة الدم فيه بهذه المفردات الاسم واللسان والهوية ، فمنذ 2003 إذ نفثت سموم الاحتلال في دروبه، ورفعت الحواز الكونكريتية في شوارعه فتقطَعت الاوصال وأثير الرعب، حتى صار العراق كأنه ليس العراق .. ومع السنين تناسلت خلايا الشر ولادة مرة  وانشطارا مرات ، واذا  الشوارع والمدن تتنكر لأبنائها، فالأسماء صارت تهمة ’ والسحنات صارت تهمة، والألسن صارت تهمة ، والهوية “ الباج “ صارت تهمة، بل في أماكن بعينها من العراق، صار العراق تهمة! 
هؤلاء السبعون ألف في ملعب مباراة العراق وقطر  في نصف نهائي البطولة ومعهم في المدينة الجميلة بصرة الفراهيدي والجاحظ  أضعافا مضاعفة، وخلفهم في مدنهم التي جاءوا منها ملايين الإباء والامهات ، والاخوة والاخوات  المطمئنين، رقم تشظت بفعله  - بفضل الله سبحانه – كل تلك الكتل الكونكريتية، وتلاشت بفعله كل الشائعات، ووئدت كل المؤامرات ، في هذا الرقم دلالة اندحار زمن وولادة زمن .. زمن خليجي البصرة  بكل بشائره .. والى الغد ..
 


تابعنا على
تصميم وتطوير