رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
نتطلع إلى ما بعد الانتخابات


المشاهدات 1369
تاريخ الإضافة 2021/10/20 - 6:54 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 2:52 PM

لاشك أنّ الساحة السياسية تشهد تجاذبات ساخنة، ونظرة سريعة على ما يحدث نجد أن المشاورات واللقاءات تأخذ مسارا مشحونا بالتصريحات المنفعلة وبعضها وصل الى درجة الغليان، وما بين المشككين بنتائج الانتخابات وبين المصفقين بنتائجها يقف المواطن تكتنفه الحيرة ويعاني من الاحباط كون ما يريده ويرغب به يختلف عن هذا الصراع، فالناس تريد الأمن والأمان والاستقرار بغض النظر عن الطرف الذي يحكم البلد، والشعب يتطلع الى حكومة شجاعة عادلة وقادرة على معالجة الازمات الكبيرة التي ألقت بظلها الثقيل على حياته، فعانى منها طيلة السنوات العجاف .
الصراع الدائر بين الاطراف السياسية من اجل الاستحواذ على عرش الحكم لا يهم الفقراء بقدر ما يهمهم انبثاق حكومة جديدة قادرة على التصدي لكل حالات الفساد، وقادرة على انقاذ العملة العراقية والتخلص من حالات الغلاء، وتحقيق السيادة للعراق، والاهتمام بالمواطن ورفع حالات الضيم التي عانى منها طيلة السنوات الماضية .
وعندما يشهد المواطن اللعبة السياسية على ارض بلده، ورمي الاتهامات المتبادل من قبل اللاعبين يشعر بالمرارة والالم كونه يدرك ان هذه اللعبة تحاول الضحك على ذقون الشعب الذي لم يعد له ذقن من كثرة الضحك عليه .
لقد عبثت حيتان الفساد بحياة الناس بطريقة مخجلة، والغريب ان كل الحيتان تخرج امام الناس وتعترف بفشلها، واستنساخ التجربة السابقة من حكم العراق يعني دفع البلد وشعبه الى الهاوية، وخوفا من هذا المستقبل المجهول فهو يتطلع الى حكومة شجاعة مقتدرة عادلة منصفة تضع خيرات العراق الكبيرة في خدمة الشعب، ويتمنى ان تكون حكومة وطنية تتمتع بخطاب اصلاحي واضح بعيدا عن لغة الفوازير، وأن تكون لها الشجاعة والكفاءة في معالجة الازمات الكبيرة بعيدا عن كل اشكال المحاصصة التي لم تجلب غير الخراب والدمار للعراق ولشعبه .
لقد كان الشعب شاهدا على فساد الحكومات السابقة، وهذه الشهادة افقدته الكثير من الثقة التي كان يوليها للحكومات، ومع انبثاق الحكومة الجديدة يدعو هذا الشعب الى قراءة واعية لحركة التاريخ، فالتاريخ لا يرحم، ومن يجعل الكرسي هدفا له فسوف ينقلب عليه ويدفعه الى الخسارة والخذلان، ومن يضع الشعب نصب عينه ويحقق له الحياة الكريمة فسوف ينال رضى الله والشعب وانه الفوز العظيم .
لا يهم الشعب من يحكم، فهو ليس طرفا في هذه اللعبة، إنما ما يريده ويطالب به هو استحقاقه في العيش بسلام ورفاهية في بلد ينعم بالثروات، وبوطن يعد غرة الاوطان، وبأرض هي مهد الانبياء والاولياء والصالحين .
ما يطلبه ليس استجداء، وليس منّة من أحد، وعلى الحكومة ان تدرك ذلك فهو طريقها الى الفوز.
الى اللقاء...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير