رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
تحالفات غامضة .. والعين على المستقلين


المشاهدات 1329
تاريخ الإضافة 2021/10/25 - 8:35 PM
آخر تحديث 2024/04/23 - 3:24 PM

لم ينته بعد السجال الداخلي العراقي حول ما اسفرته نتائج الانتخابات النيابية، فحجم التغيرات التي حصلت في ميزان الرابحين والخاسرين ليست كبيرة، إلا انه رغم التبدلات الصغيرة دخل العراق مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية وطويت صفحة الكتل والمرشحين والخطاب الانتخابي لتبدأ صفحة اخرى من الاخذ والرد والمشاورات في كل الاتجاهات من أجل وضع برامج وخطط مستقبلية ستبنى عليها المرحلة السياسية المقبلة. 
ولعل المراقب للوضع الداخلي العراقي يلحظ حجم التصعيد الخطابي في ظل تحرك في الشارع لمن رفض نتائج الانتخابات، وفي ظل هذه الاجواء تبدو الحركة الداخلية قد دخلت مرحلة المشاورات الجدية والمفاوضات الفعلية من اجل الذهاب الى تشكيل حكومة جديدة قد تأخذ عدة أشهر قبل ان تبصر النور. 
وتدرك القوى السياسية العراقية انه لا يمكن إقصاء أي فريق، وبالتالي ستشمل المفاوضات جميع الفائزين المستقلين الذين قد يشكلون نواة تحالف معين قد يغير في المعادلة، وقد يصبحون قوة وازنة ستكون بمثابة ترجيح الكف لصالح اي فريق. 
ولا شك ان هناك الكثير من الاسئلة التي تطرح نفسها في الاسابيع المقبلة، خصوصا ان القوى السياسية الفائزة في الانتخابات النيابية امام متغيرات دقيقة تحصل على الساحة العراقية من جهة وعلى الساحة العربية والاقليمية من جهة اخرى، فلا يمكن ان يعزل العراق نفسه عن المستجدات التي تحصل في المنطقة، وبالتالي التموضع الاميركي الجديد والاهداف الاميركية المرتقبة بعد الاتفاق الامني الاخير الذي جرى بين واشنطن وبغداد، وبالتالي تداعيات تنفيذ هذه الاتفاق، في حال تحقق، تطرح تساؤلات عديدة تتعلق بآلية تنفيذه الذي سيكون حسب اهواء العراقيين ورغباتهم أم وفق مصالح الاميركيين وتطلعاتهم الجامحة.
ويشهد العراق حاليا سلسلة اجتماعات ولقاءات تهدف الى تحديد المرحلة المقبلة، لا سيما لدى التيار الصدري الذي فاز بأغلبية الأصوات، وكذلك يحرص رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، الذي حقّق تقدّماً كبيراً في الانتخابات، للبحث في الخطوات التالية عبر لقاءات واجتماعات داخلية لتحديد وجهة السير المقبلة، وسط حالة من التكتم عن أي تفاصيل تتعلق بهذه المرحلة، لا سيما فيما يتعلق بعملية تشكيل الحكومة. 
كذلك يسعى تحالف (تقدم)، الذي يتزعّمه محمد الحلبوسي، الى تحديد خطواته المستقبلية وما سيكون موقعه على المستوى الشخصي برغم حداثته في السياسة وصغر سنّه. 
وفي ضوء هذه المعطيات تبرز الى العلن مجموعة من التساؤلات تطرحها ارقام نتائج الانتخابات، فهل تجتمع تحالفات التيار الصدري مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ورئيس مجلس النوّاب المنتهية ولايته لتشكيل الحكومة، وهل ستكون هناك تحالفات للقوى «الشيعية» الأخرى مع ما يمثله ذلك من جمع نيابي لا يستهان به، ثم ماذا عن المستقلين الذين تركز حضورهم في الجنوب العراقي، اضافة الى القوى المستقلّة الناشئة الأخرى، مثل «حركة امتداد» التي فاز تسعة من مرشحيها المنتمين إلى الحراك الشعبي في تشرين، وأيضاً «تحالف الجيل الجديد» الكردي الذي نال تسعة نواب.
في المحصلة يتطلع العراقيون الى المرحلة المقبلة بحذر، وبالتالي لا شك ان الشارع سيقرأ التغيرات التي حصلت في هذه الانتخابات، لا سيما القانون الانتخابي الجديد الذي ارتكز الى الدوائر الصغرى والصوت الواحد، فهل ستعبر الايام المقبلة عن تطلعاتهم، وهل سيستفيدون فعلا من عملية اجراء الانتخابات النيابية المبكرة؟ 


 


تابعنا على
تصميم وتطوير