رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أرى جميع النساء أفضل من زوجتي


المشاهدات 1701
تاريخ الإضافة 2021/06/19 - 5:02 PM
آخر تحديث 2024/07/24 - 11:22 PM

زوجتي جميلة وصغيرة، عمرها 24 سنة، ومتعلمة، وحاصلة على بكالوريس تمريض، ومطيعة وذات خلق، لكني أصبحت أرى جميع النساء أجمل منها، وهذا الأمر أصابني بالإحباط والهم والغم، أصبحت أحب البقاء خارج البيت، أو في بيت أهلي؛ لأني أرتاح معهم ولا أرتاح معها.
أصبحت أقارنها بزوجات أصدقائي أنهن أجمل منها، ومرحات في الكلام أكثر منها، وهي غير مرحة نهائيا، تتكلم قليلا جدا، أنا أريد مبادلة الحديث والاستئناس معها، بل أريد أن أحبها لكن لا أستطيع، بعض الأحيان أراها مقبولة، وأحيانا لا أطيق النظر إليها، وكلما أرى النساء أتحسر على نفسي، وأقول لماذا هكذا نصيبي؟!
النصائح والحلول:
أولا : نحمد الله إليك وجود هذه المرأة الفاضلة المتميزة في حياتك، ويكفيها ما قلته عنها من جمال الخلقة وجمال الخلق، وطاعتها لك، ولو لم يكن في زوجتك إلا هاتين الصفتين لكان حريا بك أن تسجد لله شكرا على هذه النعمة.
ثانيا: قد ذكرت أنك تريد إنهاء تلك المشكلة ، وهذا يدل على خير فيك. 
ثالثا: بعد أي زواج مباشرة لا بد أن يحدث ثلاثة أمور:
1- يتعرف كلا الزوجين على مساوئ الطرف الآخر، ويبدأ يتعرف عليه بكل ما فيه، بخيره وشره، بحسنه وقبحه.
2- يتدخل الشيطان لتضخيم المساوئ وتهوين المحاسن، حتى تبدأ النظرة تختلف، وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك في قوله (إن الشيطان يفرق بين الزوج وزوجته) أي يضع البغضاء والشحناء بينهما بتضخيم سلبيات كل طرف للآخر.
3- يحسن الشيطان لكل طرف إيجابياته هو حتى تضخم ذاته فلا يشعر بسلبياته وأخطائه، ويبدأ في الشعور بأنه كان يستحق أفضل من هذا، وأنه ما كان ينبغي عليه الموافقة على مثل هذا الزواج.
لاحظ أن هذا يحدث مع الجميع.
رابعا: قد اتبعت الشيطان في أخطر أسلحته، وهي إطلاق البصر على النساء وبدأ المقارنات التي لن تكون منصفة لسببين:
1- كل من تراهم ترى فيهم المظهر أو الشكل الظاهري، لكنك لم تعاشرهم لتكتشف الجانب الآخر الموجود في كل امرأة، فليست هناك امرأة كاملة أبدا، وكان ينبغي عليك أن تتعمد عدم المقارنة لأنها غير منصفة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تصرفك عن الحلال الطيب إلى الحرام الخبيث.
2- لم تستحضر إيجابيات الزوجة مع عقد المقارنات، والتي أقلها تكفي لحمد الله عليها، فالزوجة ليست ناشزا ولا عاصية لك، ولا قبيحة أو دميمة، بل هي ألاعيب الشيطان عليك.
خامسا: الإنسان في حياته دائما ما يحن إلى ما فقد منه، فلا يتمنى الغني المال ولا يتمنى الصحيح العافية، بل يتمنى كل منهما ما نقص فيهما، فلو سألت فقيرا معافى: ما أجمل ما في الحياة؟ لقال لك: المال، ثم أخذ يتحدث عن حاله وبؤسه ناسيا نعمة الله عليه في العافية، ولو سألت غنيا مريضا لعلمت منه أن العافية أفضل، ولو ضاع ماله في سبيل ذلك، وعدم التنبه إلى هذه النقطة أسقطك في فخ المقارنات الخاطئة فوصلت إلى ما أنت عليه.
سادسا: الحل في ثلاثة أمور:
1- أن تعظم نعمة الله عليك في الزوجة، وأن تردد هذا على مسامعك، مع تهوين الأمور التي ذكرتها والتي تعد توافه في الحياة الزوجية.
2- أن تستحضر أن النقص موجود في النساء كلهن، كما هو في الرجال كذلك، فهناك جميلة المظهر سليطة اللسان، وهناك الغنية بذيئة الأخلاق، وهناك الودودة الجميلة سيئة العشرة، وهناك وهناك، فإذا رزقت من الجمال بعضه بل أكثره مع كل ما أنعم الله عليه فيها من خلق فقد حزت الخير .
3- أن تبدأ في النظر إلى عيوب نفسك فلست معصوما، وأن تحدثها عن الأمور السلبية التي تراها هي فيك، بلا زعل أو غضب، وأن تبدأ في المعالجة.


تابعنا على
تصميم وتطوير