رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الناصرية مجدٌ وأنين وحكاية ... «مازال عشقك يقظاً» ديوان الشاعر حسن عبد الغني حمادي


المشاهدات 1016
تاريخ الإضافة 2020/04/29 - 6:49 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 2:38 AM

اياد خضير العنوان (مازالَ عشقكِ يقظاً ) يحفز أنتباه القارئ، كونه يحمل نغمة الغناء، لكن لمن هذا الغناء؟ العنوان يلعب على مستويات دلالية متعددة كأنه غناء لأمرأه تشد الشاعر اليها فيقدم لها أعذب الالحان، العنوان هو احد قصائد الديوان منشورات احمد المالكي الصادر من مطبعة السيماء / بغداد شارع المتنبي بواقع 80 صفحة بالحجم المتوسط، القصيدة ابتدأت بعد عنوانها الى مدينة الناصرية، هنا اتضح بان الغناء الى مدينة الناصرية الفيحاء فهي تستحق ذلك كونها مدينة سومرية انجبت الكثير من الادباء والفنانين والعلماء والمفكرين. الى مدينتي: الناصرية يقظ عشقِك ينادي للصباحات وزقزقة العصافير لم تدركه وساداتُ الغفلةِ وأثرُ المغمورين بعمقِ الاحلام هوش عشقك ويقين وحكايات زمنِ دفين.. ص7 كانت الناصرية ومازالت هي حلم الشاعر وهي مدينة سنابل الذهب.. القمح الذي يزرع في ربوعها وهي غنية بالأثار زقورة أور في المدينة السومرية مدينة وادي الرافدين . مدينتي... سنابل الذهب وصلواتُ العارفين بمجدكِ أثر ووحيك ناقوس للتاريخ مازال يقرع للقادمين والعابرين صوب الشمس ص9 الشاعر يستذكر في ديوانه محلة السيف وهي زقاق مشهور من ازقة الناصرية الشاعر ولد في هذا الزقاق كذللك انا كانت ولادتي في محلة السيف المحلة التي يسكنها اناس طيبون اصلاء تربطهم المحبة والالفة بين الجيران، محلة السيف هي الطفولة والبراءة كنا نحبو في طرقاتها فرحين لا نحمل هماً، عندما تسمع السيف تتراقص امام عيونك الطفولة وما فقدت من احباب . محلة السيف هنا ولدتني أمي وهُنا هتفت طفولتي هتافات البراءةِ واليقين هنا السيفُ والطيبةُ هنا الناسُ والحنين ص52 يستذكر الشاعر مطرببن ريفيين وفاءً منه خضيري أبو عزيز، داخل حسن، جبار ونيسه هؤلاء الذين غنوا للناصرية ورحوا تاركين ارثاً وحفنة من وجع في القلوب وغصة. الناصرية وجعُ المبدعين الراحلين تكرماً هلا نسيت فتذكر صدى الالحانِ أبو عزيز وداخل يبثون بحة تغفو على ظلٍ من البستانِ وكذا أبو ستار يطربك عنوةً خذ صوتهُ شجناً يناديك وآهٍ على الولهانِ ص47 الشاعر حسن عبد الغني حمادي تمثل تجربته الشعرية صورة صادقة ونقية للحياة في مدينة الناصرية، يستذكر في قصائده مقاهي الناصرية التي تحتضن روادها البسطاء الطيبين امثال مقهى مسير ابو سمير مقهى جبار برهان وهادي برهان وما يدور فيها من وهج الطيبين وبهجة الحالمين. كانت المقهى فضاءٌ أمين هناك مقهى مسير ومقهى البراهين في وهجَ المقهى ديوان محبةٍ وأناس تنثر اليقين آه يا وهج الطيبين وبهجة الحالمين كانً الزمنُ مبهجاً يكسر أوجاعنا ويزيح أوهام الظنون ص54 الشاعر يتغنى بسحر مدينته الصاخبة بالحضارة فهي انشودة وحكايات لفرات يمنحها العذوبة والخيال وسحرها في ذاكرة لا تموت فهي هوية انقاض حضارة، حضارة اور مدينة النقاء، السومرية مدينة الغرباء، يعيش فيها الغريب وكأنه في بلده لطيبة أهلها. سحرُ مدينتي وسحرٌ تعالى هناك... نكهة من ترابٍ وحضارة هناك...اشارات هتافات ما زال رنينها معلقاً بأبواب الدنيا هو سحرُ مدينتي سنابلُ ذهبٍ وصلواتُ عارفين ص63 الشاعر حسن عبد الغني مقدم رائع في أماسي اتحاد الادباء فرع ذي قار او اي تجمع ثقافي لامتلاكه حنجرة تصدح بالكلمات.. بالشعر، يحفظ عن ظهر قلب الكثير من الاشعار يدلوها بصوته الجهوري، يضفي على الاحتفال او التجمع الثقافي البهجة والسرور ولكثرة ما يتناول من ابيات الشعر حتى حفظنا قسماً منها واحيانا يطلب احد الحضور بعض من الابيات التي يرغب بسماعها، القصيدة التي ذكرها في الغلاف الاخير كانت من القصائد التي يقرؤها دائماً. كان العشقُ عشباً وماء صار العشقُ ترتيل تتغنى بلغة الحناء صارَ القلبُ عنقوداً يتدلى من تلك الشجرة يتباهى بحسنها ويخافُ ان يحسدً الاخرون جمالَ الشجرة آه يا جمالَ الشجرة فرواها بدمهِ وأكتفى بالزهو... قصائد الديوان تشكل الهم الوطني، هذا الهم مكون رئيس من مكونات رؤية الشاعر، القصائد جميعها لا تخلو من هذا الحب الوجودي، الناصرية مجدٌ وانين وحكاية وانتماء.

تابعنا على
تصميم وتطوير