رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
عرض كتاب


المشاهدات 1008
تاريخ الإضافة 2020/03/04 - 5:14 PM
آخر تحديث 2024/05/02 - 10:35 AM

نصير الشيخ -- ( تبقى اختلافات حيوية باعثة على النشاط، بدلا من تماسك مصطنع باعث على البلادة منبع جاذبية أي حضارة.) هذا منطوق افتتاحي لكتاب صدر عن سلسلة عالم المعرفة بعنوان{الحضارات في السياسة العالمية- وجهات نظر جمعية وتعددية}/تحرير- بيترجي كاتزنشتاين/ترجمة-فاضل جتكر. احتوى الكتاب المؤلف من{376}صفحة من القطع المتوسط على مدخل وثماني فصول.وهو بحسب محرره نتاج طاولة مستديرة وندوة نقاش عقدتا على التوالي في اجتماعي 2007و2008 الحوليين لرابطة العلوم السياسية الأمريكية، منطلقا من مذكرة قد أعدها للمشاركة الانتقال من مرحلة الكلام عن نقاط معينة الى مرحلة كتابة مقالات مطورة،وعلى الأثر بادرت الى تجنيد مؤلفين إضافيين لتوسيع القاعدة التجريبية لمنظور الكتاب التحليلي. فصول الكتاب هذا تحلل أمريكا، أوربا، الصين، اليابان الهند، الإسلام، وتوفر تأييدا قويا لهذه النظرة الجمعية والتعددية الى الحضارات، وعلى الرغم من ان المؤلفين يظهرون أوجه تباينهم حول عدد من المسائل النظرية، فأن تحليلاتهم تشير على نحوكاسح إلى التعددية الداخلية للحضارات والى تعايش جمع من الحضارات. كثيرا ماترد كلمة(الحضارة)بصيغة المفرد في النقاشات العامة على النقيض من اصرار هذا الكتاب على الحديث عن حضارات تعدد دية وجمعية، ففي امريكا وأوربا مثلا كثيرا ماتتم الإشارة الى الحضارات بوصفها رؤية شاملة للغرب كله، صيغة قابلية كمال كونية جوهرية مستوعبة لجميع أجزاء العالم مستندة الى نمو العقل الغربي، وهذه النظرة الى الحضارة بصيغة المفرد ليست حكرا على الغرب. فهي تميزايضا الخطاب العام لعدد كبير من أجزاء العالم غير الغربية..ففي اليابان أولا والصين الآن وربما الهند قريبا باتت الأصوات المعلنة لبزوغ فجر تفوق اسيا الحضاري في الشؤون العالمية اعلى، ومثله مثل الأستشراق يعاني الاستغراب من إلباس((الشرق))و((الغرب))ثوب المفرد. يرى جيمس كورت أنه(خلال جزء كبير من القرن العشرين، ادعت الولايات المتحدة الأمريكية قيادة الحضارة الغربية والدفاع عنها ولاحقا في أوقات أقرب راحت تزعم انها زعيمة العولمة، او حضارة كوكبية جديدة،والمدافعة عنها...هذا المبحث الثاني للكتاب والذي ناقش أيضا جملة التصورات الأمريكية لهاتين الحضارتين المتعاقبتين ولدور الولايات المتحدة فيها، وعند القيام بهذه المهمة ستتم معاينة أنواع مختلفة من الحضارات ولاسيما ماأطلق عليه شموئيل آيزنشتادت وآخرون اسم حضارات((عصر محوري))من جهة حضارات((حديثة))من الجهة المقابلة..سيكون التركيز الاستثنائي على: 1-التطور والتحول المتعاقبين لجملة الحضارات الكلاسيكية والمسيحية والغربية والكوكبية المعاصرة. 2-صعود الولايات المتحدة الى عرش دور الدولة القيادية لحضارتي العصر الحديث والحضارة الغربية أولا والحضارة الكوكبية الآن. وجاء المبحث الثالث بقلم الكاتب(ايمانويل آدلر)ماوصفه بـ(فكرة الحضارات وأفسرهابوصفها أسر ممارسة، واطرح فرضية ان من شأن اوروبا حين يكون الأمر متعلقا بحل مشكلات دولية،ان تكون واقعيا داخلة في مرحلة مابعد الحداثة،مرحلة منتمية الى حقبة مابعد الحداثة. وبتقديم موجزلمرحلتها المعيارية ليس بوصفها مفهوما فقط، بل للكيان السياسي الحضاري المابعد حداثي مع أسرة الممارسة، كذلك أشير بايجاز الى تفاعلات أوروبا مع الحضارة الإسلامية والولايات المتحدة لتسليط الضوء على التنافس الجاري بين اوربا سياسة مابعد السلطة والعالم الفوضوي الحديث. ويتساءل(ديفد سي كانغ)في مبحث الفصل الرابع عن..(ماكان دور الحضارة في أسيا الشرقية الحديثة؟بوصفها مهيمنة كان للصين ولفلسفتها الأم: الكونفوشيوسية- تأثير قوي في السياستين الداخلية والدولية لبقية أسيا الشرقية،وان ظل ماكان يعنيه الاتصاف بالصفة الصينية وأفضل طرق تنظيم المجتمع والحكم عرضة للتعديل والجدل الدائمين داخل الصين نفسها بوصفها حضارة الدولة الأقوى في المنطقة، كانت الصين محطة إجبارية، وبقيت أكثرية الدول والمجتمعات ملزمة بالتعامل مع الصين بطريقتها الخاصة. (مبادرة الساموراي الى نجدة هنتغتون- اليابان عاكفة على تأمل دورها)هو مبحث الفصل الخامس من الكتاب، والذي اختص بقراءة التجربة اليابانية بوصفها دولة/أمة غير غربية كانت قد اكتسبت صفة الحداثة بسرعة، ولكنها حافظت على ثقافتها التقليدية وهي تفعل ذلك...فالحفاظ على الهويات الثقافية الخاصة حتى في زحمة عملية العولمة هو من الأهداف المقيمة الدائمة للبلدان الأقل نموا وتطورا. وجاء المبحث السادس تحت عنوان(أربع تنويعات على اوتارالحضارة الهندية)بقلم{سوزان هويبررودلفْ}وهو قراءة فاحصة للدور الذي مارسه الخطاب الحضاري في فهم الهند، ذلك ان الحضارات وصيغها الحياتية السائلة والمتغيرة هي من صنع عوامل تاريخية وليست كيانات موضوعية ذات حدود ومواصفات يمكن تدوينها في أحد المعاجم الجغرافية. (الإسلام في آفرو – اوراسيا/حضارة جسرية)هو عنوان المبحث السابع بقلم{بروس لي لورنس}اذ يقول(تقوم الحضارة الإسلامية باستحضار شبكة جغرافية- ثقافية أوسع من ان يمكن تحديده بمجرد الولاء للآسلام دينا وطقوسا وشريعة..مبكرا وكثيرا ما أصبح الدين مربوطا بالثقافة بوصفه صانعا حاسما للحضارة، وجرى وضع الحضارات السائدة في خانات هندية/هندوسية، صينية/كونفوشيوسية، ايرانية- عربية/إسلامية وغربية/يهودية- مسيحية. وقد ضم الإسلام مسارات عرقية لغوية وثقافية كثيرة تجاوزت الشرق الأوسط. ويرى(باتريك تاديوس جاكسون)والذي كانت ورقته المبحث الثامن والأخير من الكتاب، والذي شكل خلاصة للأوراق والمباحث المطروحة في هذه الحلقة النقاشية،مكتفيا بالقول(سوف انفق بعض الوقت في تنظيم وتشكيل جملة الخيارات المختلفة المتاحة في هذه المناقشة البحثية – الأكاديمية. ولا اعتقد ان هناك نوعا من موقف الإجماع الضمني على الحضارات،إجماعا قابعا في مكان ما خلف مساهمات الكتاب المختلفين المجموعين في هذا المجلد، وسأكون عنيفا في مقاومة أي محاولات هادفة إلى فرض أي إجماع كهذا. لعل الشيء الوحيد الذي يجمع مختلف الفصول- عدا توافقها الغامض على أطروحة ان الحضارات وديناميكياتها ذات أهمية في دراسة السياسة العالمية المعاصر هو اختلافها حول الأشياء نفسها تقريبا.

تابعنا على
تصميم وتطوير