حكايتان تحكي قصة هذا المثل الشعبي المتداول في العراق وبعض دول الخليج مثل السعودية ، ولانجزم بمصداقية أحدهما .. والمقصود به العناء والمشقة دون فائدة ترتجى أو دون تحقيق الهدف ، فيقال مثلا ذهب فلان وهو يمني النفس بنيل مطالبه ومايصبو اليه لكنه عاد بخفي حنين أي عاد أدراجه كما ذهب في المرة الأولى دون أن يحصل على شيء .
الحكاية الأولى تقول : إن نجارا وزوجته التي تدعى ( تيتي) قاما بعمل كرسي ملكي استغرقت صناعته شهورا طويلة وتم إهدائه للملك بمناسبة عيد ميلاده، وهناك أعجب بهذه الهدية فالتفت الى النجار وهو يربت على كتفه بالقول ( عفرمن...عفرمن ) ، وهي مختصر لكلمة ( عفية ) وأصلها تركيه أي أحسنت ، ثم أدار ظهره وترك النجار الذي أصيب بثورة الاحباط بعد ان كان يتوقع أنه سيُكافأ مكافأة كبيرة ، فعاد لزوجته حزينا ، وكانت تنتظره بلهفة في الباب وتسأله عن ماتلقاه فرد عليها ( تيتي تيتي مثل مارحتي اجيتي ).. وللقصة تتمة .
أما الحكاية الثانية فهي : “ أن دودة صغيرة أسمها (تيتي) كانت تعيش مع أمها، وحين كبرت (تيتي) قالت لها أمها: يا بنيتي لقد كبرتِ وأصبحتِ قادرة على أن تحصلي على رزقكِ بنفسك ، فأسعي في مناكبها ، وابحثي ولا تعتمدي عليّ بعد اليوم .فما كان من (تيتي) الصغيرة إلا أن أطاعت أمها ؛ فخرجت من البيت باحثة عن الطعام ؛ فوجدت جوزة فدخلت من ثقب فيها وأخذت تأكل مما في داخلها، وبقيت تأكل وتأكل حتى سمنت، وحين أرادت الخروج من الجوزة لم تستطع لأنها صارت سمينة ، فانتظرت أياما صامَتْ خلالها عن الطعام حتى ضعُفت وعادت كما كانت نحيلة؛ واستطاعت الخروج من الجوزة والعودة إلى أمها ، فقصت (تيتي) ما جرى لها على أمها، فقالت لها : (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)، فذهبت مثلا”.