رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون....“حياتي” أول تمثيلية كتبتها للإذاعة و”الفخ” أول عمل مسرحي أخرجته ....الدكتور الفنان عزيز جبر يروي لـ” الزوراء” مسيرته الفنية


المشاهدات 1428
تاريخ الإضافة 2023/01/02 - 9:06 PM
آخر تحديث 2024/04/21 - 6:25 PM

تدريسي وفنان عرف بحرصه الشديد وادائه المتميز.. الاستاذ والمتقاعد من معهد الفنون الجميلة حاليا، وله العديد من الشهادات الفنية اثبتها في اعماله التلفزيونية وفي المسرح والسينما، اعمال منحته قيمة تذكر له وقد اخذت طابعها الانساني وغرست في نفوس الوسط الفني احتراما وتقديرا، اضافة الى المتابعين . 
أما تلاميذه فقد حصلوا منه على خزين فني ودراسي ما يعتبرونه مفخرة وفنا وسلوكا، انه الفنان الدكتور عزيز جبر الساعدي المولود في منطقة (الكسرة) في عام 1953 مسقط رأسه ومنبت طفولته، وفيها بدأ هواية الرياضة فكانت له مشاهدات وممارسات رياضية في ملعب الكشافة، حينها لم يكن هو الوحيد من عائلته محبا للرياضة بل شاركه الهواية اخوانه والعديد من شباب منطقته الشعبية الكسرة، لكنه لم يستمر في الرياضة فكان الفن قد اخذ منه مآخذ وحرفة من حياته ودراسته .

 الزوراء استضافت الاستاذ الفنان عزيز الساعدي فكان معه الحوار الآتي:
* اهلا وسهلا بك استاذا وفنانا عزيزا علينا وعلى الجميع ؟
- اهلا وسهلا بكم اخي وتحياتي لملاككم المتميز .
* بدءا نرجو ان تعرف نفسك لجمهور قرائنا الاكارم ؟
-انا الدكتور عزيز جبر يوسف الساعدي دكتوراه فلسفة اخراج 2013 مواليد عام 1953 متقاعد من قسم الفنون المسرحية / معهد الفنون الجميلة / الدراسة الصباحية، تقاعدي عام  2016، ولدنا انا واخوتي في منطقة الكسرة وعشنا فيها لكن يد المنون سلبت منها والدنا وامنا بوقت مبكر ولما نزل طلابا في المرحلة المتوسطة .
* حدثنا عن النشأة وتأثيراتها العائلية؟
-نحن من عائلة رياضية اصلا وكان بيتنا في الكسرة، ومنطقة الكسرة معروفة بأنها منطقة شعبية ولكن اهتماماتها بالرياضة كبيرة جدا وانا الوحيد من بين اخوتي لم التزم بالرياضة حتى النهاية فتحول اهتمامي بالفن اكثر ورغم ان نظرة الناس كانت للفن نظرة دونية ‘لا انني بمجرد دخولي الكلية تحولت قناعاتي للفن اكثر فـأكثر. 
* لنتحدث إذاً عن اهتماماتك الاولى وما الذي ابدعته في بداياتك الدراسية؟
-طيب لنبدأ من مرحلة الابتدائية فكنت حينها من الطلبة المتميزين بقراءة النشيد الاسبوعي وما ازال اتذكر ان مدير مدرستنا كان هو والد المذيع رشدي عبد الصاحب وكان يصر على ان اكون فارس الصف الاول وفي السنة الاخيرة من المرحلة الابتدائية قررت المدرسة تشكيل مجموعة من الطلبة للتمثيل وكنت انا خجولا جدا ولكن لكوني كنت اقرأ النشيد امام الطلبة كانت لدي قوة الشخصية اضافة الى انني كنت اساهم ببعض الفعاليات في مراكز الشباب، وهكذا استمرت مشاركاتي البسيطة حتى وصلنا الى مرحلة الاعدادية فأصبحنا امام خيارين اما ان ندخل كلية التربية الرياضية واما ان نلتزم بموجب المعدل الدراسي من الاعدادية، وعند القبول ظهر ان قبولي اصبح في كلية الفنون الجميلة ورغم انني كنت راغبا بكلية التربية إلا انني مع اول محاضرة في كلية الفنون الجميلة شعرت انني امتلك الرغبة الكبيرة والانسجام الحقيقي لهذه الكلية .
* وكيف تم اختبارك وانت لا تمتلك مقومات الفن ؟
-عند التقديم تم اختياري لقسم المسرح وتم اختباري من قبل اساتذة متخصصين ومعروفين، ومنهم ابراهيم جلال وجاسم العبودي واسعد عبد الرزاق وعدنان مولود وغيرهم.
وبما ان الاختبار صعب فقد كان الاختبار عبارة عن تكليف الطالب بحفظ مشهد تمثيلي او قصيدة لمعرفة قدرات الطالب واهتماماته الحقيقية، فبالنسبة لي قررت ان احفظ قصيدة ام كلثوم (اراك عصي الدمع شيمتك الصبر) فنجحت في قراءتها ونجحت في الاختبار والحمد لله .
* ولماذا انصب اهتمامك على قراءة قصيدة شعرية ؟
-الحقيقة انني في فترة الاعدادية كنت مولعا بقراءة الشعر ومطالعة الرويات ولهذا كنت فصيحا في قراءة الشعر والصوت فكان قبولي في قسم المسرح .
* طيب حدثنا عن ابداعاتك ومشاركاتك خلال الدراسة في الكلية؟
-في بداية العام الاول كنا مولعين بمتابعة الاساتذة الذين يدرسونا لانهم كانوا رموزا بالنسبة لنا، وهنا اود ان اوضح حقيقة وهي ان رؤية الاساتذة كانت بالنسبة لنا حلما بأن نرى هذه الشخصيات وهذا ما دفعنا للحفظ والانتباه. أما بالنسبة لي فقد وجدت في الاستاذ بدري حسون فريد شخصية فيها علم الاذاعة والتلفزيون ولهذا قررت ان اكتب له تمثيلية اذاعية وفعلا طلبت منه ان يراها وعند ذلك طلبها مني لكنها بقيت عنده ثلاث سنوات ولم اعرف رأيه بها إلا في المرحلة الثالثة وفعلا في المرحلة الثالثة سألته عنها فقال  سأجلبها معي وفي اليوم التالي جلبها معه فقال لي انت بالامكان ان تصبح مؤلفا للتمثيليات وعليه استمر في الكتابة ولا انس انه قالها لي في الوقت الذي كنت فيه قد كتبت للاذاعة والتلفزيون ونجحت في الكثير من الصحف .
* وهل تتذكر اسم اول تمثيلية كتبتها للاذاعة ؟
-نعم كان اسمها من حياتي .
* كم عدد الطلبة في الصف الاول كنتم؟
-كنا 12 طالبا فقط وفي النهاية اصبحنا 12 مخرجا .
* ومتى اقتربت من التخصص الحقيقي ؟
-عادة ما تكون الدراسة في الكلية نظرية حتى نصل الى المرحلة الثالثة عندها نقترب للتخصص وفعلا كنا نحاول ان نخرج ونمثل وحتى نكتب للطلبة الذين جاؤوا  من بعدنا .
* هل تتذكر اول عمل مسرحي اخرجته؟
-نعم اول عمل مسرحي اخرجته كان اسمه الفخ لويجي براندلو ولا انسى ان اقول اننا كنا نخرج ونمثل مع الطلبة الذين سبقونا وباختصاصات مختلفة منها كومبارس ومنها دور البطولة والاخراج وهكذا. أما في الاطروحة فكانت مسرحية انكولا لبيتر فايس وحصلت على درجة جيد جدا .
* وماذا بعد التخرج واين عملت؟
-ذهبنا ضمن نظام الدولة الى الخدمة العسكرية وبعد انهائها ذهبنا الى الفرقة القومية للتمثيل، عملنا بعقد بعدها من 75 – 76 ثم سافرت الى ابو ظبي وفها عملت بمسرح الاتحاد مسرحية (كوم التعاونوا ما ذلوا)، وكنت اكتب في مجلة اسمها الظفرة واكتب نقدا اضافة لهذا عملت مع كروب مع اشهر الممثلين المصريين منهم ليلى طاهر وسيد زيان ومحمد دفراوي، وهناك اشتغلت مسلسل يتحدث عن العراق فمثلت به ثم عرض عليّ لتوقيع عقد للذهاب الى لندن وفعلا ذهبنا الى لندن وفي نفس الفترة دعت حكومة العراق الشباب لخدمة الاحتياط فاضطررت للعودة الى العراق للخدمة بعدها تم انتدابي الى دائرة السينما والمسرح وفيها مثلت مع محسن العزاوي وسليم الجزائري وابراهيم جلال .
* هل يتذكر الدكتور عزيز الاعمال الفنية التي أداها ؟
-نعم اتذكرها ومنها مسرحية جيش الربيع وهي مسرحية للاطفال اخراج سليم الجزائري ، مسرحية المتنبي، مجالس التراث ، ومثلت مسرحية ابو الامين الخليع والجارية شموس، ثم مسرحية الحائط ومسرحية شموكين .
* كم الفترة التي بقيت في دائرة السينما والمسرح ؟
-حوالي سنتين تقريبا ثم كلفنا بالعمل مع النشاط المدرسي وهكذا بقيت بين النشاط المدرسي والفرقة القومية للتمثيل، وفي العام 84 انتقلت الى معهد الفنون الجميلة كمدرس للمسرح وفي السنة الاولى كنت مدرسا وفي الثانية اصبحت سكرتيرا للقسم وبعد سنتين اصبحت رئيسا للقسم وبعد 15 سنة قضيتها كرئيس لقسم المسرح وتخرج على يدي الكثير من الطلبة وصاروا معروفين منهم جبار جودي نقيب الفنانين حاليا ومحمد هاشم ود. عبد الرحمن واحمد حسن موسى بعدها اصبحت مديرا للدراسة المسائية في المعهد عام 93 بعدها عدت الى الدراسة الصباحية واصبحت المعاون العلمي ثم المعاون الفني واستمرت المسيرة هكذا حتى التقاعد .
* وهل مثلت واخرجت في تلك الفترة؟
-نعم مثلت مسرحية لغة المشاعر وكانت في المعهد لأول مرة لعشرة ايام وكنت اخرج لطلبتنا في المسرح.
* ومتى احلت نفسك على التقاعد ؟
- عام 2016 .
* ومتى اصبح لديك تعاون مع دائرة الاذاعة والتلفزيون ؟
-اول تعاون كان لي مع الاذاعة كان عبارة عن تمثيل عدد من التمثيليات الاذاعية ثم بدأت الكتابة للاذاعة فكتبت مثلا مسلسل حياة لاعب وغيرها، ما معناه انني الفت للاذاعة 6 مسلسلات وبعضها بثلاثين حلقة وكنا نشترك بمسابقات وكانت حصة الاسد للراحل عبد الباري العبودي وصباح عطوان ومعاذ يوسف، ولهذا كان لنا اسم في الاذاعة.
* وهل تمت الاستفادة منك في قراءة البرامج كصوت ؟
-لا لم يحصل هذا .
* طيب لننتقل الى التلفزيون كيف كان تعاونك ؟
-اول عمل دخلته في التلفزيون هو محمد رسول الحرية، واخرجه الراحل ابراهيم عبد الجليل واصبحنا كومبارك وفيها تعلمنا كيف تتحرك الكاميرا وكيف يتحرك الممثل واستمرت الحالة هكذا حتى منتصف الثمانينات وصولا الى برنامج المجلة الثقافية الذي يعده الفنان عزيز شلال ويخرجه حسين اللامي وكانت مشاركتي به.
وكان البرنامج سببا في شهرتي، إذ كان البرنامج يقدم كل اسبوع مشهدا تمثيليا من مسرحية عالمية وكنت انا كل اسبوع امثل المشهد المسرحي وكان البرنامج يعرض في القناتين، وهكذا صار وجهي مألوفا، واضافة لهذا كان المخرج الراحل علي الانصاري يكلفني في عدد من المسلسلات بالفصحى  وعملت مع رجاء كاظم وعملت مع ابرز المخرجين والفنانين .
* وماذا عن المسرح ؟
-انا كنت عضوا في فرقة المسرح الحديث ، وعضو في اتحاد الفنانين وفي الاتحاد مثلنا لأول مرة في مسرح يسمى المسرح الجماهيري فمثلنا مع طه سالم .
* وماذا بعد التقاعد ؟
-وماذا بعد 2016، كتبت مجموعة مسرحيات وكتبت اربعة كتب نشرت، ومنها الشخصية الثانوية السامية في النص الدرامي والقرآن الكريم وكتاب اخر عنوانه مقالات في مسرح الطفل وكتبت كتابا عنوانه الرمز الجمالي . *وما الذي بيدك الآن ؟
-اضافة لما كتبته ونشرته سابقا فأنا الآن وضعت لنفسي برنامجا للسفر مرتين سنويا كفسحة وراحة جسدية وفكرية واكتب للصحافة والنشر على الفيس بوك .
* ما رؤيتك للحركة الفنية في العراق؟
-انا الآن منشغل في فحص النصوص ضمن لجنة قراءة نصوص ومشاهدة كرئيس لجنة لمهرجان مسرح العراق وقد شاهدت 39 مسرحية ولم ارشح منها سوى اثنين فقط، واليك هذا لترى مستوى الكتب الآن للمسرح وعليك ان تقيس مدى التدهور في الاذاعة والتلفزيون واحباط بالسينما والمسرح بالرغم من وجود المهرجانات .
* وماذا عن السينما ؟
-انا احد الممثلين في فيلم الايام الطويلة ومثلت في فيلم 6 على 6 مع خيرية المنصور، يعني بحدود 5 افلام شاركت بها .
* طيب استاذ عزيز اخر محطة لنا في حوارنا هي عودة لما مضى، والسؤال رأيك بالاساتذة الذين تجمعت كل خبراتك منهم، وهم الاساتذة اللذين درست على ايديهم ولكل واحد منهم لك رأي مثلا الاستاذ ابراهيم جلال ؟
- هذا الرجل العملاق كانت لي معه ذكريات فكان يعطينا دروس في الاخراج اّلمسرحي فإن اخفق الطالب في فهم واداء ما يريد الاستاذ فهو لا يغضب أبدا بل يطيل التوضيح مرات عديدة  وهكذا فهو يجاري النفسيات المتعددة والشخصيات التي تختلف من واحد لآخر، لكنه كان جبارا مع اخرين .
* وما ذكرياتك مع ابراهيم الخطيب؟
-د. إبراهيم الخطيب أول عمل مسرحي كان لي معه تعلمت منه الاطمئنان والهدوء وتشخيص الفعل ولكن في احيان كثيرة كنت ارى الامور مع هذا الاستاذ بأنه سرعان ما أدركت انه لايصلح للمسرح ربما لنظرتي الضيقة كطالب ولا اريد ان اظلم شخصية درستني وكان يوما استاذي .
* وماذا عن الراحل قاسم محمد ؟
- قاسم محمد شخصية رائعة يعطي للممثل حرية كاملة  في الحركة ويهتم كثيرا بأداء الممثل، والإخراج يأتي بالدرجة الثانية في العرض، قاسم محمد استاذ حقيقي فتراه مثلا مرة مفكرا ويخلق علاقة جميلة مع فريق عمله.
* وماذا عن سعدون العبيدي ؟
-كان هذا الرجل الطيب صاحب اخلاق عالية، مثقف ورقيق مع الممثل يتعامل معه وكأنه أستاذ مسرح، يعطي ملاحظاته بجمالية الكلمة والمعنى الحقيقي بروحية كاملة .
* بعد هذا الحوار الموسع والشامل لمجمل مسيرتك نأمل لك العافية ومواصلة المسيرة بنفس التألق والروحية التي خدمت بها الفن والحركة الفنية في العراق .
- شكرا لكم ولحواركم الراقي .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير