رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
النبيل 


المشاهدات 1001
تاريخ الإضافة 2020/11/11 - 9:23 PM
آخر تحديث 2024/11/07 - 1:18 AM

  حسن الشنون عماد صبي نابه لعائلة فقيرة معدمة مكونة من الأب والأم وهو الوحيد لهما احتوتهم دار من الدور المنبوذة في اطراف المدينة المهملة توفيت والدته بعد صراع مرير مع مرض السرطان الخبيث وهو في الصف الرابع الابتدائي لعشر سنين فعاش الوحدة مع والده المكدود الذي يعتاش بقوت يومه حيث يعمل على عجلة نقل ذات الثلاث دواليب المسماة شعبيا (الستوتة) والتي حصل عليها بمساعدة الخيرين بالتقسيط الشهري لعدم تمكنه من دفع قيمتها نقدا. كان عماد شهما نشيطا في مساعدة والده في عمله عندما ينهي دوامه المدرسي. بعد سنتين من وفاة والدته وهو في هذه الحال فجع بوفاة والده بحادث اصطدام عجلته بسيارة نقل كبيرة ادت الى وفاته في الحال ودمار العجلة بالكامل. اصبح عماد وحيدا فريدا لا معيل له وهو في سن الثانية عشرة فتكفله احد اقاربه من الطيبين الاخيار فأحسن اليه بادخاله إلى عائلته ومعاملته كأحد ابنائه وحرص على اكمال دراسته حتى وصل إلى الصف الثالث المتوسط وهو موضع احترام ورعاية من جميع افراد العائلة لمزاياه وحسن خلقه حيث حيويته المتدفقة واستجابته بحميه حين ينتخى ولا يتكاسل عند أي عمل يناط به فكان نافعا فعالا في البيت والمدرسة مما زاد اعتزاز كفيله به والقرب منه حتى جاء عام ٢٠٢٠ عام كارثة الكورونا اصيب العم بهذا الداء وادخل المستشفى فاصر عماد على مرافقته دون افراد العائلة فوافقوه لقناعتهم بمقدرته على القيام بالمهمة فكان بالرغم من صغر سنه يحمل ما يحمل من الهمة وحسن التصرف والتدبير فلم يهدأ ليلا او نهارا في توفير متطلبات مريضه اللازمة لعلاجه والسهر عليه ولمدة سبعة ايام حتى جاء اليوم الثامن نزل للحصول على اسطوانة اوكسجين حيث الشحة في هذه المادة الملحة لحياة مرضى الكورونا وعند فوزه بالاسطوانة واحتضانها بقوة وزهو والصعود بها الى الاعلى وهو يصارع حمله وعند توسطه السلم تعثرت قدماه ووقع مع الاسطوانة الى أسفل السلم مكسور الساق وأحد الأضلاع نقل إلى ردهة الكسور وهو يلهج بذكر عمه وحاجته إلى الاوكسجين بقي يومه وليلته يعاني آلام الكسور والبعد عن مريضه وحالته إلى أن تعرف عليه احد الجيران من مرافقي المرضى والذي اخبره بعد الحاحه بحرقة بوفاة عمه ليلة البارحة فانفجر عماد بالصراخ وهو لا يقوى على الحركة لكن صراخه وبكاءه من نوع فريد لشعوره بأن الدنيا انهدت على رأسه بفقد كافله.

تابعنا على
تصميم وتطوير