تشكل الصورة النصية قصصيا... في تجربة قصص من قتل حكمة الشامي لجمعة اللامي
ثقافية
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1019
تاريخ الإضافة 2020/02/24 - 3:54 PM
آخر تحديث 2025/06/22 - 2:59 AM

محمد يونس
التشكل الصوري الرؤيا – الرؤية –
مثلت الرؤية الخارجية في قصص تحمل سؤالا جنائيا، وهي قصص جمعة اللامي – من قتل حكمة الشامي، وجدان المؤلف مجسدا، وتشكل عبر صور اشارية وعلاماتية ودلالية، وهذا خلاف العرف الادبي للقص، فتجسيد المؤلف نصيا عمل شاق فنيا ويحتاج مهارة، اضافة الى الجرأة الأدبية، والتي قلما نلمسها، لكن في هذه المجموعة لمسناها ليس وفق ما نظن، بل جاءت بجرأة استاطيقية، فكأنك امام لوحة تتحكم بها الخطوط والالوان، وتجدك بعد تأملها أنك امام الرسام، وقد واجهتنا الجرأة الأدبية بكاركتر من جهة للمؤلف، ومن جهة اخرى بذاته الواعية، وثالثة بحلمه الانساني، ونشير هنا الى وضع جمعة اللامي ايديولوجيته خلف انسانيته فوسعت مساحة العامل الانساني، وبذلك قد اغنت المضامين القصصية، وتلك الرؤية بصيغها المتعددة صارت في التشكل الصوري معادلا موضوعيا للرؤية النصية في القصص، فاول القصص –من اهتمامات «القلعة الحجرية» ابدت ذلك في المستهل القصصي، والذي كان هنا تقديما اناب عن المستهل القصصي، حيث رثته امه زهرة بنت محمد المشكور نثرا، وهنا نلفت الى حسن الصنعة في جعل ذلك نثرا، ليبدو كما حدي او همهمة الامهات، وفي قصة – فردوس المنفي – كانت الذات الواعية تجسد نفسها داخل المضمون النصي، وفي اخر السطور يحلم الرجل – الذات الواعية، ومن ثم رفيقيه في سجن نكرة السلمان يقول له – حان وقت رياضة الصباح ايها الرفيق حكمة الشامي، ونهاية القصة تؤكد على الذات عادت الى موقعها الاجتماعي لتفكر من جديد بذلك الدور المؤهل فنيا، اضافة الى ذلك كانت هناك نصوص صورية، من جهة وجودها الفيزياوي تمثل وحدات قصصية خارج التوصيف العام، وتلك الصور كولاجية وليست فقط من النمط العادي، وهنا قد ضمن لها جمعة اللامي أن تكون قصصا من ضمن المجموعة، فهي ستحتاج الى تفسير منا خارج المعنى العام للصورة، فهي تفسر عبر التأويلات التي تنتج من خلال صعوبة تفسيرها المعتاد، والذي هو ملغي هنا، وقدم جمع اللامي بتلك الصيغ الكولاجية، اشارة ضمنية لرؤية بول كلي للعمل الفني، حيث يكون تأويل النص الصوري هو المعيار الاساس، وليس التفسير الذي نعهده في المكتوب من النصوص، فهناك فارق نوعي بينهما.
الملاحظات الشخصية لكشف التبئير –
بدت القصص في مجموعة – من قتل حكمة الشامي – بطبعتها الاخيرة الاستعادية، وهي تحيل الى ملاحظات شخصية للمؤلف، قد افترضت كمضامين متعددة التوجهات نصيا، وقد قدت بكيفيات كتابية بجرأة ادبية وروح ابتكار كل قصصي مفترض احيانا، لكن على مستوى السياق القصصي لا تجد ثمة ارباك او خلخلة مؤثرة في السياق، فالمؤلف كان متحكما فنيا الى حد ما، واضافة الى ذلك نوع ايقاعه في تلك الملاحظات بالصورة التي تنسجم مع المضامين القصصية، وافادت تلك الملاحظات في كشف نسبي للبؤرة القصصية، وذلك بعد أن صارت الملاحظات من جهة النص موضوعة تفسر نفسها بنفسها، ولا يأتي تفسيرها من خلال مجريات الحدث القصصي، لكن يكون له دور بايديولوجيا النص القصصي، وكما تكون واحدة من الدلالات التي تشكل اهمية في القيمة القصصية، فقصة - ساعات من زمن الاتي حكمة الشامي – حيث تستهل القصة بعبارة – ملحوظة مهمة – ثم يوضح المؤلف بعض الامور، واهمها فيما يخص وحدة الزمن، فتمنى الا يميل الزمن نحو العدم ويحسم ذلك مشخصه النصي – حكمة الشامي – وطبعا هنا يمكن أن يكون ما نسميه تقنيا بالتكافؤ السردي قد لعب الدور المهم في بنية القصة، ولم يؤثر الافتراض الاستهلالي الذي اورده المؤلف جمعة اللامي ابدا على بنية الشكل القصصي، وفي قصة – اهتمامات عراقية – يتخذ المؤلف وجهة نظر مختلفة، ودورا اخر في الملاحظة والكشف النسبي للبؤرة القصصية، حيث دخل بشكل كورالي، فكان تقريبا وجوده هنا فونيميا، حيث قد شارك – المؤلف بتردد المقطع الثاني من الاغنية، وللقراء الاختيار بترديد الأغنية ام لا، فذلك ليس من هم المؤلف اطلاقا – وهنا كان للملاحظة وجه اخر، فالمؤلف لم يكن ساردا ضمنيا، بل كان تدخله فنيا يقصد منه اعادة انتاج بنية قصصية بشكل يمكنه افتراض مالا يمكن افتراضه في الشكل القصصي التقليدي، قد حقق الوعي القصصي الخلاق لجمعة اللامي – اذا اخذنا بالاعتبار الزمن الاول للقصص – فأن هناك تطورا حيويا لمرحلة مستقبلية غير مبلورة لهيمنة مرحلة سابقة له بقوة ومتانة، فما بعد الحداثة هي التوصيف الانسب لبنية القصص، وأن كانت قد كتبت اغلب القصص في المراحل الاخيرة من الحداثة، والتي كان فيها الا يمس الاطار التجنيسي أي تطور للشكل القصصي، وفي قصة – الغرفة – كان أن يختلف ايقاع الملاحظة، ويتغير طابعها بصورة مختلفة، حيث هنا كان اقل وقعا بصيغتها، حيث لا وجود مكرس بصيغة تضمين، بل كانت هناك صيغة اجرائية مرة هو يتدخل فيها بالتعريف بنفسه، واخرى يقوم – المدير – بعد ان يختار له اسماء عدة ذات دلالات ومضامين هائلة، حيث – صرخ المدير: انت جمعة اللامي – ثم تعود مجريات النص القصصي، ونشير الى أن المؤلف تمكن من تقديم صيغة فنية متقدمة زمنيا، وجعل نصه القصصي يحتمل جرأة المناورة بصيغ متعددة، وارتفع بقصصه الى مستوى النص الأدبي، بذلك جعله كما موشور جمالي بليغ وحيوي قلما واجهنا مثيلا له .