مزامير المدينة رواية للأديب العراقي علي لفتة سعيد
ثقافية
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1007
تاريخ الإضافة 2020/11/09 - 11:05 PM
آخر تحديث 2025/06/25 - 4:17 PM

عبير العطار
«يكفي الكتابة عن الحرب ومثلثات الموت ومربعات اليأس وخماسي العذاب العراقي
حين يتحول المثقف إلى أداةٍ لتفريخ التعصب وحين يقتل العقل ليكون قاتلا بسبب التعنت وحين تمشي الأقوال مثل النار في هشيم التاريخ فتحرقنا.
يا إلهي دعنا نيمّم الروح ببرد عافيتك وأوقف الزحف إلى القبور لأننا لن نموت بعد»
رواية مزامير المدينة تعزف موسيقى جنائزية على طول خط السرد وتلفظك ككائن مخلد على عرض خط السرد حتى تجد نفسك تضاريسا معجونة بأوجاع البلاد ..مخبوزة بأتونٍ لا ينطفئ جمره ولا يبلغ رماده سماء الحدث...يتعمد الروائي أن يرفع العمامة لتتعرى الشخوص جميعها فيخبرك:
« انها حياة الدهاليز المليئة تحيل صحراء تفكيرك الى حديقة تزرع فيها احلامك بهدوء لا يعيش فيه القلق برائحة الكبت والاسرار العجيبة».
فتصل معه لنتيجة أكيدة أن الطائفية والتزمت...والأحزاب:
«لا دين لهم وأن عبادة الرموز هي التى فرضت نفسها على الساحة «
وأن نهاية البشر تحت أقدام هذه النعرات...كفناءٍ يسعى ...
متن الرواية هو نص كثبانيّ كلما تصورت أنني انتهيت منه تتجدد المحاولات للانتهاء فأجدني على قيد القراءة فلا فكاك منه..
تلخيص الرؤية حول الرواية في عدة نقاط:
1-عادة ما نقرأ عن رواياتٍ تسرد تفاصيلها عن فوق الأرض لكن لم اقرأ عن أرض روؤم ابتلعت أبناءها لسنين طويلة قدر هؤلاء الذين تولت مزامير المدينة الحديث عنهم ..وكأن الأم نوعان نوعُ خلق ليلَدنا على مسرح البسيطة مؤمنين بالنهاية وان لم يكن هناك بدايات مبشرة تجعلنا متمسكين بالحياة ونوع اخر يأد جثثنا او حتى بقايانا في باطن البسيطة دون خجل أو رحمةٍ أو شبع .
2-تعلم البطل الحفر كمرحلةٍ ابتدائية لكنه ليصبح دفانا كانت مرحلة متطورة عليه أن يحفظ فيها الكثير من القران والادعية..ثم يصير كعلي صديقه الذي اغتنى من وراء مهنته، الدفان مهنة و تجارة تطعم عوائل كثيرة..حتى نقع ذات حدث في قبر استعمله احدهم مع حمدية سريرا للمتعة واللذة..فطرح الأرض في رحلة الموت لا يوقف نزيف الحكاية والدموع.. وقد حفر الروائي كلمات تلك الرواية واحداثها وصورها بطريقة عصرت قلوبنا وألمتنا مثال: كحادثة.... شهداء سبايكر
3-حقيقة الموت عند الروائي استوقفتني كثيرا فهو يقول:
«هو ما تنهشه العقبان في العقل وما يعمر من الألم في روحك وما تخفي الحقيقة بين أضلعك وما تكون نقيضه».
4-فالحديث عن المقبرة وكل ما يحيطها وهو مسرح الأحداث معظم الوقت أرى كيف تحولت «إلى مأوى هلوسة تصوراتنا الإنسانية و رفات ضحايا الحروب» .
5-هل الحبيبة مفقودة ويبحث عنها أم هي الوطن الذي يبحث عنه في صورتها؟!
فسلوى الحب الذي قضى رحلته باحثا عنها ومتذكرا اياها لم تكن من وجهة نظر حمدية سوى وهم عاشه للنهاية فلم يكن عاشقا حقيقيا من وجهة نظرها رغم خبرتها المقتصرة على ممارستها للذتها الاولى في القبر المحفور قبل أن تتحول إلى أداة متعة مجبورة فعرضت نفسها عليه وكأنها تود ان تخبره أنها ناضجة كفاكهة تستعجل قطافها وهي بحالتها تلك تكون أفضل من سلوى التي حرقت ثمارها شمس الفراق!!