رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الزوراء تلتقي بأقدم ضابط مرور في شارع الرشيد


المشاهدات 1267
تاريخ الإضافة 2015/09/02 - 9:07 PM
آخر تحديث 2023/05/31 - 10:45 PM

[caption id="attachment_32072" align="alignnone" width="300"]دراجات هوائية كانت تشارك في تنظيم حركة السير بغياب العلامات المرورية دراجات هوائية كانت تشارك في تنظيم حركة السير بغياب العلامات المرورية[/caption] بغداد/ الزوراء: المحامي لواء المرور المتقاعد عبد الوهاب التحافي مواليد بغداد 1941 بكالوريوس قانون من كلية الحقوق جامعة بغداد بكالوريوس علوم شرطة دبلوم دراسات عليا بالعلوم الجنائية مصر ماجستير قانون ماجستير علوم شرطة من اكاديمية مصر شغل وظائف عديدة منها مدير مكتب التسجيل في مديرية مرور بغداد مديرا للتوجيه المعنوي في مديرية شرطة بغداد مديرا لمكتب شؤون المخدرات مدير الدراسات والبحوث في المعهد العالي لضباط الشرطة مديرا لمعهد المرور مفتش في هيئة قوى الأمن الداخلي محامي ومستشار قانوني وقد ساهم في العديد من المؤتمرات الدولية واعد الكثير من الدراسات والبحوث في القانون. عرفت التحافي عام 1983 ايام كنت موظفا في الإذاعة وفاحصا لبرامج المرور وكان الأستاذ التحافي احد معدي برامج المرور آنذاك .. بدأته بالسؤال عن السيرة الذاتية وكيف ومتى بدأ العمل في سلك المرور . *قال: في سنة 1965 وبعد ان تخرجت من كلية الحقوق انتميت الى دورة ضباط الشرطة الحقوقيين في كلية الشرطة وكانت تلك المرحلة بالنسبة لي بداية عمل للنهوض بواقع الشرطة العراقية من خلال دعم الكلية لإيجاد ملاكات قانونية متخصصة يحملون شهادة الحقوق .. وبعد تخرجي من الدورة دخلت دورة ضباط الشرطة الحقوقيين الثانية وبعد تخرجي تم تعييني ضابطا لشرطة المرور في شارع الرشيد ببغداد عام 66 عندها بدأت علاقتي المهنية مع المرور . وفي تلك الفترة استمر عملي في شارع الرشيد والى الباب الشرقي ثم الى شارع الجمهورية واستمر عملي كضابط مرور في اهم شوارع بغداد وأكثرها ازدحاما . -كيف يرى رجل المرور علاقته مع الناس انذاك؟ *كان عملنا مبنيا على اساس احترام الناس وتبادل الثقة فيما بيننا والتعاون معهم للحصول على رد فعل ايجابي من قبلهم وكنا لا نبخل في تقديم الإرشاد والتوجيه في جميع قواعد السلامة والأمان في السياقة وكانت جميع إرشاداتنا وملاحظاتنا تلقى الترحيب والموافقة والتطبيق الفعلي من قبل السائق -كيف تصف حالة المرور في شارع الرشيد انذاك؟ * كان شارع الرشيد في حينها من اهم شوارع بغداد انذاك وأكثرها ازدحاما وكان هذا الشارع يعد من اهم شوارع بغداد امنيا بعد القصر الجمهوري والسبب وجود عدد كبير من الدوائر الحكومية والوزارات المهمة ومنها ما كانت تنحصر بين منطقة باب المعظم وساحة الرصافي وبالذات قرب بناية القشلة التي كانت فيها وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة العدل وأمانة بغداد ومحافظة بغداد ومديرية الاوقاف وشرطة بغداد الى جانب نادي الجيش والإعدادية المركزية والبريد المركزي وكلها كانت مؤسسات حكومية مهمة جدا يجب حمايتها وتامين السير اليها . - هل كانت لديكم تقنيات فنية كالأجهزة والعلامات المرورية المنظمة؟ *لم تكن التقنيات المرورية بالمستوى الذي وصلت اليه الان اذ كان الاعتماد على رجل المرور يعمل بإمكاناته الجسدية وكان رجل المرور يترجل في الساحات والتقاطعات ويعتمد على نفسه وعلى امكاناته العقلية والأخلاقية في ادارة شؤون الشارع وبالتوجيه الصوتي وبعض الادوات البسيطة المتوفرة لديه وكانت لدينا دراجات هوائية تساهم في دعم عمل رجال المرور. وان حركة المرور في العراق كانت بسيطة ومحدودة غير ما نشاهده اليوم من نهضة عمرانية كبيرة كاتساع الطرق والساحات الكبيرة والتقاطعات الكثيرة التي فرضت على رجل المرور الانخراط في الدورات المهنية والعلمية نتيجة حاجة الشارع إلى هذا العدد الكبير من رجال المرور المتواجدين في شوارع بغداد والمحافظات العراقية. وما نشاهده اليوم من علامات مرورية منها محلية ومنها دولية وكلها لم تكن موجودة في بغداد انذاك . -ما الفرق بين ما كان في بغداد انذاك وبينما هي اليوم ؟ * عملت في سلك المرور عام 1966 وصولا الى اكثر من عشرين عاما استطيع ان اؤكد ان العمل المروري هو علم وتقنيات فنية يجب ان يمارسها رجل المرور لكي ينجح في عمله ولهذا كانت وزارة الداخلية تحرص على ارسال الضباط ورجال المرور الى عدد من الدول المتقدمة مروريا لإدخالهم في دورات مهنية جيدة يتخرجون منها وقد تعلموا كيفية العمل بتخطيط وبأسلوب مبرمج لتفادي اية حالة صعبة قد تلاقيهم اثناء العمل اضافة الى الحرص على التعامل النزيه والإنساني مع اصحاب المركبات ليتم العمل وفق الصيغة التي تجعل الهدف الاساسي من مهنة المرور متوفرا بالشكل المتكامل والحد من حوادث المرور وتعلم اساليب التوعية المرورية المطلوبة. وقد استمر العراق يوفد عددا من ضباط المرور طيلة العهود الماضية ولكن وفق سياسة الحكومات انذاك . -شارع الرشيد شريان بغداد المروري لابد انه شهد العديد من انواع السيارات القديمة؟ *حركة المرور في شارع الرشيد كانت في العهد الملكي وبداية الحكم الجمهوري تعتمد على باصات نقل الركاب (الأمانة) والتي كان خطها يبدأ من باب المعظم وصولا الى الباب الشرقي كانت سيارات المصلحة هي وسيلة النقل الاساسية اما سيارات الاجرة فكانت هناك ضوابط تشترط ان تكون السيارة حديثة ومتينة ومن موديلات معينة لكي لا تزاحم حركة النقل العام وأتذكر ان مديرية شرطة بغداد اصدرت بيانا عام 1941 وهنا اؤكد ان حركة المرور في بغداد عام 1941 كانت تدار من قبل مدير شرطة بغداد وقد كان فيها ضابطان مسؤولان عن المرور والتنسيق المروري في بغداد اما في سنة 1945 فقد تم استحداث مديرية شرطة النقليات والمرور في بغداد وأصبح في حينها مديرا متخصصا في شؤون المرور ثم تبعته مديرية مرور الكرخ ثم الرصافة والطرق الخارجية وسرية الدراجات والى اخره من تطورات ادارية وفنية . - لماذا صارشارع الرشيد اقل اهمية من شوارع اخرى؟ *بعد التوسع العمراني الكبير الذي شهدته بغداد ونتيجة لحاجة المواطن صارت بعض شوارع بغداد اكبر واهم من شارع الرشيد بسبب التجارة والازدحام المروري ولهذا توزعت المحلات التجارية والنشاط التجاري على مناطق اخرى من بغداد مثل المنصور والكاظمية والشورجة وغيرها فقلت أهمية شارع الرشيد واستمرت هذه الحال حتى ضعفت اهمية هذا الشارع المعروف خاصة بعد الوضع الامني الذي عاشه العراق ما بعد عام 2003 وكلنا نرى شارع الرشيد اليوم لا يستمر التواجد فيه لأكثر من الساعة الرابعة عصرا .. ولا ننسى ان جميع الدوائر المهمة والوزارات التي كانت في شارع الرشيد قد نقلت الى اماكن اخرى فقلت اهمية الشارع كما زادت الجسور فبغداد كانت تقتصر على عدد من الجسور وقد ازداد عددها الى الضعف او اكثر مثل جسور الجادرية والطرق السريعة وغيرها مما زاد في اهمية المناطق الاخرى على شارع الرشيد علما اننا نعتز بهذا الشارع العظيم الذي يمثل تاريخ العراق وتاريخ بغداد الحبيبة. هل تذكرنا لنا بعض رجالات المرور؟ *من رجالات المرور الذين كانوا اعلاما في تاريخ المهنة هم: الاستاذ المرحوم عدنان عبد المجيد وسعيد واصف وشاكر محمود كمال وفاضل السامرائي وياسين حسين العزي..وفي العصر الجمهوري ايضا هناك رجال مرور خدموا المهنة وقدموا عصارة حياتهم لخدمة العراق ومنهم قاسم الداوود وطارق عبد لفته و لواء جعفر واللواء محمد بدر ناصر واللواء محمد حسن هويدي وكلهم كانوا زملاء لنا وهم شباب استلموا الجهاز المروري في العراق بعقلية علمية وبمنطق انساني . وأضاف: وفي وضعنا الحالي لم تقتصر مهنة المرور على نشاط مروري فقط بل تعدت هذا لتكون بحاجة لتضافر الاجهزة الاخرى لتتم السيطرة على حركة المرور بعد التوسع وبعد الاحداث التي يمر بها العراق حاليا ولهذا ترى ان التخطيط المروري ارتبط بدوائر اخرى مثل دائرة التخطيط والنقل في وزارة التخطيط وهندسة المرور في امانة بغداد ومديرية الطرق في امانة بغداد والهيئة العامة للطرق والجسور في وزارة الاعمار والإسكان وكلها مؤسسات ذات علاقة مع دائرة المرور العامة .. -وماذا عن عربات الخيول التي كانت جزأ من وساط النقل في بغداد؟ *قبل عام 1941 كانت الشوارع متاحة للجميع وفي عام 1941 اصدر مدير شرطة بغداد بيانا منع بموجبة حركة العربات التي تجرها الخيول من السير ومنها العربات التي تدفع باليد ومنع الدراجات النارية من السير في شارع الرشيد وشارع ابي نواس وكذلك منع وقوف السيارات في اماكن معينة من شارع الرشيد وكل تلك البيانات والقرارات كانت تسعى لانسيابية المرور في شارع الرشيد وفي بغداد وانطلاقا من الوعي العلمي بان حركة المرور لها دور في مجالات اخرى اقتصادية ونفسية وغيرها -هل تؤيد عودة معهد المرور ؟ *معهد المرور الغي ودمج مع المعهد العالي لضباط قوى الامن الداخلي عام 1988 كحملة لترشيق الاطار الاداري للدولة وتوحيد المؤسسات المتشابهة . وانا من الداعين لعودته نتيجة ما شاهدته من اعتزاز لدى ضباط المرور وهو مشابه لمدرسة علمية تربوية يعيشها الطالب في حياته .. -وعن الإعلام المروري هل تتذكر هذه الحقبة من حياتك؟ *نعم اتذكر جيدا قبل دخولي الشرطة والمرور كنت متابعا لبرنامج اذاعي يقدمه المرحوم عدنان عبد المجيد ثم قدمه احمد الهام شاكر وكانت تلك في الخمسينيات والستينيات وانا ايضا قدمت البرنامج من سنة 1967 الى 1968 وقد كانت البرامج مسموعة ومرغوبة بل وكان اي سائق يعثر على نقود او حاجة معينة نسيها المواطن في سيارته يجلبها الى إذاعة بغداد لتسليمها كما كانت الإذاعة تقدم برنامج طريق السلامة الذي كان يعده ويقدمه طارق ارزوقي وكان مسموعا جدا. -هل شهدت مؤتمرات دولية ؟ *كنت خبيرا بمجلس وزراء الداخلية العرب ولدي دراسات وقد حضرت اجتماعات مدراء المرور العرب الاول سنة 1985 والثاني عام 1987 والثالث واستطيع ان اقول رغم ان جميع البلدان العربية تهتم بالإعلام المروري لكن العراق كان يتميز لأننا اول دولة عربية تقدم برنامجا تلفزيونيا لإغراض التوعية المرورية ونحن اول دولة عربية اصدرت مجلة خاصة بالتوعية المرورية وكانت ولازالت الجمعية العامة للسيارات بالمنصور تمارس جهود كبيرة للوعي المروري ونحن في العراق شاركنا في برنامج عربي عنوانه ( قف) انتشر في جميع البلدان العربية -كلمتك لرجل المرور ؟ - في اعتقادي ان الجهاز الخدمي الذي يجب ان يلاقي الاهتمام هو قطاع المرور لما يقدمه من خدمات جليلة للناس ولبلده اما بالنسبة للناس فيجب ان يحافظوا على حياتهم في الالتزام بالقوانين والسير الصحيح والالتزام بالتشريعات خدمة لأنفسهم ولبلدهم العزيز .

تابعنا على
تصميم وتطوير