رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الروائي العراقي الدكتور سامي النصراوي في ضيافة ثقافة الزوراء


المشاهدات 1250
تاريخ الإضافة 2020/02/22 - 6:12 PM
آخر تحديث 2025/06/28 - 2:46 AM

حوار /الدكتور خالد الخفاجي الزوراء / خاص بدا مشواره الحياتي مع القانون الجنائي وتخصص به كدكتور وأستاذ، مارس مهنة التدريس بكلية الحقوق في البصرة بعد نيله شهادة الدكتوراه في القانون الجنائي من موسكو في ستينيات القرن الماضي، ثم انتقل إلى جامعة بغداد بعد ذلك تمت استعارته للتدريس في جامعة محمد الخامس/ كلية الحقوق/ الرباط، وتتلمذ على يديه كبار الشخصيات المغربية التي شغلت مناصب مهمة في المملكة، وصارت المملكة المغربية ملاذه الأخير ومحل إقامة غربته، وله كتب في القانون الجنائي، خلال هذه السنوات كان يجد نفسه ميالا إلى كتابة السرد فضلا عن إن تخصصه في القانون الجنائي منحه خبرة نادرة في كتابة القصة، لأن السرد ينطلق من خضم الواقع الاجتماعي الذي تحتويه المشاكل الحياتية التي تخضع للقانون بشكل عام. وأمام إلحاح رغبته الإنسانية والأدبية تجاه كتابة القصة، بدأ الدكتور سامي النصراوي الروائي العراقي المغترب مشواره مع كتابة السرد بمختلف أشكاله، القصة، والقصة القصية جدا، والرواية، فتكلل هذا المشوار الإبداعي بمنجز قوامه خمس عشرة رواية وعدة مجاميع قصصية، ترجمت منها اثنان إلى الفرنسية كل واحدة بثلاثة أجزاء، الأولى هي رواية الشاطئ الآخر، والثانية شروخ في أسوار بغداد، وأخرى ترجمت إلى الروسية. الروائي الدكتور سامي النصراوي. * له في السرد _الشاطئ الآخر، ثلاثة أجزاء، 2009، ترجمت إلى اللغة الفرنسية ( دار لورمتان الفرنسية ) وهي أكبر دار نشر في باريس / شروخ في أسوار بغداد ، ثلاثة أجزاء، 2008، ترجمت إلى اللغة الفرنسية/ الصعود إلى حافة الهاوية، رواية ترجمت إلى اللغة الروسية/ بئر الظمأ / الرباط/ أهل الكهف ، مجموعة قصصية، 2009/ شياطين ومآذن، ثلاثة أجزاء، قيد الطبع/ صدى الصمت، ط1988، ط2، 1991 / ما وراء السور 1989، الرباط/ الصعود إلى المنفى، 1988 الرباط/ الدوامة، / 1990زخات الطاعون، 1991 / المفاجأة، 1995، ترجمت إلى اللغة الفرنسية/ لوحات في الواقع، 1996، مجموعة قصصية/ على حافة الآخرة، 1996 في الشعر ـ ظلال على الطريق/ 2016 الرباط ـ تموت كي تعود/ 2016 الرباط ثقافة الزوراء دخلت بيدر الروائي والشاعر الدكتور المغترب سامي النصراوي وخرجت منه بهذا اللقاء : *في كتاباتك غالبا ما يُلاحظ جنوحك صوب القانون ، لماذا ؟ ـ ثمة ما يميز الأعمال الأدبية بصورة عامة، طابعها السيكولوجي رغم تنوعها في هذا الاتجاه ومداها. فجلها تبحث في الواقع القبوي أو الوعي لشخوصها، تحاول إظهار ذاك اللاتجانس الشيطاني الداخلي وذاك السلوك الخارجي الملتف بالمبادئ المثالية السامية التي ترسمها الإنسانية لمسيرتها ، وعليه فأنه في حالة انتفاء تلك الدلالة ، ينتقل النص إلى أدب التسلية المجردة ، أي وقوف النص الأدبي عند الخصائص الخارجية وحسب * كيف تنظر إلى النقد الأدبي بصفتك روائيا ؟هل تنظر إليه خصما أو طرفا لابد منه في المعدلة الأدبية ؟ ــ سأضرب لك مثلا من مجريات الأحداث في المحاكم وأقارنها بالنقد الأدبي، إذ غالبا ما يدور تساؤل على ألسنة الناس عن معنى وفائدة حضور محام لمتهم اعترف بجريمته المشهودة وأمام المحكمة ؟ * كيف تنظر أنت لكتاباتك كناقد ؟ هل أنت راض عما كتبت ؟ ـ حكمة مأثورة قالها (هرقليطس )، في التغيير والصيرورة والتحول المستمر وهي: (كل شيء يجري مثل ماء النهر)، ومن هنا لا نستطيع أن نسبح في النهر مرتين فماء النهر يتبدل في كل لحظة، *هل صحيح تلك المقولة التي تدعي بأن النصوص الأدبية تزيح ما قبلها ؟ ــ القول إن النصوص الروائية تزيح غيرها لتحل محلها، قول فيه بعض التجني على الحقيقة فتعدد المبدعين ليس بالضرورة تطابقهم. فكل مبدع عالم قائم بذاته والنصوص الإبداعية هي قطرات معرفية تكمل الواحدة منها الأخرى لتكون في النهاية سيلا معرفيا يشارك فيه الجميع. *هل حصل أن وقف ناقد على نصوصك ووجد فيها ما لا يدور في خاطرك ؟ ـ استنطاق النصوص مهمة قد يبدع فيها الناقد، إذ قد يجد فيها أفكارا هي من قبيل الدلالات البنيوية المشدودة بغيرها من النصوص الأخرى المطروحة في التداول. ولكن ذلك قد يؤدي إلى تفسير النصوص بما يبعدها عن دلالاتها الحقيقية التي استهدفها الكاتب في نصه، فعندما نتحدث عن أدب السجون مثلا، غالباً ما يدور حديثنا عن تحدي الإنسان لقيوده سياسياً وما يصاحبه من شموخ في الدفاع عن فكرته أو مبادئه ضد الاغتصاب الفكري، *هل تعاني كغيرك من كتاب السرد والشعراء من صعوبة النشر ؟ ــ سألت أحد الإخوان يوما عن هذا الاحتفاء غير الطبيعي في الفضائيات العربية ببعض مغنيات الكليب وهن لا يملكن صوتا جميلا يطرب السامع، فأجابني إنهن سلعة قابلة للتسويق إعلانيا، مردودهن جيد . *هل نحن بحاجة لخلق وتكوين سوق خاص للكتاب ؟ ـ عند الغربيين ترسخت عادة القراءة منذ الصغر، يتوارثها الخلف عن السلف ولا تجد شخصا إلا ويتأبط كتابا في المترو أو الحافلة أما مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فالأمية تعشعش فيها بدرجة مخيفة ومثقفوها على قلة عددهم تطحنهم متطلبات الحياة اليومية مردودهم المالي لا يكفي سد رمق أطفالهم . *ماذا تقدم الرواية العربية إلى القارئ العربي؟ ـ حينما تتصور أن الكتاب الذي بين يديك يساوي عصارة تجربة إنسان بما فيها من تراكمات معرفية وتجربة حياتية تعلم معنى الكنز الذي جاءك بدون ثمن، فلو قرأت مائة كتاب لوجدت نفسك عشت حياة هؤلاء جميعا ولهذا لا يمكن الاتفاق مع من يعدّ هذه التراكمات المعرفية للإنسانية التي تزخر بها المكتبات مجرد تفاهات عقلية بل هي خلاصة الفكر الإنساني . *كتبت روايات عن المجتمع المغربي وكذا العراقي، هل وجدت فرقا بين شخوص رواياتك العراقية عن المغربية؟ ــ الرواية تبحث عن إشكالية الحياة الإنسانية أو الوجود الإنساني بصورة عامة ضمن زمان ومكان معينين ، ولكن ثمة حقيقة لا يمكن إغفالها وهي أن جميع بلدان العالم الثالث اليوم تعيش على وقع رتم يكاد يكون متشابها في حياتها اليومية والمعيشة فهي تتشابه بل قل تتطابق في أزماتها الاقتصادية وفقرها ومخاضها الاجتماعي والنفسي *في ثلاثية الشاطئ الآخر، امتد النص إلى حيث الشاطئ الأوربي، مجتمعات هي غريبة عنك، كيف تعاملت معها ؟ ــ من خلال ملاحظاتي لتك المجتمعات التي عشتها في أثناء إكمال دراستي ومتابعتي لما يجري فيها ويكتب عنها، أصبت بخيبة أمل وربما هي عين خيبة الأمل التي شعر بها آخرون من الذين عاشوا في هذه البلدان فما حلمنا به وجدناه سرابا، فمن استبشروا خيرا بالتقدم التكنولوجي الذي عرفته هذه البلدان وحلموا بالسعادة والعدالة، أي إنتاج كبير تعني حرية مطلقة وسعادة غير محدودة، *ما الجديد في رواياتك ؟ بما يجعلها تختلف عن غيرها من الروايات لكتاب آخرين؟ ــ كلنا يعلم بأن الرواية هي فكرة دالة ... دالة بمعنى أنها قضية تبحث عن الحياة الحقة، هذا يعني أنها لها دلالتها ولها ماهيتها وجانبها البنائي، فشكلها أي الكيفية التي تصاغ بها هذه الفكرة لا ينفصل عن الموضوع في دلالاته، لأنه هو الإطار لمادة حسية تبقى الفكرة بدونه عمياء وخليطا وفوضى حسية، فالشكل هو الذي يعطي لهذه الفوضى الحسية صورتها الكلية والبنية الدالة، صحيح أن الشكل هو نتاج الخيال مثقل بالمحسوس ومقترن بالشخصيات والوقائع والأحداث، الاستعارات والتشبيهات ولكنه هو الإطار الذي تصبح من خلاله الفكرة عبارة دالة لا تسبح في الخواء المنفصل عن الحياة والواقع الاجتماعي *لماذا تتحاشى أو بمعنى آخر تبتعد عن الظهور في الإعلام؟ أليس أنت صاحب قضية إنسانية كأديب ويجب أن يعرفك الناس أو قراؤك من خلال الإعلام؟ ــ نعم هذا صحيح، ولكن ما نلاحظه من إسفاف وعشوائية وتجارة وصناعة أصابت المشهد الثقافي العربي ككل، تضع الكاتب الملتزم أمام قضيته الإنسانية التي أشرت لها بصورة أكثر حقيقة وفاعلية وهي على أقل تقدير التعامل مع الذات بصمت، والتاريخ هو كفيل ليظهر النتاجات المجدية للمجتمع، كما وصلتنا نتاجات كتاب وشعراء عرب وأجانب لم ينصفهم الإعلام. *ألم تفكر بإيصال منجزك الإبداعي على الأقل إلى الوسط الثقافي العراقي؟ وأنت تعرف حجم وقيمة مستوى المثقف العراقي؟ ــ الحقيقة اكذب عليك لو قلت لك لا أتمنى أن تصل رواياتي إلى المثقف العراقي على اقل تقدير، ولكن أنا وانطلاقا من إيماني بقضية وهي من يبحث عن الكتاب، عليه أن يحاول كيف يقتنيه، هذا من جانب ومن جانب آخر قضية ترويج الكتاب أصبحت قضية صعبة في كل الدول العربية، خاصة وما يدور فيها من صراع يشل حركة الكتاب، بما فيها العراق الذي هو بلدي واعشقه بجنون وكتبت عنه الكثير، ولكن كيف وهو مازال غارقا في الصراعات السياسية وغيرها*

تابعنا على
تصميم وتطوير