رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون..اول نشرة تلفزيونية قدمتها مع المرحوم جودة كاظم ..بين بغداد والقاهرة.. المذيعة اقبال حامد تروي لـ”الزوراء” تفاصيل مسيرتها الاعلامية


المشاهدات 1925
تاريخ الإضافة 2021/10/24 - 6:47 PM
آخر تحديث 2024/04/25 - 10:55 PM

بدماثة اخلاقها وسرعة استجابتها المعروفة بينها وبين زملاء المهنة ايام كنا نتصابح ونتماسى تحدثت للزوراء الزميلة مذيعة التلفزيون السابقة اقبال حامد عندما اتصلنا بها للحديث عن مسيرتها كمذيعة تلفزيونية قرات نشرات الاخبار وقدمت العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية وحاورت الكثير من الشخصيات الفنية والثقافية والسياسية انذاك 
اقبال حامد من المذيعات اللاتي تركن بصمة في تلفزيون العراق صاحبة برنامج اصوات شابة،  ومن الارشيف الذي امضت معه اكثر من12 عاما وتوقف بعد 2003. 
-اهلا وسهلا بك اخت اقبال ضيفة على جريدة الزوراء
-اهلا ومرحبا زميلنا جمال الشرقي مرحبا وانتم تتذكرون زملاءكم  وهم خارج بلادهم .
-بدءا نود من الزميلة اقبال التعرف على اسمك الكامل ؟
-اقبال حامد جلاب الطائي، مواليد ١٩٦٢ الناصرية 
-حدثينا الان عن دور العائلة في توجهك وهل كان له دور في رسم طريقك وتوجهاتك ؟
-الحقيقة نشأت في عائلة متوسطة. كان والدي رحمه الله يهوى الفن و يمتلك صوتا جميلا جدا. و اخي الكبير منذ صغره كان يهوى الصحافة و الإعلام. وقد تأثرت بهذه الأجواء كثيرا حتى اصبحت المذيعة الرسمية لكل نشاطات المدرسة. 
-وماذا عن مسيرتك الاعلامية ؟
-خلال دراستي في أكاديمية الفنون الجميلة قسم السمعية و المرئية على ايدي نخبة من افضل اساتذة الفن في التمثيل و الإخراج دخلت مبنى الإذاعة و التلفزيون لتلقي المحاضرات العملية مع اساتذتي الأستاذ إبراهيم عبدالجليل و الأستاذ سامي عبد الحميد و الأستاذ جعفر علي رحمهم الله جميعًا، هناك زاد اهتمامي و حبي للعمل في المجال التلفزيوني. و بطريق الصدفة شاهدت إعلان لطلب مذيعات للعمل في التلفزيون. تقدمت بطلبي و عملت اختبارا  و خلال انتظاري للرد على طلبي قابلت في الإذاعة و التلفزيون الأستاذ الكبير فاروق هلال الذي كانت تربطنا به علاقة عائلية و سألني عن سبب وجودي هنا فأعلمته برغبتي بالعمل كمذيعة في التلفزيون. يومها كان الأستاذ فاروق ينتظر الزميلة فرقد ملكو التي كانت المفروض أن تقدم حلقة اصوات شابة بدل المذيعة نوال محسن التي اعتذرت عن تقديم البرنامج لظروف خاصة و كانت فرقد تسكن الموصل. تأخرت عن الحضور لأسباب خاصة فأخذني الأستاذ فاروق من يدي إلى الاستوديو مباشرة لتقديم برنامج اصوات شابة بدون أن أتهيأ فقد كان لبسي بسيطا و أيضا شعري و مكياجي. قدمت أول حلقة من اصوات شابة و كان البرنامج في ذلك الوقت من البرامج المميزة. و قد حققت نجاحًا من أول حلقة و جذبت انتباه الصحافة التي كتبت عني كثيرًا في سنة ١٩٨٤. بعد تخرجي من الأكاديمية، عينت في وزارة الشباب في القسم الإعلامي التابع لمكتب السيد وزير الشباب انذاك .
-وما اول عمل قدمتيه للتلفزيون ؟
-اصوات شابة هو اول عمل قدمته في التلفزيون و كان قريبا لعملي كمذيعة.
-هل كانت لك ابداعات معينة تعد قريبة من اختصاصك كمذيعة ؟
-    نعم كنت منذ صغري عريفة حفل لكل النشاطات المدرسية يعني فكرة العمل كمذيعة و إن لم تكن هدفي لكنها كانت في داخلي دائمًا 
-حديثنا عن ما بعد ؟
-بعدها عملت في وزارة الشباب لمده سنة و خلال تلك الفترة  التي  كنت اقدم فيها اصوات شابة، التقيت المذيعة القديرة السيدة سهاد حسن و كانت وقتها رئيسة قسم المذيعات في التلفزيون و سألتني سمعت إنك اجريتي اختبار للعمل كمذيعة. قلت نعم ولكن لم احصل على النتيجة حتى الآن رغم أنني نجحت في تقديم اصوات شابة. فبعد لقائي بها بيوم اتصلت بي و طلبت مني ان اقابل الدكتور ماجد السامرائي مدير عام الإذاعة و التلفزيون الذي طلب رؤيتي انا و الزميلة سهاد حسن. وبعد هذا اللقاء فورًا، تم قبولي كمذيعة رسمية في التلفزيون القناة الاولى عكس العادة المتبعة بأن أي مذيعة جديده تعمل في القناة الثانية اولا و بعد ذلك تنتقل إلى القناة الأولى الرسمية.
     بعد قبولي كمذيعة في التلفزيون قمت بنقل خدماتي من وزارة الشباب إلى وزاره الثقافة و الإعلام لكي اتفرغ لعملي الجديد.
-مراحل عملك كمذيعة كيف كانت ؟
-اول عمل كان لي كمذيعة في التلفزيون بعد ان كنت مقدمة برنامج اصوات شابه، كان مذيعة ربط في القناة الاولى و اول ظهور لي في البث الحي على شاشة تلفزيون العراق كان يوم الثلاثاء في الفترة الممتازة حيث قدمت الأستاذ مؤيد البدري و برنامجه الشهير الرياضة في أسبوع. 
-وكيف كانت ردود المشاهدين بعد ظهورك التلفزيوني ؟
-بصراحة و بدون مبالغة لم اتوقع ردود الافعال الإيجابية الكثيرة من قبل الصحافة و زملائي و أساتذتي. كلهم أشادوا بكفاءتي و تنبئوا لي بمستقبل متميز في المهنة. 
-وماذا عن العمل في الاذاعة هل مررت به ؟
-التلفزيون أولا من خلال اصوات شابة و بعد ذلك كمذيعة ربط. و بطلب مني شخصيًا، تقدمت للعمل بالإذاعة لكي أنمي قدراتي و لغتي لأن الإذاعة هي أفضل مدرسة للمذيع الناجح.
-وماذا قدمت في الاذاعة ؟
-في الإذاعة، اول برنامج لي كان برنامجا إخباريا يقدم مباشرة بعد نشرة الساعة الثانية الإخبارية و اسمه وراء الأخبار. كان البرنامج هو تحليل مفصل للأخبار التي قرأت في نشرة الساعة الثانية. بعدها قدمت عدة برامج اذكر منها برنامج بطاقة فرح مع الزميل طه خليل. و برنامج طلبات المستمعين و برامج ثقافية وتنموية اخرى لا اذكرها حاليًا.
-وهل قدمت برامج تلفزيونية اضافة الى نشرات الاخبار الرئيسة ؟ 
-بدايتي في النشرة الإخبارية كانت في برنامج جريدة المساء استمررت فيه لعدة سنوات ثم انتقلت إلى تقديم النشرة الإخبارية الرئيسة و كان ذلك في عام ١٩٩٦. اول نشرة قدمتها كانت مع الزميل المرحوم جودة كاظم عزيز. و قد قدمتها بشكل متقن آثار انتباه و اهتمام السيد مدير الأخبار و مدير التلفزيون و مدير عام الإذاعة و التلفزيون و قد اعطتني الثقة بأنني من المذيعات اللواتي يعتمد عليهن في النشرات الإخبارية
-وهل كانت لك حظوة في اعداد الحوارات التلفزيونية ؟
-نعم، شاركت بالعديد من الحوارات التلفزيونية مع مسئولين و وزراء و ادباء و فنانين و إعلاميين و العديد من الشخصيات في كل المجالات من خلال البرامج التي كنت اقدمها. 
-وهل كانت لك مشاركات كعريفة حفل لمهرجانات واحتفالات خارج الاستوديو ؟
-نعم، كنت اشارك في اغلب احتفالات التلفزيون و وزارة الثقافة و الإعلام التي تقام في المناسبات الرسمية و ايضا اغلب الاحتفالات التي تنظمها الوزارات في كل المناسبات على  المسارح الرسمية كنت اقدمها. 
-وهل كانت لك مشكلة في مجال اللغة وصعوباتها ؟
-بصراحة كانت تقام لنا دورات تقوية في اللغة العربية تحت إشراف أساتذة كبار من الجامعات العراقية و الزملاء المذيعين الكبار امثال الأستاذ غازي فيصل، الأستاذ محمد علي كريم، الأستاذ سعاد الهرمزي، الأستاذ بهجت عبد الواحد و اخرين. إضافة الي عملي في الإذاعة ساعدني كثيرا في تطوير لغتي العربية .
-مذيعة التلفزيون اقبال حامد هل كنت تشعرين بمضايقات معينة في الشارع مثلا ؟
-نعم كل مشهور يتعرض إلى مضايقات قد تكون احيانا مزعجة و احيانا ايجابية. 
-وكيف تقيمين نفسك بين المذيعات انذاك ؟
-انا لا اقيم نفسي لانني الى يوم تركت العمل في التلفزيون كنت اعتبر نفسي تلميذة اتعلم من الاكبر مني  سنا و الاكثر مني خبرة. و الجمهور هو من يقيم المذيع.
-هل استفدت من تجارب الاخرين؟
-نعم نعم كنت دائما اسأل و استفيد من الذين سبقوني.  واذكر انني كنت اتتلمذ بشكل خاص على يد الاستاذ المرحوم بهجت عبد الواحد كنت استعين به في اعطائي محاضرات خاصة لتطوير لغتي وقدراتي في مجال عملي و كنت معجبة جدا بالمذيعة السيدة الفاضلة أمل المدرس، والأستاذة أمل حسين و كل زميلاتي كنت اتابعهن و اتعلم منهن.
-ايهما اصعب العمل كمذيعة تلفزيون ام اذاعة ؟
-العمل الإذاعي اصعب من العمل التلفزيوني. لانه من خلال الصوت فقط عليك ان تقنع المستمع بما تقدمه من مواضيع و إيصال الرسالة المرجوة.
-وهل كانت لك حظوة في اعداد البرامج ؟
-نعم، اغلب البرامج التي نقدمها نشارك في إعدادها خصوصا البرامج التي تبث على الهواء مباشرة.
-متى خرجت من العراق ؟
-خرجت من العراق في نهاية ٢٠٠٤ بعد الاحتلال لبلدي و تعرضي و عائلتي إلى مشاكل وخاصة لزوجي الذي كان يعمل استاذ جامعي جعلنا نخرج من البلد مضطرين. 
-وهل عملت بعد 2003 ؟
-عرضت علي بعض القنوات العمل فيها لكنني رفضت لانني لا ارغب بالعمل في القنوات الخاصة التي تخضع ربما لولاء و انتماء و مبادئ مالك القناة. فلم أكن ارغب أن احسب على اشخاص و فضلت ان احتفظ باسمي و مكانتي كمذيعة سابقة في تلفزيون العراق
-وكيف تقيمين مذيعات اليوم ؟
-بصراحة انا بعيدة عن مشاهدة الكثير من القنوات التي حاليا لا تعد ولا تحصى. و اليوم المذيعة لم تملك مواصفات المذيعة الناجحة. ارى انا شخصيا مع احترامي للبعض منهن، أرى الاهتمام بالمظهر و الشكل و الإغراء هو المظهر السائد على من تظهر على الشاشة ألان و للاسف الكل يدعين بأنهن اعلاميات. و بصراحة هن بعيدات كل البعد عن ذلك. انا اسميهن عروس حلاوة.
-هل يجب ان يقرا ويطالع المذيع لتطوير نفسه ؟
-نعم، يطالع و يقرأ و يتابع لكي يتواصل مع الحدث و يكون متمكنا من أدواته.
-والان اين اقبال حامد ؟
-اعمل ربة بيت و ادير شؤون عائلتي التي هي اهم ما أملك حاليا.
-غيابك عن الساحة الاعلامية الا يترك في نفسك شيئا ؟ 
- اكيد خصوصا اذا كنت تعشق هذا العمل ، انا كنت اعشق عملي ومتفانية ومخلصة فيه لقد اعطيته بقدر ما اعطاني  من حب واحترام المشاهدين لي وتقييم الصحافة ... ولكن للضرورة احكام .
- كثيرا ما يقال ان جيل الماضي كان افضل ماذا تقولين انت ؟
- انا لا ازعم ان جيلنا مثالي ولكن للامانة نحن تربينا على قيم ومبادئ صحيحة. احترمنا انفسنا واحترمنا المشاهد من خلال كفاءة كل واحدة منا لاننا كنا ندخل البيوتات العراقية كضيف دائم ، والعائلة بكل افرادها من الكبير الى الصغير فيها المهندس والطبيب ورجل الدين والمثقف والامي، فعلينا ان نحترمهم ونراعي سلوكيات واخلاق المجتمع الذي نعيش فيه هذا اولا فضلا على الثقافة العامة واللغة والالقاء وهذا الموضوع يقع على عاتق وزارة الثقافة والجهات المسؤولة عن ظهور هذه الوجوه ، يجب ان يزجوا بهم في دورات في معاهد للتدريب الاذاعي والتلفزيوني تدرس فيه فنون الالقاء واللغة والثقافة على يد اساتذة متخصصين كما كنا ، لم تمض علينا سنة الا ودخلنا فيها دورة او اكثر.. دورات تطويرية في معهد التدريب الاذاعي وتشمل الكل من دون استثناء. اخر دورة لي كانت مع زميلي الذي يسبقني في العمل بعشرين عاما تقريبا الاستاذ نهاد نجيب في وقتها كانت الدائرة تستعين به في القاء محاضرات على المذيعين الجدد ، ومع هذا كان يزج هو الاخر في هذه الدورات التطويرية ... لم تظهر اية مذيعة على الشاشة الصغيرة الا بعد ان تصهر وتعصر لكي تكون مهيأة بالفعل للظهور على الشاشة. ومن الامور المهمة الرقابة الذاتية للمذيعة والقراءة والمتابعة واحترام المهنة ... وطبعا انا لا اعمم كلامي وانتقادي للجميع اكيد هناك استثناءات للبعض الجيد والصالح منهن .
- هناك برامج صارت فيها بصمة للمذيعة كما الحال مع عدسة الفن وخيرية حبيب والسينما والناس واعتقال الطائي فهل تركت بصمة في برنامج لك وماهو؟
- المذيعة كانت لها بصمة مؤثرة يكفي ان البرنامج ينسب اليها باسمها كانت تشارك في الاعداد واحيانا يتفق بينها وبين المعد على موضوع الحلقة وهي تديرها بالكامل بامكانيتها وخبرتها ، اما المخرج فهو سيد العمل ومع هذا يتم الاتفاق بينهم على كيفية تقديم الحلقة والتقارير او اللقاءات متى وكيف وما الى ذلك لكي يظهر البرنامج بشكله النهائي .
- هل تشاهدين دراما عراقية ومن يعجبك فيها واريد تسمية للاعمال وليس عموميات مثلا دراما رمضان الفائت؟
-نعم اشاهد وليس بشكل دائم متفرق في رمضان  الماضي بصراحة لم اتابع اي عمل لا عراقي ولا عربي لان المشاهدة اصبحت مملة من فواصل الاعلانات وكثرة الاعمال التي لم تعط مجالا للمشاهدة لكني حرصت على متابعة مسلسلات الفنان قاسم الملاك واخر المسلسلات العراقية  التي تابعتها مسلسل اعلان حالة حب بطولة الفنان جواد الشكرجي وريام الجزائري ، ومسلسل سارة خاتون ، ومسلسل الباب الشرقي .
-هل تودين قول شيء معين ؟
-أتمنى من كل الذين يظهرون على الشاشة من الجنسين ان يحترم المشاهد أولا و ان يكون متمكنًا من أدواته، مثقفًا متابعًا يحترم نفسه و مهنته ليحترمه المشاهد. و ان يتابع و يقتدي بالذين سبقوه في مجال عمله. و أتمنى للأعلام العراقي ان يرتقي و يأخذ حيزًا و مكانةً كبيرة في الإعلام العربي. وايضا اتمنى ان يعم السلام والامن ربوع بلادي وان يعود العراق شامخا كبيرا .
-شكرا للزميلة المذيعة التلفزيونية المعروفة متمنين لك الصحة والعافية.
-شكرا لكم جميعا .


تابعنا على
تصميم وتطوير