رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
جيل من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان مهدد بـ“الجهل”


المشاهدات 1391
تاريخ الإضافة 2015/01/25 - 8:58 PM
آخر تحديث 2023/09/25 - 7:45 PM

[caption id="attachment_3243" align="alignnone" width="300"]جيل من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان مهدد بـ“الجهل” جيل من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان مهدد بـ“الجهل”[/caption] بيروت/الأناضول: يعاني جيل كامل من أطفال اللاجئين السوريين في لبنان من خطر فقدان المستقبل بعدما فقدوا حاضرهم، ذلك أنهم إما لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس، أو أجبروا على الفرار وباتوا خارج مقاعد الدراسة من دون شهادات معترف بها من الحكومة اللبنانية، أو شهادات من حكومة “الائتلاف الوطني” المعارض غير المعترف بها سوى في تركيا. وفي هذا السياق، يقوم العديد من الجمعيات الأهلية اللبنانية وبعضها وكذلك مرتبط بمنظمات دولية مثل “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسف) بمشاريع لتأهيل اساتذة للتعامل مع هؤلاء الطلاب نفسياً وتعليميا، تأهيل هؤلاء للالتحاق بالصفوف التي خصصتها الحكومة اللبنانية للطلاب السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. وتعد مؤسسة “كياني” احدى هذه المبادرات اللبنانية لاحتضان الطلاب السوريين اللاجئين، حيث بدأ العمل بها مطلع مايو/أيار2014 وبحلول شهر كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه أنشأت ثلاثة مراكز تعليمية بالقرب من مخيمات اللاجئين السوريين ببلدة بر الياس التي تبعد نحو 5 كيلومتر عن الحدود السورية في منطقة البقاع شرق لبنان. وتضم تلك المراكز اليوم اكثر من 1000 طالب، تحتضنهم ابنية نموذجية شيّدت وفق نموذج موحد صمم في الجامعة الأميركية في بيروت على شكل غرف مصنوعة من أعمدة معدنية وجدران خشبية. وتتولى منظمة “أنقذوا الاطفال” (Save the Children) العالمية ومقرها لندن، الاشراف على مركزين من المراكز التعليمية الثلاثة، حيث تقدم الرعاية النفسية للأطفال بالإضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية، بينما تشرف جمعية “أنا أقرأ” اللبنانية التابعة لمنظمة “اليونيسف” في الأمم المتحدة على المركز الثالث، وهي “ذات خبرة في هذا القطاع تجاوزت العشرين عاما في مجال التعليم الخاص والعام”، بحسب ممثلة جمعية “أنا أقرأ” ضمن مشروع “كياني” السيدة غريتا الفحل. وأوضحت الفحل، التي تحدثت الى “الاناضول” بشرط عدم الظهور امام الكاميرا، ان مؤسسة كياني بدأت عملها في مايو 2014 عبر إنشاء أول مركز تعليمي في مخيم “الجلد” واطلق عليه اسم “كياني1″ وضم 221 تلميذا. وأضافت أنه خلال أقل من شهر أنشأت المؤسسة مركزا تعليميا آخر داخل مخيم “النهري” ويقدم الخدمات التعليمية لـ 320 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 6 و14عاما، معظمهم من سكان المخيم”، لكن بسبب كثافة الطلاب لم يتمكن نحو 150 تلميذاً لم يستطع المركز استقبالهم في المرحلة الاولى، فاستحدث غرف صفية جديدة لهذه الغاية. واشارت الفحل الى انه في بداية كانون الاول/ديسمبر من 2014 أنشأت منظمة “كياني” مركزها التعليمي الثالث في منطقة برالياس “ويضم 463 تلميذا وهو الذي نشرف عليه (جمعية “أنا أقرأ)”، لكنها لفتت الى ان “575 تلميذا ما زالوا على قائمة الانتظار بانتظار الحصول على حقهم بالتعلم بسبب عدم توفر المكان”، وفق مراسل الأناضول. وأضافت ان “أنا اقرأ تقدم نموذجها الخاص بالتعليم وتدرب المعلمين والمعلمات”، مشيرة الى ان الجمعية “تهتم بالحالة النفسية للأطفال وتقدم لهم الرعاية النفسية ونحن ندرب أساتذتنا على التعامل مع الحالات الخاصة بشكل جيد، كما نمنع نهائياً استخدام العنف الجسدي والنفسي على أي طفل”. تقسم مؤسسة “كياني” دوام التعليم اليومي الى مرحلتين صباحية ومسائية، حيث “تخصص الفترة الصباحية للتلاميذ دون 14 عاما بينما المسائية للتلاميذ بين 7 سنوات و14 سنة ضمن صفوف المرحلة الابتدائية من الصف الثاني حتى السادس″ بحسب الفحل. واوضحت ان هؤلاء “إما لم يحصلوا على تعليم مسبق بسبب الحرب الدائرة في سوريا أو هجروا من مقاعد الدراسة بسبب النزوح”، موضحة انهم “يتلقون دروسا في اللغة الإنكليزية كي يتم تأهيلهم للانخراط ضمن صفوف المدارس الرسمية التي خصصتها الحكومة اللبنانية للطلاب السوريين النازحين”، ذلك ان النظام التعليمي في لبنان يعتمد اللغة الاجنبية (الانكليزية او الفرنسية) كلغة تدريس اساسية في المواد العلمية على العكس من النظام التعلمي السوري حيث العربية لغة رئيسية. من جهتها، قالت شفاء فتوح، وهي مدرسة في احد المراكز التعليمية الثلاثة، انها تتولى تدريس “مجموعة من الاطفال بعمر 7 سنوات على مبادئ العلوم والرياضيات بالاضافة الى ورشات في الكتابة والتعبير والقراءة”. وأضافت فتوح أن هناك اهتمام أيضا بـ”النشاطات الترفيهية وغير الأكاديمية”. وفي هذا السياق، أوضحت آمنة الزين، وهي واحدة من المشرفات التعليميات على المراكز الثلاثة من قبل مؤسسة “كياني” ومديرة مدرسة خاصة سابقاً في سوريا، ان معظم التلاميذ يعانون من انعدام الشهادات المعترف بها من قبل الحكومة اللبنانية”. وأشارت الزين الى أن “معظم الطلاب إمّا أنهم حصلوا على شهادة من قبل وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض، أو هم من دون شهادات”. وشرحت أن “الحكومة التركية فقط تعترف بالشهادات الصادرة عن الائتلاف الوطني السوري المعارض”، مشيرة الى “صعوبات كثيرة” تواجه الطلاب الذين حصلوا على شهادات الائتلاف ويريدون متابعة تحصيلهم العلمي في تركيا “لأن معظمهم لا يملكون وثائق سفر أو أوراقا ثبوتية”. ووجهت الزين نداء لمنظمة الأمم المتحدة من أجل “الاهتمام بشكل اكبر بالجانب التعليمي للأطفال السوريين لأنه لا يقل أهمية عن موضوع الغذاء والمأوى”، محذرة من “كارثة إنسانية في حال اهمال موضوع التعليم ونشوء جيل جاهل غير متعلم”.

تابعنا على
تصميم وتطوير