رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مجدولين حسونة... عقد من مجابهة قمع الحريات


المشاهدات 1230
تاريخ الإضافة 2021/11/30 - 6:49 PM
آخر تحديث 2024/03/24 - 6:47 PM

رام الله/متابعة الزوراء:
لم يكن فوز الصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة بجائزة منظمة «مراسلون بلا حدود» السنوية لحرية الصحافة على مستوى العالم، كصحفية العام عن فئة «الاستقلالية»، هامشيًا، بل في سياق رسالة المجابهة لقمع الحريات في فلسطين. 
فوز الصحفية حسونة بالجائزة في الثامن عشر من الشهر الجاري، تزامن مع إعلان المنظمة الدولية عن فوز الصحفية الصينية تشانغ زان عن فئة «الشجاعة»، و»مشروع بيغاسوس» عن فئة التأثير، حيث تمنح الجائزة للصحفيين الذين قاوموا الضغوط السياسية والدينية والاقتصادية.
مجدولين حسونة أهدت جائزتها عقب الإعلان عن الفوز للمعارض السياسي الفلسطيني الراحل نزار بنات، وبشكل عفوي، علّ ذلك يقدم شيئًا بالعدالة له وإثارة قضيته، «وإحقاق العدالة للمظلومين ومن ضحوا بأعمارهم بالدفاع عن الحريات، وإثارة قضاياهم بالمحافل العالمية، أساس الجائزة التي حصلت عليها»، بحسب ما تؤكد مجدولين .
في عقدها الأخير، سلكت الصحفية طريقها بالدفاع عن الحريات الصحفية سواء المتعلقة بها شخصيًا أو بزملائها، وارتُكب بحقها انتهاكات من الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، ومنعها الاحتلال من السفر عام 2019، وقيدت حركتها، وحرمت الالتحاق بعملها في تركيا، وكان ذلك سببًا لافتًا لمنظمة «مراسلين بلا حدود» التي تابعت قضيتها أن يتم اخيتار مجدولين في تلك الجائزة، وفق ما أكدته مجدولين حسونة.
والصحفية حسونة حاصلة على جائزة «أفضل صحفية استقصائية» على مستوى الدول العربية في العام 2010، وتمتلك جرأة قوية ومن البارزين بالدفاع عن الحريات، وتقول: «أنا أناضل لأجل الحرية، والعمل الإعلامي محفوف بالمتاعب، ولم أعش حياتي كفتاة عادية، وفي السنوات الماضية، كان شغلي الشاغل مناصرة الصحفيين والنشطاء بمجال الحريات والمعتقلين على خلفيات سياسية».
مجدولين ولأجل ذلك، بدأت ملاحقتها واستدعاؤها من قبل الأمن الفلسطيني منذ عام 2011، على خلفية قيامها بتحقيق استقصائي كشفت فيه أساليب التحقيق والتعذيب على خلفية الاعتقال السياسي في الضفة الغربية، وإكماله عن أساليب التحقيق في قطاع غزة لاحقًا، لكنها رفضت الاستدعاء. وتقول حسونة: «تم تهديدي وعائلتي بملاحقتهم لحضور التحقيقات وكذلك إن لم يتم إسكاتي، وجرت بعدها محاولات لتشويه سمعتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعرضت لتهديدات تمس حياتي، وكل ما جرى من انتهاكات بحقي تابعتها (منظمة مراسلين بلا حدود)، وكانت سببًا في استحقاقي الجائرة».
عام 2014، رُفعت ضد مجدولين قضية بتهمة إطالة اللسان والتطاول على مقامات عليا وإثارة النعرات الطائفية وتم التحفظ حينها على القضية لعدم كفاية الأدلة ضدها، وتم تهديدها بالمنع من السفر من الأمن الفلسطيني قبل 3 سنوات، واستدعيت للتحقيق لكن القضية حلت عبر نقابة الصحفيين. 
لم تتوقف ملاحقة مجدولين حسونة. ففي عام 2019، منعت من السفر خارج فلسطين، ومنعت كذلك من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ولم الشمل مع زوجها هناك، والأغرب أن مجدولين لا تعرف سبب منعها من السفر أو حرمانها من لم الشمل سوى أنها «خطيرة على أمن إسرائيل» بحسب زعم الاحتلال. تقول مجدولين: «لدي طموحات كبيرة على الصعيد المهني والأكاديمي، لكن منع السفر حرمني الحصول على درجة الماجستير في مرحلتها الأخيرة، وأطمح الحصول على شهادة الدكتوراه، عدا أن عملي بقناة «تي آر تي» التركية في تركيا حرمت الالتحاق به هناك، ولا زلت على رأس عملي من فلسطين، وتكدس راتبي في البنوك التركية، للاشتراط بحضور صاحب الأمر شخصياً، ولم أتمكن من السفر لأوروبا لتكريمي بعد الحصول على الجائزة، وحرمت فرص عمل بالخارج». 
على الصعيد الشخصي، اقترنت مجدولين بالصحفي محمد خيري من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وهما يعملان في تركيا، ولم يتمكنا من السفر وإتمام زفافهما هناك، كما منعت الوصول لمسقط رأس محمد، الذي لا يمكنه الاستقرار بالضفة الغربية خشية حرمانه حقه بالمواطنة، لكن الزميلين محمد ومجدولين قررا إتمام زفافهما، في يونيو/ حزيران 2021، برغم الصعوبات التي واجهتهما ومحاولاتهما، «فلا بد من الاستمرار»، تؤكد مجدولين.
ما يعزّ على مجدولين أنها لم تتلق دعمًا ومساندة من الحكومة الفلسطينية أو نقابة الصحفيين، وتقول: «كان بإمكانهما تبني فوزي رسميًا، لاستثماره بإدانة إسرائيل حول ملاحقة الصحفيين».
 


تابعنا على
تصميم وتطوير