رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون ..أول أغنية لها عام 1948 ولحن لها عباس جميل اكثر من 60 اغنية..الزوراء تستذكر مسيرة الفنانة الكبيرة الراحلة زهور حسين


المشاهدات 2175
تاريخ الإضافة 2021/09/19 - 5:12 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 11:38 PM

لا يزال اسمها يتردد في الاوساط الفنية وكانها توفيت حديثا زهور حسين المطربة التي خلفت وراءها عشرات الاغاني ... اسمها الاصلي زهرة عبد الحسين ، ولدت في منطقة الكاظمية في العراق ومصادر اخرى تؤكد ان ولادتها كانت في كربلاء .. بدأت الغناء عام 1938 ، وبرعت في أداء أطوار غنائية مهمة مثل الدشت وكذلك اشتهرت في أداء مقام العنيسي والمحبوب والمستطيل ، وكانت في بداياتها الفنية تعمل كمغنية في ملاهي بغداد خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ، وكانت ماهرة في أداء غناء الريف والمدينة معاً. وكان من المقربين لها من الفنانين المطربة سليمة مراد وعفيفة اسكندر ونرجس شوقي وصديقة الملاية. تحتفظ دار الإذاعة العراقية بمجموعة فقيرة من أغنياتها الكثيرة التي ذهبت أدراج الرياح عندما كان البث الإذاعي حيا ومباشرة على الهواء.
اشهر أغانيها. غريبة من بعد عينج يايمة. يم أعيون حراكه. جبت لهل الهوى. هلة وكل الهلة. طفولتها والغناء السيرة الذاتية .
اشتركت في غناء افلام قليلة  بداية السينما ولم يتهيأ لها دراسة الموسيقى او بعض الطرائق الغنائية اذ لم يكن في الاربعينيات و ما تلاها مدارس غنائية و انما هناك الموهبة والممارسة مع من يسبقها من المطربات و لكنها كانت ميالة للغناء الشعبي الذي كان يعرف خلال مناسبات الزواج و القبولات و غيرها .
كتابة / جمال الشرقي :
 

كانت تغني منذ الصغر و تحيي الحفلات النسائية الغنائية الخاصة. برعت في أداء أطوار غنائية مهمة مثل الدشت وكذلك اشتهرت في أداء مقام العنيسي والمحبوب والمستطيل. وبدأت تعمل كمغنية في ملاهي بغداد خلال الخمسينيات والستينيات، وكانت ماهرة في أداء غناء الريف والمدينة معاً.. من أشهر أغانيها التي ما زالت حتى الآن تردد أغنية « غريبة من بعد عينج يايمة «
انطلق صوت زهور حسين فجأة يغرد على مسرح ملهى الفارابي حيث أحييت حفلا غنائيا بسرعة لا فتة ،إذ حقق مكانة مرموقة ،فقد قدمت وصلات غنائية أدائية مذهلة نالت الإعجاب واستحوذت على قلوب ومسامع الحاضرين ،ومنذ الفرصة الأولى أتيحت لها في ذلك الملهى بدأت زهور الانطلاق وظهرت أكثر من مرة في تلك السهرات وسارت في خط تصاعدي ،وعندما بدأت ملكاتها الفنية تنمو وتتطور استطاعت أن تفرض صوتها على الملحنين في تلك الفترة ،مما حدا بهم إلى أن يقدموا ألحانهم لها. أمثال رضا علي وخضر الياس وسعيد العجلاوي ،ثم راحت تشدو بألحانهم حتى دخلت الإذاعة عام 1942م وغنت أجمل ما عرفت به هو مقام (الدشت) التي كانت تؤديه بالشعر العربي الفصيح. وأخذت شهرتها تتسع على نطاق أوسع من خلال المذياع.. ومن خلال تواجدها في دار الإذاعة تعرفت على الملحن القدير عباس جميل فانسجم الاثنان أيما انسجام ، حتى أصبحت له علاقة روحية صميمية معها ،مما جعله يلحن أكثر أعماله لها التي تقدر بـ(60) أغنية منها: (أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون)، فكانت هذه أول أغنية قدمها لها عام 1948م و(آني إللي أريد أحجي) و(يم اعيون حراكه) و(هله وكل الهله) و(جيت يهل الهوى) و(غريبة من بعد عينج يايمه) و(سوده شلهاني) و(لوله الغرام حاكم) والعديد من الأغاني لا يتسع المجال لذكرها. وتجدر الإشارة إلى أن آخر لحن قدمه لها هو من كلمات (الشاعر الغنائي الراحل عبد الكريم العلاف).
وين ابن الحلال الشاف محبوبي
يردلي لهفتي وحظي ومطلوبي
( الزوراء ) ووفاء منها لاستذكار تلك الاصوات الخالدة مازالت تستذكر وتقلب تفاصيل مسيرتهن الفنية تقديرا لما قدمن من عطاء ثر بقي اثره وسيبقى  تستذكره الاجيال المقبلة لما تحمل تلك الاصوات من عذوبة وصدق واحساس ربما تفتقده الكثير من الاصوات في يومنا هذا، مطربتنا التي اخترنا ان نقلب سجلها الحافل بالابداعات الغنائية وتحمل صوتا كبيرا ورائعا وبالامكان القول انه لايتكرر انه صوت الراحلة زهور حسين الذي حفر على خارطة الغناء العراقي، اثرا عميقا،  كان له ان يتواصل شجنا والوانا في الاداء. 
زهور حسين وحادث الموت
رحلت بحادث سيارة اودى  بها الى مهاوي الصمت القاتل، وهي في الاربعين، ليخطف الموت اجمل اصوات العراق احساسا وطربا وتحديدا في يوم 24/12/1964 قرب الحلة (بابل) وهي في طريقها الى زيارة زوجها السجين، كأنها في تلك النهاية تصل الى لحظة تراجيدية لطالما كانت اغنياتها منذورة لحزنها المديد.
رحلت زهور حسين في عنفوان شبابها وفي أوج شهرتها في الغناء بحادث سيارة بين بغداد والحلة في عام 1964 عندما كانت تقود سيارتها ومعها شقيقتها لزيارة اخيها الموقوف في سجن الديوانية.
ونقلت هي إلى المستشفى، وبقيت غائبة عن الوعي قرابة العشرة أيام فارقت الحياة بعدها في 24 ديسمبر 1964.
زهور حسين  أو زهرة عبد الحسين، المولودة في العام 1924  والتي لم يتهيأ لها دراسة الموسيقى ، انما الموهبة التي صقلتها بالمران والمعرفة المكتسبة من تجربتي الغناء والحياة معا، كانت بدأت مشوارها في اجواء الغناء الشعبي على هامش المناسبات الاجتماعية النسوية، بينما كانت لحظة الحقيقة الفنية بالنسبة لها، هي الممثلة بميول زوج والدتها،  المحب للموسيقى والمقتني لاسطوانات قرّاء المقام العراقي: نجم الشيخلي، رشيد القندرجي، و حسن خيوكة، و اهل الطرب العربي: فريد الاطرش، اسمهان و ام كلثوم. و هو من انتبه لاحقا لحلاوة صوتها، فشجّعها على الغناء، حتى وجدت طريقها لدار إذاعة بغداد، بعد ان استمع اليها الاخوان المؤسسان: صالح وداود الكويتي فانبهرا بصوتها وبحّته المميزة، وبإحساسها في أدائها لأغانيها، وعرضا عليها العمل في ملهى الفارابي يوم كانت “الملاهي” مسارا ثقافيا ليس بالضرورة قرينا بالرذائل. وفي عام 1944  ساعدها صالح الكويتي في أداء أولى حفلاتها الغنائية من دار الاذاعة العراقية، حين كانت حفلات للكثير من المطربات والمطربين تذاع على الهواء مباشرة ولساعة يوميا.
مثل حمامة الهديل ناحت كثيرا في اغنياتها كأنها كانت ترى نهايتها الحزينة ولم يكن صعبا تميزها عن غيرها من المطربات، فهي تغني بإحساس صادق مبتعدة عن النمطية و لا تتصنع في ادائها و لها قدرة كبيرة على الحفظ بحسب ما اكده كثير ممن لحنوا لها.  هي من الورشة الفنية البارزة في الغناء العراقي المعاصر والتي ضمت اسماء: سليمة مراد، عفيفة اسكندر، نرجس شوقي، صديقة الملاية من المطربات، و حضيري ابو عزيز و داخل حسن من مطربي الريف، فضلا عن الملحنين عباس جميل، محمد نوشي، خضير الياس و رضا علي، و الشعراء: سبتي طاهر، جبوري النجار، سيف الدين الولائي، عبد الكريم العلاف و اخرون .
لزهور حسين، رصيد من الاسطوانات في شركة جقماقجي البغدادية الرائدة في صناعة النغم المعاصر، برزّت فيه اصوات المطربين الرواد مثل حضيري ابو عزيز، وناصر حكيم في الغناء الريفي، ومحمد القبانجي ويوسف عمر من مؤدي “المقام العراقي، مثلما كما كان لها حضور قوي في اذاعة بغداد، فضلا عن امسيات الغناء الحي، حين كانت تغني في ملهى أبي نؤاس في الباب الشرقي ببغداد جاذبة اسماع معجبين بصاحبة الصوت الذي صار اجمل من غنى مقام الدشت في اول اغنية لها و كان ذلك في ملهى الفارابي عام 1938 و مطلعها: اذا أنت تعشق ولم تدر ما الهوى   فكن حجراً من يابس الصخر جلمداوهناك من رآى انها اختصت بقراءة مقام الدشت، وقد ابدعت فيه، وان الكثير من اغاني المطربة الكبيرة كانت ممنوعة لانها استخدمت كلمات فارسية، وهو أمر كان دارجا في اداء القديم من الالحان  واداء القراءات الحسينية في الكاظمية، المنطقة التي تربت فيها و ترعرعت، وبخاصة استخدام مقام الدشت في هذه المناسبات.ويرى الشاعر والصحفي زهير الدجيلي انه وصل الاعجاب بغناء زهور حسين وبطريقة ادائها مقام الدشت في مقدمة أغانيها، وحين تدخل بعض المقاطع باللغة الفارسية مع العامية العراقية، حد أنها اصبحت مطربة العراق الأولى بعد سليمة مراد ومنيرة الهوزوز وزكية جورج وعفيفة اسكندر. ولم تعد مجالس الأنس والطرب في بغداد لدى العامة والخاصة منذ اربعينيات القرن حتى مطلع الستينيات مكتملة، من دون حضور زهور حسين التي تلهب مشاعر الحضور حماسا وطربا ونشوة، وصارت مؤنسة المجالس بغنائها وخفة روحها وضحكتها التي تنطلق مع بحة صوتها وغنجها.وقال عنها، الملحن الذي ارتبط بصعودها نجما غنائيا ساطعا، الراحل عباس جميل  لحّنت لها أكثر من ثمانين أغنية، وقرأت في صوتها بحّة تسيل رقة وحناناً وشجى، تلامس بها أرق عواطف الانسان. حوربت كثيراً رحمها الله، من قبل بعضهن بمختلف الحجج والبعض الاخر من الفنانات حاولن منافستها في طورها فلم يلحقن بها ويلامسن جرفها، كانت متفردة رحمها الله وقد شكلنا معا ثنائيا كبيرا و كانت تربطني بها علاقة روحية حميمة، و هذا ما جعلني انسجم معها في اللحن الذي اقدمه لها و لا انسى انها بكت بكاء مرّا حينما غنت غريبة من بعد عينج يا يمة، اول مرة و كذلك في اغنية جيت لاهل الهوى. لقد كانت رحمها الله تتفاعل مع اللحن والكلمة بشكل يمنحني القدرة على العطاء اكثر و هي مطربة كبيرة بكل المقاييس. ويشير المطرب والملحن الراحل رضا علي، الى ان زهور حسين اجتهدت بحسب ثقافتها الشعبية، فكانت تغني بعفوية، اثناء ادائها الاطوار والبستات الشائعة، غير انها عندما بدأت تغني من الحان عباس جميل وألحاني، صارت تحسب لأهمية حفظ الكلمات وإتقان اللحن. مع ذلك ظلت بصمتها هي تلك البحّة والفطرة في الغناء، وسماعها في اي وقت، يبعث الطرب في النفس.  ومع هذا التغير الذي يشير اليه علي، الا ان الناقد الراحل عادل الهاشمي يصف صوت زهور حسين بقوله إن “معدن صوتها غير نفيس، إنما يغشاه في الغالب رخص يزداد بتقطيع صوت يميل إلى الابتذال وتنعدم فيه روح التعبيرية تمامًا”. وهو بذلك يشير الى الطابع الفطري في غنائها، الذي لم تتهذب ملامحها حتى مع ما صاغه لصوتها، ملحنون خبروا الموسيقى المعاصرة واصولها السليمة.
الراحل عباس جميل يؤكد انها في أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون،  حوّلت زهور الخط الغنائي الذي كانت تسير عليه حسين، من الميزان الثقيل إلى السريع، لذلك وجدت لها شخصية متميزة لم ينافسها فيه سوى لميعة توفيق ووحيدة خليل، لأن الفنانتين كانتا تقدمان اللون الغنائي الريفي وهو الأقرب إلى لون زهور حسين. فتمكنت من أن أخلق نوعًا من المنافسة بين المطربات، وذلك عن طريق توزيع ألحاني على أكثر من صوت. وصوت زهور حسين تتخلله بحة محببة للقلوب، كانت تضيف إلى أذن المستمع الحنان والتعاطف. ومن أشهر الأغاني التي لحنتها لها آني اللي أريد أحجي، غريبة من بعد عينج يا يمه، يم عيون حراقة وعشرات غيرها. 
زهور حسين  واسمها الأصلي زهرة عبد الحسين ولدت في كربلاء العراق، بدأت الغناء عام 1938، برعت في أداء أطوار غنائية مهمة مثل الدشت وكذلك اشتهرت في أداء مقام العنيسي والمحبوب والمستطيل. بدأت مهارتها الفنية عندما كانت تعمل كـ(ملايه) في الفواتح النسائية وكذلك في الشعائر الحسينية وبدأت تعمل كمغنية في ملاهي بغداد خلال الخمسينيات والستينيات، ووكانت ماهرة في أداء غناء الريف والمدينة معاً.تحتفظ دار الإذاعة العراقية بمجموعة فقيرة من أغنياتها الكثيرة التي ذهبت أدراج الرياح عندما كان البث الإذاعي حيا وعلى الهواء اضافة الى فقدان الاذاعة لنوادر تسجيلاتها اثناء السرق والنهب والحرق الذي تعرضت لها الاذاعة بعد احتلال بغداد عام 2003 .
الصحفي والاعلامي عباس عبود سالم:
زهور حسين..صاحبة الحنجرة الذهبية التي لم تكمل المشوار 
ربما هي اول مرة اتناول فيها الكتابة في موضوع يختلف عن ما عرفني به القراء والمتابعين، لكني شعرت بسعادة عندما طلب مني الاستاذ جمال الشرقي الكتابة عن زهور حسين مطربة العراق الابرز خلال حقبة الخمسينيات.
وانا اعلم ان للاستاذ الشرقي جهدا كبيرا ومهما يرتقي لان يكون مشروعا وطنيا لتوثيق واستذكار التاريخ السمعي العراقي من حيث الاحداث والشخوص، فقد تناول الاستاذ جمال الشرقي تاريخ الاذاعة العراقية وبرامجها ونجومها واهم الاحداث التي مرت بها منذ تاسيسها من خلال عشرات المقالات المهمة، وقد سبق غيره في شغل هذه المساحة التي لم يلتفت لها احد سوى محاولات فردية من بعض الكتاب الذين يبذلون العظيم من الجهد لحفظ هذا التراث المهم.
ولذا ساكتب عن زهور حسين ليس بمهارة الناقد الموسيقي المتخصص، ولا بمعلومات الفني المخضرم،  لاني لست هذا ..ولا ذاك، ولست بمتخصص في المجال الذي ساكتب فيه! 
لذلك ستكون مهمتي صعبة.. ولا اريد ان اكون ضيفا ثقيلا على اهل الاختصاص والمهتمين بهذا المجال النوعي الهام. ساخوض مغامرة تدوين السطور اللاحقة بعفوية وبرؤية مستمع عراقي يعشق كل جميل لا برؤية متخصص ملم بجوانب وتفاصيل وقواعد مايتناول من موضوع .
طرق صوت زهور حسين اسماعي منذ الطفولة  قبل ان اعرف عنها اي شيء، فكان صوتها يلازم فترات البث الاذاعي العراقي، ولا يمر يوم علينا نحن هواة الراديو في الثمانينيات دون ان يسبح خيالنا في فضاءات تلك البحة الصوتية الشجية التي تداعب مشاعرنا وهي تتميز عن حزمة الاغاني العربية والعراقية الرائجة في ذلك الوقت باغنية ايقونية مميزة مثل (يَم عيون حراگة..كولي شوكت نتلاگه..فدوة رحت لعيونج...خايف لا يحسدونج).
في منتصف الثمانينيات استمعت عبر اذاعة بغداد لمجموعة حلقات من البرنامج المهم (اصوات لاتنسى) الذي يعده ثامر عبد الحسن ويقدمه جاسم الياسري وهو يتحدث بالتفصيل عن زهور حسين من الالف الى الياء، ومنذ ذلك التاريخ بدات انتبه لطريقة ادائها واتابع ما تبثه الاذاعة من اغنياتها سواء تلك التي ادتها بصوتها ام التي اعاد غناءها مطربون اخرون من بعدها.
وادركت حينها انه لا يوجد عراقي من ذلك الجيل (الذي اطلق عليه ابناء اليوم عبارة الزمن الجميل) لم يردد مع نفسه او مع اصدقائه في سهرة او رحلة جامعية كلمات الاغنية العراقية الاشهر (جيت يا هل الهوى ..اشتكي من الهوى ...انا عدكم دخيل من عذاب الخليل) وهي احد اهم واشهر اغانيها.
فكان شباب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات بمختلف مستوياتهم الثقافية يتلقفون كلمات الاغاني والالحان وذلك الصوت بانبهار و تفاعل نفسي وجداني لامثيل له، (خالة شكو شنهو الخبر دحجي لي) و ((اخاف احجي وعليه الناس يكلون..تولع بالمحبة وصار مجنون) او (تفرحون افرح لكم) وغيرها من عشرات الاغاني التي لاتنسى.
الصحفي والاعلامي فائز جواد:
كان العراق متخما باصوات المطربات اللواتي سجلن حضورا لافتا بالرغم من الامكانات الفقيرة والادوات التي تساعد على تسجيل وانتشار الاغنية والاهم ان مجتمعنا العراقي كان ومايزال لايشجع الاصوات النسائية باستثناء النخبة من عشاق الفن والثقافة وبالتالي حدت العوائل العراقية وخاصة البغدادية منها الاصوات النسائية الى جانب الظروف السياسية والاقتصادية انذاك ولكن رغم هذا برزت اصوات نسائية وقائمة من المطربات اللواتي نافسن المطربات العربيات التي كانت متخمة بالاصوات النسائية وخاصة مصر العربية التي تتصدر اصواتها السيدة ام كلثوم ،
 في العراق برزت اصوات نسائية من بغداد والمحافظات رائعة بشهادة النقاد والملحنين والاهم الجمهور الذي شجع تلك الاصوات وبالتالي دخلت تلك الاصوات في دار الاذاعة والتلفزيون لتنافس الاصوات الذكورية وتسجل اغاني مازال الجمهور يعشقها ويحفظها وراحت التسجيلات الصوتية وخاصة الاسطونات والشركات المنتجة ومنها المعروفة جقماقجي تتعاقد مع تلك الاصوات لتسجل لهن اسطوانات تحمل اغانيهن التي انتشرت وبشكل سريع في العراق والوطن العربي .
فنحن لنا (زهورنا) التي عانق  صوتها العميق الشجي انسياب المياه في عروق العراق عبر دجلة والفرات، و تبلور كما تستوي الارطاب وتتدلى من بين سعف النخيل في صيف العراق الملتهب بالتطرف للحب وحرارة الوجدان، فقد اتقنت هذه السيدة مختلف المقامات والاطوار الصعبة مثل مقام الدشت الذي لم تتقنه سيدة سواها. 
ادت زهور حسين اصعب الالحان لعباس جميل ورضا علي بعمق الحزن والشجن العراقي، فكانت رهافة الاحساس في كلماتها تحاكي صدق مشاعر العراقيين، ويذكر للاستاذ فائز جواد في مقالة طويلة عن زهور حسين انها غنت اكثر من ثمانين لحن للراحل عباس جميل.
عشق العراقيون زهور حسين لانها عبرت عن دواخلهم وصورت شجونهم ببانوراما سمعية خلدها جمال ذلك الصوت الذي كان يرافق المسافر وهو يقود سيارته، ويلاصق النجار والحداد ليؤنسه في محل عمله، ويراقص اذن العاشق كي ينفس عن مشاعره، فكيف يكون العراقي بكامل جمال شخصيته سواء صاحب (السدارة) او معتمر (الجراوية) او (العگال) اذا لم يكمل يومه دون ان يستمع الى زهور حسين في المقهى او المنزل او مع الاصدقاء.
 فهي صاحبة الصوت الذي رقصت له المدنية و وتغنى به الريف، لانه  مزج صدق الفلاحين في الريف وشارك الحرفيون والباعة في اسواق المدينة نهارهم و الميسورين ليالي ترفهم، ليصبح ملح المقاهي في بغداد وانيس التجمعات فيها.
كانت زهور حسين الصوت الذي لايغيب عن الافراح وفي مساءات الانس والفرح في ملاهي بغداد ونواديها اقتحم صوتها دار الاذاعة العراقية ومازال الى اليوم احد اهم مكونات الموروث السمعي العراقي الذي دعا الجميع الى التفاعل والتأمل مع جواب وقرار حنجرتها الذهبية بعد مماتها، فهي المطربة التي امتلكت مساحة صوتية فريدة وبحة يندر ان تجدها في حنجرة انثوية.
الصحفي والاعلامي صلاح الربيعي:
الفنانة زهور حسين اسم خالد في التاريخ الغنائي الاصيل الذي لن يفارق الذاكرة الغنائية العراقية مهما طال الزمن كونها تركت علامة فنية فارقة في المسيرة الفنية العراقية  وتميزت من بين بقية جيلها من الفنانات والفنانين الراحلين الكبار كونها نقلت الاغنية الطور الريفي الى مقامات تتوافق مع الأغاني المدنية اضافة لذلك فهي تمتلك صوتا ذو طبقة خاصة لايمتلكها غيرها من الفنانات وهذه الميزة والتي تسمى ببحة الصوت قد أعطاها خصوصية بصوتها وفي جميع اغانيها التي حملت الشجن بالكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي وقد توافقت اغنياتها الوجدانية مع امكانياتها التي وهبها الله لها ومع اني لم اعاصرها ولكن مع مرور السنين بدأت اسمع اغانيها وأسمع كلمات الاعجاب من متابعي أغانيها التي تبث عبر أثير اذاعتي بغداد وصوت الجماهير ومازالت تلك الأغاني حاضرة ومسموعة ويرددها العراقيون والعرب في حفلاتهم  داخل العراق وخارجه ولأصالة تلك الاغاني فقد تبنت فرقة التراث العراقي باعادة تقديم تلك الاغاني وبتوزيع موسيقي جديد حفاضا على هذه الثروة الغنائية من الاندثار وكوني من المتذوقين للفن  وللغناء العراقي القديم ومن خلال صحيفتكم الغراء ادعو المعنيين في الحكومة العراقية أن يلتفتوا  الى احياء التراث العراقي الفني القديم بكل مسمياته الغنائية والمسرحية والتشكيلية لأن هذا يمثل هوية وطن داعين المولى القدير أن يرحم كل الراحلين الذين تركوا بصمة انسانية وثقافية وفنية والتي ستكون مثابة حضارية للاجيال القادمة.


تابعنا على
تصميم وتطوير