المطرب جمعة العربي هو احد مطربي الاذاعة والتلفزيون، بدأ حياته الفنية قبل نهاية السبعينيات في مدينة الثورة (مدينة الصدر)، واشتهر بأغانٍ عدة مثل إغنية (يانورَّه)، وأغنية (حبيبي كمرة) من ألحانه، بعد أن سجلها الفنان الكبير قحطان العطار بصوته.
درس الغناء والمقام العراقي في معاهد ومراكز موسيقية عدة وتعرف على ملحنين كبار أثروا تجربته الفنية، منهم الملحن فاروق هلال، والملحن كاظم فندي، وجعفر الخفاف، وطالب القره غولي، وكتب كبار الشعراء العراقيين نصوص أغنياته، لكنه يعتبر نفسه خريج مدرسة الفنان فاروق هلال الذي قدمه من خلال برنامجه الذائع الصيت (أصوات شابة) ليبدأ العربي بعدها بالانتشار محليا وعربيا، وليقدم عددا من الأعمال المهمة معظمها من كلماته وألحانه، ومن أعماله (ردي) و(بغداد) و(النخلة) للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، و(ادخلوا مصر) ومجموعة قصائد مهداة لعواصم عربية نالت استحسان الجمهور العراقي والعربي...الزوراء اجرت الحوار التالي مع الفنان جمعه العربي.
*مرحبا بك اخ جمعه وانت ضيفنا اليوم وفي رحاب الزوراء .
-مرحبا بكم وبالزوراء العزيزة. 
انا الفنان جمعة العربي، اسمي جمعه عبد علي عاتي.. حياتي الاجتماعية انا منفصل وليس لدي اولاد وبالنسبة لتسمية العربي فهي الاسم الفني لي وفي مجال الاعلام لدي موقع اسمه سفارة حرة وانا فنان اكتب وألحن واغني، أما ما يتعلق بسكني فترة في اربيل فقد كان قسريا بسبب مشكلة حصلت لي مع احد الاشخاص وقد أقمت في اربيل اعمالا غنائية في مطاعم ومنتديات لغرض المعيشة وانا لا استطيع ان اقيم نفسي بين الفنانين والناس هي التي تقيم عملي ولكن لدي شهادات بمستوى ما قدمته من خلال الاستاذ فاروق هلال والشاعر العربي عبد العزيز جويده وغيرهم، وقد حاولت ان اطور في الاغنية العراقية قدر المستطاع .
*حدثنا عن اخر ما لديك من مشاريع فنية ؟
-لدي عمل مع قناة الشرقية سيظهر في شهر رمضان ومجموعة اشعار مع الشاعر اسعد الغريري ومجموعة اغانٍ مع مطربات عراقيات وهناك برنامج اصوات شابة 2 سأعدّه واقدمه في العراقية ولدي مجموعة من الاغاني الحديثة مع مطربين عرب ولدي اغنية من كلمات الشاعر العربي المصري عبد العزيز جويده ستغنى امام الرئيس المصري في احتفالية وسيغنيها مجموعة من المطربين الكبار ولدي مسرحية مع الفنان عزيز خيون ولدي اعمال اخرى كثيرة وانا اسعى لإنتاج مجموعة اغانٍ جديدة .
*حدثنا عن نشأتك وميولك الاولى ؟
-في كل مرحلة من مراحل العمر يوجد شيء يبقى في الذاكرة، أنا من مدينة الثورة هذه المدينة البسيطة الكادحة في نهاية السبعينات كنا في تلك المدينة التي امتازت بشبابها الذين كان منهم من يلعب كرة القدم ومنهم من يعزف العود واخر يكتب شعر .. الاغلبية من الشباب الموهوبين و هذه المدينة خرجت الكثير و الدليل هذه المدينة خرجت اجيالا من فنانين ولاعبين ومدربين كرة القدم والميزة في هذه المدينة ان كانت توجد حفلات غنائية في الشوارع وكان يحضرها فنانون كبار مثل (عبادي . عماري) و (سلمان منكوب) و (علاء فاضل) و (كاظم شنينه) و ( حسين نعمه) و (قحطان العطار) وبالتأكيد الفنان ( سعدون جابر) وكان يوجد ملعب كرة قدم للفرق الشعبية التي كانت تنافس ايضا المنتخب الوطني وفي كل مباراة في استراحة بين الشوطين كنت اذهب لهم واقول لهم هل اغني لكم؟ فكنت اقلد اصوات واقول لهم اقلد لكم ياس خضر كيف يغني؟ واغني لهم بطريقة ياس خضر و عند فوزهم احتفل معهم ونغني غناء عربيا وبالاضافة الى ذلك عندما كانوا يقيمون حفلة كنت اذهب الى استراحتهم واقول لهم اريد ان اغني فيقدموني الى الجمهور وكان ابن عمي عازف عود مع فالح حسن وهذه المجموعة ويقول لي ان اذهب لأغني اغنية واحدة او اغنيتين وفي ذات مرة حارس الامن طردني لانه كان يعتقد أني طفل وليس مطربا والفرقة يقولون له هذا هو المطرب والموقف هذا الى يومنا هذا في ذاكرتي .
*وكيف طورت نفسك فنيا ؟
-في البداية كنت امسك المايك للمطربين وفي يوم فكرت بأن اتعلم عزف العود لكي اثقف نفسي موسيقيا ودخلت دورة لتعلم الالات الموسيقية وبدأت اولا بالكيتار و بالكمان لكن قالوا لي لكي تغني يجب ان تتعلم عزف العود وكنت اعمل في النهار ورغم هذه الظروف كنت اتعلم الموسيقى وكاظم شنينه كان يعمل في منطقتي عندما يراني احمل العود يأخد العود ويعزف بطريقة رائعة وانظر له و انظر الى نفسي و اقول متى اصبح عازف عود رائعا كذلك وكان يقول لي تعلم بالسمع وليس بالنوتات وكان عندما يغني امامي صوته جميل وعذب وكان يقول لي من من المطربين تسمع اقول له اسمع وديع الصافي وعبد الحليم حافظ و غيرهم من المطربين وتفاجأ وقال لي بهذا العمر وتسمع وديع الصافي يجب ان تغني ريفي قلت له انا احب الريفي لكن هذا اللون الريفي الجميع يغنيه لكن اللون الثاني لا ارى الكثير يغنيه كل الذي ارى ان هناك مطربا لا اراه يغني لمحمد عبد الوهاب او ام كلثوم مثلا اصحاب الاغاني الجميلة ارى فيها فنا قويا فقال لي انت لك مستقبل قوي ما دمت تفكر في هذا الاتجاه .
*وماذا بعد ؟
-تحولت انا من ماسك للمايك فكونت فرقة موسيقية بسيطة وصغيرة متكونة من ثلاثة شباب احدهم يعزف ايقاعا وانا على العود وكانت حفلاتنا بسيطة جدا و عندما يغيب مطرب ما اذهب لأغني وبنفس الوقت اعزف للمطرب الاساسي وكان المطرب الكبير (فالح حسن) يشجعني دائما ويقول لي لا تخاف استمر، كنت استخدم العود لكي يخدم صوتي.
*وكيف اشتهرت كمطرب متمكن ؟
-بدأت اغني في حفلات خاصة واشتهر صوتي وصرت شيئا فشيئا مشهورا في المنطقة وبدأت اغني بطلب من بعض الناس اكثرها مجانا .
*هل تتذكر اول الاغاني التي غنيتها ؟
-اول اغنيتين لي من كلماتي وألحاني الاولى اسمها حبيبي كمره والثانية لي اسمها ( يا نورة ) هاتين الاغنيتين عملت لي اسم في المدينة.
*يبدو انك عشقت اسلوب الهيوى كغناء لماذ؟
- كان هذا الايقاع ( الهيوى) غير موجود  وكانت اغاني الريف هي السائدة اكثر  لهذا كان لك طعم جديد ولاقت استحسان المستمعين وقد جاءت الاغنيتان اللتان غنيتهما مقبولتين وكان الناس في الحفلات يرقصون عليها وفي نفس الوقت تطرب عليها والدليل انها جذبت الفنان الكبير قحطان العطار وغنى يا نورة .
*هل تقصد ان الفنان قحطان العطار قد اعجب بها ؟
-اغنية يا نورة من كلمات عبد الكريم خلف و الحاني لكن قحطان العطار اضاف للاغنية عدة كلمات وطورها اكثر و اخذ الكوبليه لأغنية حبيبي كمره ومزج بين الاثنين حبيبي كمره بالكوبليه ويا نورة بالدخول، وبالمناسبة ان اول تسجيل لهذه الاغنية كان موجود الفنان صباح الخياط وكان عندما يكون تسجيل عند حسين البصري كلنا نذهب لحسين البصري فلا توجد انانية وخوف بيننا.
*هل كان لتك الفترة دور في انتشارك ؟
- نعم انا اعتبرها  نقلة في حياتي نقلتني من مطرب شعبي الى مطرب قصيد، كان لي صديق في البلديات خاله هو الفنان حسين السعدي قال لي لماذا لا تذهب معي لخالي لكي يسمعك ويستكشف موهبتك قلت له هيا فذهبنا الى بيت حسين السعدي فقدمني له وقال له جمعه مغني وعنده اغانٍ جميلة وصاحب  صوت جميل يستحق ان تدخله للاذاعة والتلفزيون وكان الدخول للاذاعة والتلفزيون صعبا جدا  فغنيت له فقال لي هذه الحانك؟ قلت له نعم. قال انت عازف عود جميل وملحن جميل قال راح اخدمك خدمة العمر قلت له كيف قال لي يوجد برنامج اسمه اصوات شابة يعدّه ويقدمه استاذ فاروق هلال قلت له نعم انا احب صوت فاروق هلال جدا، قال لي اذهب له وقل له يسلم عليك حسين السعدي فذهبت للفرقة بالاعظمية، قال لي تفضل غني، قلت له ممكن عود، قال لي تعزف العود، قلت نعم قال ممتاز وأعطاني عودا، قلت له انا حافظ اغنيه لك ( تعاليلي) وعندي الحان لي، قال سمعني الحانك فغنيت له يا نورة، قال جميل جدا، قال ايضا غني لي تعاليلي غنيت له، فانبهر استاذ فاروق وقال انت تغني بلونك الخاص وليس تقليدا لي تغنيها بروحك انا اغنيها بغير  شكل هذه هي بصمة المطرب، قال لأنيس ان يقول للفرقة ان يأتوا، قال غني امامهم يا نورة، وقال هذا الشاب الذي لا اعرفه ولا يعرفني لو تطور اكاديميا سوف يصبح مطربا كبيرا اسمعوا الاحساس الذي يغني به هذا الذي اقول لكم عليه الاغنية ليست انشودة غنيها بإحساسك العالي اعطي لي قوة عالية جدا،  قال لي يا جمعه هذا رقم تلفوني اليوم في البيت عازم فنانين كبار يجب ان تأتي لتغني امامهم وقال لي سوف افعل لك شيئا قويا جدا يوجد برنامج اسمه استوديو 87 على وجه الوطن العربي من هنا بدأت مرحلتي مع استاذ فاروق .
*بعد ان نضج صوتك وتركزت اغانيك صرت تلحن لبعض المطربين هل تتذكر اسماءهم ؟
-كثيرون لحنت لهم ونجحت معهم منهم الفنان حسن بريسم والفنان وحيد علي والكثير من المطربين الشباب لكن نجاحي الاكبر كان مع  الفنانة طيبة الذكر سيناء هذا الصوت الجنوبي الجميل بالصدفة كنت اصور برنامج كان اسمه 59 دقيقة وكنا في ميليا المنصور لنصور الاغنية وشاهدت بنتا جالسة ايضا كانت تريد تصور اغنية لها انا لا اعرفها ولا هي تعرفني وكانت اغنيتي اسمها وداعا يا هوى كلمات فالح حسون الدراجي عندما اكملت من التصوير اتت لي وقالت هذه الحان من ؟ قلت لها الحاني، قالت انت ملحن قلت لها نعم، قالت انا اسمي سيناء من العماره اعمل كاسيتات، فإذا عندك لحن جميل ممكن تسمعني؟ قلت لها انت اين ساكنة؟ قالت لي بفندق بالمنصور قلت انا ايضا بالمنصور، التقينا وسمعتها لحن اغنية ( ظلمتوه بالوصف لمن وصفتوه)  كلمات الشاعر حمزه الحلفي عندها احبت الاغنية جدا وقالت لي غدا يوجد تسجيل في استوديو حكمت تعال الى هناك لكي نسجل الاغنية فذهبنا وسجلنا الاغنية واكتمل الالبوم وكانوا يقومون بتسويقه للسعوديو ونزل البوستر ظلمتوه بالوصف لمن وصفتوه .
*كيف تقيّم ألحانك؟
-لدي تجارب كثيرة تؤكد لي ان الحاني قريبة جدا للصوت النسائي ولدي تجارب مع الاصوات النسائية لهذا فأنا ادخل فيها العاطفة العالية والكلمات التي اختارها كثيرا ما تجذب الصوت النسائي وما زال لدي مشروع كبير جدا سأنفذه في القاهرة مع الشاعر الكبير سعد الغريري للنساء فقط وهي عشر قصائد مغناة بأصوات مطربات عربيات وهو من المغرب ومصر وتونس واغلب الوطن العربي .
*هل تعتبر نفسك قد قدمت دعما لمطربات عربيات ؟
-نعم فكلما اشارك مع مطربة احاول ان اشاركها بجوارح الاغنية واغني معها لكي اعطيها القوة، اما سيناء فقد غنيت معها اغنية رياضية عن المنتخب العراقي وقد تم تصوير الاغنية وعلى اليوتيوب موجودة.
*هل شعرت مرة بخيبة امل نتيجة لأغنية او تعاون فني مثلا ؟
-انا دائما احاول ان اراجع نفسي هل انا صح  هل انا بحاجة لتطوير معين، الحقيقة هذا الشك كان يراوني دائما، ولهذا فأنا دائما اسعى لتصحيح مسيرتي لكن مشاركتي في مهرجان الاغنية العربية بتونس وكنت امثل العراق بتكليف من الاذاعة والتلفزيون وكان معي مطرب شاب من اختياري فاخترت عدنان بريسم ومعنا ملحنون من الوطن العربي وكانت اغنيتنا اسمها ( انا احتج ) كلمات علي المطيري والحاني وتوزيع احمد عبد الجبار، وبالمصادفة وخلال البروفات كانت عندي حركة جديدة وكان المايسترو غير مستوعب لها في البداية، فاعترض عليها ولكن عندما اديتها بالعود امامه اعجبته كثيرا .. تلك اللحظة كانت بالنسبة لي بمثابة دفع خلصني من حالة الاحباط التي كنت اشعر بها احيانا وفعلا قدمنا الاغنية مع مداخلتي الجديدة فكانت رائعة امام الجمهور فحصدنا افضل اغنية لحنا وكلاما واداء .
*يبدو ان الفنان قحطان العطار له علاقة بأسلوبك كيف تفسر هذا ؟
-قحطان العطار مطرب ترك بصمة مهمة في تاريخ الاغنية العراقية ولي معه صلة حميمة فحاولت ان اعمل شيئا له ولم تتم المصادفة ولهذا غنيت له باسمه وبأجوائه . 
*طيب يا جمعه سمعنا ان لك تعاونا مع الشاعر العربي عبد العزيز جويدة وقد كتب عنك، حدثنا عن هذا المحور لطفا ؟
-تحية من القلب لهذا المارد الجديد جمعة العربي سلطانا جديدا على قلوب عشاق القصيدة العربية ومريديها من المحيط إلى الخليج، وفقه الله وسدد خطاه ونحن ننتظر منه المزيد والمزيد، نريد زمانا آخر للقصيدة العربية تصدح بها أصوات عبقرية وألحان تطاول السماء لأنه الوطن العربي يا سادة، لم ولن ينضب معينه، وكلما رفعت حجرا في بلادنا العربية ستجد تحته عبقرية مدفونة، سلام الله عليك يا عزيز قومك يا جمعة العربي، من أي صوب جئتنا والحمد لله على وصولك، لقد إنتظرناك طويلا وكنت أنت عوض الله لنا على طول الإنتظار .
*مهرجان بغداد عاصمة الثقافة هل أنصفك؟
-قدمت فيه موشحا وهذا النوع من اصعب انواع الغناء العربي يحتاج الى خبرة ودراية في مجال الموسيقى الموشح حاول الكثير من المطربين غناءه لكن فشلوا بعدها اتصل بي الاستاذ حسن الشكرجي وسجلت الموشح وتوفقت في ادائه وكان الاستاذ حسن الشكرجي فرحا جدا، واشاد بشدة واعجاب بأدائي وبمجرد المشاركة فأنا سعيد .
*حدثنا عن تجربتك في برنامج ذا فويس؟
– انا تربيت على مبادئ الاستاذ فاروق هلال، حيث كان يدعم المواهب بقوة وانا الآن اقوم بدوره واكثر قليلا، حبي للعراق وفنه دفعني ان ارشح شبابا لهذا البرنامج ايمانا مني بوجود طاقات شابة وانا الآن ادعم كل الشباب المشاركين من خلال كتابة الموالات والتمارين على الاغاني.
*لو لم تكن فناناً فماذا ستكون؟
-فنان.
*لمن تقرأ حاليا من الكتّاب؟
-كلما يقع بيدي وقد قرأت الى وليم شكسبير، وعلي الوردي .
*ماذا تعني لك المرأة؟ وكيف تتعامل مع المعجبات؟
- المرأة كل شيء في الحياة، فأنا احب كل نساء العالم حتى نساء جنوب افريقيا والعالم كله.
*شكرا للاخ والصديق الفنان جمعه العربي متمنين لك تحقيق مشاريعك .
- شكرا لكم ألف مرة .