رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون..سجلت أكثر من مئتي ساعة تلفزيونية لأغلب الفنانين التشكيليين..بين بغداد والاردن وبراغ.. فريال حسين تروي لـ” الزوراء” مسيرتها الاعلامية


المشاهدات 1906
تاريخ الإضافة 2021/11/08 - 7:25 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 10:06 PM

هي زميلة لنا في العمل وجارة لي في حي الاعلام ببغداد ومذيعة تلفزيونية ومقدمة برامج معروفة، عرفت بثقافتها وباسلوبها الحواري الخاص وبنبرة صوتها المتميزة، وهي من عائلة اعلامية وفنية، زوجها كان صديقنا الكاتب والمخرج المسرحي المعروف سليم الجزائري اخ الاستاذ مفيد الجزائري الذي كان وزيرا للثقافة في العراق بعد 2003 , هي والدة الفنانة ريام الجزائري وميس التي لم تعرف بالفن. بدأت فريال حسين حياتها الإعلامية بعد تخرجها من جامعة بغداد كلية الآداب القسم الإنكليزي عام 1972 فالتحقت بإذاعة وتلفزيون بغداد لتقديم برامج ثقافية وفنية، وأول برنامج لها كان آفاق الفن مع الفنان نوري الراوي كما عملت كمذيعة ربط في تلفزيون بغداد القناة الأولى.. ومقدمة ومعدة للعديد من البرامج كبرنامج حروفنا الجميلة وبرنامج من المكتبة السينمائية الذي كان يقدم أبرز الأفلام الأجنبية الحائزة على جوائز الأوسكار مع إجراء مقابلة مع المختصين بالفن السابع.

حوار -جمال الشرقي

ضيفة الزوراء التي تسكن الان الاردن وقد اتصلنا بها واجابت على اسئلتنا مشكورة قدمت العديد من البرامج التلفزيونية ومن اشهرها برنامج  لوحة وفنان حيث سجلت أكثر من مئتي ساعة تلفزيونية لأغلب الفنانين التشكيليين العراقيين والعرب والأجانب، فضلا عن برامج حوارية مع أبرز الفنانين العراقيين الرواد والأدباء الأجانب الذين زاروا العراق مثل أسامة أنور عكاشة والأديب الدكتور يوسف إدريس والممثل العالمي أنتوني كوين والكاتب العالمي الشهير ألبرتو مورافيا مع بعض التغطيات التلفزيونية لعدد من المهرجانات الدولية كمهرجان المسرح العربي ومهرجان المربد ومهرجان الفن التشكيلي العالمي بدورتيه 1986 و1988.
ضيفة الزوراء فريال حسين اجابت على اول سؤال لنا .
-انا فريال حسين الشيباني وفي الاعلام «فريال حسين»
الولادة في مدينة بعقوبة محافظة ديالى.
- طيب وهل كان للعائلة دور في رسم توجهاتك الاعلامية والثقافية 
يافريال ؟
- والدي كان مدرسًا في دار المعلمين الابتدائية في بعقوبة ، كما كان والدي مسؤولا عن المكتبة ،وكان يوفر لي كتب المطالعة منذ ان كنت في الابتدائية وخاصة كتب نجيب محفوظ والروايات المترجمة من الأدب الروسي كالحرب والسلام وانا كرنينا والأخوة كرامازوف التي قرأتها في المرحلة المتوسطة..
وكان والدي يشجعني على كتابة مختصرات لكل الروايات التي اقرؤها، وهذا ما جعلني متفوقة في دراستي في كل المراحل وخاصة في مادة اللغتين العربية والإنكليزية .
-قبل ان نتوغل في الاسئلة الخاصة بالبرامج نود ان نتعرف على انتقالاتك من العراق ابان الفترة الماضية التي سبقت 2003 ؟
-هي رحلة مضنية وطويلة فغادرت العراق إلى الأردن عام 1995 ثم انتقلت مع عائلتي  إلى السويد عام 1999، وعملت في أحد البرامج الثقافية كرسامة ومدرسة رسم. في أواخر عام 2001 انتقلت إلى عاصمة التشيك براغ للالتحاق بإذاعة أوروبا الحرة-إذاعة الحرية والانضمام إلى كادر إذاعة العراق الحر حيث عملت مذيعة ومعدة ومقدمة ومنتجة لبرامج اجتماعية وثقافية وسياسية.
-لنعد الى بغداد ورحلتك مع الاذاعة والتلفزيون العراقية ؟
-بدأت حياتي الإعلامية بعد تخرجي من جامعة بغداد كلية الآداب القسم الإنكليزي عام 1974 فالتحقت بإذاعة وتلفزيون بغداد لتقديم برامج ثقافية وفنية ، واول برنامج كان آفاق الفن مع الفنان الراحل (نوري الراوي) كما عملت كمذيعة ربط في تلفزيون بغداد القناة الأولى..ومقدمة ومعدة للعديد من البرامج كبرنامج (حروفنا الجميلة) وبرنامج من المكتبة السينمائية الذي كان يقدم أبرز الأفلام الأجنبية الحائزة على جوائز الأوسكار مع إجراء مقابلة مع المختصين بالفن السابع ..بعدها برنامج (لوحة وفنان) حيث سجلت أكثر من مئتي ساعة تلفزيونية لأغلب الفنانين التشكيليين العراقيين والعرب والأجانب ..فضلا عن برامج حوارية مع أبرز الفنانين العراقيين الرواد والأدباء الأجانب الذين زاروا العراق مثل أسامة أنور عكاشة والأديب الدكتور (يوسف إدريس) والممثل العالمي(أنتوني كوين) والكاتب العالمي الشهير (ألبرتو مورافيا) مع بعض التغطيات التلفزيونية لعدد من المهرجانات الدولية كمهرجان المسرح العربي ومهرجان المربد ومهرجان الفن التشكيلي العالمي بدورتيه 1986 و1988
بعد تخرجي من كلية الآداب فرع اللغة الانكليزية ،انتسبت للعمل في مجلتي والمزمار في مجال الترجمة .
-وكيف دخلت الاذاعة والتلفزيون ولماذا ؟
-كان دخولي الى مجال الإذاعة والتلفزيون ليس عن رغبة في هذا النوع من الاختصاصات وإنما حدث صدفة خلال زيارتي لمبنى الإذاعة لزيارة صديقتي اعتقال الطائي والرسامة الراحلة سناء التميمي، وحدث ان المخرج رشيد شاكر ياسين ان طلب الحديث معي عندما كنت جالسة بصحبة صديقاتي في كافتيريا المبنى ، وأخبرني ان المدير العام محمد سعيد الصحاف قد طلب منه ان يجري لي اختبار للتلفزيون..
انا رفضت بشدة طلبه لانني لم اكن ارغب بالعمل في التلفزيون ،ولكن وبعد إلحاح منه ومن صديقاتي وافقت على الاختبار ،وبعد خروجي من الاستديو وجدت ان الصحاف كان حاضرا في كونترول الاستديو ،فقدم لي التهاني وطلب من ان أباشر بالتدريب في استديوهات الإذاعة لمدة اسبوع..
وفي نهاية هذه المدة طلبوا مني التدريب في استديو البث اليومي التلفزيوني، حيث التقيت لاول مرة بالمذيعة القديرة سهاد حسن .
وفي فترة قصيرة بدأت بالظهور على شاشة التلفزيون القناة الاولى وكانت تسمى قناة تسعة بالأبيض والأسود عام ١٩٧٣.
-هل عملت اولا مذيعة ام مذيعة ربط بين الفقرات ؟
-تدربت في الإذاعة لفترة قصيرة جدا بعدها بدأت العمل مباشرة كمذيعة ربط.
وبعد شهرين طلبوا مني مشاركة الفنان نوري الراوي في تقديم برنامجه الأسبوعي آفاق الفن .
-حدثينا عن عملك كمذيعة ؟
-لم أشارك في بدايات عملي التلفزيوني في قراءة الاخبار لان التقديم كان للمذيعين الرجال فقط.
لكن في الثمانينيات بدأت مع زميلاتي في قراءة مواجيز الاخبار فقط .
ثم اصبح تقديم الاخبار مناصفة بين المذيعين والمذيعات .
-وماذا عن مشاركاتك في البرامج التلفزيونية ؟
-كانت اغلب برامجي هي حوارية في مجال الفن التشكيلي والسينما،ومن هذه البرامج (من المكتبة السينمائية )الذي كان نسخة من برنامج السينما والنَّاس..
-نود توضيحا لبرنامج المكتبة السينمائية ؟
-كنت استضيف احد الضيوف من الأدباء والكتاب والمخرجين السينمائيين او المسرحيين للحديث عن فيلم عالمي  ثم اقدم الفيلم المختار ..كان معد البرنامج الراحل سامي محمد وانا كنت أشاركه في الإعداد .
-اشتهرت فريال حسين ببرنامجها التشكيلي لوحة وفنان ماذا تقولين عنه ؟
-من ابرز البرامج التي أعددتها وقدمتها برنامج (لوحة وفنان)حيث قدمت اكثر من ٢٠٠ساعة تلفزيونية استضفت فيها رواد الفن التشكيلي وبذلك أسست انا الارشيف التلفزيوني للفن التشكيلي العراقي ،ولكنه فقد من مركز الفنون في شارع حيفا كما فقد من مكتبة التلفزيون ..ولحسن حظي وجدت حلقات قليلة من الارشيف عند بعض الفنانين في عمان ،كمقابلة الفنان الراحل رافع الناصري وحلقة قدمتها بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على وفاة النحات جواد سليم بعثها لي احد الأصدقاء .
ومازلت احتفظ بهاتين الحلقتين المهمتين جدا ..
-فريال حسين كمذيعة هل شاركت في تغطيات تلفزيونية خارجية ؟
-نعم  من المهرجانات التي قمت بتغطيتها في الثمانينيات مهرجان المسرح العربي ومهرجان المربد ومهرجان الفن التشكيلي العالمي لدورتين ،والتقيت فيها بأبرز الرسامين العالميين والعراقيين .
-متى ولماذا تركت العراق ؟ 
-تركت العراق في عام ١٩٩٥ بعد إحالتي على التقاعد بشكل قسري انا وزوجي المخرج المسرحي سليم الجزائري وأقمنا في الاْردن لمدة خمس سنوات ثم قبلنا من مكتب الأمم المتحدة كلاجئين الى السويد ..
عملت في السويد في مجال الرسم حيث أصبحت مدرسة للرسم في مشروع ثقافي سويدي..
في عام ٢٠٠١ انتقلت الى جمهورية الجيك حيث عملت في إذاعة العراق الحر كمذيعة ومترجمة حتى عام ٢٠٠١٣
-هل قدمت برامج اذاعية ؟
- قدمت خلال تلك الفترة العديد من البرامج المنوعة والثقافية كبرنامج نوافذ مفتوحة اعداد وتقديم إذاعي وتلفزيوني ويتضمن ردود لرسائل المستمعين مع اجراء مقابلات مع ابرز المستمعين وكذلك مع الفنانين المغتربين .
-هل تتابعين القنوات العراقية وما رايك بالمذيعات او مقدمات البرامج؟
-انا من النادر ان اتابع التلفزيون العراقي لذلك ليس لي رأي واضح ،وان حدث وان تابعت احدهم فأشعر بالخجل من طريقة التقديم البائس واللغة الركيكة لبعضهم .
-هل ما زال الحنين في قلب فريال حسين لبغداد والعراق كله ؟
-نعم لايمكن أن يقتل الحنين، بل هو إحساس بالأسى للعيش مجبراً خارج البلد، ولا يتصور أي إنسان أن الحياة خارج الوطن ستوفر له الاستقرار النفسي، أبداً، هذا التصور خاطئ وبعيد عن الحقيقة، ولكن من شدة ما تعرضنا له نحن كعائلة من ضغوط نفسية واعتقالات في الزمن الماضي صنعت الكثير من الشروخ بيننا وبين الوطن.
-خلال زيارتك الاخيرة لبغداد كيف كانت تصوراتك ؟
-في العودة الأولى رسمت في عقلي وقلبي الكثير من الصور المؤلمة، حتى الدار التي بنيناها أنا وزوجي أسميتها “بيت الأحزان”، وهذه المرة حتى “بيت الأحزان” لم أزره لأسباب خاصة، وأصبحت لدي علاقة متينة بيني وبين البلد من جديد، وهنالك بشائر أمل وخير من خلال رؤية الناس في الشارع والمطاعم والكوفي شوبات وبأعداد كبيرة على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة وزحمة الأمكنة صيفا ، وفي هذه الزيارة جاءت معي ابنتي الممثلة ريام الجزائري التي لم تزر العراق منذ 24 عاماً، وكانت فرِحة جداً باستقبال الناس لها باعتبارها ممثلة وفنانة عرفت بدور “سارة خاتون” .
-هل اختلفت تصوراتك في الأمس عما هي اليوم؟
-– بالتأكيد، أنا الآن أتوق للعودة الى بغداد، بشرط توفر فرصة عمل من ضمن اختصاصي كوني خبيرة في المجال الإعلامي وخبيرة تدريب مذيعين ومذيعات، وقد مارست هذا الاختصاص سابقاً في تلفزيون العراق وأيضاً في إذاعة العراق الحر.
ويعجبني جداً أن اقوم بتدريب المذيعين الشباب وتعليمهم الذوق في الظهور على الشاشة وطريقة الكلام، وليس من الضروري أن يكون الشخص خريج إعلام حتى يكون قادراً على ممارسة هذا العمل بل يحتاج الى الثقافة الواسعة والذوق في الملبس والذوق في وضع الميك آب، فقد لاحظت أن هنالك مبالغة في عمليات التجميل في الوجه مثل البوتكس والفلر والتاتو المبالغ فيه وكذلك نفخ الخدود واستخدام الرموش الصناعية، لماذا هذا التشويه للجمال …؟ طيب إذا في العشرينيات وتعمل كل هذا في عمر الخمسين ماذا ستفعل؟ وهذا كمثل المحال المغلقة أبوابها تجهل محتواها الداخلي وبالتالي تفاصيل تلك الوجوه ضائعة في خضم هذه الأمور .
-لعل من الشخصيات المهمة التي اجريت معها حوارا هو البرتو مورافيا حدثينا عنه لطفا ؟
- عام ١٩٨٩ عندمًا زار العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وهو رئيس مجلس السلم والتضامن وكان يمتلك محطة تلفزيون خاصة به وكان ينظم برامج خاصة بالشعوب التي تعاني من الحروب وقد زار ايران قبل ان يأتي الى العراق.
وأجريت له عدة لقاءات حول زيارته وآرائه حول تأثير الحروب على حياة الشعوب من ناحية اقتصادية واجتماعية..وقد وجه لي دعوة للعمل معه في تلك المحطة التلفزيونية وقد وافقت على ذلك ، ولكنه توفي قبل ان تتاح لي فرصة السفر الى إيطاليا ،وكان بعمر ٨٩ سنة عندما زار العراق
وقد اهدى لي قبضة عكازته التي كسر جزؤها الأسفل عندما زرنا البصرة..تثمينا لي لما قدمته له وللفريق الفني الذي صاحبه في هذه الزيارة للعراق.
ومازلت محتفظة بها حتى الان .
-طيب كل هذه المسيرة هل فكرت يوما ان تدوني مراحلها كتابة وذكريات ؟
- كتبت 400 صفحة من سيرتي الذاتية ولكن رميتها في التنور !
- لماذا ؟
- أنا لست منسلخة عن المجتمع والوضع السياسي، لذلك أحرقتها.
- هل ستحاولين كتابتها مرة أخرى؟
– نعم، وأنا حالياً أكتبها من جديد.
-وهل فكرت لها بعنوان معين ؟
-نعم عنواناطريف ، فكوني من محافظة ديالى أسميتها ” قلائد القداح”، بسبب ما تختزنه ذاكرتي لتلك الأيام حين كانت البساتين والورود تحيط بنا من كل جانب وكنا نعمل من ورد القداح “قلائد” كهدايا لبعضنا البعض.
- ابرز الحوارات الفنية في خيالك ؟
- عملتِ حواراً مع الفنان التشكيلي الراحل فائق حسن.. صادف أنني التقيت به في جمعية الفنانين التشكليين في مهرجان كان قد أقيم هناك وشملت المناسبة تكريمي بشهادة فخرية بسبب مساهمة البرنامج في دعم الفن التشكيلي واذا به يسلم علي ويقول لي معاتباً : “أنا لست راضياً عن الحلقة التي استضفتِ فيها الفنان التشكيلي حافظ الدروبي لكونك لم تفسحي له المجال في الحديث… فأجبته : قبل اللقاء مع أي فنان أقرأ عنه بشكل مكثف حتى يكون مطمئناً، فكل حلقة أقرأ عن الضيف قرابة الأربعة ايام متواصلة، وحافظ الدروبي كان في أيامه الأخيره وكان مريضاً وكبيراً في السن وكان يسعد حين أذكره بمسيرته وبأعماله وبلوحاته، ولهذا السبب كنت أتكلم عنه أكثر مما تحدث هو عن نفسه، وأنت تعرف الوضع الصحي له جيداً… وبعد نهاية الحديث طلبت منه إجراء حوار معه، رفض قائلاً ليس الآن، وبعد أسبوعين اتصل بي طالباً الحوار وكان الفنان كما عرفناه بسيطا جداً .
-هل يجب ان يكون المذيع مثقفا ؟
-طبعا من الضروري جدا ان يكون المذيع مثقفا ومتابعا لكل الاحداث السياسية والتحولات المجتمعية لكي يكون قادرًا على ادارة الحوارات بكل اختصاصاتها.
والابتعاد قدر الإمكان عن اللهجة العامية
-وماذا عن فريال الايام هذه ؟
- انا متقاعدة الان وأقيم في الاْردن
وقد اجرت لي بعض الفضائيات مقابلات مطولة، حيث قدمني الزميل الدكتور ماجد السامرائي في برنامج أطراف الحديث وعرض من الشرقية.
-الشكر والاماني الطيبة للزميلة فريال حسين مع الود والاحترام .
-انا ممتنة لكم ولمتابعتكم الزملاء والمبدعين في كل مكان .


تابعنا على
تصميم وتطوير