رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الاصلاح يبدأ من هنا


المشاهدات 1243
تاريخ الإضافة 2022/11/30 - 8:00 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 2:34 AM

على هامش الحرية الممنوحة لنا نكتب ، نسعى الى رفع الغطاء عن المسكوت عنه ، نتحدث عن الظواهر وليس عن الاشخاص، فالحوار الموضوعي أكثر فائدة من الاستهداف الشخصي الذي لا فائدة منه سوى اظهار العيوب او المحاسن لشخص ما .
في مقال سابق تحدثنا عن خطورة الفساد بمعناه العام، وذكرنا ان للفساد وجوه عديدة ، واذا ما عمّ الفساد فسوف يدخل الى ابواب الاقتصاد والسياسة والعسكر والثقافة وغيرها من ابواب الحياة الاخرى .
لا نملك الجرأة الكافية لكي نشير الى حالات الفساد بوجوهه المتعددة وأشكاله المختلفة، الا ان التصريحات اليومية المكشوفة والصريحة منحتنا جرعة شجاعة ما دام أهل التشريع والتنفيذ وأقطاب السياسة وجهابذة القانون يتحدثون جميعا عن هذا الفساد المستشري، والذي اصبح ظاهرة عامة يتحدث عنها القاصي والداني.
واذا كان الفساد بكل الوانه يشكل الخطر الاكبر فإننا نقسم أغلظ الايمان  بان كل من الفساد الاقتصادي والسياسي وغيرهما ممكن معالجته من خلال معالجة الفساد الذي طال منظومة الأخلاق الذي يمثل الحاضنة الاساسية لكل خراب ودمار المجتمعات ولها الاولوية في المعالجة، فاذا كان الكل جادا في محاربة الفساد وارساء دعائم الاصلاح الحقيقي فعليه اولا وقبل كل شيء في معالجة الفساد الذي يستهدف منظومة القيم والاعراف وعندها سيكون الطريق معبدا لإصلاح جميع صنوف الفساد الأخرى .
الفساد في منظومة الاخلاق افرز سلوكيات لا تعرف الصدق، أهم ما يميزها حالات النفاق والمكر ، وايجاد المسوغات للفعل الفاسد من خلال التعامل مع الآخرين والنابع من الفساد المتجذر في رأس الفاسد، وعندما يصل المرض الى الرأس لابد من معالجته بكل الطرق المتاحة .
لنبعد عن حديثنا ايها السادة النعامة المدفون رأسها في الرمال، ونتساءل بكل عفوية وصدق : كيف يمكن معالجة الفساد وهناك ظواهر فاسدة بدأت تفرض سطوتها على شريحة كبيرة من الناس؟ وكيف نسعى الى الاصلاح وهناك بطالة تدفع بالكثير من شبابنا الى ممارسة سلوكيات منحرفة نتيجة الجوع والفقر والحاجة؟ وكيف نطالب بالاصطلاح والمخدرات تفتك بحياة البعض، والبعض الآخر يمارس الرشوة كل من موقعه ويلجأ الى ابتكارات واساليب تزيد من حجم الفساد الذي نعاني منه .
أصلحوا الجهاز الاداري يرحمكم الله ، اغلقوا الابواب والمنافذ بوجه المرتشين والسراق ، افتحوا كل الطرق لمعالجة سرطان البطالة وتوفير فرص العمل ما دام العراق يفيض بخيراته على الجميع ، كونوا ماهرين في زراعة القيم الاصيلة والاعراف الحميدة لكي يتجنب الجميع دروب الرذيلة ، شيدوا بناء قائما على الصدق والوفاء في التفكير والعمل والتعامل وسترون ان الجميع يصفق لكم ويهتف بحياتكم ، ويدعو بالخير لكل المصلحين .
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
الى اللقاء
 


تابعنا على
تصميم وتطوير