رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة


المشاهدات 1421
تاريخ الإضافة 2015/08/17 - 8:38 PM
آخر تحديث 2023/06/06 - 12:07 AM

[caption id="attachment_29934" align="alignnone" width="300"]شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة[/caption] [caption id="attachment_29935" align="alignnone" width="300"]شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة[/caption] [caption id="attachment_29933" align="alignnone" width="300"]شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة شـــارع الرشيــــد... ذاكـــرة بغـــداد المنسيـــــة والمهملـــــة[/caption] برغم المناشدات العديدة وصيحات الاستنكار التي يطلقها بين الحين والآخر العديد من المثقفين والباحثين والمهتمين في شؤون التراث البغدادي  في كل مناسبة أو ندوة ثقافية  للحديث عن أقدم واعرق شارع سياحي  وتراثي عرفته العاصمة بغداد، والبغداديون منذ عام 1916 حتى الآن وأعني به شارع الرشيد وما تعرض له وما يزال هذا الشارع والمباني التراثية والأثرية القديمة التي ضمها بين جنباته من تشويه لطابعها الأصيل وملامحها العريقة التي ازدانت واجهاتها وتيجان أعمدتها الخرسانية الضخمة بزخارف ونقوش جميلة عكست مدى مهارة واتقان المعمار البغدادي والتميز الفريد الذي حظي به فن العمارة البغدادية وصمودها كل هذه السنوات الطوال ضد عوامل التعرية والمناخ  وتقلباته وضد بعض ملامح العبث والتغيير الذي تعرضت له من قبل مالكيها وأصحابها عن قصد أو عن جهل بأهميتها وقيمتها التراثية  والتاريخية ومن كونها تشكل جزءا مهما من الموروث الحضاري والتاريخي للبلد، أو كما يشير الأديب والكاتب المعروف جبرا إبراهيم جبرا في كتابه (صيادون في شارع ضيق) عام 1960 عن شارع الرشيد بأنه (أي الشارع) يكمن جوهر مدن التاريخ كلها ونهر دجلة الذي يشطر المدينة شطرين متناسقين يحمل في جريانه الوئيد المترامي ذكرى حضارات عمرها آلاف السنين. استطلاع كتبه: علي ناصر الكناني •وما نراه اليوم في شارع الرشيد بعد أن غزته مهن وحرف دخيلة لم يعهدها رواد هذا الشارع القدامى من قبل ممن ما زالوا يتمسكون بأماكنهم ومهنهم القديمة التي امضوا فيها سنوات عمرهم رغم قلة عددهم ولكن ربما يشكلون بارقة أمل جديد في عودة الحياة ثانية لهذا الشارع قبل ان يغادره حنين الذكريات الجميلة التي عاشها الغالبية منا بالسير والتنزه لساعات طوال تحت أروقته وبين جنباته وقبل أن يطويه النسيان. الباحث الصفار يستذكر * الكاتب والباحث رفعت مرهون الصفار تولد عام 1929 هو من الشخصيات المعروفة في تواصلها مع المجالس الأدبية البغدادية وله العديد من المؤلفات والكتب التراثية التي تتحدث في مضامينها عن عاصمتنا الحبيبة بغداد، التقيناه ليحدثنا عن جوانب من شارع الرشيد حيث قال: * يمتد شارع الرشيد من منطقة باب المعظم إلى باب البصلية (باب كلواذة) بطول 3 كيلومتر، وقد تم افتتاحه في 23 تموز عام 1916، وكان يمتد من باب المعظم (باب السلطان) إلى جامع سيد سلطان علي وقد سمي بالجادة العامة (جادة خليل باشا) وكانت هناك لوحة من الموزائيك تحمل اسم (خليل باشا جادة سي) تمت إزالتها عام 1932 بعد الانتهاء من إعمار الجامع وسمي الشارع (بالشارع الجديد) ثم غير إلى شارع الرشيد وكان عرض الشارع آنذاك بحدود 16 متراً. ويواصل الباحث الصفار حديثه بوصفه لهذا الشارع بقوله: - يتميز شارع الرشيد برصيفين تظللهما العمارات والمباني العالية المحمولة على الأعمدة الخرسانية ذات الأشكال الاسطوانية بارتفاع 5 م، كما يوجد عند مداخله من جهة باب المعظم بعض المعالم الأثرية التي من بينها جامع الازبك وجامع المرادية والذي تعود تسميته إلى الوالي العثماني مراد باشا وكذلك جامع الأحمدي الموجود في ساحة الميدان والذي بناه الوالي سليمان باشا، ثم يأتي بعده جامع الحيدرخانة والذي تعود فترة بنائه إلى زمن الوالي داوود باشا، وقد شهد الجامع جوانب وأحداث مهمة خلال الثورة العراقية الكبرى عام 1920، ومن المعالم والشواهد القديمة الأخرى التي تقع ضمن شارع الرشيد، المدرسة المأمونية وطوب أبو خزامة وخان مرجان وتربطه بجانبي الكرخ والرصافة خمسة جسور هي: باب المعظم والشهداء والأحرار والرشيد (السنك) وجسر الجمهورية الذي سمي عند افتتاحه في أواسط الخمسينيات بجسر الملكة عالية ومن ثم تم تغيير اسمه إلى الجمهورية بعد ثورة 14 تموز عام 1958، ويضم العديد من الأسواق البغدادية المهمة كسوف الميدان والهرج والصفارين وسوق البزازين والشورجة، ومن المراكز التجارية المعروفة فيه محلات أورزدي باك وأسواق حسو اخوان إضافة إلى أبرز المكتبات وهي مكتبة مكنزي التي يعود تأسيسها إلى بدايات القرن الماضي، أما محال التصوير فكان أبرزها بابل وارشاك والمصور الأهلي وعبوش وآخرين، وكذلك العديد من الصيدليات كالإسلامية وكاكا ومكاتب الأطباء والفنادق والمقاهي المشهورة كمقهى البلدية وعارف أغا والزهاوي وحسن عجمي والمربعة والبرلمان والبرازيلية ومقهى الشط (التجار) وغيرها والمطاعم ومحال الحلاقة وبيع الأقمشة. ويستذكر الصفار خلال حديثه جوانب أثيرة أخرى عن شارع الرشيد، حيث كانت تسير فيه عربات الربل التي تجرها الخيول وكذلك الباصات الخشبية، إلى جانب العديد من التظاهرات السياسية والوطنية. ونحن نأمل أن تمتد يد العناية والرعاية لهذا الشارع من قبل الدولة لإعادة الحياة إليه قبل فوات الاوان. موطئ قدم نظير الاف الدولارات • والمحير في الأمر إننا لا نستطيع بان نلقي باللائمة على جهة رسمية معينة دون سواها كونها المسؤول الأول عن تنامي ظاهرة التجاوز القديمة الجديدة بحق هذا الشارع وعن ما وصل إليه حاله من تشويه ودمار، فربما يتقاسم وزر ذلك كل هذه الجهات مجتمعة لأنك لو حاولت سؤال إحداها عن ذلك ستلقي باللائمة على الأخرى. بل ربما يجد البعض إن ذلك لا يعفي من هذه المسؤولية أيضا أولئك الذين يعملون فيه من أصحاب المحال ومالكيها بسبب تخليهم عن أماكن عملهم ومهنهم القديمة التي كانوا يمارسونها لسنوات عديدة وعزوفهم عنها باتجاههم لمهن أخرى ربما اضطرتهم أوضاعهم المعيشية الحرجة للجوء اليها ووسط تعالي حمى التنافس المخيف بين التجار وأصحاب رؤوس الأموال في الحصول على أكثر من موطئ قدم نظير دفع آلاف الدولارات أو كما يطلق عليها ((الدفاتر)) أو (( الشدات )) كسر قفليات ليقابلها ارتفاع خيالي لا يصدق في معدلات الإيجار لهذه المحال في هذا الشارع بعد أن كانت معدلاتها بسيطة ولا تتجاوز دنانير معدودة. كما يذكر لي الحاج خميس حسين اللامي الذي تجاوز الخامسة والستين من العمر احد العاملين في شارع الرشيد ومنذ أكثر من خمسين عاما أمضاها في محله لبيع الملابس والسدائر الفيصلية البغدادية وبأنه عاصر العمل في هذا الشارع منذ صباه في أواسط الخمسينيات عندما كان يعمل مع احد أصحاب المحال الخاصة ببيع الملابس الرجالية آنذاك ويوم كان معدل الإيجار الشهري لبعضها هو بحدود (50) دينارا فقط ليصبح اليوم مليونين ونصف المليون شهريا. يستذكر اللامي جانبا من ذكرياته الأثيرة عن شارع الرشيد بقوله لقد كان الشارع حافلا بالمحال المعروفة التي اشتهرت ببيع الملابس الأنيقة المستوردة والمحلية إلى جانب مقاهيه المتميزة كالبرازيلية والبرلمان اللتين كانتا يرتادهما النخبة المرموقة من الأدباء والمثقفين والشخصيات المعروفة من وجوه المجتمع البغدادي إلى جانب مقهى أو كازينو المربعة التي تميزت هي الأخرى بتقديم الشاي المهيل والقهوة العربية والمرطبات من المشروبات الغازية المعروفة آنذاك ويتميز هذا الكازينو بكونه بطابقين مكشوفين ويطلان على الشارع مباشرة. أما دور السينما فكانت على امتداد الشارع في كلا جانبيه العديد منها وهي سينما الرشيد والوطني والشعب وبرودواي التي غير اسمها بعد ثورة 14 تموز عام 1958 إلى سينما علاء الدين وكذلك سينما الحمراء التي بني مكانها البنك المركزي وفي ساحة حافظ القاضي كان هناك سينما الرافدين الصيفي واثر تعرضها لحريق مدمر تم تحويلها إلى سوق تجاري وفي الستينات شيد مكانه بناية التأميم الوطنية. حديث لمغترب عراقي ويشاركنا الحديث فلاح الحيدر ويعمل في مجال التدريس وهو عراقي مغترب يقيم السويد بعد أن غادر العراق قبل ( 35) عاما لأسباب سياسية وهو من مواليد عام 1949 في بغداد الكرخ قال عدت إلى بغداد بعد عام 2003 ولكن الاستهداف الطائفي جعلني أعيد النظر كما يقول بحساباتي في مسألة البقاء والعودة ثانية إلى السويد وهو من عائلة ياسر الصكر المعروفة بامتهان الصياغة وزيارته الحالية لبغداد جاءت تلبية لدعوة رسمية لحضور الفعاليات الختامية لمهرجان بغداد عاصمة الثقافة، لقد آثر الحيدر قبل توديعنا على شراء سدارة فيصلية بغدادية من الحاج خميس رغم شراءه واحدة من احد المحلات خارج شارع الرشيد وذلك تقديرا واعتزازا منه بشخصية الحاج البغدادية وتمسكه بالتواصل في عمله في هذا الشارع طوال هذه السنوات وكونه يمثل ذاكرة ثرية في نفوس البغداديين وفي نفسه هو بالذات يوم كان يتردد عليه ويرتاده مع أصدقائه أيام شبابه ولساعات متأخرة من الليل مبديا ألمه وأساه لما حل بهذا الشارع من تشويه ودمار لمعالمه ومبانيه الفريدة. أما علاء حسون صاحب محل لبيع الكماليات في شارع الرشيد فهو الأخر وكما يقول انه توارث العمل في المحل من والده والذي كان من العاملين في هذا الشارع منذ سنوات طويلة يعود زمنها إلى الأربعينيات وقد توارث هذه المهنة أباه ولم نغير طبيعة عملنا أو نتخلى عن محلنا رغم كل المغريات المادية التي عرضت علينا لبيعه والتخلي عنه مشيرا إلى إن ما يتعرض له هذا الشارع السياحي المهم هو أشبه بهزة أرضية عنيفة بعد أن تحولت محلاته وواجهاتها الأنيقة إلى أشبه بمخازن صماء مغلقة للدهون والعدد والمطافئ فيعيد الأذهان إلى الأيام الماضية بقوله أين الآن تلك المحلات الراقية التي كان يرتادها الناس ذلك الوقت مثل حسو أخوان وصالح محسن ونعيم نعمو والقيسي واورزدي باك والتي كانت أبوابها مفتوحة حتى منتصف الليل بينما الآن لا يتجاوز البقاء في هذا الشارع الساعة الثالثة ظهرا. ناشر يحول مكتبته الى محل لبيع الدهون ويشاطره الرأي الناشر محمد كريم تولد 1955 وصاحب مكتبة الرواق في شارع الرشيد التي كانت تقع بالقرب من بناية مركز الاتصالات في الثمانينيات بالتشويه الذي حصل لهذا الشارع الجميل مبديا أسفه لكونه هو الأخر قد تخلى عن مهنته السابقة في الطباعة والنشر وبيع الكتب إلى مجرد صاحب محل لبيع الدهون مستذكرا كيف كان يشرف على طباعة العديد من الكتب والإصدارات لكتاب ومفكرين وأدباء معروفين يوم كانوا يترددون عليه أمثال الدكتور علي الوردي وعلي جواد الطاهر وجواد علي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي وآخرين . ولكنه أكد لنا بأنه سيعيد محله إلى سابق عهده كمكتبة ودار نشر إذا ما تحسنت الأوضاع والظروف الحالية التي يمر بها البلد. عوينات اسيا من محلات الرشيد القديمة * أما يوسف مامدار حسين (أبو علي) تولد عام 1946 صاحب محل عوينات آسيا الذي تعود فترة تأسيسه في شارع الرشيد إلى عام 1935 والذي يعمل فيه حالياً ومنذ عام 1972 كما أخبرنا عن ذلك ويضيف قائلاً: - لايخفى على أحد بأن عوينات آسيا هي من أقدم المحلات الموجودة في الشارع والتي ما يزال تواصل العمل فيها منذ ذلك الحين حتى الآن، أما أصحابها الأصليون فهم (عبد الأحد داوود وجورج داوود). ثم سألنا (أبو علي) أن يحدثنا عن الأحداث التي مرت بشارع الرشيد خلال السنوات الماضية والشخصيات المعروفة التي كانت تتردد على المحل كزبائن فقال: لقد شهد هذا الشارع وعلى مدى عقود من الزمان العديد من الأحداث السياسية والوطنية التي من بينها التظاهرات التي اجتاحته عام 1956 وتظاهرات عيد العمال العالمي في الأول من آيار، كما شهد الشارع حدثاً تاريخياً مهماً عام 1959 وهي محاولة اغتيال الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم (رحمه الله) من قبل زمرة من البعثيين آنذاك، وقد شاهدت بأم عيني جثة عبد الوهاب الغريري ملقاة على الأرض من مكان الحادث الذي حصل في منطقة (راس القرية) بعد عودتي مع والدي من محل عمله الذي كان في سوق البزازين، مستذكراً عدداً من الشخصيات التي كانت تتردد على عوينات آسيا كزبائن ومنهم: فؤاد عارف الذي كان يعمل مرافقاً للملك غازي وكذلك أحمد حسن البكر وعبد الرحمن عارف وسعدون حمادي يوم كان وزيراً للخارجية والدكتور أوميد مدحت مبارك وزير الصحة في زمن النظام السابق وصدام حسين ووطبان إبراهيم الحسن وآخرين غيرهم. أما من الفنانين فكان من بينهم يوسف العاني وسليم البصري ويوسف عمر والإعلامي الراحل أمير الحلو والفنانة ليلى العطار وآخرين ربما لاتحضرني أسماؤهم الآن. وفي ختام حديثه ناشد (أبو علي) الجهات المعنية وأمانة بغداد بالاهتمام بهذا الشارع العتيد وبمبانيه التراثية التي صار يهددها الانهيار نتيجة قدمها وعدم تجديدها لا من قبل أصحابها ومالكيها ولا من قبل الجهات المعنية. بائع كتب يستذكر الباشا نوري السعيد وفي مكان آخر التقينا أحد أصحاب المكتبات والمعروف ببيعه الكتب والإصدارات القديمة رياض فدعم تولد 1960 ومضى على عمله في بيع وشراء الكتب القديمة كما يقول أكثر من أربعين عاماً من خلال تردده المستمر آنذاك على شارع المتنبي ليستأجر بعدها المحل الحالي الذي يشغله منذ ذلك الوقت حتى الآن، وقد كان لبيع وتصليح الراديوات القديمة نوع «إيكو» والتي كانت أبدانها مصنوعة من الخشب يحتفظ فدعم في ذاكرته الكثير من الذكريات الطريفة والجميلة التي يعتز بها والتي أثار جانباً منها فضولنا الصحفي لمعرفة المزيد منها حيث يقول: لقد روى لي الحاج إبراهيم أبو مهند وكيل رديوات إيكو الإنكليزية القديمة والذي كان يشغل المحل الذي أنا فيه حالياً بأن رئيس وزراء العراق نوري السعيد الذي غالباً ما كان يتردد على شارع الرشيد ليتناول شربت زبيب الحاج زبالة، إذ كان يمازح أبا مهند عند مروره بالقرب منه بأن هذه الراديوات تتسبب في إثارة المشاكل للحكومة بسبب استماع المواطنين لها مما يحرضهم على الثورة والانتفاض على الحكم، فكانت ضحكات الباشا تتعالى عندما يرد عليه أبو مهند بقوله (بس منين انعيش باشا) ليمضي في طريقه ليواصل جولته في أروع وأجمل شارع عرفته بغداد، لافتاً إلى ظاهرة قلة الإقبال على شراء الكتب كالسابق بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت على الرغم حسب قوله ان الكتاب الورقي سيبقى له قيمته ونكهته الخاصة لدى الكثير من القرّاء. امانة بغداد واشكالية التنفيذ من جانبها أوضحت أمانة بغداد على لسان مسؤولة قسم التراث فيها المهندسة أمل حافظ حول دور الأمانة في تطوير وتأهيل شارع الرشيد والإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الخصوص بقولها: - سبق إن قامت أمانة بغداد بالتعاقد مع إحدى الشركات المعمارية المتخصصة لغرض تطوير شارع الرشيد والمنطقة المحيطة به ولكن بسبب تلكؤ العمل وحصول بعض الإشكالات من قبل هذه الشركة تمّ سحب العمل منها وإيقافه وكان ذلك عام 2012، وبعدها قامت الأمانة بدعوة شركات أخرى على حساب هذه الشركة كناكل، ولكن أيضاً لم يحصل هناك راغب بسبب وجود شرط إلزامي من الأمانة وهو بأن يكون التنفيذ والإشراف من قبل الشركة التي يرسلوا عليها العقد ولذلك ترددت هذه الشركة في قبول العرض. بعد ذلك تمّ إعلان المشروع في عام 2014 الماضي ولكن من دون جدوى في وجود راغب للتنفيذ. وأضافت حافظ بأن المشروع يتضمن تغيير فعاليات وتطوير الواجهات وتحسينها وإعادة ترميم وتأهيل العديد من الأبنية التراثية القديمة الموجودة فيه، حتى إن كانت تعود ملكيتها إلى أشخاص آخرين. وفكرة التطوير هنا مبنية على أساس قيام شركة عقارية كأسهم وعلى غرار شركة السوليتير في بيروت وماذا عن التخصيصات؟ - لقد تم تخصيص مبلغ مقداره مليار دينار هذا العام 2015 لغرض تجديد عرض الإعلان ودعوة الشركات، ولكن حتى الآن مازلنا بانتظار قبول إحدى الشركات بتنفيذ العمل. وفيما يتعلق بإلزام المواطنين من أصحاب المباني والأملاك الخاصة التي هي ذات طابع تراثي قديم وموجودة ضمن شارع الرشيد بالاهتمام وترميم واجهاتها كونها تمثل إرثاً تاريخياً يخص مدينة بغداد، إضافةً إلى أن الأمانة لديها لجان مشتركة وتعاون مع عدد من الجهات المعنية بهذا الشأن من بينها دائرة الآثار والتراث والسياحة وجامعة بغداد بإلزام أصحاب المباني التراثية الذين يرومون تطوير وإعادة تأهيل أبنيتهم القديمة وواجباتها بالحفاظ على هويتها وطابعها المعماري المميز وعدم هدمها أو تغييرها بما يؤثر في ملامحها الأصلية لشكلها الهندسي والمعماري الذي كانت عليه أصلاً وإلزامهم بالحصول على موافقة اللجنة المختصة قبل المباشرة بالعمل، وهذا الأمر بطبيعة الحال يسري على جميع المباني التراثية في بغداد وليس فقط تلك الموجودة في شارع الرشيد، لافتة إلى عدم السماح باستخدام مادة الكوبوند في تطوير هذه المباني وخلاف ذلك يعد خرقاً صريحاً للتعليمات والقرارات الخاصة بهذا الشأن، على الرغم من ان غياب تطبيق القوانين بهذا الخصوص قد أدى إلى تفاقم الحالة المزرية التي وصل إليها شارع الرشيد كمعلم تاريخي وحضاري عريق، مما دفع الكثير من أصحاب المهن التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بطابعه الخاص والذي عرفناه عنه، كبيع الدهون والمواد الاحتياطية والمطافئ وغيرها. وأود أن أشير هنا إلى ان منح إجازة الاستغلال للمكان هي مسؤولية الدائرة البلدية، مع التأكيد على عدم السماح للمهن المخالفة لذلك، كما ان تطوير الشارع هو رهن بموافقة إحدى الشركات المتخصصة للتنفيذ مع الالتزام بالشروط التي وضعتها أمانة بغداد. وعلى صعيد متصل أوضحت حافظ بأن مساحة مشروع التطوير لشارع الرشيد ستكون من منطقة باب المعظم مروراً بساحة الميدان حتى جسر الجمهورية في الباب الشرقي إلى جانب تطوير المنطقة المحاذية لنهر دجلة وبنفس الامتدادات لشارع الرشيد وسيتضمن فعاليات سياحية وانشاء شارع مع امتداد النهر وكذلك مشروع الترام الذي سيكون في كلا الشارعين وإن هكذا مشروع كبير يحتاج إلى تخصيصات مالية ضخمة فيما لو تحملت الأمانة مسؤولية تنفيذه لوحدها ناهيك عن الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد. ويذكر ان شارع الرشيد هو معلن منذ فترة الثمانينات وفي جريدة الوقائع الرسمية بأنه شارع تراثي ولا يسمح بالمساس به وبأبنيته.

تابعنا على
تصميم وتطوير