رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
لحظة رجوع


المشاهدات 1013
تاريخ الإضافة 2020/02/22 - 6:11 PM
آخر تحديث 2025/06/21 - 4:07 PM

جاسم الصافي ماذا لو ان الموت جاء بمن كان في الغياب، جاء متسلل كما الذكرى قلق ينذر بسرعة الرحيل الى مقبرة النسيان، لم يعد الزمن حليفا للأماني ولا حتى امينا للأحلام، صار خصمي الذي لم اجد غيره يُلام، ولم تعد متعة كما كانت يرتجف من رهبتها القلب وتتغير في لحظتها الفصول، ما اغبى ان تنقاد خلف قلبك مثل فراشة تشق قبس النار الى حتفك الاخير، لقاء مجوف من أي شوق يشبه لقاء لعابر سبيل لا يبتغي سوى الاستدلال على الطريق...هل تعلمين من انا؟ ام ان خرائط الايام بوصلة الذاكرة ؟ انا كتلة الانتظار التي تدرعت بالمنايا من شدة الخيبات والخذلان الطويل، انا من تأخر عن باص احترق في داخله كل الاحبة وظل ينتظر المصير. وقفت أمام عينيها الزرقاوين عل سمائها تمطر بشيء من الحنين او يلوّح لي ندى الاماني على خد الياسمين، ارتعد وجهي وهو يصطدم بنسائم الربيع، لم يبق منها سوى تلك العيون التي تحتضن ذاك البعيد وتقاوم بجهد لئلا يغرق ما تبقى منها في ظلام الغياب. أعدت عليها لفظ اسمي عسى أن تقرع حروفه في سمعها فتفزع منه غربان النسيان وتستفيق له بلابل الذكرى ، محاولتي لم تحرّك فيها الاسى واليأس في نفسي ... سقطت اوراق خريفية جف النبض فيها وتيبس الشوق وكنتها اشواك من قحط السنين، وراح جرذ التأنيب يقضم قلبي التورم بألآم انتظار تلك السنين ... وتلتذ بقلقي واعتصاري بالحنين، ام اني واهم ما تزال مثلي تحتفظ بفيض الوجد والحب القديم ... بدوت كمراهق اصطبغ بشيب الفضيحة، تركتها وانسحبت لكن السؤال بقي قمرا في مدار القلب يدور ويدور، ضجيجه يخترق سكون الحضور.. تسلل الى سمعي صوتها الحزين وهي تقول لي: لا تستغرب.. لا تستغرب... الانتظار قادرا على اتلاف كل شيء، الانتظار مثل الريح وهي تهيل اتربة النسيان في كل مكان فيجمد حركة الزمن على صورة تبقى للذكرة . التفتُّ اليها ورمقتها بزاوية عيني، لكني وجدت شفتيها ما زالتا مطبقتين كالقبر القديم .

تابعنا على
تصميم وتطوير