رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
اللسان الحلو ... يطلع الحية من الزاغور


المشاهدات 1825
تاريخ الإضافة 2021/05/24 - 5:06 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 10:09 PM

يضرب للشخص الذي ينال بحلو لسانه ما لايناله بقوة سلطانه ، ويظفر بجميل القول وحسن الكلام، ما لايظفر به بطرف السنان وحدّ الحسام. 
أصله: 
أن رجلا كان يعيش في بيت قديم البنيان مع زوجه وولده. وكان في البيت حيّة تعيش في جحر في أحد حيطانه منذ أمد بعيد. وكان الرجل يكره أن تعيش الحيّة في بيته، ويخشى منها على ولده. وفي ذات يوم رأى الرجل الحيّة تهمّ بدخول جحرها، فأسرع إليها ليقتلها، ولكنها استطاعت أن تفلت منه ، وأن تدخل جحرها فتنجو بحياتها . ومنذ ذلك اليوم أضمرت الحيّة للرجل وأهل بيته شرا . 
وفي صباح ذات يوم ، رأت الحيّة ربة البيت تعدّ الفطور لزوجها وولدها، فتضع اللبن في أواني، ثم تصفّ تلك الأ واني على منضدة الطعام. فرأت الفرصة مواتية للانتقام من الرجل وأهل بيته، فجاءت إلى اللبن فذرفت فيه من السم الزعاف مايكفي لقتل أناس كثيرين. ثم عادت إلى جحرها فدخلت فيه . 
وبعد مدة وجيزة استيقظ الرجل من نومه ، فسمعت الحيّة زوجته تلومه على كراهيته للحيّة ومحاولة قتله لها . وقالت له : (( إنت هوايه غلطان .. هاذي الحيّة ساكنة ويانا من سنين .. وصارت واحدة من أهل البيت .. وآني أحبها مثل ما أحب ولدي )) . فأجابها  (( والله يامرة .. آني هم متندم على عملي .. ومن الآن فصاعدا راح أعامل الحيّة مثل ماتعامليها إنتِ .. وأحبها مثل ما تحبيها )) . وكانت الحيّة تنصت لما قاله الرجل وزوجته ، فلقي ذلك القول منها قبولا حسنا ، وندمت على ما فعلت من ذرف السم في أواني الحليب . فأسرعت خارجة من جحرها ، وذهبت إلى حيث يوجد بعض الرماد ، فتمرغت فيه . ثم راحت إلى أواني الحليب فجعلت تغطس في الأواني آنية بعد آنية حتى لوّثت الحليب كله بالرماد ، فصار غير قابل للشرب ، وأنقذت تلك العائلة من موت محتّم . ثم علمت المرأة بأمر الحية مع الحليب ، وخروجها من جحرها لتلوّثه . كما علمت أن الحيّة إنما فعلت ذلك بعد استماعها لكلامها وكلام زوجها . فقالت في ذلك : 
 لسان الحلو ... يطلّع الحيّة من الزاغور  . 
ثم علم الناس بذلك الأمر ، فعجبوا من فعل الكلام الطيب ، والقول المعروف في الناس . وذهب ذلك القول مثلا.


تابعنا على
تصميم وتطوير