رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الحلم


المشاهدات 1246
تاريخ الإضافة 2021/06/16 - 5:41 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 8:48 PM

أ . د. مصطفى لطيف عارف
كنت أقود سيارتي بسرعة فائقة، وفجأة سقطت السيارة من أعلى المرتفع، احتضنت أطفالي، وزوجتي، حاولت إنقاذهم لكن دون جدوى، شعرت بالهاتف لم يتوقف عن الرنين ، - أجبت فورا: نعم ، صباح الخير دكتور مراد ،- من معي ؟  - مريم:  أهلا، ومرحبا ؟  - أنت: اليوم مدعو لحفلة زفافي ؟ 
ارتديت بدلتي البيضاء ،وربطة العنق الأنيقة الحمراء ، ووضعت العطر الفرنسي ، ذهبت إلى السوق ، لشراء هدية إلى مريم ، اشتريت لها هاتفا نقالا جديدا ، وضعته في علبة أنيقة نقش اسمها على العلبة، مع  باقة زهور جميلة.
- وصلت بيتها، كان يغص بالضيوف، كل مجموعة تقف في مكان ما من الصالة: موسيقى صاخبة ، وإنارة قوية تضي المكان. سلمت على الحاضرين، واغلبهم من أساتذة الجامعات المختلفة ، وعيني تبحث عنها بين النساء الجميلات المدعوات للحفل المقام بمناسبة زواجها من ابن عمها سنان. 
 فجأة نزلت من السلم الكبير الواسع ، ترتدي بدلة بيضاء  تظهر تقاسيم جسمها الرشيق، والأنيق الأبيض الرائع ،نظرت إليّ من أعلى الشرفة ،أحسست  بخفقان قلبي كأنه يريد أن يطير من مكانه ، ويحتضنها ، انتبه الجميع، توقفت الموسيقى ، وخفتت الأضواء ، وسلط ضوء خافت على وجهها ،برزت شفتين ممتلئتين  مطليتان باللون الأحمر الصارخ،و جيدها الأبيض المنتصب من  جهته العليا ، والتحم الضوء الأخضر، وسط جسمها المكتنز بالجمال ، وتسريحة شعرها  الجميلة، و زادها جمالا سواد شعرها الفاحم ، وبعض الخصل الحمراء ،أعطت صورة مشرقة ، ومشعة.  
تكلمت عيوننا، وتذكرت الأيام السعيدة التي قضيناها معا أيام الجامعة ، والحب العفيف، طلبتها للزواج  لم يوافق أهلها ،لأني من عائلة فقيرة جنوبية تحمل القيم السامية ،والأصلية ، مدت يدها اليمنى أليّ ، وهي تلقي التحية ،والسلام ، أمسكت يدي بقوة شعر بها الجميع، وتنهدت قليلا ، والكل ينظر إلينا ، وعم الهدوء على الجميع، تداركت الموقف المحرج  ، سلمتها هديتها، والابتسامة تملا 0وجهها المشرق الباسم ،تأملت قسمات وجهها الأبيض، ووجنتيها  ملونتين باللون الوردي ، وجيدها الأبيض  الناعم ، نظرت إلى عينين سوداوين كبيرتين ، ووجه بريء ، طال نظري لها،  بانت  لي شامة في نهاية رقبتها قريبة من صدرها تشع جمالا ،وأناقة. 
بعد لحظات طبعت قبلة على خدي الأيسر، فتحول وجهي إلى ألوان ، انتابني الخجل ، والحرج رفعت راسي، وجدت الجميع  مبتسم ،وسعيد، وكانوا يعلمون بحبي لها  ،حولت طرفي للنساء ،وجدتهن  مبتسمات لما حدث ، انشغلت مريم مع صديقاتها الجميلات، جاءتني أحداهن مبتسمة ، وحاقدة علينا،وكانت تعلم بعلاقتنا ، وتحمل منديلا ، همست في إذني دكتور مراد ؟ امسح أثار القبلة  التي طبعت على وجهك ، 
 تسللت بخفاء ، مغادرا الحفل عائدا إلى بيتي،تأملت وجهي في  المرآة، كان بقايا احمر الشفاه، مرسومة على خدي  ، استيقظت من حلمي وأنا امسح آثار القبلة من خدي الأيسر ،كان حلما جميلا. 


تابعنا على
تصميم وتطوير