رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الخطابات السياسية في سوق هرج


المشاهدات 1267
تاريخ الإضافة 2021/05/05 - 5:10 PM
آخر تحديث 2024/04/11 - 1:29 PM

الخطاب السياسي العام يتسم بالغموض، والتصريحات السياسية التي تتقافز على ألسنة بعض السياسيين تتسم بالضبابية، ومع كثرة الخطابات والتصريحات ظل العراق مختنقا بأزماته وويلاته مع غياب واضح للإرادة الجماعية التي من شأنها لو توحدت من انتشال العراق وشعبه من حالة التردي التي يعاني منها.
قلنا السياسة فن التعامل مع الممكن وبالممكن، وهي لا تملك قلبا مترعا بصنوف الرومانسية، ولا ضميرا يمارس جلد الذات إذا ما اقترف جناية، ولا روحا تحلم بالقفز فوق المألوف، وقال البعض غير ذلك، واعتبرها عملية ضحك على ذقون الفقراء والساذجين ودفعهم إلى دائرة الوهم ، ليتنعم هذا البعض بخيرات البلاد دون غيرهم.
ومنذ 2003 حتى يومنا هذا، والخطابات السياسية فاقدة للونها وطعمها ورائحتها، الطرف الفلاني يعلو صوته ويبشر بتشكيل كتلة كبيرة عابرة للمكونات، وعندما نضع هذا التصريح تحت المجهر نجد أن الكتلة التي يتحدثون عنها لا رأس لها ولا ذنب، وأن منهج المكونات ترسخ على أرض الواقع، وهو يقف بكل قوة لمجابهة من يريد العبور فوقه.
واحدة من وجوه الكارثة التي تعصف بالعراق، أرضا وشعبا، هذه الخطابات التي لا تعرف المسؤولية، ولا تدرك أن العراق لا يحتاج إلى بوصلة تدلنا على مصالحه، والأطراف التي تتحدث عن توحيد الخطاب العراقي إنما تتحدث عن وجود غراب ابيض، فلا يمكن توحيد الخطاب ما لم تتوحد النوايا على الصدق، وتُغسل الرؤوس من أدران الثأر والتخوين والحقد، وتُنظف النفوس من شوائب الطمع والجشع.
لا توجد برامج إصلاح إلا على الورق، ولا حقوق إنسان إلا على ألسنة السياسيين، ولا مصلحة عليا إلا على شاشات الفضائيات، ومن يريد الإصلاح حقا عليه التمسك بحبل الله الرحمن الرحيم، وأن يغمر قلبه بحب الوطن والشعب، ويتطهر بمحراب العراق وشعبه دون تمييز بين هذا المكون وذاك.
منذ احتلال العراق، والخطابات تتزاوج فيما بينها مرة على سنة الله ورسوله، وأخرى على منهج الشيطان وأتباعه، وكل فريق له خطابه الذي يتقاطع مع خطاب الفريق الآخر، ومع كثرة الخطابات وتقاطعاتها بدأ الدم العراقي يغسل شوارع الوطن، وبدأت الأزمات تتكاثر، وبدأ الموت يحصد أرواح الأبرياء، من دون أن نسمع صرخة واحدة تقول: أوقفوا تصريحاتكم أيها السادة، ودعونا نفكر بمصلحة العراق وشعبه، شريطة أن يكون تفكيرنا قائما على الصدق.
اتركوا حناجركم تستريح قليلا، واجلسوا مع انفسكم قليلا، حاوروها بما ينفع الناس وبما يسعد الفقراء، ويزرع البسمة في عيون الاطفال لتنالوا رضى الله والشعب والتاريخ.
إلى اللقاء...


تابعنا على
تصميم وتطوير