الفنان احمد شرجي ممثل وفنان متعدد المواهب عشق المسرح وتعلق بالكاميرا وكان كل همه كيف يحجز لنفسه مكانة مرموقة وسط زملائه ويرسم لنفسه بصمة تميزه عن غيره من المبدعين، وقد نجح في إقناع النقاد في أدائه وفي لفت انتباه الجماهير الى حضوره وأعماله الملقاة بعناية على كل الأصعدة الفنية.. الفنان الدكتور احمد شرجي من مواليد بغداد عام 1968 وحاصل على شهادة البكالوريوس قسم التمثيل كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد عام 1996وحاصل على الماجستير في الفنون المسرحية وعلى الدكتوراه في موضوع (اشتغال العلامة ثقافيا في العرض المسرحي دراسة مقارنة) من جامعة ابن طفيل في المغرب عام 2004، اقام في هولندا منذ عام 1998 وعاد الى العراق مؤخرا واستقر فيه.. حصل على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية في التمثيل والاخراج داخل العراق وفي الوطن العربي واوروبا.
 

الزوراء اتصلت بالدكتور الفنان احمد شرجي واجرت معه الحوار التالي :-
*اهلا وسهلا بك دكتور احمد في حوار موسع لصفحة ذاكرة ولنستذكر معا مسيرتك الفنية عبر اعوامك الطويلة .
-سعيد جدا اني اكون ضيف الزوراء وصفحتها الرائعة ذاكرة واقدم شكري الجزيل لهذه الاستضافة الجميلة .
*اذن حدثنا عن مشاعرك وانت ضيفنا الآن ؟
-سعيد اولا والمهم ايضا الفرصة الثمينة التي توفرونها لي ولكل ضيف يوثق تاريخه ومسيرته  ويوثق لتاريخ الفن العراقي وسعيد أن اكون مع هذا الكادر المبدع المتفاني اتمنى ان اكون ضيفا خفيف الظل لنستذكر معا تاريخي الفني خاصة انا اعتقد أني قدمت شيء لا بأس به من خلال هذه المسيرة .
*حدثنا عن الغربة ؟
-انا اقمت  في هولندا منذ عام 1998 وعدت الى العراق مؤخرا و استقر فيه حصلت على عدد من الجوائز و الشهادات التقديرية في التمثيل و الاخراج داخل العراق و في الوطن العربي و اوروبا و ايضا قدمت العديد من الاعمال التلفزيونية المهمة مثل ( وادي السلام ) و ( سبايكر ) و ( اعماق الازقه ) و ( بنت المعيدي ) و ( طائر الجنوب ) و فيلم ( صمت الراعي ) وعشرات الاعمال المسرحية و السينمائية و التلفزيونية الاخرى.
*هل تأثرت بشخصية فنية معينة وكيف كانت نتائج التاثر بهم ؟
-نعم شخصيات عديدة مروا في حياتي الفنية وتأثرت بهم وبما كانوا يمتلكونه من معلومات ودروس تعلمت منهم المهنية واساليب المسرح الناجح فمثلا من الشخصيات المهمة جدا التي اثرت في مسيرتي الفنان بدري حسون فريد شخصيه طالما تابعتها في التلفزيون و لها بصمه وصاحب موقف ومن ثم استاذ جامعي مهم و هو من الشخصيات التي ساهمت في تكوين شخصية احمد شرجي لأسباب عدة منها أن هذا الرجل العصامي الذي لا يعطي تنازلا على مستوى الفن وعلى مستوى الحياة و من حسن حظي أن أكون احد ممثلين لآخر عملين مسرحيتين في حياة بدري حسون فريد في كلية فنون جميلة مسرحية ( خطوة من الف خطوة ) و شاءت الصدف أن نلتقي بعد الهجرة عام 1996 مع استاذ بدري حسون في المغرب  هذا الرجل المهم في التلفزيون و المسرح و السينما و الفن العراقي بعد الوضع المأساوي الذي كان يعاني منه في المغرب وكنت اتمنى أن اكون ذلك التلميذ النجيب وارد الجميل لكل ما تعلمته منه من خلال رعايتي له وطبعا الرعاية الرسمية له كانت من خلال الشاعر فراس عبد الجليل واتمنى ان احذو حذو استاذ بدري حسون فريد على مستوى الحياة وعلى مستوى الفن . في المغرب لم نقدم عمل لأن استاذ بدري كان وضعه الصحي سيء و بائس جدا ويعاني من امراض مزمنة والدليل هو بعد عودته الى العراق توفاه الله لكن استاذ بدري لا يعطي رأيا مجانا على فنان بل كان يؤشر في احمد شرجي بأن يجب أن تهتم في تطوير قدراتك التمثيلية والأدائية و اهتم بي في مسرحية ( رتبه رقم 6 ) التي قدمناها في مسرح الفنون الجميلة وكنا نحضر لعمل اخر لكن للأسف بعد ان احيل الى التقاعد هاجر الى ليبيا و من ثم الى تونس ومن ثم الى استقر في المغرب لكن الذي وضع خطوات احمد الشرجي نحو تحقيق اشياء اذا كانت مهمة فهي لتشجيع واهتمام الراحل الكبير استاذ بدري حسون فريد و اكيد هناك بوادر فنيه قبل الدخول وهي من خلال منطقتي حي العامل العزيزة علي جدا وكنت امارس المسرح في المدرسة في الابتدائية و المتوسطة و الفضل يعود لأستاذ حسن مدرس اللغة العربية اتمنى له الصحة والعافية ووالسلامة له و لعائلته هذا الرجل هو الذي ارشدني الى طريق المسرح هو الذي اول شخص وجهني الى الفن اكثر من مرة من خلال المسرحيات التي كنت المدرسه اذكر اول عمل قدمته كان شخصية نسائيه هي شخصيه ام ليلى في مسرحية قيس و ليلى  وكنت احضر ملابس والدتي وهو الذي اخذ بيدي  ووجهني بأن علي أن ادرس في معهد فنون جميلة وتحديدا قسم المسرح و بدأنا نمارس في دار الفن الذي كان يشرف عليه دكتور كريم خنجر و ايضا قدمت للأطفال  وايضا قدمت مع استاذ عبد الله جواد الذي هو كان رحمة الله عليه لأن هو اول معلم للتمثيل لي و لأبناء جيلي و التقيت له قبل دخولي بالمعهد و ايضا كان عن طريق استاذ كريم خنجر وقدمنا اكثر من عمل مسرحي في دار الفن و من ثم قدمت اوراقي لمعهد فنون جميلة عام 1984 لكن النظام التعليم السابق بأن هناك شرط في دخول معهد فنون الجميلة ان الطالب يجب ان يكون ناجحا في الدور الاول لكن انا طلعت مكمل في مادة الفيزياء  والرياضيات فاضطررت ان اعيد عام كامل في المتوسطة حتى ادخل معهد فنون الجميلة وهذا الولع في الفن قد يكون نرجسيا ولهذا نلت اهتمام الاخرين كانوا يشيرون علي ويقولون ان هذا ممثل مسرح ومن ثم اصبح المسرح حياة احمد شرجي واصبح المسرح هو البوصلة التي افرش عليها طريقي و الفكر و الموقف السياسي و الاقتصادي وقد يكون المسرح هو الذي دفعني ان اخذ موقف من نظام العراق السابق و اغادر العراق .
*حدثنا عن دخولك معهد الفنون الجميلة وماذا يمثل ذلك اليوم ؟
-دخلت عام 1985 فنون الجميلة وكان هذا اليوم من اجمل الايام في حياة احمد شرجي ووضعت قدمي على الحلم الذي طال ما حلمت به اكتشفت ان الفن ليس مجرد ان تصعد على خشبة المسرح وليس الفن ان تمثل بل المسرح و الفن بشكل عام رسالة توعوية للمجتمع معهد فنون جميلة له الفضل الكبير على كل من مر به خاصة الاساتذة مثل استاذ عزيز جبر و دكتور يوسف رشيد و استاذ عبد الخالق المختار استاذ عبد الله جواد فاضل الصفار و استاذ باسم العزاوي و عدنان نعمه الله يرحمه برحمته الواسعة واساتذة رائعين جدا واقبل اقدامهم فردا فردا للراحلين رحمة و للاحياء ربي يعطيهم الصحة والسلامو في المعهد تشكلت عقلية احمد شرجي التي تنظر الى الفن موقف انساني و اجتماعي وسياسي واقتصادي جعل من احمد شرجي المراهق الذي جاء للفن بنرجسية فقط ليدرس مسرح ااصبح له موقف سياسي بالاضافة للاساتذة هناك طلبة الخامس تطبيقات هم كانوا اساتذه صف ثاني كطلبة كثير من الطلبة الرائعين الذين اصبحوا الآن من اهم الفنانين في العراق اصبح الان حاضنه حقيقيه للتشكيل و تكوين و تطوير مهارات الممثل.
*وما الذي قدمته في المعهد ؟
-قدمت الكثير من  الاعمال المسرحية في المعهد و بالتالي اصبحت الاول على معهد فنون جميلة وهذا يؤهلني ان ادخل في كليه فنون هناك مرحلة اخرى من خلال الاساتذة الرائعين في الكليه مثل استاذ بدري حسون فريد الله طبعا يرحمه برحمته الواسعة  و يغفر له ويجعل مثواه الجنة هذه الاسماء المبدعين من رواد اكاديمية فنون جميلة هم اساسا رواد الفن بالعراق و بالتالي يجب ان تشحذ كل هممك بقدر الامكان ان تستفيد من هذه الطاقات  قدمت اعمالا بالكلية مع الاساتذة و الطلبة و قدمت عملي المهم الي هو بعيدا بانتظار الضوء هذه الاعمال في الكلية قد تكون للمعرفة و تشكيل و تطور الذات الجمالية وتطور الموقف السياسي للفن كانت مساحه للقراءة و بالتالي كانت مساحه معرفية اكثر لكن انا مدين للكلية على انها قدمت احمد شرجي للوسط الفني الاحترافي من خلال حصولي على جائزة افضل ممثل شاب في مهرجان منتدى المسرح للاستاذ الرائع ( محسن العزاوي ) بالتالي قدمتني كممثل مسرحي للفرقة القوميه للتمثيل وانا ما زلت طالب في كليه فنون جميلة مرحلة ثالثه حصلت على شهادة من الشهادات المهمة والتي اعتز بها جدا ألا هي عضوية شرفية للفرقة القومية للتمثيل تلك الفرقة التي تمثل المنتخب الوطني للفن العراقي بكل الاسماء المهمة التي بداخلها و قدمتني من خلال عمل ( اسواق و اشواق ) كأول عمل احترافي .
*حدثنا عن رحلتك خارج العراق وكيف وجهتها لفائدتك؟
-محطات عديدة سافرت لها حتى استقريت في هولندا عام 1998 هناك قدمت الكثير من الاعمال مع اصدقائي الرائعين و فنانين وقدمت ايضا اعمالا باللغه الهولندية وايضا قدمت افلام مع مخرجين كبار و ايضا قدمت تجربه مهمه لكن لم اكتف بهذا الحراك العملي ان صح التعبير واردت ان استفيد من هذه الغربه وهذا الغربة من حسب وجهة نظري هي ان تحمل شهادة حتى تكون معادلا موضوعيا في هذا الاختراق وحملت حقيبتي عام 2008 لأشد الرحال للمغرب في جامعة بن طفيل كلية الاداب  والعلوم الانسانية مع الاستاذ الرائع ( احمد الغازي ) والدكتور الرائع ( سعيد الناجي ) وكنت طالب ماجستير و من ثم واصلت الدراسة في حصولي على الدكتوراه في عام 2014 وكانت اطروحتي عن العلاقة الثقافية بالمقارنة بين العمل المسرحي العراقي و العرض المسرحي الهولندي من خلال هذا الحراك العمل الذي نشأ عند احمد شرجي العمل بخشبات مسرحية متعددة في العراق و تونس وهولندا وجدت ان هناك مساحة للعلاقة بين المفردة على مستوى البصر وعلى مستوى الملفوظ .. هذي كانت من المحطات المهمة التي كانت ثمنا حقيقيا لاغترابي لمدة 20 سنة عن العراق . 
*وما علاقتك بالتلفزيون حدثنا عن اولياتها خاصة ؟
-انا لا انسى فضل الفنانة الكبيرة (سليمه خضير ) هي اول من قدمتني للتلفزيون من خلال مسلسل ( بدوي حنين ) اخراج الاستاذ ( دكتور طارق الجبوري ) و التفتت الى موهبة احمد شرجي و قدمتني بالمسلسل ومن ثم قدمنا اكثر من عمل و قدمت الانهيار تأليف احمد هاتف واخراج الدكتور ضاحي حسن الجنابي وطبعا مع تؤام الروح سهران علي الشريف وتمارا محمود فكانت مجموعة اعمال تلفزيونية لكن عودتي للدراما التلفزيونية كانت عن طريق الاستاذ المنتج عمار علوان في عام 2010 و كان التصوير في سوريا عمار علوان مدين له بعودته بهذا الزخم من الاعمال .
*: هل هناك مسرح عربي ام  مسرح باللغة العربية ؟
- الفرق كبير جدا بين الاثنين نحن بدأنا نعمل مسرح و من ثم بدأنا نقلد ما يقدم في داخل المسارح الاخرى وفيما بعد بدأت انظر للممثل بعد هذه التجربة العملية والنظرية في ثقافات متعددة،  العراق ساحة مسرحية مهمة جدا كذلك تجربتي في  هولندا وجدت ان الممثل لم يعد مجرد ممثل  مثل ما يقول مياكروفيسكي بانه ( كل شيء على المسرح هو علامه ) و بالتالي هذا الممثل هو علامه من منظومه كامله في العرض المسرحي و من ثم كتابي الثالث الذي هو ( سيمي ولوجيا المسرح ) انا رجل بطبعي احب المغامرة التي تستند الى معرفة و تستند الى مغايرة بالطرح انا اخترت موضوعا سيميا لوجيا المسرح بكل تأثراتها بالمناهج النقدية الحديثة، انا لدي مشروع متكامل هذا المشروع قد يكون قلة قليلة بالعراق انتبه له لكن هو حقيقة حظي باهتمام كبير في الوطن العربي .. الآن و من خلال ما يصلني من طلبات الكثير من الباحثين واشعر بسعادة كبيرة بالتأكيد و انا لست ناقدا ان اكتب في المسرح من خلال المرجعية العملية و المسرحية من خلال الاسماء المهمة التي عملت معها في المسرح، وانا دائما ما اقول نحن اهل المسرح افضل من يكتب على  المسرح لأننا على دراية ومعرفة كاملة بكل حيثيات تشكيل العرض المسرحي .
*هل ترى ان نقاطا في حياتك لها اهمية اكثر من غيرها ؟
-نعم من الاشياء المهمة داخل حياتي ان ارشح لجائزة افضل ممثل في مهرجان القاهرة التجريبي 2005 في عمل هولندي و انا لا احمل الجنسية الهولندية، و الاشياء الاكثر سعادا هي حصولي على الدكتوراه وأحسست بانتصار حقيقي لغربتي.
*اخيرا ماذا تود ان تقول ؟
-سعيد جدا ان اكون ضيفا في جريدة الزوراء متمنيا لكم الخير والسعادة.
ونحن ايضا نتمنى لك الموفقية في العطاء والعمل الفني الواسع .