الحرب على الملف القطري لتنظيم كأس العالم بكرة القدم 2022 واجه حربا علنية وخفية منذ الإعلان عنه، فهو بالنسبة لهم في دهاليز السباق الحضاري ، ملف شرق اوسطي وفي قرارة نفوسهم هو ملف عربي إسلامي ، مما يسعر المعارك قبل الوصول الى خط النهاية ، اما وقد وصل الملف الى خط النهاية ورفعت الايدي بالفوز واطلقت الزغاريد في البيوت العربية الإسلامية ليس حبا باللعبة عند الكثيرين وانما  نشوة الإحساس بأن الرؤوس قد تساوت وان الابصار صارت ترنو الى ارض الحضارة الأولى في التاريخ حيث وادي الرافدين ووادي النيل وما بينهما ، وحيث الحضارة الإسلامية التي تكاد تغطي قارات الأرض ،
يومها أدرك المنافسون لنا – نحن اهل الملف عرب ومسلمون - في السباق الحضاري انهم ارتكبوا الخطأ المميت وانهم لم يعدوا العدة الكافية لايقاف الملف القطري قبل الوصول الى خط النهاية ، وان السيف قد سبق العذل وصار لزاما توحيد الطاقات  بين مكونات الحضارة الغربية لتصحيح ما يظنونه خطأ ، ولكن هيهات هيهات فقد انطلقت عجلة العمل وبدأت دماء الهوية العربية الإسلامية تتدفق في العروق لتطبع كل ما يشاد ويقال بطابعها .
لقد تكاتفت الكفاءات العربية الإسلامية لإنجاح ملف قطر ، بعيدا عن المناكفات التي تطفو بين حين وآخر بفعل ملوثات السياسة ، اما الهوية فتبقى اعلى وانقى من أي شيء قد يحد من سرعة الانطلاق .
 وكان المنافسون يعلمون هذه الحقيقة التي تهز اركان يقينهم بقوتهم ففي سباق الحضارات تتراجع كل العناصر الأخرى في قاموس القوة من سعة مساحة وقوة جيوش وعظمة تقنيات حربية وخبث حروب نفسية، هذه العناصر تؤدي دورا في الحروب الميدانية التي لابد ان تنتهي سريعا  الا انها لا تترك اثارا في سجل السباق الحضاري ، فالعالم حتى هذه اللحظة يدين لأبناء ما بين النهرين بإنحناءة الاحترام  لما منحوه للعالم ، ومثلها  لعلماء المسلمين من العرب وغير العرب على ما رفدوا به الإنسانية من خير وفير وعلم تطبيقي غزير ونور روحاني يغرس الطمانينة  ويطهر النفوس .
ومن صور تكتاف الجهود – وما أكثرها – تلك الزيارة التي قام بها وفد قطري في احدى مراحل السباق الحضاري الى تركيا اذ تنا قلت الاخبار “ ان  فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيّب إردوغان استقبل  في أنقرة الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث السيد حسن الذوادي على رأس وفد تجاري ضم كوكبة من الشخصيات من هيئة الأشغال العامة وشركة سكك الحديد القطرية “الريل” والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” والهيئة العامة للسياحة. 
وقد عقد الوفد القطري في العاصمة التركية أنقرة اجتماعات رفيعة المستوى مع وزير الشباب والرياضة التركي، عاكف جاغطاي قليج، ومع عدد من الشركات التركية من مختلف القطاعات، وذلك ضمن جدول أعمال الزيارة التي استهدفت تعزيز سبل التعاون وفرص الاستثمار في الوقت الذي تستعد فيه قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
وخلال الاجتماعات، أعرب المسؤولون الأتراك عن دعم بلادهم الكامل للبطولة كما اتّفق الجانبان على تعزيز التعاون وزيادة حجم الاستثمار بين البلدين قبل احتضان المنطقة لأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في تاريخها.
ساعتها ، بل قبل ذلك أيقن المنافسون انهم شرعوا حقا يخسرون السباق الحضاري وان هوية البطولة قد حسمت ملامحها بل أصولها ، فهي عربية إسلامية .. ففتحوا جبهة جديدة .. والى الغد.......