كثيراً ما نسمع شكوى الأهل “ابني يهرب من المدرسة، ماذا أفعل؟” ونعتقد أن السؤال الأهم والأجدى هو “ابني يهرب من المدرسة، لماذا؟”.
تنظر الأساليب التربوية الحديثة إلى الطالب كحالة فردية يجب الوقوف عليها ودراستها بشكل منفصل، وذلك أن لكل طالب دوافعه المختلفة وظروفه ومشاكله الخاصة، لكن ذلك لا يمنع وجود مجموعة من الأسباب والدوافع المحتملة التي قد تكون سبباً في هروب التلاميذ من المدارس، ويمكن ذكر أهم هذه الأسباب على النحو التالي:
كره المدرسة
كره المدرسة يعدّ سبباً وجيهاً لهروب الطالب منها، وهناك مجموعة لا نهائية من الأسباب التي تجعل الطالب لا يرغب بالذهاب إلى المدرسة، منها:
- التراجع الدراسي وخوف الطالب من العقوبات المدرسية، خاصة إذا كان هناك من المعلمين أو المشرفين من يقوم بتطبيق عقوبات قاسية.
- عدم قدرة الطالب على استيعاب بعض الدروس قد يدفعه لكره المدرسة أيضاً.
- تعرض الطالب للتنمر من قبل الأساتذة أو من قبل التلاميذ.
- تعرض الطالب لموقف ما يترك عنده شعوراً بالانكسار أمام الآخرين.
- تعرض الطالب للاعتداء الجسدي أو اللفظي أو الجنسي في المدرسة.
- الانتقال إلى مدرسة جديدة وعدم قدرة الطالب على التأقلم مع البيئة الجديدة.
- ضغوطات نفسية قد لا تكون ذات صلة وثيقة بالمدرسة لكنها تجعل الطالب لا يرغب بالذهاب إلى المدرسة.
وقد يكون كره المدرسة شعوراً مؤقتاً عند الطالب يزول لوحده بالتدريج مع تغير الظروف ومرور الوقت، أو أن يكون شعوراً مستقراً يزداد قوة مع مرور الوقت، وهنا يأتي دور المرشد النفسي في المدرسة ودر الأهل في التعامل مع مشاعر كره المدرسة والنفور منها.
الخوف من شيء ما
لا يفترض أن تكون المدرسة مكاناً يبعث الخوف في نفوس الطلاب؛ لكن هناك الكثير من الأحداث أو الظروف التي تجعل الطالب خائفاً من المدرسة، منها مثلاً أن يتعرض الطالب باستمرار للعقوبات الجسدية من المعلمين أو أن يتعرض للضرب والتنمر من الطلاب الآخرين، كذلك اتباع أسلوب التهديد من قبل المعلمين قد يجعل الطالب خائفاً من الذهاب إلى المدرسة حتى وإن لم يكن التهديد جدياً.
المشاكل العائلية
عندما لا تكون البيئة العائلية التي يعيش بها الطالب في أحسن حالاتها فقد يكون سلوك الهروب من المدرسة الطريقة التي تساعده في الترويح عن نفسه والتعبير عن تمرده وغضبه، فالخلافات الأسرية بين الأبناء والآباء أو بين الأبوين أو حتى الضغوطات الأخرى مثل الضغوطات المادية أو الظروف العائلية القاسية جميعها قد تدفع الطالب للهروب من المدرسة.
ضغط الأقران
عادة ما يكون سلوك الهروب من المدرسة سلوكاً جماعياً يتضمن طالبين أو أكثر، ومع عدم وجود أي من الأسباب السابقة للهروب من المدرسة فقد يكون السبب الوحيد هو الرضوخ لضغط الأقران، ورغبة الطلاب في الخروج معاً بمغامرة تستهوي الأطفال والمراهقين، وقد ينضم الطالب الذي لم يسبق له تجربة الهروب من المدرسة إلى أقرانه من باب الفضول أو التجريب أو الرغبة بالاندماج معهم والخوف من النبذ.