رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رياضتنا عبر ازمان


المشاهدات 1703
تاريخ الإضافة 2021/11/01 - 7:36 PM
آخر تحديث 2025/06/30 - 11:01 PM

العراقيون يعشقون الرياضة خاصة كرة القدم ولهذا فهم لا ينسون الذكريات الرياضية وتراهم يشاركون في العديد من المسابقات والاسئلة ويحققون النجاح .. الذكريات عن رياضة كرة القدم في العراق، أبتدأ تأريخها منذ زمن طويل، فالقصة لم تبدأ بالمعقل أو في موانئ البصرة الجميلة.
إن الولادة الشرعية للكرة العراقية (أطلق عليها الطوبة العراقية) قد جاءت بتأريخ السابع من آذار من عام 1918 في مدينة بغداد، عبر مباراة بين فريقين مكون كل منهما من أحد عشر لاعباً وهما منتخب دار المعلمين ومنتخب مختلط المدارس الابتدائية الثلاث (الفضل والبارودية والحيدرية) والمباراة كانت رسمية وقانونية بمعنى الكلمة، وجاءت بتنظيم بريطاني بقيادة الحكم الإنكليزي (العريف هيوستن) وقد فاز بها المختلط (2-صفر) بالوقت المتعارف عليه كروياً وهو 90 دقيقة.
ويبدو أن احتلال الإنكليز للعراق قد ساهم كثيراً في نشر هذه اللعبة، فقد كانت تمارس اللعبة في القواعد البريطانية في الحبانية والشعيبة وكركوك، فتشكل في الحبانية فريقي ناديي (ألآثوري والسي سي) واللذان ضما مجموعة من اللاعبين منهم عمو بابا ويورا إيشايا وأديسون إيشايا وآرام كرم وغيرهم، وفي البصرة تشكلت فرق الجنوب والاتحاد والبحري والميناء، وفي كركوك كذلك ومن أهم اللاعبين هناك عادل عبد الله وقدوري كافر عثمان وكريم أفندي، ولم يذكر لنا التأريخ ما الذي حصل بعد مباراة المختلط ودار المعلمين ألا مباريات عشوائية هنا وهناك لتزرع البذرة الرسمية ألأولى عبر أنشاء هيئة إدارة شؤون كرة القدم في بغداد في العام 1923، حتى ابصر ألأتحاد العراقي لكرة القدم النور في الثامن من تشرين ألأول من عام 1948 وأثناء تواجد الوفد الأولمبي العراقي في لندن عام 1948 للمشاركة في الأولمبياد. وبعد عودة الوفد الى بغداد قررت اللجنة الأولمبية العراقية التي ولدت في العام ذاته أن يتم تشكيل أتحاد كرة القدم العراقي وحدد يوم الثامن من تشرين الأول من عام 1948 موعداً لأول اجتماع وقد حضره ممثلو عشرة فرق هي (النادي الرياضي الملكي، القوة الجوية، كلية الشرطة، القوة السيارة، الحرس الملكي، وزارة المعارف، نادي الكاجولز، الكلية العسكرية، دار المعلمين العالية، كلية الحقوق)، وانتخبت الأسماء أدناه لتكون نواة لأول أتحاد كروي في تاريخ العراق وهي: عبد الله المضايفي    رئيسا سعدي جاسم    سكرتيراً ضياء حبيب    عضواً سعيد واصف    عضواً المرحوم أكرم فهمي رئيس وفد العراق يرفع العلم العراقي في القرية الأولمبية بلندن – تموز 1948
وتشكل في بغداد فريق الحرس الملكي والذي عد من أقوى الفرق العراقية آنذاك، وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 تمزق هذا النادي وتفرق لاعبوه على فرق عديدة تشكلت آنذاك وهي الفرقة الثالثة والثانية والخامسة والكلية العسكرية والقوة الجوية وأليات الشرطة والحدود ومصلحة نقل الركاب والبريد وفرق أخرى كثيرة. وعند الحديث عن هذه الفرق في تلك الفترة ينتابنا الحنين الى تلك الأيام الذهبية التي بقيت محفورة في الذاكرة، لأن كرة القدم كانت تمارس آنذاك كهواية محببة وليست احترافا كمهنة كما هو الحال الان، فأفرزت اللعبة أساطين كروية يشار لها بالبنان وجيل رائع من اللاعبين المبدعين الذين كانوا لا يتقاضون أجورا لقاء لعبهم مع فرقهم.
تركزت لعبة كرة القدم في العاصمة بغداد لما لها من ثقل سكاني وحضاري وحضور أعلامي رافق اللعبة وساهم في انتشارها، وكذلك وجود بعض الملاعب المهيأة لاقامة المباريات المحلية والرسمية علي أديمها، فقد كانت تقام المباريات حصراً على ملعب الكشافة وهو من أهم المعالم الرياضية في البلاد آنذاك، وسمي بالكشافة لأنه ملعب أختص بهذا النشاط الرياضي الكشفي وقد كان يتسع حينها ل 14 ألف متفرج ، وقد تم افتتاحه رسميا في التاسع من شباط من عام 1938 وأقيمت عليه أول مباراة لفريق عراقي مع فريق خارجي حيث ألتقى المنتخب العسكري مع نادي بردى السوري وانتهت المباراة عراقية بستة أهداف مقابل هدفين، كما أحتضن هذا الملعب الطنبوري كما كان يدعى المباراة النهائية لبطولة كأس العرب عام 1966 بين العراق وسوريا في العاشر من نيسان من نفس العام وحضرها جمهور غفير زاد على ال 30 ألف متفرج وكانت برعاية المرحوم الرئيس عبد السلام عارف، وعند تسجيل الفريق العراقي هدف الفوز الثاني نهض الرئيس منفعلاً ومصفقاً والتفت الى العميد فهد جواد الميرة رئيس ألأتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك وسأله: متكلي هذا منو اللي سوة الكولين؟ فأجاب الميرة: سيدي هذا كوركيس إسماعيل فأجاب عبد السلام مازحاً: خوش لاعوب ... بس أسمه ما يعجبني. ومن الجدير بالذكر أن المباراة أقيمت مساءً وكانت أول مباراة تقام تحت الأنوار الكاشفة على هذا الملعب.
 بعد هذا الحضور الجماهيري اللافت والنجاح الذي رافق دورة كأس العرب في بغداد، تم التفكير بأنشاء ملعب أخر يتسع لأكثر من 40 ألف متفرج، وفعلاً أنشئ ملعب الشعب الدولي والذي تبرع به للعراق المستر (كولبنكيان) البرتغالي الجنسية والذي لديه 5% من النفط العراقي وافتتح بنهاية عام 1966 وأقيمت عليه مباراة افتتاحية بين فريقي المنتخب العراقي وفريق بنفيكا البرتغالي، وضم هذا الفريق تسعة لاعبين من الفريق البرتغالي الذي حصل على المركز الثالث في كأس العالم عام 1966 ومنهم أوزيبو وكولونا وسيمارش وغيرهم وبحضور جماهيري فاق ال 50 ألف متفرج.
وبالعودة الى الأيام الجميلة في عقود الخمسينيات والستينيات وسبعينيات القرن الماضي لألقاء نظرة على واقع الكرة في العراق عموماً وبغداد العاصمة خصوصاً يبرز لنا الاهتمام الذي كان توليه الاتحادات السابقة للعبة من خلال الاستعانة بالخبرة ألأجنبية لتطوير واقع الكرة في القطر فتمت الاستعانة بمدربين من مختلف الجنسيات تركوا بصمات واضحة على مسيرة الكرة وعلى تطوير قدرات اللاعبين واكتشاف مواهب جديدة ومن هؤلاء المدرب السيد يولا المجري والمدرب السيد كوكيزا اليوغسلافي والمدرب الدكتور يوري الروسي والمدرب السيد داني ماكلنن الإنكليزي، إضافة الى المدرب العراقي السيد عادل بشير الذي كان له أبلغ ألأثر في ترك بصماته على المنتخب العراقي لأيام مجيدة في تأريخه.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير