رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بانتظار ولادة حكومة وطنية


المشاهدات 1194
تاريخ الإضافة 2022/01/19 - 8:01 PM
آخر تحديث 2024/04/11 - 3:31 AM

لو يعلم الشعب العراقي أن المحاصصة ستجلب له كل هذه الويلات التي يعاني منها الآن، لخرج عن بكرة أبيه رافضا إياّها ومندداً بمن شرعها، إلا أنّ الفوضى التي اجتاحت المشهد السياسي آنذاك، والإرباك الذي ظهر واضحا على السلوك العام مهّد لمبدأ المحاصصة من الدخول عبر النوافذ دون أن يلتفت إليها أحد باستثناء القلّة الواعية التي أنار الله قلوبهم، والذين نبهوا إلى مخاطرها وآثارها المدمرة على العراق ووحدته واستقلاله، وعلى الشعب العراقي والمساس بتلاحمه ونسيجه الاجتماعي.
لقد أحدثت المحاصصة شرخاً كبيراً في نسيج المجتمع العراقي، ودفعته إلى طريق الخلافات الحادة، والتخندق المخجل، وزرعت بذور الفتنة بين صفوفه، ممّا خلق فرصة سيئة لضياع أموال العراق ونهب ثرواته والإساءة إلى تاريخه ورسم صورة معتمة لمستقبله، وتسببت في حالة إجهاض لآمال الحالمين بتحقيق الحياة الحرة الكريمة التي كانت الهدف لجميع أطياف الشعب العراقي.
لقد فتحت المحاصصة الباب لكل القرارات الضعيفة التي لا تستطيع الارتقاء بالحياة، وأفرزت الكثير من حالات التهميش والإقصاء للعناصر الوطنية النزيهة من المساهمة في بناء عراق مشرق قائم على العيش المشترك، والمسؤولية المشتركة في تحقيق الوطن الحر المستقل المعافى، والشعب المتلاحم الذي يتطلع نحو الأمن والأمان والاستقرار والرفاهية، ونتيجة لانتهاج المحاصصة بدأت الأزمات تتراكم، والمعضلات تتكاثر، والسنوات العجاف التي مرت على العراق وما رافقها من فشل ذريع في حركة البناء والخدمات، وظهور التيارات المتطرفة، والانقسام في المشهد السياسي العام، والتصدع في حالة الأمن، وانتشار حالات الفساد بكل أنواعه، وتدخل الدول القريبة والبعيدة في الشأن العراقي، وانتشار ظاهرة الخروج على القانون وغيرها من السلبيات، كانت نتيجة طبيعية لاعتماد منهج المحاصصة، والسير على معادلة: هذا لك، وهذا لي.
اليوم وبعدما تراكمت الأزمات بعضها على البعض الآخر، واستفحل الخطب، ووصلت الأمور الى حالة لا يمكن السكوت عليها، بدأ الشعب بكل قواه يدرك خطأ المنهج الذي كان يسير عليه، وخرج بمختلف أطيافه لإلغاء المحاصصة، وهو خروج مبارك رغم انه وصل متأخراً.
إنّ اعتماد الهوية الوطنية في بناء الدولة والمجتمع ستكون الضمانة الحقيقية للسير في الطريق الصائب، وإخراج البلد من أزماته، وتحقيق العيش المشترك الرغيد للجميع.
ليس من السهولة أن يتنازل البعض عن معتقداته، كما أن المحاصصة أسست لبناء لا يمكن للآخرين قلعه بسهولة، ومن هنا يكون الحذر واجبا وطنيا للذين يجاهدون من أجل إحلال الهوية الوطنية بدل المحاصصة البغيضة.
إلى اللقاء...


 


تابعنا على
تصميم وتطوير